أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - منطقة .....وأربعة مشاريع















المزيد.....

منطقة .....وأربعة مشاريع


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5140 - 2016 / 4 / 22 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منطقة ....وأربعة مشاريع

منطقة الشرق الأوسط تعاني من حالة من عدم الاستقرار،وهي ساحة للصراع بين أطراف متشابكة ومتعارضة ومتناقضة المصالح والأهداف،كل طرف ومن خلفه مروحة واسعة من الحلفاء يريد ان يحفظ ويحمي مصالحه ويحقق أهدافه،ويقوي حلفاؤه،لكي يكونوا مقررين او على الأقل يلعبون دوراً بارزاً على التأثير في شؤون المنطقة،أمريكا وروسيا بعد إستعادة روسيا لدورها بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي،هما اللاعبان الأساسيان في رسم خرائط المنطقة وأشكال تحالفاتها ولاعبيها الرئيسيين،إستناداً الى ما يحققه حلفاء كل منهما من إنتصارات أو إنجازات أو إنكسارات وهزائم على الأرض وفي الميدان.
أمريكا عندما تسيدت العالم وأصبحت الشرطي المتحكم بمقدراته وشؤونه "تثيب" من تشاء و"تعاقب" من تشاء،بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وتفككه وسقوط ما يسمى بإمبراطورية الشر،وجدت بأن الظرف مؤات لها لكي تقرر شؤون منطقة الشرق الأوسط وتحكم سيطرتها عليها لمئة عام قادمة،وأن تجعل من حلفائها الإستراتيجيين في المنطقة لاعبين رئيسيين "إسرائيل "،تركيا والسعودية،بالمقابل تعمل على تفكيك حلف ومحور المقاومة او ما نعتته بمحور الشر من روسيا مروراً بإيران وسوريا وانتهاءاً بحزب الله والضاحية الجنوبية،وهي سعت ووظفت كل إمكانياتها وطاقاتها وجندت حلفائها من أجل تدمير ركائز المشروع القومي العربي،ومنع انبعاثه لمئة عام قادمة على الأقل،حيث جرى احتلال العراق وتفكيك الجيش العراقي وتقسيمه جغرافياً الى دويلات مذهبية وطائفية،وعندما غرقت أمريكا في وحل المستنقعين الأفغاني والعراقي،وجدت ان سياسة الحروب الإستباقية قد فشلت في تحقيق اهدافها،ولذلك اخذت بالبحث عن تحقيق أهدافها عبر ادواتها في المنطقة ،فعهدت الى إسرائيل بخوض حرب بالوكالة عنها لأول مرة من خلال شن حرب عدوانية على حزب الله بإعتباره ذراع متقدم لإيران في المنطقة وحليف موثوق واستراتيجي لسوريا،ولذلك كانت الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/ 2006 من اجل خلق شرق أوسط كبير،لإسرائيل فيه اليد الطولى مع نفوذ مميز لتركيا والسعودية،ولكن الفشل الإسرائيلي في تلك الحرب،منع ولادة مثل هذا المشروع،ولتأتي لاحقاً ما يسمى بثورات الربيع العربي،ولكي يحقق الإخوان المسلمين نجاحات وتقدم لمشروعهم بالسيطرة على السلطة في مصر وتونس،وما عنى ذلك من زيادة نفوذ الإخوان المسلمين في اكثر من بلد عربي واسلامي وبالذات حركة الاخوان في تركيا والتي تحكم من قبل حزب سياسي إسلامي- إخواني يقوده أردوغان (حزب العدالة والتنمية).
وفي سياق تحليلنا لهذه المشاريع،نقول بأن المشروع الإيراني الأن يحقق نجاحات كبيرة،وايران استطاعت بفضل صمودها وصلابة قياداتها،ان تتحول الى رقم صعب في الصراع الدائر الان،حيث شنت عليها امريكا حرباً شاملة من اجل تحطيمها و"تقزيم" طموحاتها وتهميش دورها في المنطقة،فقد تعرضت لحصار ظالم وعقوبات اقتصادية ومالية وتجارية وسياسية إمتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً،وسعت واشنطن وبمساندة من ادواتها في المنطقة "اسرائيل"،تركيا ومشيخات النفط العربي الى شيطنة ايران وبث سموم الفتن المذهبية وشعبنتها وحرف الصراع عن قواعده وأسسه من صراع عربي- "اسرائيلي" الى صراع عربي- فارسي،ناهيك عن السعي الدائم لكسر شوكة حليفها وقاعدتها المتقدم في المنطقة حزب الله،عبر الحروب التي شنتها اسرائيل عليه،وكذلك شيطنته وفرض عقوبات اقتصادية ومالية عليه،ولتصل حد اعتباره منظمة "إرهابية"،وكذلك حليفها الإستراتيجي الأسد،شنت عليه حرب كونية ظالمة،من اجل إسقاطه،ولكن رغم ذلك بقيت حلقات المقاومة متماسكة،حيث أجبر الصمود الإيراني الولايات المتحدة على توقيع الإتفاق النووي معها،وكذلك دعمها عسكرياً ومادياً وسياسياً لسوريا،مكن النظام السوري من الصمود،ودحر قوى العدوان،وأيضاً حليفها الإستراتيجي حزب الله بقي صامدا وشامخاً،كل ذلك وسع من دور ونفوذ وحضور ايران في المنطقة ليطال اكثر من ساحة كاليمن والعراق وفلسطين.
أما المشروع التركي الذي رفع زعيمه أردوغان شعار"صفر" مشاكل" مع الجيران والمحيط العربي – الإسلامي،ونجاحه في تحقيق حالة من النهوض والتطور والإستقرار الإقتصادي في تركيا،فقد اعطى ذلك مصداقية كبيرة للمشروع التركي،وضرب نموذجاً إيجابياً عن الإسلام السياسي،ومع قيام ما يسمى ب"الثورات" و"الربيع" العربي،وتحقيق حركة الإخوان المسلمين لنجاحات كبيرة عبر السيطرة على السلطة في مصر وتونس،وتعمق نفوذ الإخوان في الكثير من البلدان العربية،فقد اعطى ذلك لأردوغان وحزبه المتماثل مع حركة الإخوان والمنخرط فيها زخماً كبيراً في الداخل التركي وفي العالمين العربي والإسلامي،ولكن مع السقوط المدوي للإخوان في مصر وتونس،والتدخلات السافرة لتركيا في الأزمتين السورية والعراقية والدعم اللامحدود الذي قدمته للجماعات الإرهابية والتكفيرية "داعش" و"النصرة" في سوريا من اجل إسقاط النظام السوري،ونجاح النظام السوري وجيشه وشعبه في الصمود امام هذه الغزوة،وتفجر الصراعات بين تركيا والأكراد، وإنكشاف حقيقة الدور التركي وإصطفافه الى جانب قوى العدوان على الأمة العربية واطماعه في الجغرافيا السورية،فقد حرقت اوراق النظام التركي،والذي إنتقل من مرحلة "صفر" اعداء الى "صفر" أصدقاء،وانكفأ الدور التركي وتعرض النظام الى عقوبات اقتصادية وتجارية ومالية وسياحية ونفطية روسية،بسببها مجتمعة تراجع دور ونفوذ حزب أردوغان في الداخل التركي،وكذلك تراجع النمو الإقتصادي بشكل كبير،كل ذلك أثر على المشروع والدور التركي المربك في المنطقة،وليفشل في ان يحجز له مكانة ودوراً نافذاً ومقرراً في شؤون المنطقة .
أما المشروع الثالث في المنطقة ،فهو المشروع الصهيوني،والذي استفاد كثيراً من ما حدث في المنطقة والإقليم،حيث ان تحطم الجيوش المركزية الثلاث ل ( العراق ،سوريا ومصر) ودخول المنطقة العربية في حالة من حروب التدمير الذاتي،الحروب المذهبية والطائفية،فقد مكن ذلك الإحتلال من الشعور بالأمن والطمأنينية،فلم تعد تلك الجيوش تشكل خطراً على وجوده،ولولا ذلك لم تجرا وتبجح نتنياهو لعقد جلسة لحكومته على أراض الجولان السوري المحتل،وكذلك تلك الحروب،المشتركة والمصطفة فيها العديد من البلدان العربية الى جانب العدو في العدوان على سوريا والعراق وحزب الله،وخوف تلك البلدان على عروشها ودورها في المنطقة من ايران وحلفائها،جعلها تتجه الى إخراج علاقاتها السرية العسكرية والأمنية والإقتصادية والتجارية والدبلوماسية الى العلن مع "اسرائيل"،معتبرة بان صراعها الأساسي مع ايران وليس مع "اسرائيل".
أما المشروع الرابع فهو المشروع العربي القومي الذي ترفع رايته سوريا على وجه الخصوص ومعها مروحة واسعه من القوى القومية والتقدمية والعلمانية العربية،فهذا المشروع يتعرض للذبح من اكثر من طرف أمريكا والقوى الإستعمارية الغربية والقوى الدينية والسلفية العربية والإسلامية ومعتنقيي الفكر الوهابي التكفيري،ورغم تعرض هذا المشروع الى الكثير من الهزائم،إلا ان الصمود السوري وما يشهده العراق واكثر من بلد عربي من تحولات ايجابية،تجعل ممكنات نهوض هذا المشروع كبيرة،وبما يعيد للقومية العربية مكانتها الطبيعية في قلوب ملايين العرب المؤمنين بالفكرة وبوحدة الأمة واهدافها المتجاوزة للقطرية والتفكيك والتذرير.
السعودية رفعت مشروعاً شعاره "القومية السنية"،هذا المشروع قام على أساس تكتلات واحلاف عسكرية وامنية سنية من اجل ليس الدفاع عن الأمة العربية وحقوقها وامنها القومي وتحرير المحتل منها،بل جاء لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة،بدل التكامل والتحالف معه،وهذا المشروع الذي تعتمد فيه السعودية على رصيدها المالي وما تملكه من المليارات،لن يكتب له النجاح لكونه مشروع فئوي ومذهبي،لا يشكل قاعدة للتوحيد والتجميع،ويقوم على فكر اقصائي.
الان المشروعان الرئيسيان في المنطقة في ظل غياب المشروع القومي،الذي يعيش إرهاصات النهوض،فإن هناك مشروعان فاعلان في المنطقة لهم الدور والنفوذ والمكانة،المشروع الإيراني وما يعبر عنه بمروحة واسعه من التحالفات مع قوى ومحور المقاومة والممانعة ،والمشروع المتصارع معه "اسرائيل" ومروحتها الواسعة المتحالفة معها عربياً وإسلامياً ودولياً.
القدس المحتلة – فلسطين
22/4/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف
- جنيف السوري مساراً ل -تقطيع الوقت- ..؟؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - منطقة .....وأربعة مشاريع