أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - سوريا على مذبح التقسم














المزيد.....

سوريا على مذبح التقسم


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5091 - 2016 / 3 / 2 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في منتصف شهر شباط الماضي ، أبلغ وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون نظراءه الأوربيين في ميونيخ ، أن التقسيم هو نهاية المطاف في سوريا ، أيده بذلك مدير عام المخابرات الإسرائيلية رام بن مبارك ، الذي أكد أن التقسيم هو الحل في سوريا ، وبعدهما مباشرة صرح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري أن التقسيم هو الحل في سوريا .
كل ذلك كان تناغما تعودنا عليه ، إذ يقوم الإسرائيليون بالتطبيل ، فيقوم الأمريكان بالتزمير ، لكن ما فاجأ البعض منا هو أن يقوم الروس بالرقص ، على هذا التطبيل والتزمير ، بتفجير قنبلة فراغية عنقودية سياسية ، على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف من قلب موسكو وفي مؤتمر صحافي قبل يومين ، وكان فحواها أن موسكو تتمنى على الشعب السوري التوصل إلى إتفاق فيدرالي ، يعني أنه دعا وإن بطريقة ملتوية إلى التقسيم ، وهذا هو سبب التدخل الروسي العسكري في سوريا .
إكتملت اللعبة ، وإرتكز القدر على ثلاث ، فها هي القوى العظمى المتحكمة في المنطقة ، تقرر مصير سوريا ، نافين عروبتها وقوميتها ، إلتزاما بنهج الحكم العلوي البغيض الذي بدأ بخنق سوريا منذ تسلم حافظ"....."الحكم هناك ، بعد أن زج رفاقه من البعثيين والقوميين في غياهب السجون ، وربما نجد بعضهم فيها حتى يومنا هذا.
القصة التي لا يريد أحد أن يتذكرها ، هي أن العلويين وجهوا صفعة قوية وطعنة نجلاء لفرنسا ، التي رفضت منحهم حكما ذاتيا بعد الجلاء ، ولا بد من التذكير أن الصهيوينة وجهت كتبا إلى قادة الجلاء السوري ، تنصحهم بغض النظر عن جنوب سوريا "فلسطين " ، مقابل التعهد بالسعي من أجلهم في باريس للحصول على الإستقلال ، وكان بطبيعة الحال من هؤلاء القادة جد الرئيس بشار "سليمان "........"، الذي كان يطمح بالحصول على جيب علوي مستقل ، لكن الفرنسيين رفضوا ذلك بحجة عدم أهلية العلويين للحكم .
كنا ومنذ أن إختطفت الحراكات العربية ، ودخول الأمريكيين وحلفائهم على الخط لتحديد مسارها ، موقنين ان التقسيم هو مصير العرب جميعهم ، وليس قدر هذا القطر أو ذاك ، ولم نكن نعلم بالغيب بطبيعة الحال ، بل كنا نقرأ مشروع الشرق الأوسط الكبير ، الذي أقره الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983 ، بعد إنجازه من قبل الحاقد الصهيوين د. بيرنارد لويس ، لضمان تحقيق ضربة قاصمة أخرى ضد العرب والمسلمين توازي ، إن لم يكن أشد إيلاما من الحرب العراقية- الإيرانية التي دامت ثماني سنوات ، وكذلك وثيقة كيفونيم الإسرائيلية التي أقرها الإسرائيليون في 11 حزيران 1982 ، وهذا المشروعان يدعوان إلى تقسيم المنطقة إثنيا وعرقيا ومذهبيا ، ولذلك كنا نقول أننا بإنتظار لمشروع لافروف – كيري ، لينقض معاهدة سايكس – بيكو التي أقرتها فرنسا وبريطانيا عام 1916 ، وقسمت المنطقة قطريا "بضم القاف".
وحتى لا نتهم الآخر بكامل الجريمة ، فإن رأس النظام السوري د.بشار "......." ليس بعيدا عن الصورة ، بل هو يدرك ومنذ تفجير الأزمة ان التقسيم هو نهاية المطاف ، ولا أظن ان شيوخ الطائفة العلوية غائبون عن هذا التصور ، ولذلك أصر على إسالة الدماء غزيرة ، ومارس التدمير بكافة أشكاله ، ولم تسلم مقدرات الشعب السوري من هذا التدمير ، بهدف وصول من يتبقى من السوريين حيا ، إلى القول ":كفى " ، ويطلب هو نفسه لتقسيم ، تماما كما هي اللعبة الدموية النازفة المستمرة في العراق الذي ما يزال على مذبح التقسيم منذ العام 2003 ، لكن الولادة متعسرة لأسباب كثيرة.
عموما ، فإن التقسم ليس قدر سوريا فقط ، بل سيطال غالبية الدول العربية التي ستدخل مذبح التقسيم نتيجة لسياتها السابقة ، التي لم تكن تمت إلى العصرنة بصلة ، بل كان يتعامل مع المواطنين على انهم رعايا ، بلا حقوق ، وبالتالي كان تصنيف هذه الدول على أنها دول فاشلة .
التقسيم بدأ في السودان بالتوقيع على إتفاق نيفاشا عام 2005 ، الذي نص على فصل الجنوب عن الشمال بتوافق الشمال بطبيعة الحال ، ولكن الأردن نجا من التقسيم بعد طي ملف الأقاليم ، واللجوء لتنفيذ السيناريو الثاني وهو التوسعة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، ويتوقع ان يكون عدد سكانه عام 2020 نحو 25 مليون نسمة.
سيقال قريبا :كانت هناك دولة كذا ، بغض النظر عن نظامها السياسي جمهورية أو ملكية ، وسنرى جرائم ترتكب هنا وهناك ، وتحظى بإهتمام العالم ، وأعني بذلك مصر المحروسة التي وصفها مشروع الشرق الأوسط الكبير بالكنز الذي سيرتاح فيها المحراث الأمريكي .
ستشهد المحروسة مصر تفجيرات في الكنائس القبطية وإغتيالات لشخصيات كبيرة ، يرافق ذلك حراك داخي قبطي يدعمه حراك خارجي ، يدعو لمنح الأقباط دولة خاصة بهم تكون الإسكندرية عاصمة لها ..والحبل على الجرار.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
- الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
- سيناريوهات التدخل البري في سوريا
- وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
- زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
- إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
- المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
- مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
- أمريكا ..السعودية ..إيران
- مضايا ..الموت المفاجيء
- إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
- إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ... ...
- مناسبة سحّابية عطرة
- إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
- خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
- صراع عربي- إيراني جديد
- الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟
- كش داعش
- فرقة نهاوند الإفريقية –الفلسطينية شوكة في حلق وعيون الإحتلال
- إختتام فعاليات الموسم السابع للحنونة ..إيذان ببداية المشوار


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - سوريا على مذبح التقسم