أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - الله البدائي !














المزيد.....

الله البدائي !


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 06:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل نحن أكثر تطورا و تقدما من الله ؟
يبدو أنه نعم , فوسائل الله البدائية في الإتصال خير شاهد و للدقة اقول : خيال مختلقه و المتحدث بإسمه كان بدائيا و يناسب المستوي المتواضع الذي كانت عليه المخيلة البشرية في عصر لم تكن فيه يد العلم و التكنولوجيا و الابتكار قد تدخلت بمفعولها السحري بعد .
و خذ مثالا بسيطا : كيفية الإتصال و نقل المعلومات قديما و حديثا
فقديما كان الملوك يرسلون الرسل لتبليغ الرسالة إلي عموم الشعب و قد رأينا في المسلسلات المصرية التاريخية كيف كان الرسول المبلغ للرسالة يطوف بالأحياء المختلفة قارعا طبلته و مناديا ( يا أهل المحروسة إسمعوا وعوا و الحاضر يعلم الغايب .... الخ )
.
و بدائية الألية التي استخدمها الاله في نقل رسالته لا تختلف ابدا عنها في عصر الحمام الزاجل
فالمرسل ( الله ) يضع الرسالة في قدم الحمامة ( جبريل ) لتطير تلك و تحط علي مقر المرسل اليه الذي يقرأها ثم يبلغها لعموم الناس .
و قارن الأن بين تلك الكيفية او الالية و بين عصر الهاتف النقال او حتي ذاك الأرضي و فأنت لست بحاجة لرسول وسيط يركب فرسه حاملا لك خطابا و لست بحاجة الي ساعي البريد ايضا طالما لديك هاتفك و بريد الكتروني و بالتأكيد لست بحاجة لاستقبال الرسائل عبر الحمام الزاجل لأن هاتفك النقال في جيبك .
و ذاك الجهاز الصغير و الذي تستطيع أن تخفيه عن الانظار مستقبلا مكالماتك عن طريق سماعة صغيرة لا تُري في اذنك فيظن من يراك من العصر النبوي أنك تكلم نفسك لهو كلمة السر في دليل تفوق الإنسان علي الله في خصوبة الخيال و تكنولوجيا الإتصالات و أليات الإبتكار و الإبداع .
الله لم يستطع أن يتخيل أنه كان من الممكن أن يخلقك بجهاز إستقبالك الذاتي لرسائلة مباشرة و التي يوجهك من خلالها لمعرفة الحق و الباطل أو الخير و الشر بحسب المعايير الإلهية فيكون دماغك مزودا بملكة او بموهبة تشبه الذاكرة ( كارت ميموري ) فتعلم ما يريده منك و تعلم بوجوده قبل كل شيئ عن طريق مُستقبِلك الشخصي من الإله رأسا إليك و ضميرك و خبراتك المكتسبة .
لديك فطريا أليات متطورة في جسمك كأن تأكل حين تجوع و أن تنام حين تتعب و أن تتصبب عرقا حين تخاف و لكن إله الأديان لم يكن في وسعه أن يطور جهازك العصبي لاستقبال رسائله و اوامره و ارشاداته .
لماذا إذن يستطيع جسمك أن يخبرك بأنك مريض و لا يستطيع أن يتواصل مع الله ؟ و علي الأقل كان الجميع علم بوجوده و برسائلة و لتعلب علي مسألة العصور الخالية من الأنبياء و الشعوب التي لم تسمع به حتي !
إن إمكانياتك العقلية و وظائف جسمك و جهازك العصبي و قدراتك الذهنية قد تطورا ليتناسبوا مع ما هو موجود حولك بالفعل , اي مع الحقائق و ليس مع الأوهام و اولها الإله الذي في رأسك ,
و في حين أن جسمك - في محاولة منه للتكيف مع الجوع - سينقل اشارات عصبية الي دماغك بانخفاض مستوي الجلوكوز فيرسل الاخير اوامر لانزيمات معينة لتُحث بنكرياسك علي اطلاق هرمون الجلوكاجون و الذي سيحول الجلوكوجين المُخزن في كبدك الي جلوكوز يستخدمه جسمك كطاقة في حال عدم حصولك علي وجبتك فإن الإله و الذي من المفترض أنه هيأ و نظم هذا كله لم يستطيع أن يخلق فيك إمكانية التواصل معه فاحتاج لرسل لإبرام المفاوضات و المعاهدات بينك و بينه , و حتي هؤلاء الرسل إحتاجوا لوسيط ينقل الرسالة من السماء إلي الأرض و يبدو أن هذا كان ضروريا و إلا ما وجد جبريل أو الروح القدس عملا !!!
و يبدو أن الأخير لم تكن صحته علي ما يرام عندما بُعِث موسي فاضطر الله أن يكلمه بنفسه .
هكذا تعمل الحقائق الملموسة بمنتهي التطور و الانسيابية و ليس ببدائية القرون الأولي , ملاك أو ساعي بريد طائر في السماء يذكرني بالبريد الدولي و رسول علي الأرض أو ساعي بريد محلي يستقبل الرسالة و يفضها ثم يسمع ثم يبلغها للمرسلة إليهم .
و نفس الأمر ينطبق علي النار التي إحتاج الله ليوقدها إلي حجارة و ناس و هي مشتعلة منذ قرر خلق الإنسان بالمناسبة و لم يخطر في بال الله تكنولوجيا العذاب الذاتي بمعني الشعور بالألم دون أن يضطر لإشعال حفرة النار إياها .
إن الله البدائي يناسب عقلية من إخترعوه و بدائيتهم و مستوي خيالهم المتواضع و الذي هو ثمرة مشاهداتهم للبيئة و مفرداتها من حولهم كطائر يحلق بجناجين و نار تحرق أما موجات الأثير فلم يستطع الله أن يأتي بمثلها لأنه لم يعرف التكنولوجيا و كيف يعرفها و المتحدث بلسانه و وكيله الحصري علي الأرض لم يعرفها في الأساس !



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة ناعوت و ازدراء العلمانية ( بالشفا )
- المرأة المسلمة هي الأقذر بلا فخر
- بين قذارة العقل و طهارة الفرج المزعومة
- دعوة علي مائدة الجسد ... ماذا يضيرك يا الله !!!
- بالتوك الله و مجاهديه
- لحكمة لا يعلمها حتي الله
- في دولة المسلم و المسيحي تعالي يا وكسة هنا في ريحي
- تشريعات إلهية أم إمتيازات محمدية
- في بيتنا علماني
- شريعة الصحراء .... هذا الميراث الثقيل ! 1/3
- ديوك الله 1/4
- ديوك الله 1/2
- شفرة الله التي لم يفطر الناس عليها .
- الإسلام لا يصلح للإستخدام الأدمي


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - الله البدائي !