أُستاذنا سامي الذيب وتعريف المصطلحات

بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بالنسبة لأُستاذنا سامي الذيب فهو إنسان متواضع و رجل موسوعي يحاول قدر الإمكان تقديم المعلومة بشكل سَهِل سلس ومُبَسَط ، والحقيقة أَنا شخصياً تعلمت من الرجل الكثير ، فله كل الشكر والتقدير مقدماً

وبما أَنني من متابعي برامج الاستاذ الذيب الحوارية وقاريء جيد لمقالاته فأحببت اليوم أَن أُعلق على كلامه في حلقته على برنامج الجهر بالإلحاد والتي تكلم فيها عن مصطلحات صارت تتردد كثيراً في أَيامنا هذه من قبيل [ لاديني ] و [ ملحد ]

الأُستاذ الذيب أَشار الى مسألة في غاية الأَهمية ، أَلا وهي تعريف المصطلحات باديء ذي بدء .. مامعنى كلمة ملحد ؟!

كثير من اللادينيين والمتدينيين يتصورون إِنَّ كلمة ملحد تساوي اللاديني واللاإلهي ولكن حينما تعود الى أَقدم قواميس اللغة العربية كـــــ [ لسان العرب ] لإبن منظور لاتجد هذا المعنى أَو ربما يكون هذا المعنى ثانوياً ظهر في وقت لاحق ! يعني ستجد مثلاً الكلمة أَساسها هو اللحد أَي القبر ! أَو المائل عن جماعة معينة .

يقول إِبن منظور : ( وَمَعْنَى الْإِلْحَادِ فِي اللُّغَةِ : الْمَيْلُ عَنِ الْقَصْدِ ) ويكمل في نفس السياق : ( وَلَحَدَ عَلَيَّ فِي شَهَادَتِهِ يَلْحَدُ لَحْدًا : أَثِمَ ، وَلَحَدَ إِلَيْهِ بِلِسَانِهِ : مَالَ . الْأَزْهَرِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ -;- قَالَ الْفَرَّاءُ : قُرِئَ يَلْحِدُونَ فَمَنْ قَرَأَ يَلْحِدُونَ أَرَادَ يَمِيلُونَ إِلَيْهِ ، وَيُلْحِدُونَ يَعْتَرِضُونَ . )

إِذاً كلمة ملحد قد تعني المائل عن الملة ، أَو بمعنى معارض للمجموع ، أَو المخالف للجماعة

راجع : لسان العرب ، ابن منظور، جزء 13 -مادة لحد- صفحة 178 ، رقم الطبعة : بلا - سنة النشر : 2013 ، الناشر : دار صادر ، بيروت .

الأُستاذ سامي الذيب يعرف تماماً ماذا تعني كلمة ملحد ومن أَقواله المأثورة : محمد وعيسى وموسى وسامي الذيب ملحدون ! لأَنَّ الإلحاد هو الميلان عن الملة أَو مخالفة المجموع ..

ومالايدركه الإخوة اللادنيين إِنَّ حتى هذه التسمية ..منحت لهم من قبل الجانب الديني ! -أُستاذنا سامي الذيب لايجد غضاضة في ذلك ـلأَنَّ المسلمين يعتبرون الإسلام هو دين الفطرة وبالتالي كُل مائل عن الفطرة هو ملحد ، وهذا طبعاً مخالف للمنطق والواقع ، فكل انسان يولد لاديني ولايعرف من الدنيا خيراً أَو شراً ، وهو يكتسب كل المهارات والأَفكار ومنها الدين من خلال التعليم لذلك كان أُستاذنا الكبير الحكيم البابلي قد سعى لتسمية جديدة هي ( المستنير ) بدلاً من ملحد !

بعض اللادينيين أَو المتدينيين اليوم يتصورون إِن الإلحاد هو نفي الوجود بالمطلق ! ولكن حتى الإلحاد هو فرق وتقسيمات وهناك فرق لاأَدرية وفرق أُخرى ربوبية والربوبيون مثلاً يؤمنون بوجود إِله ولكن من دون نبوة أَو واسطة !

إِضافة الى ذلك نفي الوجود أَو عدم الإكتراث به على أَقل تقدير فهذه العملية ليست حِكراً على اللادينيين بل - صدق أَو لا تصدق - تشترك فيها بعض الأَديان الكبيرة مثل البوذية ! كون البوذية ديانة عديمة الآلهة .. أَو مثلاً الديانات العلمانية التي لاتوجد فيها آلهة أَو لاتلعب فيها الآلهة دوراً مهماً أَو تلعب عامل ثانوي مثل الجيانية ، ومع هذا لايمكن أَن نخلط بداهتاً بين هذه الأَديان واللادينية !

#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات