أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 56















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 56


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 16:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 56
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
مشاريعي الديمقراطية كإسلامي
كمؤمن بالمتضادَّين، متوهما عدم التضادّ بينهما؛ كمؤمن بالمشروع السياسي الإسلامي من جهة، وبالديمقراطية من جهة أخرى، قدمت مجموعة مشاريع، أوردها كالآتي:
1. التأسيس للنظرية الإسلامية للديمقراطية: البداية كانت منذ كتبت [عام 1993] مقالتي الأولى عن الديمقراطية، من منظور إسلامي، ومعتبرا إياها قاعدة للمصالحة، وآلية للدعوة، وحلا للعقلاء لإشكالية واقع الاختلاف. وصلت عبر النظر والتنظير الشرعي، إلى حد الإيمان ليس فقط بجواز الديمقراطية من الناحية الشرعية، بل بوجوب الالتزام بالديمقراطية وجوبا شرعيا، حتى لو أفرزت حكما علمانيا. روجت بإمكاناتي المحدودة لهذه الرؤى عبر مؤتمرات وحوارات، ونشر لأفكاري هذه، منها كتاب «الديمقراطية .. رؤية إسلامية» ضمن إصدارات (قضايا إسلامية معاصرة) التي كان يشرف عليها عبد الجبار الرفاعي.
2. فكرة الحزب الإسلامي الديمقراطي العراقي: منذ بداية اهتمامي بموضوعة الديمقراطية، ووصولي إلى قناعة برؤية شرعية خاصة، بجوازها إسلاميا، وضرورتها إنسانيا ووطنيا، كنت أعيش التطلع - لا أقول إلى تأسيس - بل إلى وجود، أو انبثاق حزب إسلامي ديمقراطي، ابتداءً للعراق، باسم «الحزب الإسلامي الديمقراطي العراقي». ولكن لكوني كنت آنذاك أكثر من عقد في حزب الدعوة الإسلامية، ولكوني كنت مؤمنا - إيمان وهم - بأصالة إسلامية الفكر المتبنى من قبل الحزب، وبتدين وتقوى واستقامة أعضائه، وباستقلاليته عن القرار الإيراني، والموقف الناقد لأكثر أعضائه لتجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولنظرية وتطبيقات ولاية الفقيه، وكذلك إيماني باعتدال الحزب ووسطيته، وعدم غلوه في العقائد الشيعية، وعدم اعتماده المبالغ به للشعائر، وعدم طائفيته، رغم أصالته الشيعية، والأهم من كل ذلك، لقابليته على التطور إلى حزب إسلامي ديمقراطي، ولعله عابر للإطار المذهبي؛ هذا كله كان يجعل أمنية تأسيس الحزب الإسلامي الديمقراطي مرجَأً، على أمل أن يتحقق وهم صيرورة حزب الدعوة نفسه إلى ما كنت أطمح إليه. وأحمد الله إن مثل هذا الحلم غير قابل للتحقيق، لما وصلت له من قناعة راسخة بوجوب إقصاء الدين كليا عن الشأن السياسي.
3. أوراق الإصلاح لحزب الدعوة الإسلامية من أجل تحويله إلى حزب إسلامي ديمقراطي: قدمت في أكثر من مؤتمر عام، أظن لمؤتمرَين، ورقة مشروع إصلاح للحزب، ورد تفصيلها في هذا الكتاب، لكن أهم ما كانت تحتويه، إعادة صياغة كل من النظام الداخلي، والبرنامج السياسي للحزب، ورفع مادة ولاية الفقيه من النظام الداخلي، التي وضعها الحزب في إيران آنذاك تقية، لدرء تهمة عدم الإيمان بولاية الفقيه، مما يبرر قتله، وتثبيت الديمقراطية في كل من النظام الداخلي والبرنامج السياسي، وتقنين التنوع بالسماح بوجود كتل حزبية، تشبه الكتل البرلمانية، حفظا للحزب من حالات جديدة من الانشقاقات، بحيث يكون واضحا عند الترشيح للقيادة، أي كتلة وأي توجه يمثله المرشح. وكذلك كنت أطرح موضوع اعتماد موقع الأمين العام، مع تحديد لصلاحياته. لكن فاتني أن أضع عددا محدودا لتجديد الولاية لدورات الأمين العام.
4. المنتدى الإسلامي الديمقراطي العراقي: بعدما يئست من إقناع الحزب بإدراج اعتماده للديمقراطية، ولاقتراب سقوط النظام على يد الأمريكان، ولتشخيصي بضرر دخولنا - كإسلاميين معتدلين - العراق، من غير أن نطرح نظرية إسلامية واضحة لشرعية الديمقراطية، ولعدم تحقق حلم إصلاح الحزب ديمقراطيا حتى ذلك الحين، وعدم إمكان تحقيق حلم تأسيس حزب إسلامي ديمقراطي، وجدت كبديل أن أطرح بيانا، أجمع له التواقيع، باسم «المنتدى الإسلامي الديمقراطي العراقي». كانت أفكار المنتدى هي نفس أفكار مقالتي الأولى حول الديمقراطية برؤية إسلامية عام 1994، مع تطويرها، وإخضاعها للحوار والتعديل التوافقي، قبل نشرها، من أجل كسب أكبر عدد ممكن من الشخصيات الإسلامية العراقية المستعدة لوضع تواقيعها عليه. ولم يخف على البعض أن بين طيات أسطر البيان نوعا من تطلع إلى تأسيس حزب على ضوء الرؤى المعتمدة. وحينها وقّع أكثر من سبعين شخصية إسلامية، من حزب الدعوة، ومن خارج حزب الدعوة، ومن الذين وقعوا علماء دين، ومنهم قيادي في الحزب الإسلامي العراقي هو أياد السامرائي، وقيادي من الاتحاد الإسلامي الكردستاني هو برهان الدين الشيرواني. [وبلغ مجموع الموقعين 138.]

