أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - إرهاب الأصولية الإسلامية














المزيد.....

إرهاب الأصولية الإسلامية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتشار وكثرة التنظيمات والجماعات التى تحمل مسميات إسلامية بلا شك تجيب على أسئلة الكثيرين عن نوع هذا الإرهاب، إلى جانب عقيدة الأفراد المنتمين إلى تلك التنظيمات وصورهم وشعاراتهم التى يطلقونها فى وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، وهذا يعنى الإنتماء العقيدى لتلك الجماعات إلى الإسلام لكنه لا يعنى أن كل مسلم إرهابى، لأن تعميم الإرهاب على المسلمين يخدم أيديولوجيات تلك التنظيمات والجماعات الإرهابية من حيث أن الكثير من المسلمين يحلمون بتحقيق حلمهم فى إقامة الخلافة الإسلامية، رغم أن غالبيتهم لا يفقهون شيئاً فى معنى وجود خلافة إسلامية فى عصرنا الحديث، لأن ساعتها سيكون العالم ضد هؤلاء المسلمين الذين يريدون إسترجاع نموذج سياسى تاريخى تم إقامته وفرضه بالقوة الجبرية وتحت مسميات فتوحات وغزوات لا مكان لها فى عصر الحريات والمساواة وحقوق الإنسان والمواطنة.

إذن الواضح أن ذلك الإرهاب المسمى إسلامياً هو بالفعل كذلك لكنه لا ينتمى إلى كل المسلمين بل إلى جماعات وتنظيمات خارجة على الإجماع الإسلامى العام المسالم، لأنها تنظيمات أفكارها أصولية سلفية يحكم سلوكياتها وممارساتها اليومية الأفكار التكفيرية والتحريض على الكراهية ورفض الآخر، وهى أعمال قام بها المسلمين الأوائل فى سنوات الإسلام الأولى وما صاحبها من صراعات على الحكم وقتل الخلفاء والمرتدين عن الإسلام، وتوجيه طاقات المسلمين الجدد وحماستهم لرفع راية الدين الجديد فى حروب أسموها بالغزوات والفتوحات، وهى التى كانت مصدراً غزيراً من أنتعاش المجتمع الإسلامى الجديد بالاموال والغنائم والسبايا، وهى أشياء شجعت هؤلاء المسلمين الجدد على طلب المزيد من الغزوات والموت فى سبيل الله حسب الفكرة الكبيرة التى تحتوى على أفكار أخرى مادية أى الحصول على الغنائم والسبايا من الكفار والمشركين.

وإذا حاولنا مقارنة ما كتبته فى السطور السابقة مع الواقع المؤلم للتنظيمات الإرهابية الأصولية السلفية الإسلامية، سنجد أفكارها وممارساتها وعقائدها التى ترفعها وتعلنها فى وسائل الإعلام هى نفسها ما قام به المسلمون فى سنواتهم الاولى التى غاب عنها السلام وحل محله الحروب وغزو الكثير من البلاد حتى غزو الأندلس وما صاحب تلك السنوات من دماء تم سفكها من أجل تحقيق حلم إقامة الخلافة الإسلامية وهو نفس الحلم الحالى للملايين من المسلمين والذين يمثلونهم فى الواقع تنظيمات وجماعات كثيرة على رأسها داعش، وكل هذا يعنى أن المجتمع الإسلامى يخضع إلى جماعات أصولية إسلامية إسماً تقوم بإرهاب الانظمة السياسية المسلمة وتكفيرها وتكفير كل من يعمل تحت لواءها ولا ينضوى تحت جناح تلك التنظيمات الأصولية السلفية، إلى جانب إرهاب الأعداء الكافرين المتحالفين مع الأنظمة العربية الحالية,

وكما هو واضح فإن الأفكار القديمة تم إعتناقها من جديد وأستخدام تكنولوجيا الكافرين من أنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى ومن أسلحة حربية تدمر وتهلك وتسفك دماء المؤمنين من المسلمين وغير المسلمين، أعداء أو أبرياء والوسيلة الوحيدة للنجاة بنفسك إذا كنت فى دائة صراعاتهم وقتالهم أن تكون مثلهم سلفياً أصولياً مملوء بالكراهية والبغض وأستعدادك للموت وتنفيذ كل أوامر قادة تلك التنظيمات والجماعات فى طاعة عمياء دون أعتراض وكأنك كمؤمن تنفذ أوامر إلهك مباشرة، ذلك هو عين ونبع الإرهاب الأصولى السلفى الذى ينتشر وسط المجتمعات المسلمة مستغلين صمت المسلم العادى وعدم رغبته فى الإضرار أو الإساءة إلى مسلم آخر هو أخيه فى الإسلام، أعتقاداً منه أن هذا المسلم الأصولى يجاهد فى سبيل الله ليرفع من شأن الإسلام حتى ولو قتل المئات من الناس،

هذا الإرهاب الإصولى السلفى المدمر للمجتمعات سيستمر بأستمرار تجاهل تنوير المسلمين الجاهلين بخطورة تلك الجماعات الأصولية السلفية سواء كانت فى ثياب سلمية خيرية مثل الإخوان المسلمين وغيرها أو تلك التى تمارس القتل مباشرة وتعلن الحرب على كل من لا يبايعها أو ينضم إلى صفوفها فى قتال الكافرين من مسلمين وغير مسلمين، وغياب هذا التنوير وتجاهله من الدولة ومؤسسات الإسلام الدينية وعدم تبنى رجال الدين على القنوات الفضائية والمساجد إلى إتخاذ موقف حازم ضد تلك التنظيمات، وعدم تحليل وتفند أفكار ومزاعم تلك الجماعات الإرهابية وإيضاح أن تلك المعتقدات والممارسات الأصولية التى وقعت فى زمن الغزوات والفتوحات ليس مكانها وزمانها الآن، بل أنتهى وقتها ولم تعد صالحة لعصرنا .. فهل هناك عقلاء يقتنعون بذلك ويبشرون به لأنه الحل المنطقى والفطرى الطبيعى للإنسانية العاقلة؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختفاء رجل المهام الصعبة
- الإجرام يسقط من السماء
- الموت تربية وتعليم
- علماء الإسلام بلا سلطان
- الفشل فى إستنزاف الإرهاب
- الخارجون على القانون
- الدين سبب التخلف والتقدم
- ترخيص الحرية والعنصرية
- نفى الإرهاب عن داعش
- العجز أمام داعش وشارلى
- شارلى فجور مرفوض
- لستم شارلى يا عرب
- أنا شارلى سعودى
- مهزلة العدل والتكفير
- العام الجديد والحضور الجاهلى
- العثمانى الجديد
- الجزيرة مباشر إلى الجحيم
- إعلام الجن والعفاريت
- الدكتور أبو بكر البغدادى
- صراع المصالح الإرهابية


المزيد.....




- هيفا وهبي بإطلالة -الشورت- والجوارب الشبكيّة
- المكسيك.. أغاني مدح وتمجيد عصابات المخدرات تثير الجدل
- -النووي الإيراني سيصل أوروبا-.. وزير دفاع إسرائيل الأسبق يعل ...
- غالانت لـCNN: أعدنا برنامج إيران النووي سنوات للوراء.. وأمام ...
- السبب الحقيقي لاندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران
- دونيتسك.. ارتفاع ضحايا القصف الأوكراني إلى 14 بينهم نساء وأط ...
- الجيش الإسرائيلي: حيدنا قيادة الطوارئ العسكرية الرئيسية لإير ...
- مسقط.. القبض على شبكة لممارسة أعمال منافية للآداب
- قطر: الأمن الإقليمي لا يتحمل مزيدا من الأزمات والتصعيد
- -نوستراداموس الحي- يتنبأ بمصير -مثير للجدل- لزواج هاري وميغا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - إرهاب الأصولية الإسلامية