أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نور عبد المجيد ..وخطوتها الروائية الاولى الحرمان الكبير















المزيد.....

نور عبد المجيد ..وخطوتها الروائية الاولى الحرمان الكبير


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 10:50
المحور: الادب والفن
    



في فضاء من ترف الطبقة البرجوازية الكبيرة ، تتحرك هذه الرواية، وتطل قليلاً على الفارق الطبقي من خلال النقيب حازم. ومن هذه الطلة تنتج الرواية درسها بالتفارق الاجتماعي ..حاول الحب بين النقيب وفريدة ، أن يكون جسرا ، وحاول ان يخيط الضفتين ، لكن ثمة ارتطامات مدوية تهدر من احاسيس النقيب حازم علي ،بعد اللقاء الاول بينهما ،لم يحلّق حازم بأجنحة الحب ،بل سقط عقله سقوطا مشروعا في جيبه ، ثم استحال السقوط سؤالا اقتصاديا جوهريا ..(الى اين تأخذه هذه القصة ؟ لقد دفع في هذه الساعات القليلة مايقارب ثمُن مرتبه..الى أين ستمضي به هذه القصة..الى أي حد يستطيع مجاراة فريدة /31).. إن كان هذا السؤال ابن لحظته ،فمن هذا السؤال : تؤثل الطلة الثانية في الرواية ولهذه الطلة وظيفة الفعل الاستباقي ، وفي طية هذه الطلة / السؤال : تكمن الخلية الموقوته كقنبلة في الفضاء الروائي : (إنه لايريد أن ينهي القصة ولكنه يعلم أنه لن يستطيع أن يترك القصة تنهيه 31) وهكذا تنّضد سيرورة الرواية بين قوسيّ : لا(------------------ ) لن . القوس الاول خضل الاخضرار والقوس الثاني أحمر كجمرة الكرامة الشخصية ..هي تتماهى مع ابنة السيدة فيروز /27في اغنية (شايف البحر شو كبير) وبشهادتها (أنا كمان بحب بابا أكثر من البحر والأرض والسما ).النقيب حازم علي ،ستكون طلته الطبقية من خلال المشهد البحري، حيث تتماهى سعة الفارق الطبقي مع سعة البحر..(فريدة..شايفة البحر دا..إحنا المسافة اللي بيننا زيه مش بس قده..لأ.. زيه..إحنا ممكن نضحك على روحنا ونقول إن أحنا ممكن نعديها 42) ، ثم يستعملان البحر علامة ً مشحونة بالكناية والاستعارة ثم يقفل محاورتهما ، سؤال النقيب حازم ..(وفتح عينيه ليرى البحر الاحمر أمامه وتنهّد..هل حقاً يعبرانه يوماً ؟!/ 43)..
(*)
الحد الطبقي المدبب يفكك شفرته من داخل النص وبشهادة الدكتور مصطفى سالم ، والد فريدة ،وهو يصوغ فراسته سؤالا وأصطاده من عمق عينيها (فريدة ..مالك ..أنت ليه مش سعيدة ؟!/ 67) وحين تبث حزنها الى ابيها ..يبدأ الأب بتفكيك الشفرة ..(حازم مسكين يافريدة ..حازم لما بيروح شغله بيلاقي الناس تحترمه والعساكر في الإدارة يقولوا له ياباشا وأما يزور أمه كل الحتة تبصله وتجري عليه ..لكن يافريدة لمايدخل بيتك يحس إنه غريب ..إنه ولاحاجة غير جوز الدكتورة ..مهما حاولت ِ ومهما عمل هو حتى لو إداك ماهيته كلها حيفضل برضة يحس إنه جوز الدكتورة فريدة مصطفى سالم 68) ولطبقية المكان مؤثرية النفسية على النقيب حازم..(ورفع حازم رأسه ليخطو في هدوء وثقة نحو باب البيت وتنهد بأرتياح ..هنا يخطو بثبات ..هنا يخطو بقوة ..إنه حتى لايعلم لما تختلف خطوته في المعادي ..لمايشعر أنه يركض وهو يدخل عمارة المعادي وكأنه يتمنى ألا يرى أحد وألا يراه أحدا73).. ثم تنمسخ سعة المكان وطبقيته وتتحجم بمقياس حذاء ضيقه وسعته مرتهنة بالتمايز الطبقي ..(إنه حائر ..سيارة فريدة وبيت فريدة وعائلتها في نظره مثل حذاء كبير لو وضعه في قدمه لأصبح شكله مضحكاً مثل بلياتشو الموالد..ولو خطى به خطوة سيقع على رأسه ..ولكن بيت حازم وعائلته أيضاً مثل حذاء ضيق رخيص لو حاول أن يضعه في قدم فريدة ستختنق وتقع هي الأخرى على رأسها 74) إذن مشكلة حازم هي إحساس الدوني بطبقية الاجتماعية ،هذا الاحساس يمسخ العلاقة بين حازم وفريدة الى زواج المحارم طبقيا وبسبب هذا الاحساس الواخز ،أصبح حازم (يشعر أن دخاناً أسود يخرج من رأسه وعينيه /75) ألا تتحمل فريدة مسؤوليتها حول مايعانيه حازم ؟ رغم ان حازم يحمّل نفسه المسؤولية الكبرى ، وهل حقا (اللوم يقع عليه وحده ..فريدة لم تخبره يوماً انها ستكتفي بما يمنحها /76) ..هل اشعرته فريدة انه مسؤولا عنها ؟ وهي (لم تطلب منه يوما قرشا واحدا بل أنه يشعر دوما أنها لاتريد أن تأخذ منه شيئا..في كل شهر تنظر في عينيه وكأنها ترجوه لو يحتفظ بنقوده كاملة ..) وفريدة بسبب ترفها الفائض (لاتستطيع أن تشم رائحة الحرائق التي تكتوي بها كبرياؤه كل يوم ألف مرة 79)وبالطريقة هذه يشعر النقيب حازم بإخصائه / إقصائه عن اقتصاديات البيت ،فهو محض مستهلك رث في هذا القصر المنيف (إنه لاشيء..لاشيء في هذا البيت /79) و (الدكتور مصطفى هو الذي يرسل طلبات المنزل 78) ولاطريق امام النقيب حازم ، إذن (يجب أن يغادر هذا المكان 79) لكن قبل المغادرة لابد من المجاهرة والمساررة بين الزوج / النقيب حازم والدكتورة فريدة ، لكن كيف يعترف بضآلة حجمه الطبقي أمامها..(إن الاعتراف بالعجز أكثر ألماً من العجز نفسه / 80)..ترى لو ان حازم عرف فريدة كما سوف تعرفها أم حازم ،هل حدث ما حدث ؟ سنجد الاجابة عند أمه (لو عرفها حازم كما عرفتها زينب لما تركها يوماً 206)
(*)
مايلاحظ على الرواية الاولى للمؤلفة ، ان الشخوص بإستثناء حازم وفريدة ، يتحركون في الرواية كمثل عليا ، اعني اقرب الى التجريد وتجسيدات للخير المطلق كما هو الحال مع الدكتور مصطفى أو زوجته الفرنسية ،والدكتور مصطفى على فطنته ورهفه الانساني ، استعمل زوجه دون قصد ٍ منه محض مربية لإبنته اليتيمة ..كانت تحلم بأمومتها هي ، تحلم بضوء يملأ عتمة رحمها هي..(لكنها لم تشعر أبدا ً أن مصطفى يهتم بذلك ..كان يكفيه فريدة ،ولكن بقيت دوماً بداخلها غصّة كبيرة لو أن مصطفى أخبرها مرة واحدة أنه يريد الانجاب منها..لو هي أخبرته مرة واحدة كم تتمنى أن تكون أماً ..ربما لتغير كل شيء 249) وستصيبه ماجي بيقظة متأخرة ويسأل الدكتور مصطفى نفسه (كيف كان يغفو الى جوارها كل هذه الاعوام وهو لايعلم شيئاً عن هذا الشوق والحرمان الكبير 252)
(*)
لكن شخص في الرواية حرمانه الكبير : النقيب حازم ، ماجي الزوجة الثانية لوالد فريدة ، فريدة المحرومة مبكرا من امها ، ام حازم ، الجنين الاول لفريدة ، حتى الدكتور مروان على نذالته كان محروما من حنان امه التي لم تكترث له
(*)
طريقة النقيب حازم في معالجة جرحه الطبقي ، لاتخرج عن نسقه المؤسساتي ، فهو يترك أمه العجوز وحيدة ويطلب نقله للصعيد !! حتى يستطيع ان يكون كفؤا لفريدة !! وبعد ثلاث سنوات يعود من الصعيد . (في مباحث أمن الدولة 167) وله سيارة خاصة وسائق خاص ودخل عال ..ثم يشهر وجعه الإقتصادي السابق وكيفية معالجته ، فهو سيصرف على البيت والاطفال والزوجة / 67)..رجل المباحث الكبير ،لايخلو من سذاجة اجتماعية بسبب جرحه النرجسي ، يتصور البشر الذين غادرهم سيبقون مثل كتلة التمثال ، لاخدش فيه ..!! لايمتلك العسكري الكبير ملاحظة فريدة لمؤثرية الزمن حتى في الدمى ان ،،بوتشي ،، الدب دمية ابنتها ميجو(الذي لم يفارق ذراعيها ليلة ..لقد تغير لونه 239)
(*)
زينب ام حازم تؤول كل ماجرى ضد ابنها تأويلا غيبياً يتوائم مع نسق تفكيرها الشعبي (ربما قتله الحسد..كل من حولها كانوا يحسدونه206)
(*)
فريدة لها توقيت الغيبي ايضا (كانت فريدة تحملق في الفراغ ..الحادية عشرة ..أخذ مروان ابنتها من المدرسة ،في تلك اللحظات التي كانت فيها بين ذراعي حازم . وصرخت : آه ..أنا السبب ..أنا السبب / 171)
(*)
مروان زوج فريدة الثاني ..كل شيء في حياته ممسرحا ( كل قطعة في هذا المكان صممها لتخدم هوايته الكبيرة ..عشقه وعشق عمره / 120) هوايته الكبرى إيذاء النساء ، من خلال تلقين المرأة دورا مسرحيا في الحياة ..(إنه ماهر ..ماهر في إ قناع الغانية بأنها طفلة رقيقة بإمكانها أن تقرأ مجلات ميكي وأشعار الغزل العفيف ..أما الطاهرة الرقيقة فهو يعلم كيف يتسلل الى ضلوعها ليطلق سراح الغانية النائمة هناك 121) ويتوهم انه بالطريقة هذه يثأر لنفسه من أمه ..
(*)
في الخطوة الروائية الاولى، لاتخلو التجربة من نسبة عالية من ذاتية المؤلفة / المؤلف ، مع متغيرات تتطلبها الصنعة الروائية ، لكن الاهم هل مواصلة المؤلف / المؤلفة انتا جية التأليف ، مع المتغير النوعي نحو الافضل .. اعتقد من خلال متابعتي النقدية لأعمالها الروائية ، ان نور عبد المجيد ، تفوقت روائيا على نتاجها وسعت لتوسع وتعميق تجربتها في الكتابة الروائية من خلال رواياتها :(نساء ..ولكن ) (رغم الفراق ) (أريد رجلا)( أحلام ممنوعة )( أنا شهيرة )( أنا الخائن ) (صولو) (ذكريات محرّمة)..
*نور عبد المجيد/ الحرمان الكبير / الدار العربية للعلوم ناشرون / ط1/ 2008



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتجول مأخوذاً ببهاء الكون ..(بوابات بصرياثا الخمس ) للشاعر ك ...
- مكتبات الكترونية وحبة العدس
- جثث بلا اسماء
- بنات نعش : مغزل قرنفل لينا هويان الحسن
- الكتابة باللغة الرابعة/ المسألة الكوردية ..في (حبل سري) للرو ...
- شجرة....في الهواء الطلق قراءة اتصالية في كتابين للروائي اسما ...
- أسطرة...في الرواية العربية
- منعطف في الرواية العربية
- شمعة برائحة الكرز.. الروائية جنى فواز الحسن ..في (الطابق 99)
- نسمة كافكا
- شخصية النص / كتابة الاخ..(طيور التاجي) للروائي اسماعيل فهد ا ...
- أوعية النص ..(في حضرة العنقاء والخل الوفي ) للروائي اسماعيل ...
- هؤلاء معي
- تناسل المحكي الغرائبي/ ترهين السارد ..(عندما يكون رأسك في طر ...
- الكلام بنقيضه شذروان رشدي...
- (عبور) ...محمد عبد حسن . الى : مقداد مسعود ..وآخرين عبروا ال ...
- شوق الدرويش
- حركة المشكال وأسطرة الوجود أنثويا مها حسن في روايتها (تراتيل ...
- ضيوف الحاسوب
- أسئلة الليمون /غلاف الدمعة..نور عبد المجيد..في روايتها (أنا ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نور عبد المجيد ..وخطوتها الروائية الاولى الحرمان الكبير