أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !















المزيد.....

أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 07:36
المحور: الادب والفن
    


أديب في الجنة (40)
* العشاء في بحر معلق في السماء !
لقاء حميم جمع الملك لقمان بزعماء كوكب الإله الآلي الذي اتفق على أن يسمى "كوكب الحضارة الإنسانية " وأن يكون الإنسان ورقيه وسعادته هو الغاية التي يسعى الجميع إليها، عبر نظام ديمقراطي علماني يحترم الإنسان ويضعه في مكانة سامية أقرب إلى القداسة ،فأصبح بذلك أول كوكب في الوجود كله يؤمن بالإنسان بالمعنى القداسي ، أي أنه حل محل الألوهة والإلحاد أيضا ، ليصبح الكوكب خارج الإلحاد وخارج الإيمان بإله . الإيمان بالإنسان وحده صانع الحضارة والمعجزات . خاصة وأن الكوكب أصبح على درجة من العلم تمكنه من التحكم بالطقس ، وإنزال الأمطار وتوقفها ، وصنع كافة الأجهزة والآلات التي يحتاجها المجتمع بما فيها أعضاء الجسم الإنساني . واتفق على إعادة صهر الآلات العسكرية والأسلحة لإنتاج آلات تخدم الزراعة والصناعة ومختلف الأعمال . وإعادة برمجة الآليين العسكريين للقيام بأعمال وخدمات إنسانية . وتوظيف الطاقة في كافة مجالات الحياة البشرية .
وإقامة نظام اجتماعي اقتصادي يحقق قدرا رفيعا من المستوى المعيشي لسكان الكوكب كافة .
وانتخب الحضور مجلسا مؤقتا من خمسة عشر عضوا برئاسة العالم يتولى إدارة شؤون البلاد إلى ان تجري انتخابات حرة .
وما أن انتهى الإجتماع حتى دعا الملك لقمان زعماء وزعيمات الكوكب إلى حفل عشاء حضره قرابة عشرة آلاف مدعو ومدعوة .
أقام الملك لقمان الحفل في بحر معلق في السماء غير أنه لم يدع المدعوين يقيمون في الماء بل على موائد أقيمت في روض ضمن تجويف بيضوي الشكل بدا ككهف واسع نزلت وتصاعدت من جدرانه صخور مرجانية وتخللت ممراته شعب مرجانية حية وورود مختلفة الألوان والأحجام وتم الدخول إليه عبر ممر تخلل الشعب المرجانية ، صعد المدعوون إليه بمحفات طائرة. وكانت مياه البحر تبدو من شقوق وكوى كبيرة في الممر وفي جدران الكهف تطل منها حوريات عاريات أو أسماك برؤوس حوريات ، يرمقن الحضور بنظرات ساحرة ويوزعن عليهم ابتسامات أخاذة ، ودون أن يندفع الماء إلى الكهف وكأن حاجزا غير مرئي يوقفه .
وقد انتصبت مناقل وكوانين الشواء في كافة ممرات الكهف ووقف إلى جانبها أجمل الحوريات الجنيات مرتديات ما يشبه البكيني إنما من قطعة واحدة فقط تستر الفروج ، فيما ظلت النهود حرة وطليقة تزهو بجمالها الفريد لتمتع أنظار المدعوين وتزيدهم إحساسا بالمتعة والجمال. وكن يشرفن على تقليب العجول الصغيرة والخراف والجداء والإوز على الجمر المتوهج في الكوانين .
وفي مقصورات مرجانية في الجدران جلست عازفات فاتنات خلف آلاتهن الموسيقية وشرعن في عزف موسيقى وجودية حالمة حلقت بالمدعوين إلى آفاق غير محدودة .
وبدت الموائد عامرة بكافة المقبلات المنوعة والخمور والكؤوس الجميلة . وبدا جميع المدعوين والمدعوات في غاية الدهشة وهم يرقبون جمال المكان الذي وجدو أنفسهم يجلسون فيه على موائد لم يحفلوا بمثلها من قبل . وراحوا يتعجبون لقدرات الملك لقمان وقدرات الجن الخارقة لكل ما هو واقعي وعلمي ، ولم يعودوا يعرفون أنفسهم وعما إذا كانوا يجلسون في عالم واقعي أم عالم متخيل .
لم يلجأ الملك لقمان لتناول المشروبات إلى خدمة خارقة ، فجعل الحوريات يقمن بملء كؤوس الضيوف احتراما وتكريما لهم . وقد جلس على مائدته الملكة نور السماء وأمنية العقل رئيسة كوكب الإلحاد والعالم وعشرة زعماء وعشر زعيمات من زعماء الكوكب . نهض الملك رافعا كأسه ليشرب نخب ضيوفه فنهض الجميع وشربوا الأنخاب وتبادلوا قرع الكؤوس وصدحت حورية من مقصورة مرجانية في جدار الكهف بصوت عذب :
