أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فالح الحمراني - العراقي وخياراته المتاحة














المزيد.....

العراقي وخياراته المتاحة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عند المنعطفات التاريخية الكبرى، وهذا ما يمر به العراق اليوم، لاتظهر خيارات كثيرة امام البشر، ويُطرح عليهم سؤال مهدد واحد:مع من انت؟ مع أي مسار ومع اي اتجاه؟.
فقد يختصر التاريخ في تلك اللحظات الحاسمة تعددية الخيارات. وهذا ما يحدث للعراق اليوم.
فعلى كل عراقي ان يقول، لنفسه على الاقل من دون غموض، مع أي عراق يقف؟ويكتسب السؤال جدة اكثر مع تصاعد موجة الارهاب.
ان تاريخ المنعطفات الكبرى والحروب والانهيارات تشكل دليلا على ذلك، وكان على الناس ان يقولوا مع من هم؟ حينما ثار العبد سبارتكوس على قياصرة الرومان، وبَشرَ السيد المسيح برسالته في فلسطين من اجل خلاص الانسان ونشر السلام والعدالة على الارض، وحين بشر النبي محمد برسالته على مدى 13 عاما في الجزيرة العربية، واندلعت ثورات الشعوب المضطهدة والحروب العادلة.
وفي كل حالة ينطرح السؤال على البشر المعنيين بالاحداث مع من انتم؟.
وحينما انهار اكثر الانظمة العربية دكتاتورية وقسوة وحماقة في العراق ولاحت افق بناء عراق ديمقراطي متحضر، طرح التاريخ ايضا على الانسان العراقي السؤال نفسه: مع من انت؟ المنعطف التاريخي الكبير في كل تلك الحالات الحافلة كان يطلب من الفرد ان يعرب عن خياره الحر.
وبمصطلح ما، هل انت مع الحق؟ هل انت مع الحقيقة التاريخية؟ وببساطة مباشرة قد تلوح ساذجة،انت مع العدل ام مع الظلم ؟ فلاخيار اخر.
واردد اليوم مع من انت مع من ايها المواطن العراقي ( العراقي من شعر بانتمائه للعراق كوطن ومنشا وتاريخ) مع السيارات المفخخة والانتحاريين المنحرفين نفسيا، والقتل اليومي الهمجي لابناء العراق البررة،ام مع المشروع السلطوي الماضوي، الذي بدأ مع اول احتلال للعراق في بداية العشرينات للعراق، وانتهى بسقوط اخر دكتاتوري ام مع العراق الجديد.مع القوى التي تتجمع لبناء دولة حديثة، المفروض ان يقوم حكمها على مبادئ القانون الاساسي (الدستور)، وتفصل فيها السلطات وتكفل فيها حرية الكلمة والعقيدة السياسية والدينية.
ويتحاور فيها الناس بالكلمات لا بالمسدس.
وان تلقي "نظرة غضب الى الوراء" الحافل بالدكتاتورية وتدعو لدولة لاتتعامل مع المواطن على اساس الانتماء العرقي والديني وحتى المذهبي في اطار الدين الواحد، وتتبنى شعار "من ليس معنا فهو ضدنا". ام انت مع الحركة السياسة المتجهة نحو المستقبل لبناء دولة تتعاطى مع الانسان على انه مواطن، بغض النظر عن انتمائه الديني والمذهبي والعرقي.ان تاخذ الاغلبية مصالح الاقلية.
ان تكفل الحقوق لمعارضة بناءة، يتاح لها بحرية توجيه الانتقاد لحكم الاغلبية، وتتنافس ببرامجها الانتخابية الوطنية حقا، لجر الاغلبية لصفها، من دون اللجوء للعنف والمؤامرة، ام انت مع عراق الطائفية والديكتاتورية وسيطرة الاقلية ( المافيا، المنظمة السرية، التعصب المذهبي، هاجس الخوف من الاخر) ام مع نظام يقوم على القانون.
هناك من يتحايل في التعبير عن موقفه الخاسر مع الماضي، ويزعم بطريق ثالث يرفض الحاضر والمستقبل،ولكن عقله الباطني مع الماضي، مع الاستبداد والعنف.
في دخيلته يبكى على اطلال الماضي الذي دمرته ارادة الشعب بمساعدة قوات اجنبية.
واخر يقف مترددا مع من هو، ويلتزم الصمت في الرد على تلك الاسئلة. وهناك من يتعكز وراء الاحتلال للوطن، وكانه كابوس ابدي لايمكن الخلاص منه بالطرق السياسية.
ناسيا ان الاحتلال حصيلة حاصل لاخيار سياسيا.
هناك من يخفي براسه في الرمل مثل النعامة.
بيد ان الحركة التاريخية لن تصفح لهولاء، انها لفظتهم تماما وادرجتهم في ملفات التاريخ.
انهم يتجمعون في خانة معارضة الحركة السياسية المتطورة نحو العراق الجديد، يعرقلون الحركة الصاعدة بانينهم.
ولابد من الاعتراف بان الحركة نحو بناء العراق الجديد مازالت تتعثر، مازالت تواجه مصاعب، ومصاعب خطرة، وان هناك اخطاء فادحة ترتكب يوميا في الاداء، في التكتيك وفي الاستراتيجية وفي ترتيب الاوليات والثانويات.لكن هناك قناعة ايضا بان هذه مرحلة مؤقتة، بداية تعلم ادارة دولة ديمقراطية وارساء الاسس.
والارهاب والاعمال التخريبية ليس اخر من يعرقل اليوم التقدم بوتائر اكبر نحو حصول العراق على استقلاله الناجز، وتقصير امد وجود القوات الاجنبية، ليبني مع دولها علاقات صداقة وتعاون مثمر ومتبادل المنفعة، فالعراق في ظل التطورات الاقليمية وسيظل العراق بحاجة ماسة لها، لضمان امنه وتطوره.
ولو تظافرت الطاقات البشرية التي يزخربها العراق من اجل بناء دولة متحضرة، فان العراقي سيحرق المراحل لبلوغها بسرعة.
فلابد ان يقول عراقي اليوم كلمته بوضوح، مع من هو؟ مع دولة الماضي التي ذهبت الى مزبلة التاريخ؟ ام عراق المستقبل الجديد؟ وكل ما بينهما سيكون موقفا من دون شك.

* موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران في استرانيجية الكرملين الجديدة
- الشيوعييون الروس والقضية العراقية
- في ضوء التجربة العراقية الهروب العربي من الديمقراطية


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فالح الحمراني - العراقي وخياراته المتاحة