أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رونا صبري - قراءة في رواية أسود دانتيل














المزيد.....

قراءة في رواية أسود دانتيل


رونا صبري

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


أصدرت الكاتبة حرية سليمان الطبعة الثانية لروايتها «أسود دانتيل» وهى تعكس نظرة مختلفة للأنثى الشرقية، وتقع الرواية في 315 صفحة من القطع المتوسط لدار «نون» بالقاهره
الراوية ليست هى الأولى للكاتبة ، بل فقد صدر لها راواية من قبل بعنوان سهر .
وتعد «أسود دانتيل » نقلة نوعية في كتابة الرواية ، إذ أن الكاتبة عملت على تطوير أدواتها ومسايرة مجتمعها بنفس السرعة التي يتطور بها العالم الآن ، فهي في حال من مواكبة كل جديد في عالم الكتابة. بالنسبة لأسلوب الكتابة فإن حرية تمتلك مجموعة كبيرة من المفردات والتعابير،و التصورات التي تجعل المُتلقي في حالة من الدهشة ، وتدخله في وجدان الأحداث. هناك تكنيك تتبعه الكاتبة وهو مايُعرف لدى النقاد بالفلاش باك ، فهي تسترجع بعض الذكريات التي توظفها تماما للمشهد المراد إيصاله للقارىء ، وهي في ذات الوقت لااتعمد إقحام تلك الذكريات ،بل إنها تأتي منسابة في سياق الأحداث ،بما يتطلبه الشكل الدرامي ، كما تقوم حرية بوصف دقيق لما يدور حولها من أحداث ـ وتصف الجمادات وكأنها تتألم وتفرح مثل شخوصها ، وكأن هناك علاقة وطيدة تربط الأشخاص بالأماكن ،وتعطي للأماكن حياة أخرى ـ لتجعلنا نلامس الحدث بسهولة وتحلل سيكولجيا الأبطال لنشعر بما يشعرون . بالنسبة للقضايا التي تتناولها الروايةـ فهناك قضية قومية ، وهي القضية الفلسطينية ، فلا يوجد عربي إلا ولديه ذاك الحنين الخفي الذي يجرف مشاعرنا لأجل التفاعل الإجابي لنصرة هذه القضية التي ظلت لزمن كبير الشاغل الوحيد لجيل عريض من المثقفين وغيرهم. فهي تتناول شكل البيت الفلسطيني وأثاثهدون أن تُقحم تلك التفاصيل بل أنها قد أدت إلى الإمتاع والشغف . وعلى جانب آخر تصف السيدة الفلسطينية المناضلة التي تتحمل استشهاد أبنائها أو زوجها أو حتى أحفادها بشجاعة وصبرـ حتى أنها تصبح ذاكرة للأمة التي تعلمنا الاقتراب من الموت لأجل الأرض وحسبنا هذا الغرض النبيل . أسود دانتيل هي حالة امرأة متعددة الوجوه والمشاعر ترى كل شيء بعين القلب ـ تشعر بالأحداث قبل وقوعها . تحمل عقداً طفولية ،كأنها تصف أوجاع خفية لا يشعر بها سوى الأناث في مجتمع شرقي . تُبحر في نفس الأنثى في مراحل حياتها، تختزل المشاعر بعبارات قصيرة وعميقة تُصيب الهدف مباشرة ، وتتجسد كل الأمنيات والإخفاقات الأنثوية من خلال البطلة جورية ذات الشخصية الاستثنائية التي لا تجد الراحة بين الناس أو في الوحدة ،أو الحنين،كأنها تصف نفسًا عالقةً أبدًا على حافة السعادة ،كلما حسبتها قريبة وجدتها أبعد مما نتصور ،ثم إن هذه البطلة تعمل في الصحافة وتهوى التعبير عن القضايا المجتمعية المحيطة بها . وبالنسبة لتناول الرواية لقصص الحب بين الجنسين ،فهي تتقلب في صور شتى فهي تارة تصف المشاعر من خلال شخوص محيطة بها ترسمها بعناية ، وتصف الجانب السيكلوجي لكلا المتحابين تارة أخرى ، وتدخلنا في بعض الأحيان أزمة المشاعر التي تختلط بالحنين ، وربما يتبعها الندم ، وفي النهاية تستقر على حالة حب صادقة وقوية ، لكن ينقصها ركن من الأركان لذلك لا يلبث هذا الحب أن ينهار ، فنراها ترفضه في الورقات الأخيرة من هذه الرواية وهي تعلل ذلك الأمر على لسان مجدي شقيق البطلة الذي أخبرها أنها يجب أن تحب نفسها أكثر من أي شخص لأنها تستحق ذلك . وبهذا المنطق تُدخلنا حرية حالة من الرفض لكل ماهو تقليدي ، وتتمرد على قلبها وترفض هذا الحب لتخرج من تجاربها سيدة أربعينية دون ثمار من رحلة الحب التي خاضتها فلا هي أنجبت ولا وجدت من تكمل معه رحلة حياتها . وعلى أية حال فإن النهاية في رواية أَسود دانتيل تأتي مفتوحة .فلم نعرف هل ستسافر مع شقيقها ؟ أم ستجد من يحتوي قلبها وحبها الذي ما زال غضًا مخضراً. وبالرغم من أن البطلة جورية شخصية متحررة ومتمردة على واقعها ألا أنها لا تجد الأمان في كل مراحل حياتها ، وهذه هي الأزمة التي أوجدتها حرية في بطلتها ،لكنها على مايبدو لم تجد نهاية لعذاباتها مما يجعل القارىء في حالة من الترقب والشغف الدائم للوصول إلى النهاية ليعرف كيف ستتصرف جورية في أزماتها . وفي الصفحة الأخيرة من الرواية اختارت حرية نص لوديع سعادة أذكر منه بعض السطور التي أحبذ أن أجعلها في نهاية هذه القراءة : الأكثر جمالاً بيننا المتخلي عن حضوره التارك فسحةً نظيفة بشغور مقعده جمالاً في الهواء بغياب صوته صفاءً في التراب بمساحته غير المزروعة .,



#رونا_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهواك
- -آخر أغنية للرحيل -رؤية تحليلية
- فن الموشحات الأندلسية (التكوين والبناء )
- قراءة في مجموعة قصصية
- نص اقصر من الليل
- ذكريات خريفية
- صباح يفي بوعده ( قصة )
- سر القمر
- أمنيةٌ للريح
- علي مولود الطالبي يذيبُ ثلجَ الحروفِ بشمسِ قصائده ، ( قراءة ...
- مُصَادرةُ حُلمٍ
- شَكوْى الْحسين
- صَلاةُ الضَوءِ
- شِهابُ اَلْروحِ
- بُرهةُ لِقْاءٍ
- أَيْنَكَ
- شذرات روحي
- أَتَكأ اَلْسَرَاب وَعَادَ
- إلى صديقة
- رَقْصَةُ اَلْماَءِ


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رونا صبري - قراءة في رواية أسود دانتيل