يا ميجنا ويا ميجنا وياميجنا / حب الأحبة ملح زادنا وعشقنا !
ردد كورس الحوريات الذي كان يقف في مقصورة تعلو مقصورة المغنية الكلمات ولم يلبث الحضور أن رددوا الكلمات بعد أن سخر الملك لقمان قواه لأن يفهم جميع الحضور اللغة العربية ويتذوقوها .
إلكم نفرد أحضان السما / والنجوم زفة عرس لفرحنا
والكون يهبط من سابع سما / وكواكب عشق لصدرا اتضمنا !
ياميجنا ويا ميجنا ويا ميجنا / حب الأحبة ملح زادنا وعشقنا !
نهض الألاف وشرعوا يرقصون متمايلين بأجسادهم مترنمين بالكلمات التي نقلتهم إلى عالم الحب والأكوان والأحلام غير الواقعية ، كما هي الأحلام في معظم الحالات .
وظهرت على مسرح انبثق ضمن مقصورة واسعة في جدار الكهف فرقة راقصات شرقيات بأزياء رقص عربية وشرعن في الرقص بأن رحن يهززن نهودهن وخصورهن ويرقصن أرجلهن ويهززن أردافهن في حركات سريعة مدهشة .
تمايلت أجساد المدعوين والمدعوات ودار أثر الخمرة في الرؤوس فترنحت الأجساد ، واحتكت الأفخاذ بالأفخاذ ، وتبودل الضم والعناق ،وصدحت الأصوات بما يعتلج النفوس من أشواق ، وحلقت في فضاء الكهف نجوم فسفورية راحت تتراقص على أنغام الموسيقى . وطال الهيام بالحضور فاصطخب الكهف بالأصوات المغنية والأجساد المتراقصة ،ولم يعد الناس إلى الجلوس إلا بعد أن دعا الملك لقمان الحضور إلى تناول الطعام .
أقدم الملك لقمان على عكس ما فعله في تقديم المشروبات فقد أحب أن يري ضيوفه أرقى أشكال الخدمة الجنية التي تتم بالطاقة البصرية ، أي ما أن يشتهي المرء شيئا حتى ينظر إليه ليأتي إليه ويضع في صحنه ما يريد موظفا قدرات خارقة غير معقولة دون استخدام شوكا وسكاكين أو أنها غير مرئية .
صدح صوت حورية في كافة أرجاء الروض مرشدة المدعوين إلى طريقة الخدمة البصرية منوهة إلى أنه في الإمكان الإستعانة بالحوريات لمن يواجه أية مشكلة . راحت السفافيد المحملة بالعجول والخراف والجداء والإوز تحلق في فضاء الروض قاصدة الموائد المختلفة وكذلك أطباق المقبلات والسلطات ، دون أن يصطدم سفود بسفود أو طبق بطبق وكأن كل شيء يتحرك وفق منظومة دقيقة يستحيل أن تخطئ!
أشار الملك لقمان إلى أربعة سفافيد مختلفة ( عجل وخروف وجدي وإوزة ) طارت من أماكنها لتقف على ارتفاع يقارب المتر عن المائدة . هتف إلى أمنية العقل :
- ماذا تفضلين عزيزتي ؟
- أشارت إلى جزء من فخذ العجل .
وإذا به ينقطع من مكانه ليحط في طبقها !
( اوه ) هتفت متعجبة ! فيما كانت قطع اللحوم تنفصل من أماكنها المختلفة حسب الطلب وتحط في الأطباق لتعلو تأوهات المدعوين من هذه القدرات الخارقة في الخدمة .
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (39) * قوانين خارقة وإعجازية !
- أديب في الجنة (38) * انقلاب تكنولوجي ينتج إلها تكنولوجيا !!
- أديب في الجنة (37) * غيرة ملكية وحديقة محلقة في الفضاء !
- أديب في الجنة ( 36) * وحدة الوجود ومذهب الملك لقمان!
- الدين اليهودي في الإسلام ! شاهينيات 1164 .
- أديب في الجنة (35) * الوجود مادة وطاقة لا تنفصلان !
- أديب في الجنة (34) *مستقبل كوكب الأرض لا يبشر بالخير !
- * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
- أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة ...
- أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (40) * العشاء في بحر معلق في السماء !