أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - الإرهاب العربى يهدد العالم















المزيد.....

الإرهاب العربى يهدد العالم


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 14:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مما لا شك فيه أن الإرهاب كما ذكرت فى المقال السابق{ الإرهاب ليس قضية عالمية} هو قضية داخلية عربية تخص الدول العربية، وهذا الإرهاب يغرس أنيابه المسمومة فى الدول العربية التى تشترك مصالح بعض الأنظمة العربية الشمولية الخائنة لشعوبها مع المصالح الأمريكية فى إسقاط الأنظمة العربية الأخرى وتدمير مجتمعاتها، ومعرفتنا بتاريخ الإرهاب فى مجتمعاتنا العربية وخاصةً فى مصر حيث بدأ الإرهاب بتكوين أول تنظيم فعلى بالاشتراك مع البريطانيين والأمريكيين سنة 1928 وهو تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وبالطبع لم يكن تنظيماً إرهابياً بالمعنى الحالى بل كان إرهاباً خيرياً سلمياً وهو تعبير قد تقع عينى القارئ عليه لأول مرة، لأن المقصود به أن تلك الجماعات والتنظيمات كان القصد منها خيرياً سلمياً لكسب أكبر عدد من فئات الشعب بتقديم خدماتهم الخيرية من معونات مادية وأطعمة ومواد تموينية وتقديم العلاج للمرضى مجاناً أو نظير أجر رمزى، وكانت الدعوة الدينية جزء من هذا العمل الخيرى والذى يحتوى على الجزء الإرهابى من تعريفنا السابق، حيث يتم توضيح بعض الحوادث التاريخية التى مرت بالأمة الإسلامية وتحاول جماعة الإخوان إستعادة العصور الذهبية للإسلام آلا وهى عصور الخلافة.

الإرهاب العربى يرتكز على سطحية المشاعر الدينية والعقول المتلقية فقط للخطب التى تسمعها من رجال الدين وشيوخه، وما يملكونه من براعة خطابية تصويرية تمثيلية درامية النكهة للتأثير العاطفى عبر موضوعات لا تتغير تستدر عطف ومشاعر المستمعين للدفاع عن الدين بأعتبار أن الدنيا فانية والباقى هو الله وجنته وجحيمه، تلك الموضوعات هى: الكفار وإفسادهم لأخلاق وإيمان المسلم- الجهاد فى سبيل الله للحصول على نعيم الجنة- أهوال وعذابات الجحيم- نعيم وعذاب الميت فى القبر- عورة المرأة من أسباب تخلف ورجعية المجتمعات العربية – السخط الإلهى على عبيده الذين تركوا المرأة تخرج من منزلها وتفسد الرجال الأتقياء، ترك العرب ديارهم للغزو الغربى الذين أفسد شبابها ونسائها ةتركوا تعاليم دينهم التى فيها كل وسائل العلم والتقدم على الكافرين، تلك الموضوعات وغيرها هى أسلوب من أساليب الإرهاب الفكرى والمعنوى الذى يرسخ لدى المؤمنين الخوف من الله وضرورة طاعته والدفاع عن دينه ورسوله حتى ينال الرضى والحسنات، وأن يمارسوا الفروض الدينية المطلوبة منهم فى عبادة الله حتى لا يقع عليه غضب الله.

أصبح العمل الإرهابى له أصول وقواعد ينبغى على كل طالب إرهاب أن يتعلمها ويخضع لتلك الدروس التعليمية دينية وعلمية وعملية عن كيفية أبتكار وصناعة المتفجرات والتفنن فى أن تكون آثارها التدميرية رهيبة وأكثر دموية وقتلى من البشر، والحصيلة الإنتاجية لهؤلاء الطلبة خريجى معاهد الإرهاب العربية عمليات إرهابية يصرح منفذيها بأنها تنفيذاً لأوامر الله على القوم الكافرين، وهذه العمليات الإرهابية تقوم بإنعاش سوق العمل البشرى فى الكثير من الدول العربية والعالمية، وتنشأ جماعات ومنظمات لحقوق الإنسان ومعاهد أستراتيجية لدراسة الجماعات الدينية والإرهابية وسلوكيات الإرهابى ودوافعه وأهدافه النهائية التى يرجوها من الدمار والخراب والقتل الذى ينفذه فى طاعة عمياء تنفيذاً لوصية السمع والطاعة لولاة الأمر، وتنشط الجماعات السياسية للدول التى لها مصالح فى أستمرار نار الإرهاب مشتعلة بتمويل جماعات الإرهاب بما يحتاجونه، وهكذا تستمر المجتمعات العربية معامل تفريخ لطلبة الإرهاب وعلمائه وقادته ويقوم الطلبة أنفسهم بتطبيق ما يتعلمونه وسط مجتمعاتهم العربية.

