أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ بورحيم - قصة الكَنْزِ المَخْفِيِّ














المزيد.....

قصة الكَنْزِ المَخْفِيِّ


حفيظ بورحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


يُحكى أن العربي بن أبي فرحات كان رجلاً غامضاً ارتبط اسمه بالكنز والجن؛ لأن الناس كانوا يرونه متوحداً وغريب الأطوارِ ولا يرونه في احتفالات إسمكان الموسميةِ، وكانَ يَسْكنُ بيتاً صغيراً مِن بيوتاتِ تمَاعيتَ، ويخرجُ دائماً إلى الحقولِ لاَبساً جلباباً أزرقَ مُتسخاً، ويُطيلُ فِيهَا الجُلوسَ تحت شَجرةِ زيتونِ، حتى يأتيَ المساءُ فيعود إلى بيتهِ تَعباً.
وكان الأطفال يَستغربونَ منه دائماً وهم ينظرونَ إليهِ عَنْ بعدٍ بأعينِهم البرَّاقة، وينتظرونَ أنْ يَرَوا فِعلاً غريباً يَصدُرُ منه حتى يرْشِقُونَه بالأحجَارِ التي جَادَتِ الطّبيعَةُ بِهَا عَلَيهِم.
وكان هو ذكياً ويَعلمُ جيداً طبَائِع سُكان تلك المنطقة ويعلم خبايا نُفوسِ أَبنَائِهِمْ، ويحذَر مِنهُمْ، ولا يثق في أحَدٍ غيرَ تلك الشّجرةِ التي يَجْلِسُ تَحتَها نَاسياً العالمَ والناسَ دونَ أنْ يَغفَلَ، معَ ذلك، عن مكرهم وغدرهم؛ فقد كانت له قدرة عجيبةٍ على التبصُّر والحذَرِ لمْ تُؤْتَ إلا للقلةِ منَ الحكماءِ.
وذاتَ مرة وهو جالسٌ أَبصرَ ثلاثة أطفالٍ قادمينَ إِليهِ. اِسْتقْبَلَهمْ بِابْتِسَامةٍ وديعةٍ فقالوا له:
ـــ أبُونَا إمامُ المسجدِ يُرَحِّبُ بِكَ في بيتنَا؛ لتناولِ طَعامِ العشاءِ، فعليكَ إذنْ بِالحضورِ.
وعندمَا سَمع أن أبَاهُم إِمامُ مسجدٍ، رفعَ رأسه، ومسحَ لحيته، وفتح فمه وبصق على راحتيه معاً، وأجابهم:
ـــ حاضرٌ إِنْ شاءَ اللهُ.
بعدَ صلاةِ العشاء، كانت زوجةُ المُضيف الذي يُدعى عبدَ الله قد أعدتْ المائدةَ، ووضَعتْ صحْنينِ من البيصارة وصينيةَ شايٍ، فقدم الزوج بعدما أدى صلاته، وجلس ينتظرُ الضيفَ، وبعدما أتى رحّب به وأجلَسَه مُبتسماً في وجهه، شاكراً له الحضورَ. فكانَ العربي مُرتاحاً هَادئاً.
فقال له المضيف:
ــــ لنأكل يا سيدي !
ثم غمزَ لزوجتهِ، فغمزت له بدورها وغادرتْ معَ أبنائِها لتترك الرجلين وحدهما .
أكلا معاً حتى الشبع، وسرعانَ ما شعرَ العربي بالنعاسِ يخِزُ عينيه ويُرخِي رباط يقظتهِ، فنام على الحصير وهو يشْخُر. فرِح المُضيف فتوجّه نحوه في حذرٍ، وطفِقَ يبحثُ في جيوبه عن مفتاح بيته، حتى وجدَهُ فقال لزوجته :
ـــ لقد نجحتِ الخطة !
ثم بدأ يحَرِّك رأسه إلى الأمَامِ والخَلْفِ، وفي دَوَرَاتٍ مُنتَظِمةٍ مُقلِّداً العبيدَ الذين يُجِيدُونَ الرَّقْصَ في المَواسِم المَعْلُومَة، وغنَّى مَقطعاً من أغنية للبنسير فَرِحاً بالمالِ الميسور الذي سيحصل عليه.
تسلل هو وامرأته وأبناؤه الثلاثة خارجين من البيت عابرين الطرق التي تتخللها الأشواك، حتى وصَلُوا إلى بيته وفتحوه، وعندما دخلوا ليبحثوا عن الكنز العجيب لم يجدوا شيئاً غير الكتب والمخطوطاتِ تملأ كل مَكانٍ



#حفيظ_بورحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الطالب سفيان بن عُنفوان
- لاَ تُحَدِّثُونِي عَنِ الأَعْيِادِ
- حديثُ قلبٍ جريح
- أخبار طفل يحب الأشجار
- صعوبات الترجمة الأدبية:
- نظرات حول منهج البنيوية التكوينية
- نزهة
- السوسن يأبى الذبول
- فاضمة والفراشات
- أرق


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ بورحيم - قصة الكَنْزِ المَخْفِيِّ