أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!














المزيد.....

هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فيما ترى غالبية العراقيين ان محاكمة صدام ورهطه تشكّل تحدياً كبيراً، للظروف الشاقة القائمة وللأطراف غاية التنوع المعنية بها . . فان الغالبية الساحقة انتظرتها وتراها على اساس كونها بداية لطريق هام يجري شقّه لأنصاف بنات وابناء العراق ولتوضيح ماهية حقوقهم الطبيعية المفقودة كبشر في زمان الدكتاتورية، تلك الحقوق التي داسها الدكتاتور المنهار وشلل مجرميه بوحشية وحطّموها بشكل غير مسبوق وحطّموا بذلك واقع حياتهم وآمالهم المشروعة واحلامهم، وبالتالي ادى ـ اضافة لأمور اخرى لاحقة ـ الى تكوّن واقع المجتمع المؤلم الحالي قياسا على ما كان عليه قبل تسلّط صدام وشقاواته على مقدّراته . . وبالتالي لتحديد الضحية لأنصافها وتحديد الجلاد لمعاقبته وفق جريمته او فعلته، والبدء بصياغة ضمانات لعدم تكرارها مستقبلاً .
من ناحية اخرى فان الجرائم المطروحة الآن على المحكمة والمنقولة صورة وصوتاً للعراقيين وللعالم، لايراها العراقيون بكونها جرائم عادية كجرائم مجرمين صغار ان صحّ التعبير، ممن يقومون بجرائم فردية من قتل وتهديد اوسرقة منزل ما بالقوة . . وانما بكونها جرائم استهدفت، وراحت ملايين شعب العراق ضحايا متنوعة لها، وكانت نتائجها مقتل وضياع آثار مئات الآلاف من خيرة شابات وشباب البلاد ومن كلّ اطيافها بابشع الوسائل، لأنهم حالوا قول حقيقة ماكان يجري ولأنهم حاولوا توضيح الحقوق وسعوا للدفاع عنها بالكلمة او دفاعاً عن نفس . . انها جرائم اشتعلت بفعلها حروب وسقطت بفعلها ملايين من ابناء العراق والمنطقة . . انها جرائم لم تعد ولم تحصر بعد وتتطلب مؤسسات تعمل لسنوات لذلك . . انها جرائم سكت عنها العالم المتحضّر ان لم يكن قد ساهم في تشجيع مجرميها، طيلة اكثر من ثلاثين سنه !!
وفيما يعدّ متخصصون تلك الجرائم، بكونها جرائم (عادية) استخدمت السياسة والحزبية والأعلام والديماغوجيا والكذب على الرأي العام وخداعه، كوسيلة للسيطرة الشريرة على البلاد والمنطقة . . حين كانت الجرائم العادية هي وسيلة الوصول والسيطرة على الحكم. فانهم يرون انها من الجرائم الجنائية العظمى لأنها ليست بحق افراد وانما بحق المجتمع باسره، ولأنها تسببت بازهاق وتضييع مئات آلاف الأفراد من كل الأجناس والأعمار،وتسببت بتشويه مجتمع كامل بملايينه، وتشويه حقوقه وواجباته وتسميم تفكيره ومنطقه . . في الوقت الذي يرى فيه علماء جريمة وقانونيون، بانها من جرائم المافيات السياسية . . مافيات الجرائم التي تحصل على ارباحً اسطورية، باستخدام وبممارسة الجريمة اللامحدودة بمفاعلتها وتنظيمها بغطاء السياسة والأهداف السياسية.
وعلى ذلك فان المواطن العراقي اي مواطن لاينظر الى اولئك المجرمين كمجرمين عاديين ـ كما كانوا مدوّنين في السابق في ملفات شرطة بغداد في حادثة مقتل راقصة، عام 1956 ـ لأن ادواتهم الجرمية هذه المرة ليست سكين او سلاح ناري، وانما هي اجهزة الدولة والجيش والقوات الخاصة المتنوعة ، الأمر الذي يجعله يراهم كشئ مخيف يصعب عليه وصفه، شيئاً كان ماسكاً بحياته ومصيره، بشرفه و روحه . . شيئاً مخيفاً بلازمته (وحدة حرية اشتراكية)، التي كانت تقرع في الدماغ ليلاً ونهاراً، ومن مختلف الأجهزة الأعلامية المسموعة والمرئية ومن كل وسائل الرعب والخوف . انه يريد بكل جوارح وعواطف الأنسان الشرقي وقيمه، ان يراهم مُذلّون على الأقل، مذلّون من سلطة تريد ان تحوز على ثقته ورضاه عن طريق الأنتخابات.
