أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - الديبلوماسية العربيةعذراً ..مجلس الأمن ليس مضارب بني هلال















المزيد.....

الديبلوماسية العربيةعذراً ..مجلس الأمن ليس مضارب بني هلال


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تدخل الدبلوماسية العربية إلى أروقة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي في إطار قضية من قضايانا الشائكة والمعقدة في الشرق الأوسط ، فإننا نضع يدنا على قلبنا ونحن نستمع إلى المطولات العربية شعراً ونثراً حول غياب العدالة الدولية والحق التاريخي وازدواجية المعايير وتآمر العالم بقيادة أمريكا علينا ..
وقد يكون هذا حقاً!!
لكننا نضع يدنا على قلبنا لأننا نعرف أن هذه الدبلوماسية الشعاراتية لا تجلب علينا إلا الوبال.. ولا تخرج مرة من مجلس الأمن إلا وتكون قد تراجعت عن حقوقنا كثيراً وسقطت في أعين الآخرين.. أكثر.
لا شيء غامض أو ملتبس في القضية الفلسطينية العالم كله يعرف أن إسرائيل دولة محتلة وكيان غاصب.. وأن الشعب الفلسطيني كان ضحية استلاب واحتلال واغتصاب ومأساة عمرها أكثر من نصف قرن.. ومع ذلك فالعالم ينظر إلى إسرائيل على أنها (واحة ديموقراطية) بينما لا يرى في الفلسطيني أكثر من إرهابي متخلف يشكل عبئاً وخطراً على العالم المتحضر..
على مدار خمسين عاما والدبلوماسية العربية في الأمم المتحدة تتراجع عن الحقوق الفلسطينية حتى لم يتبق أكثر من عشرين بالمئة من الأراضي المحتلة .. وهي في تناقص مستمر!!
وظل الخطاب الديبلوماسي العربي ، خطاباً “شعرياً” يبكي على الأطلال وهو يحرك (دمنة أم أوفى) بطرف عصاه!!
المشكلة العراقية مثال آخر ..
منذ دخول صدام حسين إلى الكويت وحتى سقوطه ، وإلى يومنا هذا ولسان حال الدبلوماسية العربية هو ازدواجية المعايير الدولية بيننا وبين اسرائيل.
إسرائيل احتلت أرضاً عربيةً ومارست القتل والتهجير والهدم والاغتيالات والاعتقال التعسفي.. وغير ذلك من الجرائم التي يحاسب عليها القانون الدولي.. لكنها بمأمن من أي حساب.. في حين أن دخول صدام إلى الكويت اقتضى حرباً (أممية) جمعت أربعين دولة أجنبية وعربية ضده..
إسرائيل تعلن عن 250 رأس نووي قادرة على تدمير الشرق الأوسط بكامله ومع ذلك فهي منيعة عن التفتيش الدولي أو أروقة مجلس الأمن.. إلا أن أمريكا وحلفاؤها أسقطوا نظام صدام حسين بحجة أسلحة الدمار الشامل .. التي لم يكن يملكها أصلاً !!
الإيقاع الدولي ضد سوريا كان بطيئاً ..إلا أن السيناريو الأميركي في الشرق الأوسط يبدو متشابهاً بين دمشق وبغداد ..

لقد اجتمع القاصي والداني مع المحقق الألماني “ديتلف ميليس” لاستصدار أشد القرارات تهديداً إذا لم تتعاون الحكومة السورية مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري.
ورغم أن التقرير لم ينته، و التحقيقات مازالت جارية ..والمتهمون مازالوا يخضعون للبراءة ..مثل الإدانة ، قضية قد تأخذ وقتاً طويلاً “سنوات على حد قول ميليس نفسه” ومع ذلك كانت الهراوات العالمية مهيأة في مجلس الأمن تهدد وتتوعد النظام السوري بأشد العقوبات.
الدبلوماسية السورية شأنها شأن العربية ..دخلت مجلس الأمن وهي تحمل المعلقة “الألف” التي تتباكى على العدالة الدولية وتنوح فوق رأس القانون الدولي.. وتطلق الصوت إثر الصوت حول ازدواجية المعايير التي ينتهجها ذاك المجلس..
في مخيم جنين قتل عشوائي وجرافات تحصد أجساد العرب ومقاتلات جوية تزرع الموت في كل مكان.. وكل ما تمخض عنه مجلس الأمن “لجنة تقصي حقائق” كانت أضعف من أن يسمح لها بدخول إسرائيل التي منعتها بازدراء واحتقار بحجة أن مخيم جنين قضية إسرائيلية داخلية!!
وعادت تلك اللجنة أدراجها تجر خيبتها وإذلالها دون أن يحرك ذلك المجلس ساكناً!!
الدبلوماسية السورية تلطم على خدها (( عملية اغتيال واحدة في بيروت تقتضي كل هذه الطبول المحاربة!! بدءا من أمريكا وأوروبا وصولاً إلى أقصى آسيا وأفريقيا.. كلها تبرق وترعد بحجة أننا كنا مسؤولين بمعنى ما عن أمن بيروت.. وماذا عن “11 سبتمبر” في أمريكا وتفجيرات مدريد ولندن.. ألم يكن هناك أجهزة أمنية مسؤولة؟! ولماذا لم يتم محاسبتها؟!
وكأن العالم أجمع مصاب بعمى الألوان السياسي والحول الوحشي.. والمتوحش، إذ كيف يصبح صاحب الحق مداناً ومتهماً.. والمجرم يمارس دور القاضي والجلاد معاً؟!
إنها ازدواجية المعايير التي خربت العالم وأممه ومجلس أمنه وقانونه الدولي)) !!
المعلقة القديمة ـ الجديدة التي ما فتئنا نرددها منذ نصف قرن .
لا ينقص هذه الدبلوماسية سوى جمل وهودج ومجموعة من العبيد مع بعض الحسان.. وشاعر فحل مثل أبو الطيب المتنبي “مع الاعتذار الشديد منه” وعدة وجوه من علية القوم “شيخ غطفان وشيخ عبس.. وكم حارث حكيم مثلاً” ونشد الرحال آنذاك إلى مجلس الأمن .. وننهال على أهل الباطل لغة أشد من الصفائح البيض وأمضى من الرماح العوالي ..ألسنا أرباب الشعر والأهاجي والمراثي.. والفخر والمديح؟!
وهل ما نفعله منذ خمسين عام تعدى هذا الفعل اللغوي الباهت الذي لا يمت إلى السياسات الحديثة ولغة الأمم و مصالحها بصلة!!
ألم يحن الوقت لتدرك هذه الدبلوماسية أن الأمم المتحدة هي مجلس المصالح الكبرى وموازين القوى الدولية؟!.
ألم يحن الوقت لتدرك أن مجلس الأمن هو للدول التي تحترم تاريخها وسيادتها وكرامة شعوبها أولاً ؟!..
أليست حجة الدبلوماسية العربية هي ازدواجية المعايير الدولية؟!

