أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيلوس العراقي - المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم















المزيد.....

المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


الموضوع لا علاقة له بعيد المرأة السنوي الذي نهنيء فيه كل نساء العالم في عيدهنّ.
المرأة اليهودية تعتبر جزءًا مُشعًا من بين النساء الكبار في العالم، وهذا لا يحتاج الى أي جدلٍ أو نقاش.
ما أودّ قوله أن من يطلّع على تاريخ اسرائيل قبل وبعد سنة 70 ميلادية ولغاية اليوم، سيتيقن بأن المرأة اليهودية هي سيّدة كلّ الأعياد في تاريخ اسرائيل، بيديها أنارت وتنير أنوار قناديل السبت على مرّ كل التاريخ، بامكانكم أن تحسبوا كم سبتٍ مرّ على تاريخ اليهود؟ المرأة كانت عروسة كلّ السبوت في التاريخ. المرأة اليهودية هي الرائدة وصاحبة الفضل الكبير على بني اسرائيل، هي السيدة الوحيدة التي حملت هموم شعبها في الشتات والسبي وهي التي زرعت حبّ أرض اسرائيل وقداسة اورشليم والامنية الواثقة جدًا بالعودة اليها في قلوب وضمائر الأجيال، يليق بها أن يقف العالم باحترام لها لأنها أوفَتْ بالوعد ولجهودها التي أثمرت العودة، وأثمرت بناء دولة عبرية تنافس أكبر دول العالم وأقواها.
المقال القصير جدًا هذا، يعرض نزرًا بسيطا لنساء شاعرات وأديبات، وكنّ سيدات مجتمع منذ قرون ستة وخمسة مضن، أين كنّ وماذا كنّ يفعلنَ اخواتهنّ النسوة في شعوب أخرى، ليس فقط نسوة العالم العربي أو الاسلامي بل حتى النسوة الأوربيات ؟
تميّزت المرأة اليهودية في تاريخ اسرائيل الممتد لعدة آلاف من السنين، ليس فقط كزوجةٍ، وأمٍ، وبطلةٍ وشهيدة، ومحسنة ناشطة في الأعمال الخيرية، لكنها تميزت باستقلالها وامكاناتها الابداعية والفكرية حيث برزت المرأة اليهودية ككاتبة وشاعرة ومفكرة، قبل أن يفكّر العالم والنساء بحقوق المراة ومكانتها، وفي الحين الذي كانت فيه المرأة في أغلب شعوب وحضارات العالم ومنها العالم الاسلامي والعربي، لم تغادر مهمتها كخادمة وجارية وكطبّاخة ومنظفة لبيتها ومنجبة للأولاد وكزوجة أميّة وجاهلة.

ففي القرن السادس عشر الميلادي هبّت رياحٌ كبيرة لدى نساء اليهود في التعلّم وفي الكتابة والقراءة والانخراط في المجال الفكري والابداعي. ترافقت مع أوائل زمن الطباعة. فظهرت المرأة اليهودية كشاعرة وكاتبة في مجالات عديدة لم تقتصر على المجال الدينيّ بتاتًا.
ساعدت الطباعة في انتشار أعمال النساء اليهوديات باللغات الأوربية الرئيسية حينها ومنها الايطالية والاسبانية والبرتغالية، وكتاباتهنّ بالعبرية أيضًا التي تمّت بشكلٍ طبيعيّ ترجمتها الى لغاتٍ مختلفة منذ ذلك القرن.
فالفترة التي ابتدأت منذ هجرة وهروب الكثير من اليهود من اسبانيا نتيجة الاضطهادات في العقد الأخير من القرن الخامس عشر، أيقظت المشاعر والعواطف والروح الشاعرية لدى العديد من النساء اليهوديات.
فحملنَ معهنّ روحهنّ الشاعرية وابداعهنّ ذي الروح الشرقية ورومانسيته المشبعة بدفء الشمس الى دول أوربا حيث استقرت النسوة الشاعرات ومزجوها مع الروح الأوربية لأشعار وقصائد ونفحات دول الضباب والبرد، وقصائده وأشعاره الشعبية.
برزت العديد من اليهوديات اللواتي كان لهنّ التأثير في الشعر النسائي في الشمال الأوربي ووسطه. من هذه الأسماء ايزابيللا كوريا، ايزابيللا هنريك، سارة دي فونسيكا، دونا بيومونتيل، مانويلا نونيس الميدا، بينفينوتا كوهين، بيلمونتي..... البعض منهنّ ذهبنَ الى المانيا مع عائلاتهن الهاربة، وكان لشخصياتهنّ تأثيرًا مهمًا في فنّ الشعر.
إن الاضطهاد الاسباني كان قاسيًا على الشعب اليهودي، ويظهر ذلك في كتابات الشعراء اليهود، وظلّت ترافقهم الآلام التي عانى منها الشعب اليهودي في اسبانيا حتى بعد هروبهم الى هولندا والمانيا، حيث ظهرت على شكل المراثي الحزينة.
لكن مع مرور الوقت تغلغلت روح الجمال والحياة، ولو ببطء، في أشعار الشعراء والشاعرات اليهود باللغتين الاسبانية والبرتغالية. ودبّت الروح الجديدة نشاطًا جديدًا لدى الشعب الهارب، ولدى الكتّاب والأدباء أيضًا، فقام الهاربون من اسبانيا الى هولندا والمقيمون في امستردام بتأسيس روابط وجمعيات أدبية وأكاديمية.
وكان حضور المرأة اليهودية متميزًا وقويًا، ومن بين النساء اللواتي برزن من بين الأعضاء في هذه الجمعيات:

ايزابيل كوريا :
ولدت ايزابيل في لشبونة ـ البرتغال عام 1655م وتوفيت حيث هاجرت في أمستردام ـ هولندا عام 1700م . تعتبر شاعرة هولندية ـ برتغالية كتبت باللغة الاسبانية الكتالانية (الكاستيللانا) في مجتمع المارانوس (اليهود) الاسبان ـ البرتغال الذي ولد في العاصمة الهولندية بعد فرار اليهود الاسبان والبرتغال اليها.
ولدت في عائلة يهودية متحولة الى المسيحية (متنصّرة) من أصل كاستيللانو (قشتالي) أو كاتالونيا، هاجرت مع عائلتها أولاً الى بروكسل وأخيرًا الى هولندا واستقرت في امستردام، حيث ستعود تشهر يهوديتها بحرّية من جديد. ومنذ ذلك الحين عادت واتخذت لها اسمًا عبرانيًا وهو: ربيكا (رِفقة)، مع أنها كانت تُمضي وتُوقّع باسمها المسيحي ايزابيل .
تزوجت من اسباني مسيحي تحوّل الى اليهودية الذي كان هو الآخر كاتبًا واسمه نيكولاس اوليفير فوللانا فيدو (أو فويدو). تمكنت من أن تعيش وتمارس حريتها كامرأة مثقفة يهودية، والجهر بايمانها اليهودي بكلّ حرية. تميزت بذكائها وابداعها إضافة الى جمالها المميز، فنالت احترام وتقدير الجميع وبالأخص الطبقة المثقفة من الكتاب والأدباء.
بدأت بدراسة اللغات، وأتقنت العديد من اللغات الاوربية، اللاتينية واليونانية والبرتغالية والاسبانية والايطالية والفرنسية، وجنبًا إلى جنبٍ مع زوجها، كانا من رواد الحلقة الثقافية لدانيال ليفي دي باريوس (اسمه المسيحي ميكويل 1635 ـ 1701 م) وعلى أكاديمية لوس سيتيبوندوس أو دي لوس فلوريدوس في عام 1685 المؤسسة من قبل مانوئيل دي بيلمونتي .
ووفق دانيال ليفي دي باريوس: أن ايزابيل كتبت كتابًا يحوي قصائد شعر باللغة الاسبانية ـ الكاتالانية لم يتم الحفاظ عليه.
وفي عام 1694م صدرت لها عدة كتب نشرت وترجمت الى عدة لغات، ومنها كتابها الشعري "باستور فيدو" ـ الراعي فيدو، الذي تُرجم إلى لغات عديدة ومنها حتى الكوارانيس (أو الكواراني) لغة شعب الاورغواي والبارغواي.

ومن الأسماء الأخرى لنساء يهوديات مبدعات :

دونا ايزابيللا هنريك
شاعرة يهودية أسبانية ذات براعة كبيرة، وكانت معاصرة لايزابيل كوريّا. عاشت أولاً في مدريد، وبعد ذلك في امستردام، وحتى بلوغها سنًا متقدمة من العمر كانت محاطة من قبل المعجبين.
في سنّ الثانية والستين، عرّضت الرجال الذين تعرفت عليهم بواسطة تمائم الحب،
على الرغم من أنها قد تحدثت وكتبت ضد استخدام السحر.
على سبيل المثال، عندما تمّ العثور على بيضة مع تاج في بيت إسحاق أبوآب، الحاخام الشهير في أمستردام،
فكتبت له ما يلي ببراعة وفكاهة:
انظر ،
يا للهول !
يا للعجب !
البازيليسكا !
الأفعى الأسطورية !
هو اسمها الخرافي!
انظر اليها أرجوك
بهدوء،
انه عقلك الذي كان مذنبًا
الذي أمامك هنا !
هو خيرٌ عظيم من الله !
انه يكافئك بهذا الوحش
الجالس حيث تجلس
وكل يُحيط
بفضيلتك ،
ورمز الحكمة
هو في التاج "
المرجع : Jewish Literature and Other Essays

راحيل آكيرمان :
الشابة اليهودية الألمانية التي نالت صيتًاً في زمانها في فيينا، والتي اجتمعت فيها المواهب الشعرية والشجاعة وأسلوبها الساخر، والتي كانت بنفس الوقت سببًا في موتها.
فكتبت هجاءً لاذعًاً بعنوان " سرّ البلاط " وكانت نتيجته النفي من فيينا، فماتت في المنفى من الحزن والحنين للوطن، بعمر 22 سنة فقط.
بينما بدأ بطيئًا في المانيا تذوّق طعم وجمالية الشعر العبري، ظهرت شاعرات حِزنَ على شهرة كبيرة في اوربا، وبالخصوص في ايطاليا بلاد الفن والجمال.

ففي اوائل القرن الرابع عشر، حازت الشاعرة اليهودية جوستينا ليفي بيتراركا على شهرةٍ كبيرة لموهبتها الشعرية في فينيسيا. وفي عام 1350م وجدت احدى قصائدها ـ سونيتة ـ حظها في النشر والشهرة.
ومن دواعي السخرية أن يقوم الشهير شكسبير باختيار فينيسيا كمسرحٍ لمحاكمة المرابي شايلوك، في المدينة التي كانت بشكلٍ عامّ مكانًا هادئا (عمومًا) لحياة اليهود الذين لعبوا دورًا بارزًا في تطوير وازدهار جمهورية فينيسيا، التي كان يشتغل فيها أكثر من اربعة آلاف من مسيحييها في معامل يملكها ويديرها يهود فينيسيا، ومنهم جوزيف اسكريللي الصناعي اليهودي الفينيسي الشهير زوج ديبورا اسكريللي الشهيرة في مجتمع فينيسيا في وقتها بثقافتها وبكتاباتها. حيث كتبت الشعر بالعبرية وبالايطالية.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة ستالينغراد تكشف سرّا: الماعز أكل قضيب هتلر
- من انتاج المُنكر والنبيذ الى انتاج المعرفة
- السنة الختانيّة: من يمكنه فصل المسيحية عن اليهودية ؟
- أيام زمان: زواج الأرملة من شقيق زوجها
- صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين
- الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل
- البوسة الآرامية في الشرق : هل هي الأقدم لغويًا ؟
- البوسة الفارسية تتغلب على القبلة العربية
- من الرّجم الى الترجوم والترجمة
- كيف أصبح طبق الرزّ الأحمر اليهودي اسبانيًا
- صدّقيني إنه ضعف النظر
- بين كأسي وكسي وكيسي
- البرد ونهر البردى السوري بين العبرية والفارسية
- الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكي ...
- الجهاد الاسلامي : أسلمة العالم وتدمير البشرية
- كعك العدس الكتابي الحلو: مثير للشهوة الجنسية
- استاذ جمشيد ابراهيم : بلا زحمة عليك


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيلوس العراقي - المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم