أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال















المزيد.....

فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجاوزت الأنظمة التبعية العميلة التي خلَّفها الاستعمار و استخلفها على منطقة شمال افريقيا, اضافة الى حظائر "سايكس-بيكو" في المشرق العربي. تجاوزت مرحلة التطبيع مع الكيان الصهيوني, لتدخل الى مرحلة ما بعد التطبيع أي مرحلة "التصهين". حيث أزاح هذا المصطلح القديم-الجديد (التصهين), سابقه (التطبيع) من القاموس السياسي العربي, و الذي كان يعتبر منذ وقت يسير من "الكبائر" السياسية,و أحاله على التقاعد في عصر الانترنت و الويكيليكس, واضعا لنفسه مكانا محترما في أدبيات السياسة الحديثة لأوطاننا المفترى عليها.
النظام المغربي, و بحكم باعه الطويل مع الاستعمار و الامبريالية, و أيضا بحكم موقعه الجيوستراتيجي الحساس و عوامل أخرى, لا يشُذُّ عن هذا التوجه. بل الأدهى من ذلك أنه مثّل القنطرة التي عبر من خلالها زحف التصهين الى الوطن العربي.
حيث نشر مؤخرا "يوسي الفر" المحلل السياسي، والقائد السابق في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد"، كتابا جديدا بعنوان "عقيدة الأطراف". تحدث فيه عن كيفية اختراق الكيان الاسرائيلي للدول العربية, مثمّنا العلاقات مع المغرب و واصفا إياها بالانجاز "الأكبر" لانها فتحت الباب على مصراعيه لاختراق الدول العربية, مضيفا أن قيام الكيان باستجلاب مئات الآلاف من اليهود المغاربة كان خطوة غير مسبوقة، حيث عبّد الطريق أمام تطور العلاقات الاستخباراتية العميقة جدًا بين المغرب وإسرائيل, كخطوة أولى للتمدد في باقي الدول التي تربطها بالمغرب علاقات ودّ و شراكة, سياسية أو اقتصادية أو دينية بحكم أن رأس النظام المخزني يسمي نفسه بأمير المؤمنين.
التصهين في المغرب ليس وليد اليوم, فمنذ الاستقلال الشكلي الممنوح من قبل فرنسا, و النظام المخزني يحرص على تواجد "اليهود" في مختلف أجهزة الدولة المؤثرة و الحساسة. خطبا لود الغرب و اسرائيل. حيث تم استوزار اليهودي "بن زاكين" في الحكومتين الأولى و الثانية بعد الاستقلال, و أيضا "سيرج بيرديغو" و "جو أوحنا"... و لم يغب عن القصر الملكي في أي عهد مستشار "يهودي". و هذا ما نلاحظه اليوم حيث يحظى المستشار الملكي اليهودي-الصهيوني آندري آزولاي بمكانة كبيرة في القصر, أي في صناعة القرار المغربي. و لا مجال هنا لتمرير مغالطات بدعوى أن نفوذ "اليهود" في المغرب و وصولهم الى أعلى مربع السلطة هو أمر طبيعي ويهدف الى ترسيخ قيم المواطنة و تساوي الحظوظ بغض النظر عن الدين أو العرق, لسببين اثنين:
_أولا لأن النظام المغربي نظام "ديني", يستمد شرعيته و سلطته من "الدين الاسلامي" عن طريق "أمير المؤمنين" حامي حمى الملة و الدين. و يتعامل مع كل الخارجين على هذه المنظومة المدسترة و المقننة بطريقة سلطات محاكم التفتيش. حيث يعاقَب بالقانون الجنائي مثلا "مفطر رمضان" و النابش أو المشكك في العقيدة و كل الذين يترجمون عدم انتمائهم اليها بأفعال مرئية ملموسة, فكيف نتحدث عن قيم "علمانية" في ظل منظومة استبدادية دينية قروسطية متخلفة؟
_ثانيا لأن الواقع يدل على أن الأمر لا يمت بصلة لحقوق الطائفة اليهودية باعتبار أفرادها مواطنين مغاربة, بل ان حظوظهم تكبر حصريا كلما تأكد "تصهينهم" و كلما حازوا على ثقة دوائر القرار في اسرائيل. أو بمعنى آخر كلما زاد ولاؤهم للمشروع الصهيوني. أي كمواطنين اسرائيليين صالحين و ليس كمواطنين مغاربة !!!
لاطالما لعب النظام الملكي على ورقة "حماية الأقليات الدينية" لتمرير مشروع التصهين, و هنا ننقل عن "جاسون أساسون"، مدير اللجنة اليهودية-الأمريكية للقضايا الحكومية والدولية تصريحه بعد تكريمه بالرباط و حصوله على وسام الفارس الملكي: "لقد أكد المغرب صداقته لليهود، قوته ومبادئه، من خلال الإصلاحات التي نفذها، ومن خلال المصالحة السياسية التي قام بها، ومن خلال موقفه الصارم من التطرف، ومن خلال حمايته المتواصلة للأقليات الدينية", كلام منطقي و مقبول, لكن الأمر يختلف كثيرا عندما نعلم أن هذا الشخص من أكبر المتطرفين و المدافعين عن الفكر الصهيوني.
