أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - البيان المدني














المزيد.....

البيان المدني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 14:43
المحور: المجتمع المدني
    


البيان المدني


لا شك أن طرح المفاهيم المعرفية بلا تحديد لمعاني يضع الإنسان أمام خيارات كثيرة كلها تؤدي إلى تشتت في التقيد بالمفهوم على الوجه الذي يطرح فيه، المدنية من المفاهيم الجديدة على الفكر العربي كنظام وليس كفكرة وهنا لا بد من التفريق بينهما على أساس الغاية وكيفية الممارسة والتعاط معها، المدنية كمفهوم أجتماعي تبنته بعض الفلسفات الكلاسيكية التي نادت بكون الوازع الطبيعي الفطري عند الإنسان هو التوافق مع نظام الطبيعة الذي يعتمد على التكامل البيني بين المجموعات والتكامل فيما بينها وبين الواقع لتكوين عالم وجودي قائم على تبادل المنافع والأستغلال الأمثل للموجودات.
هذا الفكر الفلسفي الأجتماعي صاغته تأملات ودراسات أعتمدت الكثير من العلوم مستفيدة من معطيات معرفية مسبقة أهمها النصوص الدينية والمعرفة الأجتماعية، التي تحرص على تثبيت كون الإنسان الطبيعي كائن أجتماعي أصلا، أي أن المدنية صفة طبيعية فيه، أما التوحش والانعزالية والاتصاف ببعض الصفات الحيوانية فهي نتيجة لعوامل طارئة من جهة ومن جهة أخرى الطبع يغلب التطبع ولا يمكن أن نجعل العادات المكتسبة قانونا ما لم تتحول إلى صفات طبيعية، هنا ثبت في ذهن الكثير معنى المدنية كمفهوم أجتماعي معرفي فلسفي.
أما عن المدنية كنظام حياتي أجتماعي كامل ومسئول عن تثبيت واقع مدنية الإنسان وميله نحو التجمع والأجتماع والخضوع لعقد أجتماعي موحد، فقد ظهر منذ فترة قريبة بعد سلسلة من التجارب الإنسانية الحضارية مع الأفكار الوضعية وضدها ما نتج عنها من صراعات وتلاقح الأفكار فيما بين الصراع والتنازع، ليصل الإنسان أخيرا إلى مفهوم مدنية الدولة والنظام والعقد الأجتماعي الجديد، كخيار يحفظ للإنسان وجوده الأدمي في الوقت الذي يلزمه بالخضوع للحد الأدنى من الألتزام بحرية المجتمع للحفاظ على وجوده، القاعدة التي يتفق عليها المدنيون اليوم تقوم على ضرورة الأمتثال لرابط قوي وإنساني يجمع بين المساواة والعدل دون أن يكون هذا التناسب سببا في تغليب أيديولوجي أو فكري لصالح واحدا من العنصرين.
هنا يمكننا أن نفهم المدنية خارج ما يعرف بالأطر الغالبة والتي تتمثل عادة بالعقائد والأيديولوجيات مما يسمح للإنسان كرمز للوجود المنظم أن يكون حرا غيرا خاضع لأكثر من الطبع الطبيعي في الأشياء، الأدجلة الفكرية والقيم الغيبية القهرية والتي تفرض على الإنسان في ظروف خاصة كانت السبب الرئيس في صراع الإنسان _ الإنسان، هذا الصراع الذي لم ينتهي يوما إلا ليبدأ من جديدة بصورته الواقعية أو بعنوان مختلف، لكنه صراع حتمي نتيجة التناقضات والأختلاف في الرؤية مع كل ما يأت من هذا الأختلاف وينتج عنه.
خيار المدنية بالأخر هو خيار الطبيعية التي تتصارع من نزوات الإنسان نحو التدمير وتحطيم كل أسباب ومبررات البقاء في ديمومة الحركية التي لا تتوقف، لقد فشل هذا الكائن المتمرد والخاضع في نفس الوقت للطبيعة أن يفهم حقيقة هي (أن كل ما يخالف الطبع الوجودي محكوم بالتلاشي لأنه يختار السير عكس المنطق)، قد يكون المجتمع النباتي ككائنات حية وبعده المجتمع الحيواني أكثر توافقا وجوديا مع الطبيعة ليس لأنه لا يعقل ولا يدرك فحسب مع أعتراضي على هذا الفرض، ولكن لأن غريزة البقاء لديه أقوى وأكثر أصالة مما هي لدى الإنسان، ولم تتخلى كما البشر عن هذه الغريزة إلا في حالات تكون الأنا المتضخمة تفرض شروطها وأول شرطها تحطيم كل ما لا يتألف مع ما تريد.
النظرية المدنية بأختصار شديد تقول للإنسان تعال إلى الواقع كما أنت مشروع مستقبلي مطلوب من أن تكون منتجا سعيدا بدون أغلال، ومن حقك أن تختار الأسلوب الذي يرضيك بشرط، ألا يكون قرارك هذا متعارضا مع حق الغير في ذات الخيار، وألا يؤدي إلى أن تكون فقرة نافرة وخارجة عن نسق الحياة في صورتها الأكثر إيجابية، المدنية تثبت للإنسان أنه كائن قادر على أن يعود إلى نقطة الانطلاق الأولى حينما كان متساويا مع غيره، ولكنه أيضا يحمل كل إيجابيات وسلبيات قراره الحر دون أن نلزمه أن يتخلى عن عقله وإرادته ووعيه لمصلحة وعي أخر وعقل أخر وفكرة أخرى طالما أنه مصر على الأستقلالية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا لون الرماد ...طز بالحجر
- نحن والعمة بريطانيا
- كوميديا السارق والسارقة باللون الاحمر والاخضر
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح4
- إسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح 2
- أسلام معاصر ومسلمون تحت الوصاية ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح3
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح1
- الحجاب والخداع الفقهي باستغلال النص. ح2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح3
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج2
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح2
- لو أصبحت رئيسا للوزراء هذه خطواتي الأولى...ج1
- ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1
- ترانيم الصباح ...أمنيات لا ترفع للسماء
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - البيان المدني