أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - أصولية الرئاسة والقضاء














المزيد.....

أصولية الرئاسة والقضاء


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 19:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أخطر السياسات التى يقوم بها الرؤساء المصريين منذ جمال عبد الناصر وحتى الآن المتمثل فى الرئيس عبد الفتاح السيسى هو إشراك أو الإستعانة بالتيارات والجماعات الإسلامية بطريقة أو بأخرى فى كسب وتحييد قوى المعارضة من الشعب والاحزاب الورقية حتى يستمر النظام فى الحكم، فى مقابل سماح المؤسسات الرئاسية والسيادية والدينية بأن تمارس تلك التنظيمات والجماعات الأصولية والسلفية وغيرها المتسترة تحت غطاء العمل الخيرى بممارسة عملها الدعوى والتمدد فى المجتمع المصرى، عن طريق كسب مؤيدين لهم وإنشاء فروع لتلك الجماعات فى شتى القرى والنجوع والمحافظات، ومن بين الوسائل التى أعتبرها رؤساء مصر ناجعة وأقنعهم بها وزراء الداخلية واجهزة الأمن والمخابرات، وسيلة أو نظرية أستمرار الفزع الشعبى والسماح بوقوع بعض أعمال التطرف والعنف والإرهاب وسط المدن الشعبية.

وظهر ذلك عندما أخرج السادات الجماعات الجهادية المتطرفة من السجون المصرية وما ترتب عليه فى النهاية من إغتياله، ومنذ عهد مبارك المعزول أو الذى أرتضى التنازل عن العرش المصرى بعد نصائح جدية وحازمة من أصدقائه سواء رؤساء عرب وبالأخص الإدارة الأمريكية وأجهزة مخابراتها إلى جانب الجيش المصرى الذى رفض الإستجابة لبعض أوامره بأستخدام القوة ضد الشعب، وحتى سنة الحكم الفاشلة التى كان هدف الإدارة الأمريكية تثبيت حكم الإخوان المسلمين لإفشال أى نهضة مدنية فى مصر ليقابلها نهضة دينية، وبذلك لا يكون لمصر أى دور على الصعيد العربى أو الأفريقى ويتم تحجيم الدور السياسى وتظل مصر عاجزة عن التقدم ويظل شعبها عبيد الماضى وتراثه، أما العلوم الإنسانية والمستقبلية والفضائية فيتم إغتيالها لأن الشعب ليس بحاجة إليها لأنه يملك العلوم كلها التى أنزلها الله فى كتابه القرآن طبقاً لأعتقاده.

ولم يكتفى تفكير الأجهزة الأمنية والمخابراتية والعسكرية فى الأستفادة وأستثمار الشعور الدينى فى المجتمع المصرى، فذهبوا أبعد من ذلك إلى وضع المادة القانونية المشهورة فى الدستور المصرى بأزدراء الأديان، وهى المادة التى تجاهلها رئيس الجمهورية وبقية المؤسسات السيادية بالدولة لأنها مادة أو قانون يسحق أقلام المثقفين والمعارضين ويرضى بها التنظيمات الإسلامية، وعندما يشتد صراخ تلك التنظيمات والجماعات يكون القضاء المصرى فى أنتظار وضع المبدعين من المثقفين فى غياهب السجون لتنتشى قلوب الإسلاميين بل وكل المسلمين من الشعب المصرى، حيث يقوم أئمة المساجد والفضائيات بتسويق ما يقوله ويكتبه المثقفين لعامة المجتمع باعتباره إزدراء بالإسلام وأن رفع القضايا ضد هؤلاء المارقين وإلقاءهم فى السجون إنتصار كبير فى الدفاع عن الله ورسوله ودين الإسلام.

قد يتساءل بعض المثقفين أقصد الجهلة البسطاء مثلى: كيف يتم رفع قضية وقبولها من الهيئات القضائية ضد مثقف أو مثقفة كتب بعض العبارات أو التشبيهات المجازية التى تدخل فى صميم الإبداع ولا يتجرأ مؤمن أن يزدرى بدينه خاصة الإسلام، فكيف منطقياً يقبل القضاة أن يناقشوا ويحكموا ويضعوا هؤلاء المثقفون فى السجون بسبب عبارات وأنتقادات بينما يتم الإفراج عن الإرهابيين والقتلة؟؟

الجميع يتذكر أن سبب وضع قانون إزدراء الأديان ومعاقبة من يرتكب هذا الفعل كان موجة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة ضد النبى والرسول محمد، والتى أستغلها النظام المصرى لإرضاء وكسب ود الجماعات الإسلامية ضد الآخرين أى المسيحيين النصارى والكفار، لكن الذى يحدث الآن أن القضاء المصرى بأوامر عليا أو بدونها أصبح قضاء أصولى يتلاعب بمشاعر المجتمع الدينية، متجاهلاً الآثار السلبية التى تتركها أحكامهم الظالمة والغير عادلة على مستقبل وطن تهان حضارته بإهانة صانعى مستقبله الثقافى والعلمى.

أقول للرئيس السيسى: هل تعتقد أن كلمات المثقف التى لا يقرأها إلا بضعة آلاف من المواطنين فى حالة وجود قراء، يمكن مقارنتها بجرائم تعذيب وقتل أو أغتصاب أوسارق أو إرهابى؟ الإجابة المنطقية الغائبة عن عيون الجميع والتى يقولها رئيس الجمهورية ووزارة العدل المصرية إن المثقف الذى يكتب بالقلم حروف يصنع منها مستقبل وطنه، أطلقتم عليه لقب { المجرم} ويا له من شرف وأفتخار لك يا شعب مصر بالمثقف المجرم وفى عهد من؟ عهد الحرية والديموقراطية والتجديد الدينى وإيقاف البرامج والإعلام السفيه الذى يمجد دفاع القضاء ضد إجرام المثقف!!

دولة مؤسساتها وأهمها الرئاسية والقضائية تصنع من المثقف والمبدع متهماً بينما من يصنع الفتن الطائفية والتكفيرية يعيش حراً، هى دولة لا تستحق الحياة الإنسانية السوية، بل تستحق التعذيب والبلطجة والإذلال فى أقسام الشرطة والإرهاب المقدس من الشعب والدولة!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض على رسام الكاريكاتير
- القادة تدمر الوطن
- الصمت المريب إسلامياً
- واقعية الديانة الإرهابية
- أستخدام مواهبنا للقضاء على الفقر
- الإرهاب العربى يهدد العالم
- سيدتى العظيمة: العرب أصل البلاء
- الأمة الغريقة
- نداء للسيسى وحكومة الصفر
- الإرهاب ليس قضية عالمية
- التحريض على القتل والفجور
- الكفار لن يحاربوا مكان المؤمنين
- ثورات وقت المصائب
- محاكمة الدولة فى الشيخ زويد
- ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين
- إرهاب الأصولية الإسلامية
- إختفاء رجل المهام الصعبة
- الإجرام يسقط من السماء
- الموت تربية وتعليم
- علماء الإسلام بلا سلطان


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - أصولية الرئاسة والقضاء