أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسني كباش - في الفوضى السورية















المزيد.....

في الفوضى السورية


حسني كباش

الحوار المتمدن-العدد: 5193 - 2016 / 6 / 14 - 20:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سطعت شمس الربيع العربي فجأة دون أن يشعر أحد بها مع إحراق البوعزيزي نفسه بالغاز مما أدى بي و بالكثيرين لانتظاروصول الشمس الساطعة بالحرية إلى سماء سورية و أرضها و إذ بهم أربعة أطفال من درعا يكتبون على جدران مدستهم (( إجاك الدور يا دكتور )) لتحل من حوران البشائر لينتفض شعب غاضب و ثائر
و سرعان ما تتبدد كل طموحات الربيع بتحول الصراع في سورية إلى حالة من الفوضى التي يتحكم بها الخارج فيفقد كل طرف من أطراف النزاع في سورية استقلاليته استقلاليتا كان قد خصرها الوطن مع المتصارعين على أرضه
و لكن ما أسباب هذه الفوضى و ما هو الذي أدى بنا للوصول إلى هذه الغوغائية و أين تكمن الحلول
أما أول أسباب هذه الفوضى هو عدم وجود حزب طليعي يمثل طموحات الجماهير الكادحة و يمد لهم يده فأحزاب اليسار في سورية من مؤيدين و معارضين كانوا قد رموا و منذ زمن بعيد كتاب لينين (( الثورة و الدولة )) في القمامة فنرى معارضهم اليوم يتحدث عن التغيير السلمي و كأن هنالك ثورة تحصل بقفاذات مخملية و الحفاظ على مؤسسات الدولة ( البورجوازية ) و تسلحت فتأسلمت في حين يذهب مؤيدهم إلى ما هو أبشع من ذللك بالقول بأن مؤسسة الجيش خط أحمر
كما لا نرى في سورية أي فصيل يساري له برنامج سياسي واقتصادي فيما يخص الثورة الديموقراطية أولا و الثورة الاشتراكية التي عليها أن تليها
هذا و يعتمد يسارنا السوري على إيليت المثقفين فلا مكان له في الشارع و هو لا يريد الشارع بل يتعالى عليه و كيف لا فنحن معشر المثقفين الثوريين لا مكان لهؤلاء الجهلة بيننا مما أدى إلى وقوع جماهير الشعب بين فكي ملتحي يدعوهم إلى القرع على الطناجر لنراهم يلبون نداءه
أما ثاني سبب فهو نقص التنظيم في ما كان يدعى بالجيش السوري الحر إذ لم يكن نالك أي نوع من أنواع التنظيم بل كنا نرى فيديوهات على صفحة اليويتيوب تحمل داخلها عشرة أشخاص من هنا و عشرة من هناك يعلنون تشكيل كتيبة باسم أحد الخلفاء و الانضمام للجيش الحر حتى أصبح لدينا اليوم كتائب باسم الحريري و آل سعود و حمد لتذهب الحالة إلى تمذق الجيش الحر إلى 120 فصيل مسلح يتنازعون فيما بينهم بالغوطة الشرقية و باقي أنحاء سورية لتصبح بهم سورية لا أربعة دول كما أراد من يقترح التقسيم بل 120 دولة فالدولة أي دولة هي تنظيم هرمي سلطوي تفرض وجودها بقوة السلاح لذلك يملك الشرطي مسدسا قرب مؤخرته و لذلك لم يكن هنالك أي قيمة على الأرض للمجلس الوطني الليبي عندما تأسس و لذلك لا يوجد أي قيمة اليوم لأبطال جينيف و مؤتمراتهم و جولاتها
أما ثالث سبب فهو تصدير الثورة تلك المحاولة التي لم يسبق لها أن نجحت على مدار التاريخ فكانت أول محاولة تصدير ثورة قد فشلت في ألمانيا تلك الثورة التي تلك الثورة الروسية و فشلت بعدها المحاولات الجيفارية جميعا و اليوم نعيش فشل استيراد الثورة من تونس إلى باقي الأقطار العربية
أما السبب الرابع للفوضى فهي سياسات اللبرلة الاقتصادية التي اتبعها الرئيس السورية بشار الأسد منذ وصوله إلى الحكم
فكان قانون الاستثمار رقم 10 و فتح الباب على مصراعيه أمام الرساميل الخليجية و الجامعات و البنوك الخاصة و كوابيس حمص و حماه و حلب و غيرها تلك التي رآها الأسد الجديد مذ كان في ابريطانيا و جلبها معه جالبا المذيد من المصائب للطبقة الكادحة في سورية و كأن طبقتنا الكادحة لم يكن يكفيها حالها المذري لترى الأسد الابن و أحلامه في كوابيسها
و ها نحن اليوم نقف أمام عتبة جديدة من اللبرلة الاقتصادية إذ يخصخص اليوم ما كان خطا أحمرا في الأمس فها هي موسكو تحصل على حصى من الغاز السوري و حصة أخرى من شركة الكهرباء السورية و قواعد عسكرية ل25 عاما إضافيا و سيطرة تامة على القرار السياسي السوري و يتجاوز الموضوع موسكو لنرى آل روتشلد و بنكهم الدولي يحصلون على حصة بمرفأ اللاذقية
إن بلادا تملك كمية غاز طبيعي كتلك التي تملكها سورية الأجدر بها تأمين الكهرباء المجاني لمواطنيها و تصدير فائض الكهرباء إلى الدول المجاورة لا أن تقطع الكهرباء ( و من مرحلة ما قبل الأزمة ) كل نيف عن بيت المواطن السوري
أما اليوم فبعد التمذق الذي أصاب الجيش الحر أصبح انتصار الجيش السوري أمرا محتما لا مفر منه فتمذق الجيش الحر لم يكن يعني إلا هزيمة الثورة هذا عدى عن أنه و بين الأطراف المتصارعة على الأرض لا يملك أحدا خيار سورية العلمانية الموحدة إلى الدولة السوري المشهوة العلمانية إذ يشوه علمانيتها غراند مفتي يجلس إلى جانب الرئيس غراند مفتي ذاك المنصب الذي أوجده العثمانيين و استمر بعهد الإنكليز و الفرنسيين ليستمر بعهد الاستقلاليين فالضباط الأحرار هذا المنصب الذي يأخذ ضرورته من أنه لم تحصل يوما بمنطقتنا ثورة بمفاهيم العلمانية كما حدث في الغرب من ثورات كالفرنسية البورجوازية و الاشتراكية الروسية و إنما جائتنا علمانيات مشوهة بغراند مفتي نتيجة لوصول العلمانية لنا بهزيمة العثمانيين بالحرب العالمية الأولى
و لكن هل تتوقف كل الطموحات عند انتصار الجيش السوري كلا و ألف كلا سيكون على من يمتلك طموحات لسورية حرة قوية مستقلة تأسيس حركة يسارية بطابع جماهيري تسعى للسيطرة على السلطة بالقوة و إسقاط السياسات الليبرالية الحالية التي لا يمكن أن تسقط إلا بثورة مسلحة ديموقراطية في بدايتها تهدف للتحول إلى ثورة اشتراكية
أما النياح عن طريق الجبهة الوطنية التقدمية على السياسات الاقتصادية لا يؤدي لأي نتيجة فأنا لست ضد الجبهات الموحدة و لكنني ضد أن يقودها حزب بورجوازي كحزب البعث فالجبهة يجب أن تقاد من حزب طليعي يتشارك السلطة مع بعض الأحزاب كما هو الحال في كوريا الديموقراطية الشعبية حيث انشقت معظم أحزاب جبهتها الموحدة بعد أن أعلن القائد العظيم كيم إيل سونغ التحول إلى الثورة الاشتراكية عام 1953 ليبقى اليوم من أحزاب الجبهة الموحدة الجبهة الديموقراطية لإعادة وحدة الوطن 3 أحزاب هي حزب العمل الحاكم و حزب تشندو تشنغو الديني و الحزب الاشتراكي الديموقراطي
آه على بلاد تمذق تحترق و تباع و يسيطر الداني و القاسي عليها و على المتخاصمين فيها كم أنا عطش لحرية بلادي كعصفور يبحث عن قطرة من الندى



#حسني_كباش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة لا بد من تأميمهم في سورية
- تشي جيفارا يتحدث عن الثورة السورية
- السنافر
- قصيدة و بهديها ليكي
- رسالة لإله الكون و إلهات البطولة
- قبل أن تحاربوا اسرائيل كونوا أفضل منها
- الأناركية و النيهيليستية
- لن أعود
- قسمي
- حول معايير الجمال - اعترافات
- الإلهة
- التهويل الإعلامي
- في سبيل فلسطين أغلق معبر رفح
- ماذا يعني أن يحكموك ؟ - بيير جوذيف كروبوتكين - ترجمة
- دوروتي يتحدث عن كتيبته
- رسالة نستنور ماخنو إلى الأناركيين الاسبان
- رسالة باكونين إلى إيليسي ريكلوس
- كوريا الشمالية ... تاريخ و سياسة و اقتصاد
- الطريقة المثلة لتطبيق ديكتاتورية البروليتاريا
- مواقف غبية من النظام السوري


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسني كباش - في الفوضى السورية