لقد قام عدد من الكتاب اليهود بكشف العلاقة الوطيدة التي تربط النظام الملكي المغربي بالكيان الصهيوني. حيث سلط "جاكوب كوهين" في كتابه "ربيع السايانيم" الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المستشار الملكي "آندري آزولاي" في هذه العلاقة, و هو العضو في شبكة "السايانيم الصهيونية". بينما رصدت "أنياس بنسيمون" هذه العلاقة في كتابها "الحسن الثاني و اليهود" من خلال تواطؤ الحسن الثاني في عمليات تهجير اليهود المغاربة الى اسرائيل, حيث يبلغ تعدادهم الآن مليون نسمة على أقل تقدير!!
كما فضح الكاتب المصري "محمد حسنين هيكل" بعض جوانب هذه العلاقة في كتابه "كلام في السياسة", و أكد على فضائية الجزيرة في برنامج"شاهد على العصر", أن الحسن الثاني سمح للموساد بزرع أجهزة تنصت في القاعات المخصصة للاجتماعات العربية, بل و أصر على دور هذا الأخير, باعتباره عميلا للموساد, في نقل مداولات القمة العربية التي جرت في مدينة الدار البيضاء. مما أدى بالسلطات المغربية الى اغلاق مكتب القناة, دون تأكيد أو تفنيد أقوال هيكل !! هذا بالطبع زيادة على لعب المغرب دورا محوريا في عملية السلام الإسرائيلية-المصرية حين استضاف المحادثات السرية بين إسرائيل ومصر, والتي أسفرت عن زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الى القدس في عام 1979.
و من تجليات هذا "التصهين" المخزني, أن رقم أعمال المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل وصل الى الـ 50مليون أورو. علاوة على التعاون العسكري الذي يبدأ من تزويد اسرائيل للمغرب حصريا بمعدات وأجهزة إلكترونية خاصة بمقاتلات من طراز "أف 16", و التي تسلم المغرب الدفعة الأولى منها من واشنطن، وقدّر مبلغ الصفقة بـ 100 مليون دولار: ("إسرائيل فالي" الموقع الرسمي للغرفة الوطنية للتجارة الفرنسية), الى أن يصل الى قمة العنصرية بالاستفادة في الثمانينات من خبرات عسكرية اسرائيلية في بناء جدار الذل و العار الذي يقسم الصحراء الغربية الى قسمين. و بعد نجاح التجربة في المغرب قامت اسرائيل باعادتها في قلب فلسطين !!
و لا يفوتنا أن نذكّر بأن أكبر زعماء اليمين المتطرف في اسرائيل مغاربة, و لازالوا مغاربة الى يومنا هذا بعد أن منحهم الحسن الثاني حق التمسك بالجنسية المغربية. و منهم "ديفيد ليفي" وزير الخارجية الصهيوني, "إيلي بشاي" زعيم حزب شاس المتطرف, "عمير بيريتس" وزير الدفاع الأسبق،" شلومو بن عامي" وزير خارجية و سفير اسرائيل في اسبانيا ، الحاخام الأكبر "نتانيا شلومو عمار"، وأخيرا، وليس آخرا، الجنرال سامي(سليمان) الترجمان، قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الذي أشرف على الحرب الأخيرة على غزة.
هنا نفهم الأسباب الحقيقية وراء حفاظ النظام المغربي على جسور التواصل مع اليهود المغاربة المهجّرين، و لماذا يفتح للآخرين الأبواب لتقلد مناصب رفيعة في الدولة. و هو الذي الذي ساهم بحماس “مدفوع الأجر” حسب قول الكاتبة اليهودية أنياس بنسيمون، في تهجير اليهود في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ليس لهدف الا للاستفادة منهم لغايات تخدم النظام الملكي, و تؤمن له الحماية الدولية و التغطية على جرائمه و انتهاكاته و استبداده!!!
ختاما نشير الى أن هذا "التصهين" الملكي المخزني, قد تكلل بقيام من يسمي نفسه ب"رئيس لجنة القدس" أي محمد السادس, بتوشيح زعيم اللوبي الصهيوني في منظمة آيباك,و نائب رئيسها ,"مالكوم هونلاين", بالوسام العلوي بدرجة ضابط كبير, و بتوشيح الحاخام الإسرائيلي المغربي, "راف شلومو عمار",بوسام الحمالة الكبرى, ضمن فعاليات عيد العرش لسنة 2013, نعم, بمناسبة عيد العرش!!! هل وصلت الرسالة؟؟؟



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟
- وهم الاستقرار في المغرب
- تضامنا مع الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت
- في ورطة النظام المغربي
- المغرب و العهد الجديد, أكذوبة صدقها العبيد!!
- المغرب و الشر القادم من الشرق
- النظام المغربي و الاسلاميون
- لماذا يرفض المسلم العلمانية؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال