أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم الشامي - قطار الشرق الاوسط الاميركي















المزيد.....

قطار الشرق الاوسط الاميركي


كريم الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 14:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مرَّ القرن الماضي وهو يجرّ خلفهُ اثقالَ حروبٍ عالمية وأخرى أقليمية، واحداث وكوارثة انسانية خطيرة، أودت بحيوات الملاين من الناس الابرياء الذينَ طالما كانوا دائماً حطباً للنيران التي تشتعل عادة في مواقد المتربعين على مصائر البشرية، دون ان يرفّ لهم جفنٌ أو يوخَزُ في صدورهم ضمير، لا يهمهم قط إلا ما يمكن أن يحققَ لأهوائهم غاياتها ومكاسبها ويملأ اياديهمُ من دمِ الانسانية المنحورة أبداً على مذابح أمراضهم، تلك الامراض التي كانت على مرِّ التأريخ كلّه، سبباً وراء مصائب وويلات الانسان في كلّ مكان.
لقد كان هذا ديدن هؤلاء في القرون السابقة كذلك، ومجرّد نظرة واعية للتاريخ البشري الحديث ستجعلك على دراية كاملة بمن يقف خلف هذه المئآسي الانسانية العظام، فبمعزلٍ عما فعلهُ الأتراك في عهد خلافتهم العثمانية شديدة القسوة والعنجهية والتخلف، والقابعة خلف ستار قذر ومفضوح وبالٍ ومنحرف من إدعائهم الديني، كما هم اليوم في حقبة تراجعهم الخطير في ظلّ حكم حزب اسلامي طائفي توسعي صلف، يحلم بالعودة بتركيا الـ[ العلمانية ] إلى عصور الظلام والموات العثمانية بقيادة اوردغان الذي يريد العودة بشعبه وبشعوب المنطقة إلى الباب العالي في الاستانة؛ ستجد أنّك لا تحيد ترى باوضح من الشمس في رابعة النهار، أن الامبريالية باركانها المتعددة، ولا سيما البرطانية والفرنسية، ومن ثمّ الاميركية الاكثر فتكاً؛ قد كانت السبب الاعظم في تلك المئآسي والويلات.
والغريب أن رؤيتكَ العلمية والموضوعية التي تحصّلْتَ عليها عبرَ قراءتك لحوادث التاريخ القريب، ستنحى بكَ، ربّما دون أن تدري، إلى منحى العرّافينَ وقارئي الطالع، بمعنىً آخر؛ ستجد نفسكَ تنهج نهجاً ميتافيزيقياً في محاولتكَ للتمكّن من رسم صورة مستقبلية لما سيواجه البشرية المنكوبة بقدرها المزعوم، في قرنها الحادي والعشرين هذا.
في مطلع القرن الفائت، مثلاً، اندلعت الحرب العالمية الأولى، ولا أدري كيف تم تسميتها بالاولى، وقد سبقتها حروب حصدت الملايين من الارواح ودمّرت مدناً باجمعها وأتت على أمم وبلادان وخرّبت حضارات عظيمة، ولكننا هكذا، وتماشياً مع خطاب الطغاة تصالحنا على انها الاولى، فكان أن جرى تقسيم العالم القديم بعالم آخر، وفقاً لما تريده وتهواه الآلة الامبريالية الجبارة، فنشات دولاً جديدة على انقاض المستعمرات العثمانية البائدة، ومنها الدولة العراقية الجديدة، التي دُعيت بـ[ المملكة العراقية ] وتم استيراد رجلاً من خارج العراق ليكون ملكاً عليها، وكأن هذا العراق، الذي يُعدّ من اقدم الامم على وجه الارض ومن اعرق الحضارات على وجه الخليقة، ومن اعتق الدولة في عالم المدنية، ليس من بين ابنائه رجلاً يصلح ان يكون ملكاً عليه، فيما كان العراق مُزدحماً بالزعماء من اقصاه إلى اقصاه، وكان من بينهم رجالٌ قليلٌ عليهم عرش الملكية نفسه.