ولماذا لا يكون هناك ازدواجية ما دمنا نحن العرب أردنا ذلك لأنفسنا منذ الاستقلال وتشكل ما سمي الدولة الوطنية..
عبر نصف قرن مضى كان الشغل الشاغل للأنظمة العربية هو كيفية الحفاظ على أمن (النظام الحاكم) واستمراره .. ولم يخطر لهذه الأنظمة أنها تحتاج لما هو أبعد من حماية نفسها من شعوبها..رغماً عن كل المخاطر الخارجية التي دأبت على الهروب من مواجهتها عن طريق التنازلات .. حتى وصلت إلى مرحلة لم يبق لديها ما تتنازل عنه .. سوى عروشها!!
في حين أن إسرائيل منذ حرب 1948 وتأسيسها بشكل رسمي وقف بن غوريون وخاطب جنوده المنتصرين آنذاك قائلاً : “لا تفرحوا كثيراً بنصركم هذا.. لستم أقوياء وإنما عدوكم كان ضعيفاً”..
واستمرت إسرائيل تبني كيانها دون أن تضيع لحظة واحدة.. حتى وصلت إلى مرتبة لاعب أساسي في المنطقة، ومن كل النواحي، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً .. ولا يمكن تخيل الشرق الأوسط اليوم بدون إسرائيل التي امتلكت ترسانة نووية نجد أنفسنا كدول عربية مجتمعة أعجز عن التفكير بشيء يشبهها .. فضلاً عن قدرتها على تصنيع أي نوع من السلاح التقليدي..
وحقيقةً إن إسرائيل تعيش ضمن قوانين ديموقراطية وشفافة بما يخص شعبها.. ولا يبدو أن إزالتها واردة إلا في صحائف التنجيم والتبصير العربيين..
في الوقت نفسه امتلكت الأنظمة العربية أخطر ترسانة مخابراتية موجهة نحو مجتمعاتها .. في سبيل محاصرة المخاطر المترتبة على نشر بعض هوامش الديموقراطية والحريات العامة.. بالقطارة.
المواطن الإسرائيلي لا يقبل أن لا يتعدى دوره التصفيق والتهليل والرقص على أنغام المناسبات ” الثورية ” للنظام وزعمائه مقابل رغيف خبز لا يشبع.. إنه فرد فعال في سياسات دولته ويستطيع محاسبة رئيس وزرائه أو أي زعيم إسرائيلي آخر ..(والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بحد سيوفنا) هذه المقولة العربية العظيمة تعيشها إسرائيل و العالم الديموقراطي اليوم ..تماماً.
أما نحن الذين نطالب بالعدالة الدولية ونرفض ازدواجية المعايير فإننا بحاجة لنقف مع شعوبنا أولا، ونكف عن استباحة خيرات بلادنا لصالح مافيات لا علاقة لها بالوطن ..والمواطن.
ونعيد لهذه البلاد التي سميت فيما مضى” سلة غذاء” كرامتها وكرامة أبنائها الذين شردهم الفقر والعسكر والمخابرات خارج الحدود بحثاً عن رغيف الخبز ولحظة الحرية..
آنذاك نستطيع أن نهبط عن ظهر الجمل ونتحدث بلغة العالم الديموقراطي ونطالب بقانون دولي عادل بصوت شعوب حرة وكريمة.. ومن المؤكد أننا في تلك اللحظة لن” نخربط” بين كوفي عنان والحارث بن عوف .. ولن نخطئ في نيويورك بين مقر الأمم المتحدة.. ومضارب بني هلال!!



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقة الديموقراطية في أوروبا ..كيف نفهمها
- المعارضة السورية ..احذروا تقرير ميليس
- تقرير ميليس ..دمشق بعد بغداد
- -!!مشروع الإصلاح العربي بين طغاة -التقدمية-..وطغاة -السلف ال ...
- الدجيل ..الآن
- زغرودة ..قصة قصيرة
- ماذا يقول الشهداء ..للدستور؟
- الحالم ..قصة قصيرة
- أبو محلوقة..!!القصة الفائزة بالمركز الأول في مهرجان المزرعة ...
- هدى ..ذبيحة ما ملكت إيمانكم
- فهرنهايت.. والفحش الثقافي العربي
- طفولة ..قصة قصيرة
- الجنرال ..قصة قصيرة
- طفولة ..إلى حلم لم تعشه هدى أبو عسلي ..وفتيات بلدي
- بغداد 2005 لحمي على الحيطان لحمك ..ياابن أمي
- ذاكرة ...قصة قصيرة
- فرسان الطاولة المستديرة ..والفيدرالية
- حوار مع حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي ...
- الإصلاح التاريخي ..سوريا إلى أين؟
- !!( الديموقراطية أولا وإلا ..(كش مات


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - الديبلوماسية العربيةعذراً ..مجلس الأمن ليس مضارب بني هلال