أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فخر الدين فياض - الدجيل ..الآن














المزيد.....

الدجيل ..الآن


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 05:19
المحور: حقوق الانسان
    


لن نختلف في أن صدام حسين كان طاغية لا يشق له غبار.. سوبر طاغية!!..
ولن نختلف في أنه أسس نظاماً شمولياً حوّل الشعب العراقي إلى (قطيع) غفير تنتابه القشعريرة حين يمر إلى جوار (تمثال) أو صورة على جدار.. لصدام حسين!!.
ولن نختلف في أنه لا يحق لديمقراطي أن يحزن على رؤيته وراء القضبان.. لا حول له ولا قوة، بعد عمر مديد قضاه مع الرصاص والبنادق، وترك خلفه ملايين البشر تبكي حالها وحال البلاد وتراب العراق الذي ضرجته الدماء البريئة طيلة عقود ثلاثة.
إلا أن الموقف من (الطاغية) يختلف عن الموقف من المحاكمة.. ولا يعني أن (قضاته) الحاليين امتلكوا ناصية العدل وإحقاق الحق وتطبيق القانون.
وإذا تجاوزنا قليلاً جورج بوش وحرصه على إتمام هذه المحاكمة مثل حرصه على (تمرير) مسودة الدستور (بحكم قلقه وأرقه.. وخوف الحكومة عليه من الاكتئاب إذا ما أصاب الشعب العراقي مكروه!!) فإننا أمام أمر لا يقل بشاعة عن دور الاحتلال نفسه في البلاد..
إننا أمام (الدجيل).. قضية قد لا تكون الأخطر في تاريخ صدام حسين في العراق.. هناك ما هو أكبر وأبعد:المقابر الجماعية في انتفاضة 1991 ، ومجازر حلبجة والأنفال، هناك مئات الآلاف من المعتقلين الذين أعدمهم نظام صدام حسين دون أية محاكمة.. بدأ برفاقه قيادات وكوادر الحزب عام 1979 ولم ينتهي ..حتى سقوطه !!
فلماذا قضية الدجيل؟!.
في يوم المحاكمة خرجت تكريت متظاهرة ضد الحكومة والاحتلال اللذين يحاكمان الرئيس المخلوع.. وخرج أهل الدجيل ومن (لفّ لفهم) بمظاهرة تطالب بإعدامه..
هل يعني هذا شيئاً؟!
سيقول دعاة الأميركان في العراق: إنها الديمقراطية.. كل يعبر عن رأيه!!
وسيتناسون أن هذه (كل) هي (كل) طائفية.. (كل) ستحرق الأخضر واليابس، وهو الأمر الذي يخطط له الاحتلال والحكومة معاً..
في كل القضايا المؤهلة لمحاكمة صدام تحوي عناصر خارجية وستنفتح (أبواباً مغلقة) على جورج بوش وأقطاب الحكومة العراقية العتيدة. بدءاً من الحرب مع إيران التي تعهدتها أميركا وغزو الكويت الذي تورط به صدام أميركياً، والحصار الذي فرضته أميركا على العراق وراح ضحيته مئات الآلاف من الأطفال..
أما قضية النظام المستبد الذي استساغ طعم الدم طويلا فسيسأل عنها شركاء صدام في الحكم آنذاك الذين توزعوا اليوم على المناصب ومراكز الحكم في العراق.
إلا (الدجيل).. التي لن تفتح قضايا شائكة وإنما ستدخل البلاد في أتون الحرب الأهلية.. أو كحد أدنى فإنها ستوقد لهذا المد الطائفي الذي بدأت بوادره تظهر منذ زمن ليس ببعيد..
لقد أرادوا من (قضية الدجيل) فتنة طائفية، بعد فشلهم في إثارة هذه الفتنة إبان التصويت على مسودة الدستور الساقطة.. الدجيل تعني الآن قضية صراع طائفي، سني ـ شيعي، أرادوا هذا الصراع لحسم قضية الفيدرالية وتقسيم العراق ..والذي لم يمر عبر الدستور.. هناك أدوات كثيرة عند الحكومة والاحتلال لتمريره..
ليس المقصود صدام حسين بهذه المحاكمة.. وليس المقصود إعادة الحق لأصحابه أو تسييد القانون والديمقراطية في العراق..
المقصود في هذه المحاكمة ضرب العراق من الداخل.. وصب اللعنات على تاريخ مشترك وموحد لكل طوائف العراق وأعراقه.. والوصول به إلى كانتونات منفصلة ومتعادية..
(الدجيل) الآن!! لأنها فتنة وصراع طائفي.. ولأنها عقاب للشعب العراقي على موقفه من الدستور وإسقاطه..
بدأت المحاكمة.. وبدأ المخاض الداخلي.. والقادم أعظم!!...



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زغرودة ..قصة قصيرة
- ماذا يقول الشهداء ..للدستور؟
- الحالم ..قصة قصيرة
- أبو محلوقة..!!القصة الفائزة بالمركز الأول في مهرجان المزرعة ...
- هدى ..ذبيحة ما ملكت إيمانكم
- فهرنهايت.. والفحش الثقافي العربي
- طفولة ..قصة قصيرة
- الجنرال ..قصة قصيرة
- طفولة ..إلى حلم لم تعشه هدى أبو عسلي ..وفتيات بلدي
- بغداد 2005 لحمي على الحيطان لحمك ..ياابن أمي
- ذاكرة ...قصة قصيرة
- فرسان الطاولة المستديرة ..والفيدرالية
- حوار مع حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي ...
- الإصلاح التاريخي ..سوريا إلى أين؟
- !!( الديموقراطية أولا وإلا ..(كش مات
- اللهم أنقذنا من (إنسانية) جورج بوش !!
- النافذة قصة قصيرة
- نحن محكومون بالحرية
- شآم نزار قباني ..والورثة
- المثقف الديموقراطي بين جورج بوش ..والحجاج بن يوسف الثقفي


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فخر الدين فياض - الدجيل ..الآن