أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟















المزيد.....

لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 12:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية؟
طلعت رضوان
لماذا وافق بعض المسيحيين على الانضمام للحزب الظلامى (النور)؟
لماذا وافق المسئولون على قيام أحزاب دينية بالمخالفة للدستور؟
بعد أنّ تربّـع محمد مرسى على عرش مصر، أظهرتْ كل فصائل التيارات الإسلامية (سلفية وغير سلفية) أنيابها ضد شعبنا الذى نادى فى مظاهرات يناير2011 بالحداثة ودولة القانون (أى دولة المواطنة) فإذا بتلك التيارات الإسلامية تعتدى على الشباب الذين توجـّـهوا لقصر الاتحادية (فى مظاهرة سلمية) احتجاجـًا على بعض قرارات مرسى ، المُـعادية لمفهوم (دولة القانون) وشاهد الملايين (على شاشات التليفزيون) ما فعله الإسلاميون المجرمون من همجية لفض اعتصام الشباب ، لدرجة تكسير العظام مع تكسير الخيام التى عثروا بداخلها على قطع من الجنة النستو، كدليل إدانة.
كان المُـفترض أنّ الأمور ستكون أفضل بعد 30 يونيو2012 وتتــّـجه مصر نحو ترسيخ دعائم دولة القانون ودولة المواطنة ، ولكن ظلّ أمام هذا الحلم عائق حصول التيارات الإسلامية على (حق) تكوين أحزاب سياسية ، فوصل العدد لأكثر من 15 حزبًا دينيًا ، رغم مخالفة ذلك لأحكام الدستور، بل والمخالفة للإعلان الدستورى الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 30 مارس 2011، حيث نصّـتْ المادة رقم (4) على ((لا يجوز مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أساس دينى)) ومع ذلك ارتكب المسئولون خطيئة الموافقة على تكوين أحزاب دينية. فلماذا فعل المسئولون ذلك ؟ وكيف غاب عنهم أنّ ذلك ضد أرواح الشباب الذين قادوا انتفاضتيْن عظيمتيْن من أجل الحداثة والمواطنة (25يناير، و30يونيو) ؟ وما مصلحة المسئولين فى وجود أعضاء داخل البرلمان ؟ رغم أنّ هؤلاء الأعضاء لا يخفون توجهاتهم المُـعادية لكل ما هو (عصرى) وضد مبدأ (المواطنة) بإصرارهم على أنّ المصريين (المسيحيين) ليس لهم حق الإقامة فى مصر، ومع (التسامح) يُـشترط (مقابل بقائهم على أرض مصر) أنْ يؤدوا الجزية وهم صاغرون ، وفى أحد تصريحات ياسر برهامى (الكادر السلفى الشهير) قال فيه إنّ ((الأقباط (يقصد المسيحيين لأنّ كل المصريين أقباط) كفرة بشهادة القرآن.. يعنى نعتذرعن القرآن لنرضيهم ؟ لعنة الله عليهم)) وفى عام 2011 أصدر كتابه (الدعوة السلفية والعمل السياسى) قال فيه ((لا يحق للمسيحى الترشح للانتخابات البرلمانية ، لأنها سلطة تشريعية ورقابية.. ولايحل لكافر أنْ يتولاها)) واستشهد برهامى بمجلس اللوردات البريطانى (أحد مجلسىْ التشريع) الذى اشترط أنْ يكون العضو بروتستانتيًا.. وعلى فضائية دينية قال الشيخ فوزى عبد الله : يجب على المسيحيين الامتناع عن إحداث (أى بناء) الكنائس والبيع وعدم الجهر بكتبهم وعدم أظهار شعائرهم.. إلخ)) وما قاله هذا الشيخ هو من تراث الإخوان المسلمين ، حيث أصدر أحد أعضاء مكتب الإرشاد فتوى بخصوص بناء الكنائس ، قال فيها إنّ الأمرعلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول : بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادى والعاشر من رمضان وهذه البلاد (يقصد المدن) وأمثالها لا يجوز فيها إحداث (يقصد بناء) كنيسة. القسم الثانى : ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر، والقسطنطينية بتركيا ، فهذه أيضًا لا يجوز البناء فيها ، وبعض العلماء (يقصد الفقهاء) قال بوجوب هدمها لأنها مملوكة للمسلمين . الثالث : ما فــُـتح صلحـًا بين المسلمين وسكانها والمختار هو إبقاء ما وُجد من كنائس على ما هى عليه وقت (الفتح) ومنع بناء أو إعادة ما هـُـدم منها (كتاب المواطنة فى مصر- عام 2006)
وهل الأحزاب الدينية (السلفية) ستكون أقل تشنجـًا وتزمتــًا من المرشد الإخوانى الأسبق مصطفى مشهور الذى طالب بفرض الجزية على المسيحيين مع حرمانهم من الخدمة العسكرية (أهرام ويكلى- 3-9 إبريل1997) ؟ وهل ستكون الأحزاب (شديدة الإيمان بالسلف) أقل (عنصرية دينية) من محمد حبيب (نائب المرشد الأسبق) الذى قال ((نحن جماعة الإخوان المسلمين نرفض أى دستور يقوم على القوانين المدنية العلمانية ، وعليه فإنه لا يمكن للأقباط (يقصد المسيحيين) أنْ يُـشكــّـلوا كيانـًا سياسيًا فى هذه البلاد . وحين تتسلــّـم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصر، فإنها سوف تــُـبـدّل الدستور الحالى بدستور إسلامى يُـحرّم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أى مناصب عليا فى الدولة أو فى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نـُـوضح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (جريدة الزمان- 17/5/2005) وما ذكره محمد حبيب هو ترديد والتزام بما ورد فى كتيب باسم (نموذج الدستور الإسلامى) صدر فى لندن عام1984ونصّ على أنّ ((مواطنة الدولة حق لكل مسلم فقط)) ولذلك لم تكن مفاجأة عندما طلب الأعضاء الإسلاميون فى برلمان 2012 بأخذ (الجزية) من المصريين (المسيحيين) ولم يكتفوا بذلك وإنما طالبوا بإلغاء تدريس اللغات الأجنبية وعلى رأسها الإنجليزية ، وإلغاء تدريس العلوم الطبيعية وعلى رأسها الفيزيا والكيميا والأحياء.
من بين الأحزاب الظلامية كان أبرزها الحزب المُـعادى ل (النور) والذى اشترك أعضاؤه فى (غزوة الاتحادية) ورفضوا الوقوف لتحية العلم أو السلام الوطنى . فهل ستنخدع قطاعات من شعبنا- بتأثير العاطفة الدينية - وتمنحه تأشيرة دخول البرلمان لهدم دولة المؤسسات والقضاء على مصر الحديثة التى تأسّستْ منذ عهد محمد على (1805- 1848)؟ وأليس قبول دخول بعض المسيحيين فى ذلك الحزب الظلامى خديعة كبرى ؟ ولماذا لم يكشفوا أوراقهم إلاّ بعد أنْ هاجمهم (تيار سلفى) يرفض مُـشاركة المسيحيين فى البرلمان ؟ فاضطر أعضاء الحزب الظلامى (النور) إلى الاعتراف بأنهم فعلوا ذلك مُـرغمين بسبب نص قانون الانتخابات . وإذا كان أعضاء الحزب الظلامى فعلوا ذلك للحصول على جواز المرور، والجلوس على مقاعد المجلس التشريعى ، فلماذا قبِل بعض المسيحيين الاشتراك فى تلك الجريمة ؟ وليتهم اشتركوا فى الجريمة وصمتوا على طريقة (إنْ بُـليتم فاستتروا) وإنما زايد بعضهم فى تملق أعضاء الحزب الظلامى مثل (نادر الصيرفى) الذى قال إنّ ((مُـهاجمى ترشيح مسيحيين على قوائم الحزب داخل الوسط القبطى ، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد ، وهم أصحاب مصالح سياسية أو متطرفين فكريًا)) وفى مؤتمر انتخابى بالإسكندرية قال ((إنّ حزب النور يُراعى الشريعة الإسلامية. ولا نخجل (نحن المسيحيين) من تطبيق الشريعة الإسلامية فى جميع بنود الدستور. ونؤكد دعمنا للشريعة الإسلامية.. إلخ) (جريدة وطنى- 11/10/2015) أما الأنبا بولا فوصلتْ مزايدته لدرجة القول إنّ ((السلفيين فصيل وطنى حتى النخاع)) بينما المبدع الكبير وحيد حامد (1) (المسلم) قال إنّ ((السلفيين هم داعش بدون سلاح.. وهم أخطر بكثير من الإخوان))
أعتقد أنّ المصريين (المسيحيين) الذين أغلقوا عقولهم وخنقوا وجدانهم (المصرى) وقبلوا على أنفسهم الانضمام لهذا الحزب الظلامى ينطبق عليهم المثل الذى عبّر فيه مُـبدعه (الأمى) عن الشخص الانتهازى وجاء فيه ((يعمل بطن أمه طبله ويطبــّـل عليها)) فهل أعضاء الحزب الظلامى الشهير (بحزب النور) سيكونون – بعد أنْ دخل بعضهم مجلس التشريع - أقل تطرفــًا من الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد عمر هاشم (2) الذى منحته الثقافة السائدة والإعلام صفة المفكر الإسلامى الوسطى المُـعتدل ، رغم قوله ((الإسلام لا يمنع التعامل مع غير المسلمين ، ولكنه يمنع المودة القلبية والموالاة ، لأنّ المودة القلبية لا تكون إلاّ بين المسلم وأخيه المسلم)) (اللواء الإسلامى - عدد153) فإذا كان هذا هو موقف (المسلم المعتدل الوسطى) فكيف سيكون موقف المُـتشددين (المؤمنين بالسلف) ليشدوا مصر إلى الخلف وبالتالى إلى المزيد من التخلف ؟
000
هامش (1) وحيد حامد : (مواليد1944) سيناريست مصرى ، قاوم الفكر الأصولى بالإبداع الفنى مثل : فيلم (طيور الظلام) وفيلم (اللعب مع الكبار) إلخ ومن أشهر مسلسلاته (مسلسل الجماعة) الذى كشف فيه (بلغة الفن) دور جماعة الإخوان المسلمين ، فى التفجيرات وقتل الخصوم.
هامش (2) د. أحمد عمر هاشم : شغل منصب رئيس جامعة الأزهر، وحرّض الطلبة ضد المسئولين بهيئة قصور الثقافة بعد صدور رواية وليمة لأعشاب البحر. وعضو الأمانة العامة للحزب الوطنى، وعضوية العديد من المجالس ، مثل مجلس إدارة إتحاد الكتاب المصريين ، ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمجلس الأعلى للثقافة.. إلخ.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مغزى تهمة ازدراء الأديان ؟
- لماذا غضب إله إسرائيل على سليمان؟
- متضامن مع الأستاذ على محمود ورفاقه
- كيف تكون النبوة بالوراثة ؟
- هل يمكن التخلص من التعصب الدينى والمذهبى؟
- ما سر عداء داود للفلسطينين ؟
- لماذا ينتفض شعبنا وينام ؟
- تضامن مع الشاعرة المصرة فاطمة ناعوت
- لماذا سمحت الداخلية بتسليح الإخوان ؟
- لماذا تم تصوير الأنصار بالبلاهة ؟
- لماذا لا يحاكم الواقدى والحلبى وغيرهما؟
- يوناثان ابن شاؤل وداود
- لماذا العداء بين الفلسطينيين وبنى إسرائيل ؟
- ماذا حدث بعد وفاة يشوع ؟
- لماذا تعدّدتْ المصاحف واختلفتْ ؟
- هل يمكن عودة برلمانات ما قبل يوليو52؟
- زمن الأصولية الدينية
- يشوع يتولى زعامة بنى إسرائيل
- الأزهر والكهنوت الإسلامى
- لماذا فضّل الإله العبرى بنى إسرائيل ؟


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا ينخدع شعبنا بالأحزاب الظلامية ؟