وبالرغم من ان جو الطمأنينة الذي استطاع خلقه السيد القاضي رزكار امين للمتهمين بصبره وبجهده غير قليل، واستطاع به كشف المعدن الحقيقي لسلوك صدام وكبار رجاله، ولغطرساتهم وتعاليهم وتجاوزهم حتى من قفص الأتهام، على ضحاياهم من اصحاب دعاوي الحق، وكشفها امام الكاميرات وامام الرأي العام وللعالم، اثرارتياعهم من قوة صمود الضحية وقوة ومنطقية طرحها شهادتها وبالأخص الضحية الشاهد السيد احمد الدجيلي والضحية السيدة أ. من اهالي الدجيل .
الاّ ان كثيرين يرون، ان شخصية المحكمة الأساسية وهيبتها، لكونها تمثل القضاء العراقي والشعب العراقي قد ضعفت للأسف بنظر اهل البلاد، بنظر العراقيين المراد اشراكهم وكسبهم لصالحها، لأنها تشكّلت من اجل احقاق حقوقهم . . بسبب ضعف الأجراءات الأنضباطية المقرة في لوائح القضاء الدولي والعراقي، التي ضاعفها سلوك وادعاءات افراد هيئة دفاع صدام و السيدين رامزي كلارك والوزير القطري السابق . . الأمر الذي ادى الى ظهور المتهم صدام بمظهر كما لو كان متسيّداً لعموم سير الجلسات، وحيث اظهر ضحكه وسخريته منها، واستخدامه لعبارات مثل ( اريد منّك) و(عليك) مع القاضي، رغم انها انتهت في الجلسة الأخيرة بتعبير المتهم عن احترامه للسيد القاضي وعن اعترافه به كقاضي اعلى، رغم ما عبّره عن عدم اعترافه بالمحكمة ؟! وبالرغم من وضوح واستمرار السلوك العدواني المنفلت للمتهم المتمارض بالسرطان برزان !
ويرى محللون ومتابعون ان صدام يمكن ان يكون قد استفاد من منبر المحكمة العلني لمحاولة اعادة تأهيله، وبثه لأشارات وايحاءات، عن قوته وخبراته ومدى خدمته للبلاد والدفاع عنها امام الطامعين على حد وصفه، متناسياً هول خراباته وسرقاته الفلكية. اضافة الى تلميحات يفهم منها انها قد تكون تعبيراً عن استعداده للمشاركة بدور جديد لأنه لايزال ضرورة ؟! بتقديره . . الأمر الذي قد يدعو الى مزيد من مواصلة عقد عدد من الجلسات بشكل سريّ، او مغلق، ووفق الأصول القانونية.

6 / 12 / 2005 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مراجع
ـ الجريمة المنظمة / وثائق المعهد الأتحادي لمكافحة النازية والعنصرية، المانيا.
ـ وثائق معهد ابحاث المافيات / مخاطر المافيات السياسية في ايطاليا، وثائق ومقابلات فلمية عن المافيات الصقلية / قناة ارتي الفرنسية باللغة الألمانية، تموز / 2005 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والآخر !
- لماذا يقلق العراقيون من قضية برزان ؟!
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !2من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !1 من 2
- الدستور . . والمتغيّرات 2من 2!
- الدستور . . والمتغيرات ! 1 من 2
- لا . . لالحرب خليج مدمّرة جديدة !
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية ! 2 من 2
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية !1 من 2
- هل ستوّحد مجزرة الجسر العراقيين مجدداً !
- ! الدستور بين السعي لمستقبل افضل وبين السعي لأحتواء الأزمة
- في مسار صياغة الدستور . . مخاطر وآفاق !
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 5 من 5
- صياغة الدستور والأخطار المحدقة !
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 4 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 2 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 1 من 5


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!