الموقعون على بيان المنتدى كانوا المدرجة أسماؤهم [مرتبة حسب الحروف الهجائية]:
1. أحمد الأسدي - كوپنهاڠ-;-ن - الدانمارك
2. أحمد الجواهري - بيروت - لبنان (دار الناشر)
3. أحمد الكاتب - لندن - بريطانيا (المؤلف المعروف بنظرية نفي وجود الإمام الثاني عشر محمد المهدي)
4. أياد السامرائي - بريطانيا (رئيس مجلس النواب والأمين العام السابق للحزب الإسلامي العراقي)
5. أفضل الشامي - ديترويت - أمريكا
6. أبو حسين الشتري - زوريخ - سويسرا
7. أبو منتظر الكناني - طهران – إيران (إعلامي صاحب البرنامج المعروف على فضائية الكوثر الإيرانية باسم "قضية ساخنة"، آنذاك، والذي ظهرت عليه بعمتي في حوار حول الديمقراطية قبيل السقوط عام 2003)
8. برهان الدين الشيرواني - لندن - بريطانيا (قيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني)
9. حسن الأسدي - برلين - ألمانيا (مؤسس جريدة البيان في العراق بعد السقوط، العائدة رسميا آنذاك لحزب الدعوة، وفي الواقع للجعفري)
10. حسن صاحب الأسدي - لوكارنو - سويسرا
11. حميد الزرجاوي - زوريخ - سويسرا
12. حيدر حسين محبوبة - ديربورن - أمريكا
13. حميد شاكر - ديترويت - أمريكا
14. خالد حياوي خشان - عمان - الأردن
15. خالد القريشي - عمان - الأردن
16. رياض الحسيني
17. زين العابدين صالح الإمارة - أربد - الأردن
18. ساجد آل عبد الرسول - ديربورن - أمريكا
19. سالم مشكور - بيروت – لبنان (الإعلامي المعروف - سابقا في فضائية الحرة - عراق)
20. سامي العسكري - لندن - بريطانيا (النائب المعروف عن دولة القانون - سابقا قيادي في حزب الدعوة والمستقيل من الحزب قبل السقوط)
21. سامي الموسوي - ستوكهولم - السويد
22. د. سعد الربيعي - پاريس - فرنسا
23. سلام فليح (راضي سمسم) - كاليفورنيا - أمريكا
24. صادق الركابي - لندن - بريطانيا (حزب الدعوة - لفترة سفير في قطر)
25. صالح الصريفي - خروننڠ-;-ن - هولندا
26. صلاح عبد الرزاق - دودرخت - هولندا (محافظ بغداد - حزب الدعوة)
27. د. ضياء أحمد المختار - أدمنتون - كندا
28. ضياء الشكرجي - هامبورڠ-;- – ألمانيا (المؤلف - صاحب المبادرة)
29. د. ضياء المولوي - تورنتو - كندا
30. طالب عساف الربيعي - ڤ-;-يستروس - السويد
31. د. عادل المدني - Surrey - بريطانيا
32. عباس إمامي - لندن - بريطانيا
33. عباس البياتي - دمشق - سوريا (حزب الدعوة - دولة القانون - الأمين العام للاتحاد الإسلامي لتركمان العراق)
34. د. عباس الحسيني - لندن - بريطانيا
35. عباس الخزعلي - كولون - ألمانيا
36. عباس الكوثري - كوپنهاڠ-;-ن - الدانمارك
37. عباس الهنداوي - كوپنهاڠ-;-ن - الدانمارك
38. عبد الرحمن الوائلي - دودرخت - هولندا
39. عبد الرزاق الكاظمي - لندن - بريطانيا (من المقربين للجعفري)
40. عدنان الأسدي - كوپنهاڠ-;-ن - الدانمارك (حزب الدعوة - الوكيل الأقدم لوزير الداخلية)
41. عدنان الزرفي - ديترويت – أمريكا (محافظ النجف – سابقا حزب الدعوة)
42. عصام البصراوي - واشنطن - أمريكا
43. عصام السرداح - واشنطن - أمريكا
44. عقيل سعيد الطريحي - كوپنهاڠ-;-ن - الدانمارك (حزب الدعوة - مفتش وزارة الداخلية [لاحقا محافظ كربلاء])
45. علاء محي الدين - ديترويت - أمريكا
46. علي الموسوي - هامبورغ - ألمانيا
47. د. عمار الأسدي - أوسلو - النرويج
48. عماد علي جاسم - فرانكفورت - ألمانيا
49. غالب الشاهبندر - مالمو - السويد (الكاتب والمفكر المعروف)
50. غسان الحسيني - ستوكهولم - السويد
51. د. فخري مشكور - السويد (طبيب وكاتب - حزب الدعوة)
52. فراس محمد العنزي - ستوكهولم - السويد
53. فلاح الموسوي - سويسرا
54. ليث سلمان الشكرجي - هامبورڠ-;- - ألمانيا
55. محمد الأنصاري - ستوكهولم - السويد
56. محمد باقر الناصري - لندن – بريطانيا (عالم الدين المعروف)
57. محمد الشريفي - ديترويت - أمريكا
58. محمد عبد الجبار الشبوط - لندن – بريطانيا (مؤسس كوادر الدعوة الإسلامية، ثم من مؤسسي التيار الإسلامي الديمقراطي مع حسين العادلي - مدير شبكة الإعلام)
59. محمد علي الحلي - ستوكهولم - السويد
60. محمد العنزي - ستوكهولم - السويد
61. محمد ناصر - دودرخت – هولندا
62. محمود البدري - طهران - إيران
63. د. موفق الربيعي - لندن – بريطانيا (مستشار الأمن الوطني وفق العقد مع بريمر)
64. ناصر الحق - لندن - بريطانيا
65. نبراس الحائري - ماينتس - ألمانيا
66. نسيمة المشتاوي - عمان - الأردن
67. نشأت أحمد - لندن – بريطانيا (الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق)
68. نعيم الشمري - ميلبورن – أوستراليا
69. وسام الجياشي - ستوكهولم – السويد

5. «المجلس الإسلامي للديمقراطية والسلام»، ثم تغيير اسمه إلى «المجلس العراقي للديمقراطية والسلام»: كان مشروع مجلس ثقافي، من شأنه التثقيف على الديمقراطية والسلام، والمواءمة بين الديمقراطية والإسلام. من الداعمين للفكرة كان كل من كمال البصري، الذي سعى بتوفير جهة داعمة، سامي العسكري، ومحمد عبد الجبار الشبوط. المشروع لم يولد، رغم تنضيج كل الأفكار والآليات له، بسبب عدم نجاحنا في توفير تمويل له.
6. تجمع الديمقراطيين الإسلاميين: بعدما عشت عدم انسجامي مع أجواء قوى الإسلام السياسي الشيعية في تجربتي في الجمعية الوطنية الانتقالية ولجنة كتابة الدستور ضمن الائتلاف العراقي الموحد، ورأيت إن طريقي وطريق حزب الدعوة أخذا يتبعادان، ولكن لم يصلا بعد إلى نقطة الافتراق، فكرت أن أطرح مشروع «تجمع الديمقراطيين الإسلاميين»، كحالة مابينية، أي ما بين المشروع الثقافي، والكيان السياسي، دون أن أنفصل بالضرورة من حزب الدعوة ابتداءً. فبلورت مسودة المشروع، وطبعته في كراس أنيق، ووزعته على أعضاء الجمعية الوطنية، وعلى أشخاص أرى قربهم واحتمال انسجامهم وتفاعلهم مع المشروع وتأييدهم له، وربما الانضمام إليه. وقبل طبع ونشر الكراس، أرسلت برسالة إلى قيادة الحزب، وإلى القياديين بشكل شخصي. وسرعان ما حُسِم قرار التحول إلى مشروع سياسي، بعدما بلغ المنتمون للتجمع وبعد فترة قصيرة جدا خمسين عضوا، فيهم عناصر نسوية، منهن محجبات وغير محجبات، كما شارك بفاعلية جابر الجابري، وزهير الحسني، ومحمد ناصر، ومها السماوي، وجواد الديوان، وجنان مبارك، وآخرون. لكن الغريب، لم ينتمِ للتجمع أحد من غير الشيعة، بالرغم من أني لم أرده تجمعا شيعيا. وكان هناك كلام بيني وبين (التيار الإسلامي الديمقراطي)، وبالذات مع حسين درويش العادلي، ومحمد عبد الجبار الشبوط، أبدينا أنا وإياهما الرغبة في توحيد كيانينا في كيان واحد، لكني طرحت فكرة أن نتخلى عن إسلامية التوجه كليا، ونعتمد كيانا ديمقراطيا بدون توصيفه بصفة الإسلامية، لكنهما تحفظا على هذه الفكرة، مع الإبقاء على الرغبة في توحيد الكيانين. الذي جعل «تجمع الديمقراطيين الإسلاميين» لا يستمر، أمران أساسيان؛ الأول اضطراري بعد القيام بسفرة إلى ألمانيا صيف 2006، إلى البقاء هناك إلى نهاية 2008، لأسباب أمنية، ومالية، وصحية؛ أما السبب الأمني، فبوصول خبر عن طريق أياد علاوي بكوني مستهدَفا، أكده أكثر من مؤشر، والمالي بسبب عدم توفر سيولة لدي لتأجير دار للسكن، ولعدم استعادتنا حتى ذلك الوقت لأملاكنا، التي كان صادرها النظام السابق. والصحي لاشتداد الآلام في ظهري في وقته، والتي اضطررت بسببها إلى إجراء عملية جراحية في مطلع 2008. السبب الثاني لعدم مواصلة مشروع التجمع، هو إني بدأت أقترب أكثر فأكثر من اعتماد العلمانية، مما دعاني إلى طرح مشروع (التجمع الديمقراطي)، الذي اختير له بالأكثرية اسم «تجمع الديمقراطيين العراقيين». لكن هناك حادث جدير بالذكر، هو إن مرجع حزب الفضيلة محمد اليعقوبي أرسل إليّ بعد الإعلان عن تأسيس «تجمع الديمقراطيين الإسلاميين» مبعوثا، هو أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية - كما قدم لي نفسه - د. غسان السعد. فقال لي إن الشيخ اطلَّع على مشروع «تجمع الديمقراطيين الإسلاميين»، ويرى أنه يمثل رؤيته، وهو لم يعد مقتنعا بحزب الفضيلة، ولا بقيادته، لذا يفضل تبني هذا المشروع، ويرجو أن يكون لقاء بيننا لتنضيج الفكرة. فكّرت على الفور مع نفسي، إني الداعي إلى عدم تدخل رجال الدين في السياسة، فكيف أقبل أن يكون للمشروع السياسي الذي أسسته، رجل دين كمرجع للحزب أو مرشد، أو ما شابه. لكني أجبت الدكتور غسان، بأن يبلغ الشيخ تحياتي، وأتمنى أن نلتقي عند سنوح الفرصة، لنتحاور في الموضوع. ربما لاحظ الرجل عدم حماسي، وأن ما ذكرته لا يعدو المجاملة، ولأني سافرت إلى ألمانيا بعد مدة، لم يحصل شيء غير ذلك اللقاء.

مشروع برزخي ما بين مرحلتي الإسلامية-الديمقراطية والعلمانية
هذا المشروع، لم يكن بمبادرة مني، بل دُعيت له فاستجبت. للدعوة. لا أتذكر من الذي دعاني له، حسين العادلي، أم عبد فيصل السهلاني، أم كلاهما، لكن الأرجح أنه كان العادلي الأمين العام للتيار الإسلامي الديمقراطي. ومن المشاركين فيه منذ البداية كان الأمين العام آنذاك لحركة الدعوة الإسلامية عادل عبد الرحيم مجيد، وإبراهيم بحر العلوم، والذي كانت الاجتماعات تعقد في بيته، وفي كثير من الأحيان، بحضور والده محمد بحر العلوم. دعيت بوصفي الأمين العام لتجمع الديمقراطيين الإسلاميين، وعبد السهلاني بوصفه الأمين العام للتحالف الوطني الديمقراطي. وبعد مدة دعا العادلي من غير أن يستشيرنا جواد العطار الأمين العام لمنظمة العمل الإسلامي. مع الوقت أحسست أني في المكان الخطأ، لكون الأطراف كلها شيعية، وكذلك كلها - باستثناء عبد فيصل السهلاني - إسلامية. وما شجعني في البداية على الاستجابة وجود طرف علماني هو السهلاني، ولكون الطرفين الإسلاميين، التيار الإسلامي الديمقراطي، وحركة الدعوة الإسلامية، ينتميان إلى الإسلامية المعتدلة، ويتبنيان الديمقراطية. لكني استغربت من التحاق منظمة العمل. وعندما سجلت مرة ملاحظتي، عن كون كل الموجودين من لون مذهبي واحد، في الوقت الذي ينبغي أن نكون فيه رافضين للطائفية السياسية، سمعت جوابا غريبا من العادلي، ألا هو «دعنا نرتب في البداية وضعنا، ثم ننفتح على الآخرين». هذه الـ(نحن) بمعنى (نحن) الشيعة لم تعجبني. وشيء آخر أود ذكره، هو إني في تلك الفترة كنت ما أزال ملتحيا، ولكني خففت لحيتي بشكل ملحوظ، وهنا عاتبني إبراهيم بحر العلوم بقوله «شيخنا، تخفيف اللحية بهذا الشكل لا يناسبك». أما أنا وجدت إن الذي لم يعد يناسبني، هو هذا الجو الشيعي الإسلامي الطاغي على المشروع، الذي سرعان ما انتهى.

وبعد هذا المشروع بدأت رحلتي مع العلمانية، بعدما اتضحت ملامحها في فكري السياسي، وكُنِست عنها كل رواسب غبار سفرة الثلاثين عاما من الإسلام السياسي. ومن هنا بدأت رحلتي مع عدد من المشاريع السياسية الديمقراطية ذات المنحى العلماني، والتي سأعرض نبذة عنها في نهاية كتابي هذا. وأهم تلك المشاريع: (تجمع الديمقراطيين العراقيين)، و(التيار الديمقراطي)، و(التجمع العلماني)، الذي أعدّه ذروة الوضوح والتألق العلماني الديمقراطي الليبرالي، وإن كان لم يكتب له أن يولد، لكن ما زالت فكرة تأسيسه تراودني، كما تراود من شاركني المشروع لعامي 2011 و2012، شرط ألا أكون على رأس المشروع، لإيماني بأن ليس من الضروري أن يكون من يُطلق الفكرة لمشروع يؤمن بضرورته، هو الذي يقوده، بل يمكن أن يكون خادما له على أي نحو كان، حتى ولو برفده بالفكر السياسي، كواحد من الذين يرفدونه بذلك، دون دعوى الاحتكار.

خاتمة الجزء الأول
بتوفيق الله، وبتشجيع وحث الأصدقاء، وشعورا مني بمسؤولية تدوين تجربتي مع حزب الدعوة الإسلامية (النسخة الشيعية لحركة الإخوان المسلمين)، ومع عموم الإسلام السياسي، لاسيما القوى الشيعسلاموية العراقية، مع سرد لتحولاتي حتى أرست سفينتي على مرفأ العلمانية؛ تم الجزء الأول من كتابي هذا الموسوم «ربع قرن [من عمري] مع الإسلام السياسي»، وسيتبعه بإذن الله الجزء الثاني منه. ولعل من أهم ما سيحتويه الجزء الثاني، تجربتي في الجمعية الوطنية للمرحلة الانتقالية، وبشكل خاص تجربتي المريرة مع لجنة كتابة الدستور، بوصفي كنت المقرر للجنة الأولى المعنية بالباب الأول من الدستور، باب المبادئ الأساسية، التي رئسها ممثل المرجعية. كما سيكون هناك فصل كامل عن تجربتي مع إبراهيم الجعفري، كنموذج للشخصيات القيادية في التيار الشيعسلاموي العراقي، وبشكل خاص في حزب الدعوة الإسلامية، الذي فتح له الجعفري فرعا خاصا به، باسم «تيار الإصلاح الوطني».
فإلى اللقاء مع القارئ الكريم في الجزء الثاني من «ربع قرن مع الإسلام السياسي».
ضياء الشكرجي
20/10/2013



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 55
- التناقضات في حكم سن التكليف
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 54
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 53
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 52
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 51
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 50
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 49
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 48
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 47
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 46
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 45
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 44
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 43
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 42
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 41
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 40
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 39
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 38
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 37


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 56