أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا














المزيد.....

قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم عدم اقتناعي بالقضيّة أصلا, و لأسباب ظاهرة للعيان في شكل القضية و مطالبها "الخبزيّة" الجوفاء الفارغة من أي عمق سياسي أو طبقي, سبق لي قبل ثلاثة أشهر أن طرحت على جداري الفيسبوكي سؤالا للأساتذة المتدربين على الشكل التالي : هل ستُجمّدون نضالاتكم (صرت أتحفّظ على المُصطلح), في حال إلغاء المرسومين في الآن دون الاستقبال, أي حصرا لصالح الفوج المستهدف هذه السنة, و تنخرطون في النسق التعليمي السائد المقرف الذي صار فيه رجال التعليم يتحدثون عن أسعار البصل و امتلاك العقارات و صيحات الأثاث أكثر مما يتكلمون عن البيداغوجيا و الديداكتيك و سيكوسوسيولوجية التربية...
لم أجد جوابا شافيا بطبيعة الحال. لكن رغم اللبس و الغموض, و من مُنطلق أن للجزئيات أهميّتها مهما بدت صغيرة و تافهة, تضامنت مع الأساتذة المتدرّبين في قضيتهم, و قمت بكتابة مقال حول القضيّة, حاولت فيه معالجتها من منظورها الشمولي, كما يُملي الواجب النّضالي في هكذا حالات... وقد حمّلت المسؤولية فيه للنظام مباشرة, ليس فقط في قضية الأساتذة المتدربين, بل مسؤولية تخريب المنظومة التعليمية في المغرب عبر تعاقب جيلين على هرم السلطة, و نمطين مُختلفين في أساليب الحكم و التحكّم و ممارسة الاستبداد. لكن كلا الجيلين كانا مُجمعين على جوهرية مسألة ضرب التعليم في مقتل, لأن نواة النظام القائم و عُمقه الاستراتيجي لا يتغذيان إلا على الجهل و التخلّف و الخرافة. و للعامل الاقتصادي أيضا دوره في المسألة. حيث تتداخل و تتوافق المصلحة السياسية الداخلية مع ضرورات التبعيّة للفرعونية الرأسمالية العالمية لتصب في بحر واحد شطّه التعريب أو التخريب, و الأدلجة في عهد المقبور الحسن الثاني, و عُمقه الخوصصة و السّمسرة في عهد "الاستقواد" و الاستباحة الشاملة و اللعب على المكشوف. لكن أساتذة "الغد" كما يُسمّون أنفسهم, و أنا صرت أسمّيهم بأساتذة "الغدر", كان لهم رأي آخر, و أصرّوا عن طريق تنسيقياتهم و تمثيلياتهم على طلب "الصدقة" و ليس على انتزاع الحقوق المشروعة, عن طريق استعراض فحولتهم الكرتونية على العبد المأمور "رئيس الحكومة", دون أدنى إشارة للبنية الشاملة التي تبدأ من المسؤول الأول في البلد دستوريا و قانونيا, إلى المسؤول الأخير و هو الأستاذ نفسه!! و هذه قاعدة الانتهازيين. ففي دين "المخزن", من تطاول على رأس النظام يُقتل (حقيقة و مجازا), و من تطاول على باقي العبيد و الأقنان يُستتاب و تُكشف شُبهته و يَنتظر عطف وليّ الأمر في طابور الشحاذة. و من هذا المنطق كان الأساتذة المتدرّبون "يناضلون". و قد بيّنت الأيام صدق توقّعاتنا, حيث قبل الأساتذة بالخيار القاتل في الوقت القاتل, و رضخوا بكلّ كلبونية و انتهازية للطرح المخزني الذي روجت له الدكاكين الحزبية و الكارتيلات النّقابية و من ورائها البرجوازيات الوسخة التي تُمارس النّخاسة لصالح البنك الدولي و الامبريالية الصهيونية. نعم, بعد 6 أشهر من العذابات و الاعتصامات و الإنزالات و الدماء التي سالت في الشوارع, و الهراوات التي تكسّرت على رؤوس المحتجّين.., تم الانقلاب بشكل عجيب على المطالب الأصلية, للقبول بشفقة النظام التي تتجلى في تعطيل سريان المرسوم الأول حصريا لصالح دفعة هذه السّنة, مع ضخ فارق تقليص المنحة بأثر رجعي, و هذا لا يعني إلا شيئا واحدا : صفقة انتهازية رخيصة خان بموجبها المتدربون القضيّة, بل و الأدهى من ذلك أنهم قدّموا للمرسومين "شرعية" لم يكن النظام يحلم بها, بشكل يُحيل على خسارة المعركة بخصوصهما بل و تزكيتهما من طرف نفس الفئة المتضررة أي "الأساتذة".
لقد قام أساتذة الغدر بخداع الجميع, لأن المدخل النضالي الذي ركبوا عليه كان يقضي بإسقاط المرسومين, و ليس بتوظيف هذا الفوج عملا بأمثولة "أنا و من بعدي الطوفان", و سيذكر التاريخ أنهم باعوا قضيتهم و ساوموا عليها مقابل "الوظيفة", التي لا تُعتبر هنا حقا تم انتزاعه و إنما "صدقة" من الدولة مُقابل تواطئهم في تمرير مخطّطاتها الجهنّميّة.

*فكيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدّم
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف

لا تُصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

فوق الجباهِ الذليلة !!!!!!!!!!!

* أمل دنقل من قصيدة "لا تُصالح"



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا