أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فين شيوخ القبيلة يا بلد؟!














المزيد.....

فين شيوخ القبيلة يا بلد؟!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 20:13
المحور: حقوق الانسان
    


شَعر المرأة حرام. ذراعاها وساقاها وعنقها حرام. النامصة والُمتنمصة في النار. زبدة الكاكاو حرام. العطر مثل الزنا حرام. الكعب العالي حرام. ثم تمادوا في غِيّهم و"تقواهم" المزعومة، وقالوا إن وجه المرأة حرام. ثم عيناها حرام. خروجها دون محرم حرام. دخولها فيس بوك دون محرم حرام. جلوسها على الكرسي حرام. نومها جوار حائط حرام (لأن الكرسي والحائط مُذكّران!). ركوب الدراجة حرام. خروجها لغير القبر حرام. كل ما يخصُّ المرأة حرام. وجود المرأة ذاته حرام. أنهم شيوخ القبيلة السلفية: محمد حسان، أبو إسحاق الحويني، ياسر برهامي، أبو إسلام، خالد عبد الله، وجدي غنيم، عبد الله بدر، محمد حسين يعقوب، وغيرهم ممن لا تحملهم ذاكرتي ولا تريد.
المرأةُ شُغلهم الشاغل وموضوعهم الأوحد. المرأة رأسُ مالهم الوحيد، إن اختفت من الوجود، أفلسوا وخوت خزائنهم من الثروات، وماتوا كمدًا، فهي غرامهم هي عذابهم. تجارتهم الرابحة التي لا تبور هي جسد المرأة وتفاصيل حيضها ونفاثها وفرجْها ونكاحها. المرأة هي بضاعتهم ومصدر ثرائهم ومكمن رغباتهم أيضًا. لا يلفت نظرهم مرأى طفلة فقيرة عارية حافية تلتقط من صناديق القمامة كسرة خبز جافة تُقيم أودها. لكن مرأى ساق امرأة في جورب شفاف تثير جنونهم فيباتون ليلهم يفكرون في تلك الساق: كيف تعرّت؟ ولمن تعرّت؟ وماذا حدث بعدما تعرّت! ثم يقضون نهارهم فوق المنابر وعلى شاشات الفضائيات يلعنون تلك الساق والجسد الذي تحمله الساق وكل العيون الجائعة التي لمحت تلك الساق وتفحصت في لحمها وشحمها، والطرقات التي خطت عليها وخطرت تلك الساقُ الشهيةُ اللعينةُ. لم نسمع منهم فتوى عن أطفال شوارع يملأون أرصفةَ مصرَ ويتناسلون أطفالاً سيصيرون بدورهم متسوّلين وخارجين عن القانون، بينما يصكُّ آذانَنا ليلَ نهار صراخٌ حول شَعر المرأة وحُرمة الكعب العالي وعورة صوتها (ماعدا في التصويت لحزب النور والحرية والعدالة وما شابه من أحزابهم التي مغروسة في خصر مصر كشوكة مسمومة). افتحِ التليفزيون على أية قناة في أيّ وقت، تجد سلفيًّا يتكلم عن البكيني والشورت والشَّعر وكيف سيعلمون السائحاتِ الأدبَ والحجابَ على أرض الفضيلة، أرضنا. ستسمعهم يصرخون ليل نهار عن ضرورة إرضاع المرأة لزملاء العمل كي يصبحوا محرّمين عليها، ويثرثرون عن انعدام أهلية المرأة ونقص عقلها وضرورة ضربها وزجرها لضبطها على الطريق القويم؟! السلفيون مهووسون بالمرأة جدًا فلا تخرج فتاواهم عن دائرتها؟! لاشيء في دماغ السلفيّ سوى المرأة؟ لكن هل يعرف السادة السلفيون كم امرأة مَعيلة في مصر؟ أبدًا. كم امرأة تنفقُ على أطفالها وزوجها وأمها وأبيها؟ كلا. هم مشغولون بجسدها، وفقط.
حسنًا، أين ذهب هذا الانشغال حين تعرّت السيدة المصرية الطيبة في قرية الكرم بصعيد مصر على أيدي بلطجية ينهجون نهجهم؟ صمتوا صمت القبور!
يا شيوخ القبلية السلفية المهووسة بجسد المرأة، هناك جسد امرأة قد تعرّى وانتُهك وسُحل على تراب طرقات القرية على مرأى من عيون الذكور الجشعة وقلوبهم الجافة وأرواحهم المتبلدة؟ فأين ذهبت ألسنُكم الطولى؟ يا تُرى لماذا صمت شيوخ القبيلة الذين يحملون ذقونًا ولِحى بطول الدهر وعقول بحجم أمخاخ العصافير؟ الإجابة تكمن في دائرة القبح التي أرفض أن ألوّث بها مقالي هذا.
أيها السلفيون زاعمو التقوى والعفاف والصلاح والقوامة على المرأة، سارعوا وغطّوا ذقونكم، فقد بانت سوأتكم، فبادروا بتدثيرها بخرقة بالية، قبل أن يلمح الغرباء عورتكم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأقباطُ أقلية في مصر؟
- كونشرتو اسمه: رمضان
- سمكة وحصان ... وسجني
- بيت شاهندة مقلد
- ومات معها كل شيء!
- فتّشوا عن الصندوق الأسود داخلكم
- الضعيف والمُستضعَف
- جلباب سعاد وأُذُن أيمن
- حوار حول تيارات الإسلام السياسي وقضيتها
- في الغُربة... الجول باثنين
- كيف وأدت الإماراتُ أخطبوط الطائفية؟
- صباح الخير يا مايسترو
- من فوق غيمة
- سيبيهم يحلموا يا طنط عفاف
- جمال السويدي يحذّر من السراب
- عينُ الطائر... والزّمارُ البدين
- مهنتي الكتابة | كُن كاتبًا تمشِ في الطرقات حُرًّا
- بناءُ الإنسان في الإمارات
- اليماماتُ مذعورةٌ في بلادي!
- قراءة في كتاب -دفتر العمر-


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فين شيوخ القبيلة يا بلد؟!