من نطلق عليه إرهابى هو فى الحقيقة مؤمن أصولى بمعنى أنه غيور على دينه وتعاليمه وإلهه ورسوله، لذلك تدفع الغيرة كل مؤمن يطبق تعاليم دينه التى يعيد تذكيره بها بعض الشيوخ أو الأفراد المنضوين تحت لواء بعض الجماعات والتنظيمات الدينية، بتنفيذ ما يقوله أمراء وقادة ومرشدى تلك الجماعات الدينية وما يطلبونه منهم من القيام بأعمال لخدمة الله ورسوله، لذلك فالإرهابى العربى أو الأصولى أو المؤمن بتعاليم دينه يقدم السمع والطاعة وينفذ ما يطلب منه خشية الوقوع فى معصية الله، وهذا الخوف العصابى الذى يتم غزو عقول الطلبة به فى المدارس والجامعات ودور العبادة، هو الأداة والوسيلة الفعالة فى الخضوع التام من كل من يصبح عضواً عاملاً وفاعلاً فى تلك الجماعات الإرهابية ويكون سهل الإنقياد لأوامر قادتهم.

فالإرهاب العربى غرضه وهدفه الوحيد هو التهييج والتحريض ضد الدول والحكومات والمجتمعات ومؤسساتها بتكفيرها ووالمتفجرات والقتل سلاحها، وطالب الإرهاب يطيع قادته وينفذه أوامرهم بأعتبار أن الجماعة التى ينتمى إليها هى الوحيدة التى تسير على الصراط المستقيم وتطبق وتنفذ إرادة الله، فلا يشعر الإرهابى أو الأصولى بوخز الضمير عندما ينفذ عمليات إنتحارية يسفك فيها دماء إخوته العرب، من هنا أصبح إنشاء وتكوين التنظيمات والجماعات الإرهابية سهل التحقيق وليس فيه صعوبة، والقضية الآن ليست قضية إرهاب عربى أو دولى وإنما قضية كيفية إنقاذ الشباب العربى من فخ الأصولية والإرهاب، لأن الواقع العربى والعالمى يقول واقعاً وحقيقة واحدة وهى: العرب يأكلون بعضهم بعضاً والدين وسيلتهم الناجعة لتحقيق ذلك.

والخلاصة:
أن قادة العالم ورؤسائه عن الإرهاب منذ الحادى عشر من ديسمبر خوفاً من غزو بلادهم، لكن الحقيقة انه لا يوجد إرهاب عالمى بل إرهاب عربى يحدث على الأراضى العربية، وما عدا ذلك يكون له اسباب موضوعية مثل الفيلم الذى قام به المخرج الهولندى وأعتبره المسلمون إساءة للرسول وكانت ردة الفعل العربى الإسلامى عليه، ونفس الامر ينطبق على الرسوم الكاريكاتورية فى مجلى شارلى أبدو الفرنسية وما تبعه من عمل إرهابى وينتهى الأمر، لكن فى البلاد العربية فالإرهاب العربى متأصل من مجازر ومذابح وأسواق للنخاسة وطائفية وعنصرية ومذهبية يتصارع فيها العرب ذوات الدين الواحد لكن طوائفه مختلفة، إذن العالم بعيد عن الإرهاب العربى لكن الإدارة الأمريكية تروج منذ الهجوم على برجى التجارة العالمى على أنها المدافعة ضد الإرهاب وستضربه فى كل مكان، وبذاك أعطت لنفسها الحق فى التدخل فى شئون الدول العربية لخدمة مصالحها الأمريكية، وهى تعرف أن منفذى غزوة نيويورك كانوا عرباً أى كان إرهاباً عربياً أنتقاماً من تنظيم القاعدة ضد أمريكا بالتحديد وليس ضد العالم كله.

هل يحاول كل مواطن عربى أن يتخلص من أسباب الإرهاب العربى الذى يعرفه كل عربى وهى تلك التعاليم الإرهابية التى تبيح القتل وأعتبار من يخالف العرب فهو من الاعداء الكفار الذى يحل سفك دمه؟ الأعتراف بأن الإرهاب عربى لأنه يرتكز على تعاليم ثابتة يستخدمها كل عربى لخدمة مصالحه الدينية أو السياسية، فهل يعترف العربى أن أفكاره العدوانية ضد الآخر هى الإرهاب الذى يروع المجتمعات العربية أولاً ثم البلاد الأخرى المعادية لهم؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدتى العظيمة: العرب أصل البلاء
- الأمة الغريقة
- نداء للسيسى وحكومة الصفر
- الإرهاب ليس قضية عالمية
- التحريض على القتل والفجور
- الكفار لن يحاربوا مكان المؤمنين
- ثورات وقت المصائب
- محاكمة الدولة فى الشيخ زويد
- ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين
- إرهاب الأصولية الإسلامية
- إختفاء رجل المهام الصعبة
- الإجرام يسقط من السماء
- الموت تربية وتعليم
- علماء الإسلام بلا سلطان
- الفشل فى إستنزاف الإرهاب
- الخارجون على القانون
- الدين سبب التخلف والتقدم
- ترخيص الحرية والعنصرية
- نفى الإرهاب عن داعش
- العجز أمام داعش وشارلى


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشيل نجيب - الإرهاب العربى يهدد العالم