أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي














المزيد.....

كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي

ينص الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي على ما يلي: «كل من عُرف باعتناقه الدين الإسلامي وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة ماليّة...».

لن نُطيل في مناقشة القانون بحد ذاته, و صيغته العبثيّة و الحربائية, حيث لا وجود مثلا لمسلم "عاقل" يُفطر عمدا دون عذر شرعي.., أو إن كان هذا القانون فعلا ينتمي للقوانين "الوضعية" أو "الحدود الشرعية", و أيضا في مسألة "أهلية" الأشخاص المُوكل لهم بالسهر على تطبيقه, و هم في هذه الحالة "رجال أمن" عاديّون, و ليسوا أهل فقه و إفتاء, أو خليطا من الإثنين مثل "هيئة" الأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر السعودية..

بعيدا عن كلّ هذه التفاصيل, يمكننا مناقشة الموضوع من منظور شمولي, متعلّق بطبيعة النظام المخزني, الذي يُصرّ على وضع رجل في الغرب و رجل في الشرق, أو ما يعبّر عنه الدستور المغربي ب "تبنّي المنظومة العالمية لحقوق الانسان, بما لا يتعارض مع الخصوصية المحليّة.."

يمكننا القول بأن النّظام المغربي لا يملك غير الشّرعية الدينية, و هذا في حدّ ذاته موضوع خلاف بين أتباع الدّين الواحد...
فالشرعية الوطنية أو الديمقراطية أو الثّورية لا توجد إلا عند "نكّافات المخزن". و إذا أردنا الاحتكام لسلطة المعرفة و الحقيقة التاريخية و الواقع المادّي الملموس, بعيدا عن غزل أهل الطّرابيش الحمراء (عبيد القصر), سنجد أوّلا أن المخزن نظام لاوطني. لأنّه ببساطة لا يخدم مصالح الوطن. و يُمكن في هذا المبحث, التغاضي عن الانتهاكات الحقوقية و سنوات الرّصاص و القمع الممنهج و تكميم الأفواه, إذا كانت هذه الممارسات مُقترنة بمشروع مُجتمعي أو وطنيّ موازي كالحالة العراقية أو السورية. لكنّ نظام المخزن بعيد كلّ البُعد عن هذه الحالات. فهو يبني المساجد و دور القرآن و دور الدّعارة بكلّ أنواعها, مكان المدارس و الجامعات و المستشفيات و مراكز البحث العلمي. أي كلّ ما من شأنه مأسسة الجهل و التخلّف و إعاقة أي نهضة ثقافية أو علمية أو صناعيّة..
أمّا بخصوص الشرعية الديمقراطية, فالدّستور جدّ واضح في هذا الباب لمن يملك أدوات الفهم و التحليل الموضوعي, بعيدا عن هذيان مُفسّري الأحلام, من الباحثين و الأكاديميين المخزنيين. فلا وجود لحد أدنى من الديمقراطية في ظلّ إقطاعيّة الحقّ الإلهي أو خليفة اللاه على أرضه و الأحكام السّلطانية, و هذا هو التعريف الحقيقي للحاكم في المنظومة المخزنية, و الذي يتم التّمويه عليه بإمارة المؤمنين التي يستحيل تحت ظلّها أيضا وجود ممارسة ديمقراطية أو شرعية ديمقراطية.
أخيرا الشرعية الثورية, التي تتلخّص حسب "الرّسميات" السّلطوية, في خرافات من قبيل ثورة الملك و الشعب و الفتوحات الفضائية العَلويّة. و هُنا أيضا, تقول الحقيقة التاريخية أنّ من حرّر المغرب ليس من "وقّع" على مُعاهدة "الحماية" الأجنبية ضدّا على "القبائل الثائرة" على الحُكم العلويّ في الدّاخل, و من ذهب في إجازة مفتوحة مع ما تيسّر من الجواري و الغلمان الى ما يُسمّونه بالمنفى!! و إنّما جيش التحرير الذي تعرّض مباشرة للتصفية على يد نظام ما بعد جلاء الحماية أي "المخزن".

خلاصة القول أن النظام المغربيّ بحكم افتقاره لكلّ أوجه الشّرعية أعلاه, و التي تبرّر بالخصوص وجود الأنظمة الملكيّة الوراثية كما هو الحال في اسبانيا أو بريطانيا. فهو مُجبر على التعلّق بالحبل الأخير الذي يتمثّل في الشّرعية الدينية. فهي من جهة وسيلة مرنة ناعمة لممارسة التسلّط و الاستبداد و القهر و النهب, و مقبولة من طرف "أغلبيّة" مُجهّلة مُضبّعة تؤمن بالقضاء و القدر و أسبقية الأخروي على الدّنيويّ. و طاعة ولي الأمر واجبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة, بل حتّى الصّبر على "جوره" و استبداده مادام لا يخرق الخطوط العريضة للمعتقد...أو ما عبّر عنه الحديث النبوي ب "الكفر البواح"..

إن النّظام المخزني هُنا يراهن على ارضاء النّزعات الدينية لرعاياه كثمن للبقاء و كمبرر للاستمرارية و الاستمرار في تقديم "اللاّشيء" للرّعايا و للوطن على حد سواء, باستثناء الغطاء الدّيني للدولة, و الذي يرسّخ عند الرّعايا المؤمنين إحساسا ب "التعويض".. ممّا يجعل من مسألة الإمارة و أعرافها و قوانينها أو حدودها الشّرعية مسألة حيوية و وجودية بالنسبة للنّظام و رعاياه "المؤمنين" معا!!, و ثوابث لا يمكن التنازل عنها إلا تحت ضغط "الأغلبية". و هي في هذه الحالة, قبل أن تكون غارقة في التدين و الخرافة و الجهل, مشغولة بما تراه أولويّات "خبزيّة". جاهلة أنّ أصل الدّاء فيها..هي التي تقصد معابد "الإمارة" و تصوّت في الانتخابات لأحزاب "الإمارة" و "ممثّلي" أمير المؤمنين, و لا تُريد التفريط في السُّلّم "السّلطويّ", نحو جنّة سُلطويّة كاذبة...




#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلم.., و لكن...
- إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي