رسالة مفتوحة لي

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 18:31
المحور: حقوق الانسان
    

رسالة مفتوحة لي
محمود فنون
21/3/2016م
تحية واحترام وبعد
قرأت على صفحات التواصل الإجتماعي خبرا من جامعة خضوري من شقين :
الأول : أن طالبا في الجامعة هو في ريعان الشباب أحب فتا ة من سنه وهي زميلته في الجامعة.!!
أحب يعني أرادها زوجة له يعني طلبها من نفسها أولا وربما من أهلها ثانية .أو هو يريد ان يفعل ذلك .
الأهل لا يستسيغون فكرة أنه أحبها في الجامعة وأنه تحدث معها وانه صارحها بحبه .
ستقول امها : شاهدها مع أخته أو ابنة عمه والظاهر انها أعجبته . سأل عنها فقالوا له إنها محترمة ولا تخالط سوى بنات ... تعلق بها وطلب من أخته أن تشعرها أو تسألها إن كانت مرتبطة .... ثم حصل ما حصل وأرسل أهله وطلبها وحلف أن رأسه لم يناطق رأسها .
تقول الأم ذلك كي تنفي أي احتمالية أن تكون ابنتها وقعت في الحب لأن هذا عيب وعار من وجهة نظر البعض بينما هي نفسها الأم وقعت في الغرام وهي بعمرها ؟
والأم تعرف الحقيقة لأن البنت قالت لأمها كل التفاصيل الحقيقية عن اعجابه وعن دعوتها للجلوس في الكفتيريا وعن وعن ...
الثاني : أن هذا الشاب المتمرد وهو من صف طابور طويل من الشباب المتمردين ، قد أعلن عن حبه في الجامعة ؟؟؟
يعلن في الجامعة ؟؟؟ وشيخ القبيلة الموجود في الجامعة يظل ساكتا ؟؟؟ كيف ؟ لو كانت ابنتك ؟؟ هل تقبل أن يصارحها شاب بحبه ورغبته في الزواج منها ؟؟أستغفر الله العظيم الدنيا آخر وقت ... وأين ؟ في الجامعة .. وهي حمى شيخ القبيلة بلقب بروفيسور ومنصب رئيس جامعة ..
إن هذه الألقاب هي بمثابة الوسام المعلق على العباءة التي يلبسها الأستاذ بعقلية شيخ العرب !!!!!!!
يتصل عليه أحد زملائه ويقول له : الجامعة صارت ماخور. والله ما لازم نرفع راسنا .
يسأله الشيخ : كفانا الله شرك يا ابو النار شو القصة .
- القصة ؟ والله بعيني هذه شاهدت ولد اقترب من بنت وحضنها امام الجميع بلا خوف ولا وجل
- الشيخ : أستغفر الله العظيم والله لألعن سنسفيلهم "
- شبيب الذي أنشا الحيا في بلادنا مات الحياء من يوم مات شبيب
- باطل وانا أخوك
وهكذا كان الفصل كما قرأت عددا من تعليقات الأصدقاء وآمل أن لا يكون الخبر صحيحا .
في أي جامعة ؟
جامعة خضوري.
سؤال موجه لي : هل من العار ان يعبر الشاب عن حبه في الجامعة لمن اختارها قلبه ؟ وماذا عن التنسيق الأمني ؟ وماذا عن الفساد ؟ وماذا عن الفساد في الجامعة ؟
الجواب : إن العار كل العار في السلطة وحالها وهي لم تنظف نفسها بهذا الإجراء الفضائحي .
لو أن الجامعة ظلت ساكتة ، ولو انها لا تريد أن يتكرر أمر كهذا - وهو يتكرر كل يوم عشرات المرات وفي الحرم الجامعي وبدون ضجيح – لو أنها أرادت " السترة " لما اتخذت إجراء الفصل الذي سيجعل من موقف الجامعة مثار نقاش ونقد واستهجان ويسلل إيذاء للفتاة وأهلها ولكل طالبات الجامعة .( عندما كنت طالبا في الجامعة عالجت قضايا عديدة من هذا القبيل )
سؤال موجه لي : ما هو رأيك في معالجة الموضوع .
الجواب : ترجع إدارة الجامعة عن قرارها ويعود الطالب والطالبة معززين مكرمين للجامعة وكان شيئا لم يحصل .
إنهما لم يرتكبا جريمة : ولم تتقدم الطالبة بشكوى ضده ولم يكن تصرفهما هذا مثيرا للغرائز ما دام تعبيرا علنيا عن موقف ، عن مشاعر انسانية موجودة بين بني البشر وليس تحت تأثير الرغبة في ممارسة الجنس
وا سوأتاه ..
وا خجلتاه من كل شيوخ القبائل الذين يركبون ظهورنا في مناصب تقتضي عقليات حداثية متنورة
واخجلتاه : مغطى بالشهادات والألقاب و ما أن تحكه حتى يتكشف عن عقلية قبلية ويرى نفسه يركب الفرس وينادي على الجلال صانع القهوة ليأخذ الفرس وينزل هو يرفل بعباءته متبخترا امام صبايا الحي ؟؟!!
هناك في الجامعة طلبة متخلفون حكم عليهم الزمن بالرجوع إلى الخلف وهؤلاء بالتأكيد تنافخوا شرفا وهم بدون شرف ضاغطين من أجل دفع الجامعة لاتخاذ إجراء قمعي
وفيها كذلك اساتذة مشدودين إلى الماضي بفخر واعتزاز وأغلبهم من التوابين الذين مارسوا كل ما يشتهون في بلاد الغرب أثناء دراستهم الجامعية ثم تقمصوا بعد عودتهم لبوس التوبة والتظاهر بالتقى. انا اسميهم التوابين دلالة على ماضيهم ، ليس لأنني أعيب عليهم بل لأنهم يكذبون ويتصرفون بشكل قصوي ومتطرف تعبيرا عن تقوى مدعاة وزائفة .
وكلا الفريقين يسيئون للناس بقصد وبغير قصد .
ما هو مطلوب مني في هذه الرسالة الموجهة لي ؟
أولا: لماذا تم توجيه الرسالة لي وليس للمسئولين الفعليين عن الجامعة ؟
المسئولين يعرفون كل ما أعرف وقد درس معظمهم في جامعات خارج البلاد ومنهم من درسوا في جامعات الغرب وكلهم يعرفون ظروف الحياة الجامعية وكلهم يحنون إلى أيام مقاعد الدراسة وهي مطلع شبابهم .
والمهم ، أنهم كلهم يعرفون انهم حينما يتخذون قرارا بالفصل إنما سيطعنون شرفهم هم وكذلك يسببون المشاكل للطالبة والطالب معا .
ثانيا : ان المسئولين الذين يتخذون قرارا كهذا وبقصد وإصرار لا يستحقون أن أوجه لهم الرسالة

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات