أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - - الفقراء - والتظاهرات والمناهج النقدية















المزيد.....

- الفقراء - والتظاهرات والمناهج النقدية


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 14:27
المحور: الادب والفن
    



الفقراء أولاد ال.....
سلبوا الأغنياء
لذة الابتسامة
حين ابتسموا
الفقراء أولاد ال......
كتبوا على شواهد القبور
قبر ابن عم الوجيه فلان
فتدافعنا
لقراءة سورة النفاق
على أرواح الحجارة
.........
الفقراء وأنا
أولاد ال.......
منتصف النهار
يعوزنا التدبير
فيأمر الرب الرحيم
ملائكته المتخمين
بأجنحة الرجاء
ويفرج الهم
فلا ندري سوى
أن كلام الحمد
يجتاح الشفاه ........
الفقراء وأنا أولاد ال......
عند المغيب
نعود متعبين
ولأننا عياله
ينزل الرب الرحيم
يشاركنا العشاء
فيشعر بالسعادة
وهو يرى أخاديد الزمن
على أجمل الوجوه ........
الفقراء وأنا أولاد ال.....
كل شيء لديهم
أضغاث إلا الأحلام
فهي
من نسيج الأرواح الوردية
التي يبصمون بها على الصباح .......
الفقراء
وأنا وأنتم أولاد الآااااااااااااااه
أولاد الله .
كلما حاولتُ أن استعمل منهجاً نقدياً محدداً لتحليل قصيدة " الفقراء" للشاعر معن غالب سباح ، وجدتُ ازدحام المناهج الأخرى ينبلج بقوة أكثر على بياض الورقة ، ربما لأن النص أبداعي مع مشاكسته للواقع المرّ وحالة التخبط التي يعيشها فقراء العراق حتى في عدم مشاركة اغلبهم للتظاهرات المطلبية للإصلاح في بعض المدن ومنها النجف ،وربما لأن قصيدة "الفقراء " للشاعر سباح من مدينة الديوانية أكثر المدن العراقية في عدد المتظاهرين وهي دليل اقتراب الشاعر من هموم أهله.... ، أو ربما لأن ساحة التظاهر الفارغة من الفقراء بسبب انعدام ثقتهم بالسياسيين في مدنهم من جهة ،ولعدم وصول فكرة ضرورة التظاهر لانعدام تواصل المتظاهرين عموماً مع الجمهور ومنهم الفقراء حيث البون الواسع بين أبراج المثقفين العاجية وهموم الناس في تلك المدن من جهة ثانية ، وبعضهم مَن أراد أن تكون ساحة التظاهر فرصة تعويضية لمرضاهم النفسيين ليظنوا بأنفسهم زعماء ؟! بينما فكرة التظاهرة تقوم على العمل الجمعي المشترك ،وهي ظواهر تستحق دراسات نفسية – مجتمعية للمتظاهرين من هذا النوع ، ربما كانت هذه الأسباب مجتمعة، في إيقاد جذوة هذه المناهج بعقلي دفعة واحدة ، لذا تبادرت إلى ذهني فكرة جديدة أو ربما فكرة متفردة خارج مألوف الكتابة النقدية :وهي أن أكتب عن النص مقالةً تحمل مفاتيح بعض المناهج النقدية دون الإيغال بعيداً في هذا المنهج أو ذاك ، كما يود النقد أن يشير إلى ضرورة نشر القصيدة " الفقراء " في أعلى هذه الورقة النقدية ، ليكون متلقيها شريكاً نقدياً من جهة ثانية وله فلسفته التي يرى بها القصيدة النص ، فعند النظر إلى النص ذهاباً وإياباً ، قراءة وتأمل ، ترى أن المقاطع تحرك ساكناً وتثير مشاركتك أنت عند بداية أو نهاية كل مقطع فيه ( أولاد الـ......)، التي يعمل عليها المناهج النقدية الآتية :
أولا : المنهج البنيوي بمعنى تحديد مدلول واحد للمقاطع لجملة ( أولاد الـ.... ) ، واحتمالية أن يكون المدلول البنيوي في معنيين : 1 ) يكون منحازاً للفقراء فتكون مشاركة المتلقي ايجابية إذ يضيف إلى الفراغ كلمة فتكون ( أولاد الناس ) أو (أولاد الوطن ) وذلك لأنهم فقراء . 2 ) تكون مشاركة المتلقي ضد الفقراء في جميع المقاطع فتكون التكملة سلبية بكلمة تملأ الفراغ :( أولاد الكذا ) بمعنى الشتيمة ، لأنهم لا يحسنون التصرف ، حيث يشترط المنهج البنيوي استمرار بناء النص على مدلول واحد له تختاره انت، وحتى ما جاء في نهاية النص : ( الفقراء / وأنا وأنتم أولاد الآااااااااااااااه / أولاد الله ) أنما يحمل مدلولي المشاركة الايجابي والسلبي المتقدمين في البنيوية ، إذا اعتمد المتلقي أحدهما ، وجاء الشاعر بهذه النهاية الذكية غير الكاشفة لما أراد في الفراغات السابقة من جملته الشعرية ( أولاد الـ......) ، بل جعلها محتفظة بقوتها لمشاركة المتلقي ، ومكتنزة المعنى فـ(... أولاد الآاااااااااااااه / أولاد الله ) تقول أنهم فقراء وأنهم لا يحسنون التصرف .
ثانيا : المنهج التفكيكي : لا يخضع لتأويل واحد لمدلول النص العام ، بل تتعدد فيه وجوه القراءة ، بينما المقطع الواحد بذاته يغذي الفكرة أو الأفكار المتناقضة و يأخذ النص هنا مضمون وشكل البوح أو الشكوى أو ربما الوصف لحالة الفقراء أو تأويلات أخرى ذات أبعاد مجتمعية منتقده فقط ،أو غير هذا وذاك ، فيكون المقطع الأول ذا مدلول طبقي جلي لأنه بين طبقتي الأغنياء والفقراء : ( الفقراء أولاد الــ..... /سلبوا الأغنياء /لذة الابتسامة / حين ابتسموا ) ، فهم أغنياء بالفرح فقط ،وهنا على وفق التفكيكية ،من الممكن النقدي قراءة المتلقي أو مشاركته تكون على وفق احتمالات غير منتهية ، بمعنى التفكيكية تهب النص مساحات واسعة من التأويل أكثر في هذا المقطع وغيره من المقاطع .
ثالثا : المنهج البيئي حيث الفقراء في الشرق الأوسط أو المنطقة العربية ، والعراق بوصفه بيئة ممتدة من والى تلك الشعوب، مع الحفاظ على الخصوصية العراقية ، فالنص عراقي والفقراء في العراق كثر بسبب الجهل والفقر ذاته منذ الحكومة الملكية ، ودائما يشكلون ظاهرة اقتصادية اجتماعية ولم تنته هذه الظاهرة إلى الآن، مع ازدواج الشخصية العراقية كما يصفها الدكتور علي الوردي ، وهذه الازدواجية عند بعض مَن يحضرون تظاهرات النجف مثلاً ، حيث تجلت في لقاء رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مع مجموعة من صحفي النجف الذين يحضرون ساحة التظاهرات بالنجف !! وقد قام رئيس الوزراء بخطوته هذه كاشفا لزيف ادعاء هؤلاء في الإصلاح مثلهم مثل أي مريض نفسي في ساحة التظاهر يظهر نفسه قائدا أو زعيما يريد هذه ولا يريد هذا معه ولا يريد هذا الحزب العلماني في ساحة التظاهر ،ويفرض هذا الشعار ويأمر وينهي ،و مع كل هذا يطالب الطبيب النفسي بالكف عن معالجته أيضا ، المهم بعد هذه الكلمات ، يكون المنهج البيئي هنا كاشفاً لعنصر التذمر من واقع الفقراء الذين يبحثون عن الوجاهة حتى على شواهد القبور كما في النص :( الفقراء أولاد ال...... / كتبوا على شواهد القبور / قبر ابن عم الوجيه فلان / فتدافعنا / لقراءة سورة النفاق / على أرواح الحجارة ) ،ولا يعلمون- بسبب جهلهم -، أنهم لو اتحدوا على وفق مصالحهم الاقتصادية لا تستطيع قوة في الأرض أن تقف بوجههم ، من أجل خلاصهم من الفقر في أغنى بلد في العالم دون الحاجة إلى مريض نفسي يقودهم يحاول أن يعوض نقصه الشخصي بذكاء مخادع ،وستكون تكملة المتلقي للفراغات في القصيدة من جملة ( الفقراء أولاد الـ.........) بحسب البيئة الاجتماعية للمتلقي في العراق ،مثلاً أبن المدينة تختلف فكرته عن الفقراء ويختلف تعبيره ، كما أبن الريف يختلف ، وفي كل واحدة منها اختلافات طبقية وأفكار مختلفة ووجهات نظر متباينة عن الفقر والفقراء ، أذن سوف تختلف الاحتمالات لكنها محصورة في البيئات العراقية فقط - عند المتلقي العراقي - وسوف تختلف للناطقين والمتلقين بالعربية بحسب بيئة بلدهم وهكذا .... ،
رابعاً : الدراسة الأسلوبية فيكون هناك ثلاثة مرتكنات أساسية : الصوت وتركيب الجملة ، والدلالة العامة أو المدلول العام ، وهذا النص " الفقراء " تجده يحقق ما تتطلبه الدراسة الأسلوبية ، بشكل واضح يختلف عن غيره من النصوص الشعرية ، بسهولة تطبيق الأسلوبية لقلّة عدد الكلمات وتواشجها بإيقاع أصوات حروفها ، وهذا ينطبق على تركيبة الجملة الشعرية ، فيمنح المدلول العام قوة انفلات طاقة المفردة في النص . وهذا لا يعني أن الدارسة الأسلوبية لا تتحقق في غيره من النصوص .



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة أنين المحرومين
- قصيدة مرثية الفقراء على وطن
- قصيدة عشق
- ظلُّ كِتاب.. وبقايا شعب
- مفهوم ( التكييف الهيكلي ) الامبريالي واضراره على الشعوب النا ...
- سوريا الاسد أفضل لسوريا وللمنطقة برمتها
- قصيدة صراع الطين 2
- قصيدة صراع الطين
- تصاعد الانفراد الرأسمالي الأمريكي باتجاه حرب عالمية ثالثة
- تعقيباً على مقال : - تبدل أولويات الإستراتجية الأمريكية وأثر ...
- قصيدة غزل شعبي بعنوان -- يا ترف --
- بناء القص في سرد المزار للقاص عباس الحداد
- شفاهية الكتابة في الخطاب الشعري في قصيدة (لا تتركني) للشاعر ...
- ليس انحيازا بل أكثر ماركسية
- تباين عوالم القص في - للخفاش أثر - للقاصة التونسية هيام الفر ...
- الاممية الخامسة
- قصيدة طفح الكيل
- قصيدة -- الى غريب في وطنه --
- الفن الواقع والانسان في رواية ريم وعيون الاخرين
- قصيدة صوت وصور


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - - الفقراء - والتظاهرات والمناهج النقدية