أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ضوء على الاعتصامات وطريقة اجتماع قادة الكتل السياسية















المزيد.....

ضوء على الاعتصامات وطريقة اجتماع قادة الكتل السياسية


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اريد الخوض في تفاصيل الاحداث المتلاحقة التي تجري على الساحة السياسية في العراق، من تظاهرات وصولا الى الاعتصامات، حيث باتت معروفة للجميع، من حيث اسباب اندلاعها، ومطاليبها في الاصلاح ثم المطالبة بالتغيير الجذري على طريقة ادارة الحكم.
في الاشهر الماضية تغاضت السلطة الحاكمة على استمرار تلك التظاهرات، وسدت آذانها عن سماع مطاليب الجماهير التي كانت تنحصر في بدايتها، المطالبة في الاصلاح، ولما لم تجد الجماهير اي استماع او تحرك حقيقي لتلبية تلك المطاليب، بسبب مراهنة السلطة على عامل الزمن، عسى ان يكل او يمل المتظاهرن، لكن الصدمة صعقتها بعد عملية اقتحام الجماهير، للجسور التي تربط بين جانبي بغداد، هذه الجماهير الغاضبة على ادائها السيء ، وبدأت الجموع المنتفضة بنصب خيامها قبالة المنطقة الخضراء لعل ساكنيها يستفسيقون من سباتهم الذي طال اكثر من عقد من الزمن، بالفعل كانت الصدمة قوية كصاعقة نزلت على رؤوس الفاسدين والفاشلين، حيث تسارعت القوى المتنفذة المتصدية للعملية السياسية البائسة منذ عقد من الزمن، واستدعت بعض قادة الاحزاب الاخرى لاشراكها في عملية جديدة الغرض منها خداع الجماهير وامتصاص غضبها على السياسين بمجملهم.
عندما شاهد العديد من المواطنين اجتماع ما يسمون بقادة الكتل السياسية، التي نقلت عبرشاشات الفضائية العراقية، اصيبوا بخيبة أمل كبيرة، عندما عكست تلك الصورة، اصرارا من قادة الكتل على الاصطفاف الطائفي، حتى حينما يعقدون اجتماعا لبحث الخروج من الازمات التي خلقوها بانفسهم، حيث وجدنا في الجانب الايسر من طاولة المجتمعين، يجلس رئيس الوزراء حيدر العبادي ويجلس الى جانبه السادة عمار الحكيم وهمام حمودي وحسين الشهرستاني وخضير الخزاعي وعلي العلاق (المعمم) وغيرهم من قادة الاحزاب الطائفية الشيعية، وكان ملفتا للنظر، ان يصطف كل من الاستاذ حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، هذا الحزب الذي هو حزب اممي جامع لكل اطياف الشعب العراقي، طوال عمره السياسي والنضالي، لقد اصيب كل ديمقراطي ومدني وعلماني بصدمة كبيرة، على طريقة جلوس قادة الكتل على طاولة الجلسة، ويجلس بجانبهم الاستاذ ابو داود، اضافة لجلوس السيد كاظم الشمري ممثل الكتلة البرلمانية للسيد اياد علاوي، الذي يصف كتلته بانها عابرة للطائفية ويقول باستمرار انه ليبرالي وعلماني الاتجاه، وجلس الى جانب الفريق الشيعي ايضا، السيد ضياء الاسدي، ممثل التيار الصدر الذي تبنى منذ فترة خطابا بعيدا عن الطائفية، وفي الجانب المقابل، احاط السيد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم نفسه بمجموعة ممثلي الكتل السنية واصطف معهم ممثلو الكتل الكردية، الذين تغلبت طائفيتهم على اتجاههم القومي، وهو محسوبين على القوى اليبرالية.
ان طريقة هذا الاجتماع واصطفاف السنة قبالة ممثلي الشيعة من اسلاميهم الى علمانيهم عكست صورة سلبية سيئة للغاية للمواطن العراقي، ويتساءل الناس، الم يكن حريا بالسيدين حميد موسى وكاظم الشمري بصفتهما ممثلين عن التيارات المدنية والعلمانية، ان يكسرا هذا الاصطفاف ويتوزعا مابين الكتل، كذلك هذا الامر ينطبق على ممثلي الكرد. ان طريقة هذا الاجتماع وهذا الاصطفاف الطائفي المقيت عكست للشعب العراقي، مدى انغماس كل السياسيين العراقيين بدون استثناء في الاصطفاف الطائفي ولا يحاولون الابتعاد عنها، مما يولد شعورا باليأس عند اوساط جماهيرية واسعة بالاخص الفئات المثقفة والواعية منهم، من تخليص البلاد مما عليه من فوضى في شتى المجالات، لأن الجميع مدرك ان أس البلاء هي المحاصصة الطائفية التي تبنتها هذه الكتل والتيارات السياسية ومصرين على الاستمرار فيها، العيب ليس، بالاحزاب الطائفية من كلا الطائفتين، لكن العيب في القوى السياسية اليبرالية والعلمانية واليسارية، المفروض بها انها عابرة للطائفية والاثنية القاتلة، فكيف ترتضي لنفسها وتبرر اصطفافها مع الطائفيين في جلوسهم، امام الشعب وجماهيرها ايضا!؟.
والمصيبة الثانية التي انتجها عن هذا الاجتماع، هو تشكيل لجنة من السادة حميد مجيد موسى ومحمد الكربولي وضياء الاسدي ويونادم كنة، الغرض منها اجراء حوار مع المعتصمين لمعرفة اسباب اعتصامهم وما هي مطاليبهم! اليس هذا مقلب وقع فيه الاستاذ حميد؟ فكيف يرتضي لنفسه القيام بهذه المهمة؟ ولماذا وقع الاختير عليه بالذات ليكلف بهذه المهمة الفاشلة حتما؟ وهل هذه بداية لايجاد مخرج لانسحاب حزبه من ساحة الاعتصام؟ كل هذه الاسئلة تطرح نفسها وتريد الاجابة عنها دون لبس وغموض، سيما وان حزبه من المشاركين النشيطين في التظاهرات كذلك في الاعتصام الحالي، هل سيتحاور مع رفيقه جاسم الحلفي، ليسأله عن مطاليب المعتصمين؟ (ظهر بأن هذه اللجنة اليتيمة لم تجرؤ على مواجهة المعتصمين بشكل مباشر في باكورة عملها، بل اكتفت بالاتصال عبر الهاتف مع بعض المعتصمين، هذا ما جاء على لسان الاستاذ ابو داود اثناء اتصال فضائية الشرقية به ليلة الاثنين الماضي) وهذه اول نكسة لعمل اللجنة التي لا ندري من تمثل، هذه هي المفارقات في السياسة اللعينة، التي يتم تمريرها على الشعب العراقي. من حقنا ان نتساءل نحن معشر الديمقراطيين ومن اصدقاء الحزب الشيوعي العراقي، كيف قبل السيد ابو داود ان يكون في لجنة مع اشخاص لا يتمتعون بسمعة حسنة في الاوساط الشعبية؟ وماذا سيكون موقف الرفيق ابو داود لو استقبلوا من جماهير المعتصمين بشكل يسيء الى مكانته السياسية، كما فعل المعتصمين مع السيد امير الكناني وهو قيادي في التيار الصدري الذي يقود هذا الاعتصام؟ وهل ان الحزب الشيوعي لا يعرف اسباب هذه النقمة الجماهيرية على الاداء السيء للقوى السياسية التي تتقاسم السلطة فيما بينها وهل ان الرفيق ابو احلام اصبح يغرد خارج سرب سياسة حزبه، وهو الذي بح صوته ويتعرض الى مخاطر الاستهداف، من قبل العصابات التي هي الذراع المسلح للمتنفذين الفاسدين؟، جراء مشاركته الفعالة في التظاهرات واخيرا في الاعتصام ويلتقي بشكل شبه يومي مع العديد من وسائل الاعلام، ويبدو ان السيد الاسدي اعلن انسحابه من هذه المهمة غير الموفقة اطلاقا بعد ان تلقى ايعازا او امرا من قائده وحسنا فعل بانسحابه، وهل ارتضى الرفيق ابو داود ان يكون محايدا او يمثل السلطة في مفاوضات الالتفاف على مطالب المعتصمين؟.
هكذا اصبحت تدار العملية السياسة المخيبة لأمال العراقيين وخيبتهم من كل من يساهم في هذه المهازل، والشعب ينزف دما ويذرف دموعا على المصير الذي آلت اليه الاوضاع في بلده. اذا كان السياسيون باسلاميهم وليبراليهم وعلمانيهم، يؤدون هذا الاداء السيء، فمن ينقذ البلاد اذن ويخرجه الى شاطئ السلامة الذي اصبح بعيد المنال على يد هذه الطغمة الحاكمة وبقية القوى السياسية؟ انها مأسات العراقيين وقدرهم السيء، بعد ان عانوا من ويلات الدكتاتورية حتى وقعوا تحت انياب الذائب الكاسرة التي لا تشبع من اكل لحوم العراقيين.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يتجه صوب الدولة العميقة
- حول التنسيق الجاري بين التيار المدني والصدريين
- لا اصلاح حقيقي قبل الاطاحة برؤوس الفساد
- ذكريات عن الشهيد الخالد ابراهيم محمد علي مخموري
- المتقاعدون يدفعون ثمن فساد وفشل الحكام
- جريمة 8 شباط الاسود لن تمحى من ذاكرة التاريخ
- هل لايزال التحالف المدني الديمقراطي قائما؟
- الاسباب الحقيقية لتنحية حميد عثمان عن قيادة الحزب الشيوعي ال ...
- تعقيب على مقال.. الحركة العمالية في العراق نشأتها وتطورها
- القادم في العراق بعد داعش هو الاسوأ
- هل تعلمون ما هو ثمن الاطاحة بالفهداوي؟
- هؤلاء هم الفاسدين.. ان كنتم صادقين
- ماذا يراد من دعوات بعدم تسييس التظاهرات؟
- ذكريات لا تنسى عن أسرة اتحاد الشعب
- الثورة المظلومة
- اضاءة على اضراب سواق السيارات عام 1962
- رسالة من مواطن عراقي الى السيد البرزاني
- حقيقة موقف عبد الكريم قاسم من الشيوعيين
- نحو حل جذري للمعضلة العراقية
- مثال الالوسي يترحم على نوري السعيد !!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ضوء على الاعتصامات وطريقة اجتماع قادة الكتل السياسية