وبسب هذا الخطل الكبير دفع العراقيون وهم يدفعون الآن وسيدفعون كذلك في المستقبل، اثماناً باهضة جراءه، ما لم يتم تحطيم قواعد واسس هذا الخطل برمته، كما حصل بصورة ادتْ في النهاية إلى الفشل الذريع في ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 ليتم تسليم زمام امور هذا البلد العظيم إلى ايدي [ البعثيين ] صنيعة الأمبريالية الاميركية، كما أعترف هذا الحزب نفسه على لسان علي صالح السعدي وهو واحد من اهمّ وأكبر قادته على الاطلاق، عندما قال: [ لقد جئنا بقطار اميركي ] لكن وعي السعدي السياسي لم يمكّنه من تمييز من سبقوه إلى متن القطار نفسه من الأخوان المسلمين بلباسهم النظيف واربطة اعناقهم الثمينة وبجوهرهم الوهابي المخبوء خلف اجسادهم المتينة النتنة، ولكنه لا شكّ يدري بان على مقعد قبالته يجلسُ مسترخياً كولونيل القومية العربية الناصري، وإن كانَ بلباس مدنيٍّ فاخرٍهذه المرّة، ولم يَدُر بخلدهِ [ طبعاً ] بان آخرين؛ مثل القاعدة وطالبان والاوردوغانية وداعش، قد جُهِزتْ تذاكرهم للصعود إلى متن قطاره نفسه.
فهل يعني هذا، وعلى وفق رؤية العرافين وقارئي الطالع، او في اطار المنهج الميتافيزيقي، أننا سنشهد، مع بداية كل قرن حروباً دموية فتاكة، كما هو حاصل الآن في حرب الامبيرالية العالمية على البشرية، وبشكل خاص في الشرق الاوسط، وعلى ايدي الارهابيين المحمولين إلينا بالقار نفسه؟
كلّ ذلكَ كانَ عملاً أمبريالياً متوجاً بالنجاح طبعاً، وكلمة [ نجاح ] هنا بالنسبة لطغاة الامبريالية تعني بالتأكيد تحقيق الأهداف الكُبرى، ليس فقط بالسيطرة على منطقة الشرق الاوسط الغنية بالثروات التي لا تنضب، بل لم يكن الهدف الاعظم تركيع هذه الشعوب وتدمير حضورها الحضاري الفريد، ومحوِ هويّاتها الوطنية المميّزة، وسلب ممتلكاتها الثقافية العظيمة وحسب، وانما قمع حركاتها التحرّرية بقوّة دمويّة كانتْ هي الأبرز في العالم الذي تسيطر عليه كله، أمّا بالنسبة لما تفهمه هذه الشعوب وحركاتها التحرّرية فلم يكُ لكلمة [ نجاح ] أيّ معنىً سوى مزيد الاذلال والأضطهاد والقمع والأمية والتجويع والمرض، وكذلك مزيد من الحروب والحروب الداخلية التي يتم اشعالها بنيران امبريالية ولكن بايدٍ محلية كانت قد أُعِدَّتْ هنا في الداخل لتؤدي وظيفتها المطلوبة، سواء كانتْ هذه الايدي أنظمة سياسية، كمثل نظام [آل سعود] في الجزيرة العربية، أو نظام جمال عبدالناصر الجمهوري في مصر، او أيادٍ منظماتية أرهابية كمثل [ الأخوان المسلمون ] تلاميذ الفكر التكفيري الوهابي، والذي فرخ فيما بعد جميع المنظمات الارهابية الأكثر دموية، بدءً من طالبان والقاعدة وليس انتهاءً بـ[ داعش ] طبعاً.
إذاً؛ كانَ هذا هو قطار الشرق الاوسط الاميركي الذي حمل إلينا على متنه [ الاخوان بجوهرهم الوهابي والبعثيين والناصريين وطالبان والقاعدة وداعش ] لأدامة الحرب الامبريالية باشكالها المختلفة والملونة والتي تجد دائماً مسوقاتها الفكرية والايديولوجية وعديد الوسائل الاخرى، على أن الملاحظة الأجدر إلفاتاً هيَ؛ أن [آل سعود ] سيوفرون دعماً مالياً، أكثر من كافٍ، دائماً.
والقطار هذا ماضٍ في مسيرته دونما توقف، وهناك بالتاكيد، في محطات قادمة، آخرون مُعدّون ومُجهزون بتذاكرهم واشكالهم ووسائلهم وعقائهم للصعود إلى متن القطار، القطار الذي حمل إلينا البعث، والذي كان أخطر محمولاته على الاطلاق.



#كريم_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحكيم .. حاجة تنموية وثقافة ضرورية
- عام الجديد
- رايات
- ثَعْلَب
- مُدن
- المُغَنّي
- عتْبَة القيامة
- أُمّي .. شَجَرَة
- تَماسيح
- موقِدُ حياتكَ
- صورتان
- فتى
- فَكّر في نفسكَ
- النَّدَم
- إينما أنا..أنتِ
- لا يُرى
- أيُّها الألم
- سأنْثرُ على ثرى الوطن الذهب
- أصْدِقائيَ المُحْرِّرون
- غريب


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريم الشامي - قطار الشرق الاوسط الاميركي