أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - في مفهوم -العراق الجديد-














المزيد.....

في مفهوم -العراق الجديد-


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطرح القوى المشاركة في العملية السياسية في العراق، وتسعى لتسويق المصطلح السياسي مفهوم " العراق الجديد". بيد ان تلك قوى لم تطرح لحد الان للمواطنين ولم تتفق فيما بينها على مضمون هذا المصطلح. وبهذا فان كل من تلك القوى تسعى لشحن مفاهيمها بهذا المصطلح. ان "العراق الجديد" منطقيا، يقتضي التخلي عن المفردات والمنطلقات والمبادئ التي قام عليها النظام السياسي العراقي منذ بداية القرن الماضي. العراق الجديد يعني اقامة نظام سياسي واجتماعي على اسس جديدة، تقوم على اساس المواطنة وحسب، وليس على الانتماء لمذهب، او قومية او عرق او لمنطقة، وان يكون التنافس لتسنم السلطة ونقلها سلميا وفق قواعد متفق عليها.ومادام ان العراق تحول الى دولة يتحكم بها الدستور يضمن حقوق الجميع، فقد ان الاون لظهور احزاب ذات اهداف جديدة احزاب غير دينية، او ان تغير الاحزاب السابقة التي تبنت الشعار الديني / المذهبي انظمتها، وتحويلها الى انظمة ذات اهداف عراقية عامة.وبهذا فقط تبرهن على مصداقية نيتها بناء عراق جديد.لامذهبي.وانها فعل نحو المستقبل وليس رد فعل على الماضي.
لقد انحصر مؤتمر الوفاق بين القوى العراقية(19/11/2005) الذي عقد تحت مظلة الجامعة العربية، بشكل رئيسي بين التيارات التي تزعم انها تمثل المذاهب الدينية وعلى الاغلب السنية والشيعية. وهذا المنحى يضفي طابعا مذهبيا على الصراع السياسي في العراق، الامر الذي يتناقض موضوعيا مع متطلبات بناء دولة عراقية على اسس جديدة أي مع مفهوم العراق الجديد.دولة قادرة على التعامل مع المتغيرات الكونية ومفراداتها الجديدة. ان الاخلاص للعراق كدولة عصرية، يستدعي تراجع كافة القوى التي تتعكز على الشعار الديني/ المذهبي، عن الحلبة السياسية اوالاستئثار بالقرار السياسي. وعلى رجال الدين وممثليهم سياسيا التراجع عن الحلبة السياسية وتركها للسياسيين.لقد برهنت التجارب الدولية ان قيام احزاب دينية يجر خلفه عواقب لاتحمد عقباها. والبديل للعراق الجديد هو الاحتكام للقانون. لقد صوت شعب العراق بكافة طوائفه على الدستور الدائم. وبهذا فقد وضع الاساس من اجل الاحتكام للقانون في تسيير العملية السياسية. لقد وفر الدستور الدائم الان الفرصة والاجواء لاية قوة او تيار ان يعمل من اجل حشد قواه للتاثير على العملية السياسية( اخراج القوات الاجنبية او حصر العراق في المحيط العربي او ان يقيم علاقات تحالف مع قوى اخرى او خياره الاسلامي او بالعكس). لقد اسس الدستور الدائم والاستفتاء عليه
(لم تشهد اية دولة عربية استفتاءا على الدستور، وكان من وضع السلطات التنفيذية) ثقافة جديدة ترفض الالتجاء الى مؤامرة قصر او استخدام السلاح لتغيير النظام السياسي في العراق.والفيصل الان لحكم القانون الاساسي أي الدستور.
ان خطورة الوضع العراقي الان تكمن اساسا في انتقال الصراع السياسي الى صراع مذهبي. بين الشيعة والسنة.وهذا يتناقض جذريا مع الشعار المطروح عن العراق الجديد.ان حصر الصراع او التنافس بين ممثلي والقوى التي تزعم انها تدافع وتمثل مصالح الشيعة او السنة يحمل في طياته الاخطاء التي مارستها القوى الحاكمة في العراق منذ حصوله على استقلاله في الثلاثينيات.
ومن المفروض وفي ظل التطورات والمتغيرات الجذرية التي شهدها العراق التخلي عن موروث الماضي الذي يوظف المشاعر والانتماءات المذهبية لتعزيز مواقعه. ان مقولة العراق الجديد تقتضي ليس التخلص من هيمنة ابناء مذهب( وبتعبيرات اخرى مناطق محدودة) محدد يشكل الاقلية على مقدرات الوضع العراقي، بل التخلص نهائيا من هذا المنحى واعطاء الحرية للتنافس السياسي بين الطبقات والشرائح المصالح الاجتماعية.سيما وان الدستور وضع الاساس القانوني لذلك التطور. وضمن هذا التطور من المفروض ان تنسحب القوى الدينية عن العمل السياسي و تتيح المجال للصراع السلمي السياسي. تتيح لشعب العراق خيارات توجهاته. القوى الدينية ستكون متحضرة ومتجاوبة مع متطلبات العصر، اذا ساهمت بدور المراقب والمستشار للتصدي للظلم والانتهاك القانون، وتفعيل دورها في المجتمع من اجل الاحتفاظ بالقيم العليا التي نصت الشريعة. واذا عملت المراجع الدينية على ان يكون جامع واحد وشريعة واحدة للسلمين سنة كانو او شيعة ونبذ الخلافات التي ظهرت قبل اكثر من الف سنة.
ان الاصرار على سحب الخلافات التي نشبت قبل اكثر من الف عام بين القبائل العربية حول مسالة السلطة والخلافة، على الواقع العراقي الراهن مسالة اقل ما يقال عنها انها غير جدية، ويجب التغلب عليها وتجاوزها. ان تلك الخلافات والنزاعات تحمل في طياتها دون شكك صراع سياسي على السلطة والنفوذ والحكم. ومادام ان الصراع السياسي في أي مجتمع مسالة طبيعية، فينبغي ان ياخذ طابعه الحقيقي، لاان يتستر وراء الطابع المذهبي( سني او شيعي)، لان هذا المنحى يحمل في طياته ابعاد خطرة.بما في ذلك الحروب الاهلية.
ان مفهوم العراق الجديد يشمل بالطبع مواقف ومنطلقات متعددة.من بينها مفهوم المواطنة. وحقا فان ما جاء في الدستور من الاعتراف بازدواجية الجنسية( وفق قانون) واسيتعاب ابناء العراقين كافة، مبدأ متطور في قانون المواطنة. فهناك عدة ملايين العراقيين ومن اصول عراقية ينبغي الافادة منهم وزجهم في عملية التطوير في العراق.انهم حملة ثقافة وحضارة متقدمة.لابد من الافادة من قدراتهم في مجال التكنلوجيات والعلوم وتعزيز الاقتصاد.
ان مفهوم العراق الجديد يقتضي من بين الالويات الانطلاق من ادراك موضوعي وواضح لطبيعة اصطفاف على الساحة الدولية. ومن هذا الواقع يختار موقفه ويقتني الاصدقاء والحلفاء.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في موقف روسيا من سوريا وايران
- مَن المستهدف بعد الاردن؟
- الخوف من الماضي او روسيا والتخلي عن ثورة اكتوبر
- القوائم الانتخابية واصطفاف القوى السياسية في العراق
- صدام و بينوشية ونهاية الدكتاتورية
- -روسيا وعقدة - الشقيق الاصغر
- السياحة في عصر العولمة
- في ايديولوجية العنف والاغتيال السياسي
- الوضع العراقي. قراءة في احتمالات تطوره
- العراقي وخياراته المتاحة
- ايران في استرانيجية الكرملين الجديدة
- الشيوعييون الروس والقضية العراقية
- في ضوء التجربة العراقية الهروب العربي من الديمقراطية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - في مفهوم -العراق الجديد-