أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الشيوعييون الروس والقضية العراقية















المزيد.....

الشيوعييون الروس والقضية العراقية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيوعييون الروس والقضية العراقية
الدكتور فالح الحمراني*


يلوح ان الشيوعيين الروس فقدوا تماما حسهم بالتحولات التاريخية ( في الخارج والداخل الروسي ايضا)، وتخلوا عن منطق الديالكتيك الذي يقوم عليه الفكر الماركسي، وراحوا يفسرون التاريخ من منطلق جامد، ياتي كرد فعل سلبي على كل ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية، دون الخوض في تفصيلاته وتعددية جوانبه. وهذا العداء لاياتي من موقف سياسي علمي وانما من شعور قومي متشدد، وهاجس يصل احيانا الى حد مَرَضي والرغبة بالانتقام، ناجم من هاجس ان اميركا وقفت وراء انهيار الاتحاد السوفياتي وتخطط الان لتفكيك روسيا. وينسحب موقفهم هذا ايضا على تقييم التطورات في العراق في عصر الديكتاتورية وفي الوقت الراهن ورسم سياتهم منها.
وللامانة فان للشيوعيين الروس مواقف مشرفة ازاء العديد من القضايا العربية العادلة وهذا شان اخر وله حديث اخر، ولكن موقفهم من القضية العراقية يثير الاستغراب فهو يعارض التحولات التاريخية ويدافع عن شبح الماضي الذي تسعى قوى الظلام والجهل استعادته لمسرح التاريخ، وانني معني بمناقشة سياسة الحزب الشيوعي الروسي ازاء العراق فقط.

مع زيوغانوف
في منتصف التسعينات نلت حديثا صحفيا من زعيم الحزب الشيوعي صاعد النجومية حينها غينادي زوغانوف، بحضور مساعده المهتم بالشئون العربية، واستثمرت اللقاء فعرضت تحفظات المعارضة العراقية في المنفى على سياسة زوغانوف من النظام العراقي، وتمتين الشيوعي الروسي علاقاته بالنظام الديكتاتوري، فابلغني ان الشيوعيين يدعمون النظام العراقي لان صدام مستهدف من قبل اميركا" انظر كي كيف يقصفون يوغسلافيا ويناصبون العداء لميلوسفيتش" وعرضت عليه جرائم التعذيب والقتل الجماعي التي ارتكبها نظام صدام بحق رفاقه (زوغانوف ) بالعقيدة: الشيوعيين العراقيين، والاحزاب والتيارات العراقية الاخرى، وانتهاجه سياسة ابادة الاكراد وطوائف الشعب العراقي، وبرهنت له ان صدام ميكافيلي في سياسته وانه كان ذات يوم في حضن اميركا والشيطان، عندما كانت اهدافه تقتضي ذلك، وهدد حتى بضرب الاتحاد السوفياتي اذا ما تطاول على المملكة العربية السعودية!. فرايت علامات الحيرة على وجهه القائد الشيوعي، في مواجهة الادلة الدامغة. وزعم زوغانوف بانه لم يعرف بذلك وليس لديه معطيات بشانه. والتفت الى مساعده الذي اكد له المعلومات واستياء المعارضة العراقية من الشيوعي الروسي، ليكلفه باعداد تقرير بتلك الموضوعات. لكن الحزب الشيوعي لم يعد النظر بمواقفه بل ذهب اشواطا بعيدة في دعم اكثر الانظمة الديكتاتورية الحديثة وحشية واستبدادا. وعلى حد معلوماتي فان الحزب الشيوعي العراقي فشل ايضا في اقناع رفاقه الروس في العدول عن موقفهم الاعوج. وابلغنا قائد شيوعي عراقي كان قد زار موسكو للمشاركة في مؤتمر الحزب الشيوعي الروسي انه اجرى مباحثات مطولة مع زوغانوف واعضاء القيادة الحزبية الاخرى، ولكن زوغانوف رفض التراجع عن موقف مؤازرة النظام الديكتاتوري. وهمس القائد الشيوعي لنا " وصلت الى قناعة الى انهم يقبضون اموال كبيرة من صدام". والمعطيات التي نشرت عن كوبونات النفط ،اشارت ايضا الى تورط " الرفاق" الشيوعيين بها.وحقا فان الحزب الشيوعي الروسي نفى كل ذلك الكلام.
هكذا تحدثت "سوفيتسكايا روسيا"
وبعد انهيار الدكتاتورية، والكشف عن الوثائق الدامغة التي تبرهن على جرائم نظام صدام وعن القبور الجماعية في انحاء البلد التي غدت وثائق لايمكن دحضها، يواصل الشيوعيون الروس الدفاع عن صديقهم الدكتاتور.وفي مقالة نشرتها صحيفة " سوفيتسكايا روسيا" ( احد وسائل الاعلام الشيوعية) الصادرة في موسكو، ثمة اتهام واضح لشعب العراق وتبرئة الدكتاتور. وتزوير سافر للتاريخ، وتبرير لايصمد للنقد لممارسات الدكتاتور ازاء شعب العراق ودول الجوار.
وتصف "محاكمة صدام بانها مهزلة وتنكيل بالقيادة الشرعية، وبالذات برئيس هذا البلد صدام حسين". ولم تجر الاشارة من اين حصل صدام الشرعية، فانه جاء نتيجة انقلاب عسكري وصعد الى قمة السلطة على جثث رفاقه في الحزب، وجثث ملايين العراقيين. ام انهم يلمحون الى الاستفتاء ـ المهزلة الذي كان ينظمه الدكتاتور حيث يدلي المواطنون باصواتهم على اسنة الحراب.وحسب مقالة الصحيفة الشيوعية " فمن غير الجائز اعتبار المحكمة في العراق محكمة شرعية" وثمة قناعة بان صدام سيواجه حكم الاعدام. وتصور الصحيفة محاكمة صدام وكانه اجراء امريكي بحت على غير ارادة الشعب العراقي والمجتمع الدولي "حيث هناك اكثر من 120 محاميا مستعدون للدفاع عنه اضافة الى منظمات اهلية ودولية" ووفقا لتقييم الصحيفة "فالمحكمة غير شرعية و لاتقوم على اسس قانونية".
واضافة الى ذلك فان الصحيفة تلقي الظلال على التهم الموجهة للطاغيةوتقول :" فصدام متهم في اشعال الحرب على ايران" وتستدرك" بيد ان الجانبين متهمين بهذه الحرب" متجاهلة القرارات الدولية واعتراف صدام الضمني بحريمة اشعال الحرب. ويبرر الشيوعيون الروس ايضا حرب صدام على الكويت متجاهلين نظرية الحروب العادلة وغير العادلة لمؤسس البلشفية فلاديمير لينين، وتقول اما التهمة الثانية " فهي احتلال الكويت" وتضيف " وهنا ليس كل شئ واضح" فالعراق براي الصحيفة يملك الحق اذا ليس بكل الكويت فعلى جزء منه" وكان ليس هناك من اسلوب لحل المشاكل العالقة بين الدول سوى بطريق الحرب، ومتجاهلة التداعيات الماساوية التي خلفتها الحرب، على العراق والكويت والعالم العربي باسره. وتستعير الصحيفة خطاب صدام فتقول "ان الكويت هي التي استفزت العراق على الحرب"!
وتعترف الصحيفة جزئيا فقط بممارسة صدام حسين سياسة الابادة الجماعية للكرد وملاحقة الشيعة والمعارضة العراقية. وتضيف" ربما هذه حقيقة او غير حقيقة" وتضيف" نعم ان صدام سحق انتفاضة الكرد والشيعة ولكن فقط من اجل ان لايسمح بان يواجه العراق مصير الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا" أي انفراط عقده. ولكن سياسة صدام الحمقاء ادت عمليا الى تقسيم العراق او على الاقل وضعت الممهدات الفعلية له.
وتصف الصحيفة الزعماء العراقيين الجدد " بصنيعة امريكا". وكان قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين لم يصل عام 1917 لروسيا في قطار اعدته الاستخبارات الالمانية وحرسته، من اجل الاعداد لثورة اكتوبر والاطاحة بالقيصر، ولم يتنازل للالمان عن قلعة بريست من اجل ابرام اتفاقية السلام.
هكذا ينسى الشيوعييون الروس التاريخ، وابسط مبادئ عقديتهم، ويكشفون عن وجه قومي متطرف، ينظر للحركة التاريخية من زاوية ضيقة واحده فلا يروا من الاشياء غير ظلالها.والغريب في كل ذلك ان المقالة تصمت على الممارسات القمعية التي تعرض لها رفاقهم في العقيدة أي الشيوعيون العراقيون الذين قدموا التضحيات الجسيمة من اجلهم، بينما يقف شيوعيو روسيا "الجدد" الى جانب خصمهم الالد، الذي كانت من اهداف نظامه " تطهبر العراق من الفكر الشيوعي".

* اعلامي من العراق يقيم في موسكو





#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضوء التجربة العراقية الهروب العربي من الديمقراطية


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - الشيوعييون الروس والقضية العراقية