أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - لم أفاجأ أبدا!














المزيد.....

لم أفاجأ أبدا!


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 02:16
المحور: الادب والفن
    



تعليقا على مسرحية (الإستتابة) لأطفال قريش في تكايا تسمى جزافا بالمدارس!
لم أفاجأ مطلقا بما رأيت في هذا المشهد البدائي الممسرح في مدرسة النيل في غزة...فهو مجرد حلقة من حلقات برنامج التجهيل الغيبي المستمر بأنشطته الكهنوتية الظلامية في مجتمعنا منذ فترة طويلة...فمشايخ الأوقاف الذين احتكروا دور البطولة كممثلين لله في هذا المشهد الأسود هم أنفسهم الذين يجلدون وعي الناس كل صلاة جمعة وفي دروس التجهيل بعد صلاة المغرب في مساجد غزة...و رجالات الحقل التربوي من المدير و المعلمين هم أبناء الحركات الربانية التي يخططون و يديرون الأنشطة الدعوية من ظلام كواليس المسرح البغيض..أما الأطفال/الضحايا الذين ظهروا مجتمعين في دور شبيبة قريش الفاسقين المارقين على الدين وصحابته فهم أنفسهم الأطفال الذين يتوزعون على المساجد و حولها ليتجرعوا فقها حزبيا إقصائيا مقيتا يدمر عقولهم الناشئة و يغلق أي أفق للرقي و الإبداع.
لم أفاجأ أبدا و بدا لي المشهد سخيفا كفصل من مسرحية حملت عنوان (توبة) بنهاية مفتوحة أفاقها مظلمة وجوهرها الإنغلاق و التطرف ولاحقا التكفير و الإرهاب!
مشهد لم ينقص ديكوره سوى لوحة الكترونية ديجيتال مضيئة تحصي الثواب والنقاط لهؤلاء الأطفال الذي عادوا من كفرهم و غيهم و معاصيهم إلى حضن الإسلام الكريم عبر بحر من الخوف و الرهبة و الدموع!
لم أفاجأ أيضا لأن ما رأيته هو استنساخ منمق لسيناريوهات داعشية جرى مسرحتها في المناطق التي غزتها داعش وسيطرت عليها بفكرها الظلامي الأسود و إن تم تجميلها بديكورات و مؤثرات صوتية و ضوئية خداعة فشلت في تزييف جوهر الصورة القاسية أو في التقليل من خطورتها .فهناك في أرض الدولة اللقيطة هيأت الشروط بفائض القوة و الإرهاب لتفعيل السوط التربوي وسيوف الله المسلولة لفرض الفكرة و تكريسها... أما في غزة الجاحدة فمازلنا في بدايات درب الهدى المنشود ولهذا توجب التنميق والخداع والمواربة والتجميل الفاشل !
كما لم أفاجأ من هذا العرض المسرحي لأني أرى وسط جمهور المسرحية دعاة الفكر المستنير سواء في التشكيلات السياسية الوطنية اليسارية العلمانية أو مؤسسات المجتمع المدني أو الليبراليين يتناغمون في سلوكهم اليومي مع هذا الفكر الظلامي...فمعظم هؤلاء الذين عبروا عن رفضهم لفيلم الإستتابة وشنوا غاراتهم اللغوية المضادة في فضاءات الفيس بوك يتسمرون طويلا وفي مناسبات عدة أمام أبطال مشهد المجزرة الفكرية بحق أطفالنا من الدراويش بعممهم المتسخة ليتلقوا مواعظهم و توجيهاتهم وأرائهم صامتين مستسلمين ثم ينطلقوا من تكياتهم مستنكرين شاجبين شاتمين !
إن هذا السلوك المنفصم والإنهزامي لدعاة الفكر المستنير لا يمكن أن يواجه و ينتصر
بل ربما يمثل عاملا مساندا لهؤلاء و غطاء لتمرير مخططاتهم التدميرية فالضعف و الميوعة والمزاوجة غيرالعلمية واللاعقلانية تنتج حالة من الفراغ الموضوعي سيملؤها أصحاب العمائم الذين لا يكلون ولا يملون !
وأخيرا لن أفاجأ أيضا حين يقرأني شبه عقل خاو مغيب فيتهمني فورا بالمساس بالدين أو يبالغ فيدرج حديثي تحت عنوان ازدراء الدين !
و برأيي هنا (تكية القصيد) !
الخلط بين الفكرة الإصلاحية المستنيرة التي ترى في الأديان مكونا بنيويا عقليا وجدانيا انسانيا وجد ليخدم الإنسان و ييسر حياته ويساعده على التحرر من الظلم و العبودية وترفض كل أشكال القداسة المزيفة و الدخيلة والمتناقضة مع جوهر الأديان ...و ما بين الأستسلام التام لكل التراث الديني بحابله ونابله و غثه وسمينه كمسلمات يقينية غير خاضعة للتفكير والمراجعة و النقد و التطوير ....
نعم ...فأرخص أدوات ووسائل الهجوم اليوم هي توظيف الدين في تكفير صاحب الرأي الأخر وعزله بتأليب البسطاء عليه و ربما الدفع بفرسان الظلام المغيبين للمساس به معنويا و ماديا كطريق مختصر لدخول الجنة من أوسع أبوابها !



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس مهما أن يقال: مات بصحة جيدة!
- الرواية الفلسطينية بين المحلية و العالمية !
- بيض-سكر- شاي- وابور و كاز أبيض !
- هي وانا و السائق !
- دقة_ورمش‬-;-!
- الى د احمد يوسف...مع الاحترام
- كاراج الجنوب
- لا قداسة مطلقة للمقاومة!
- كلنا مقاومة...ولكن !
- اخر تغريدات حلمي المهاجر !
- مناهج حقوق الإنسان بالأونروا ...فلسفة تربوية وطنية أم رؤية ا ...
- عساف )2)
- تعليقا على المواقف الظلامية من عساف(1)
- اعتذار لاسرانا!
- يا مصر عودي!!
- ليس ردا على مصطفى ابراهيم
- اعشق الجينز...امقت الجلباب!
- الجل و الجينز و العصا!!!
- عبثية...........2
- عبثية!!


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - لم أفاجأ أبدا!