أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخر الدين فياض - نحن محكومون بالحرية














المزيد.....

نحن محكومون بالحرية


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


نحن محكومون.. بالحرية !!
1 ـ هلوسات شامية
غريب أنت تتجول بين أروقة تسكنها مئات المخافر ..وآلاف النصوص
تعيش كآباتك الطويلة وحيداً ..وسوء تكيفك يقودك إلى منحدرات الغربة ..والهروب
غريب بهلوساتك العتيقة نحو الحرية والفرد والتفرد ..نحو الوطن والمواطنة وآفاق الغيب ..والله
"عمّا تبحث يا فتىً في زورق الأوديسة المكسور" ؟!
عن أهل وأصدقاء.. الأنبياء كلهم غرباء ومنبوذين
عن ملجأ تخبىء فيه أحزانك .. الشعراء يعيشون نعمة التشرد.. إلى الأزل
عن امرأة تحتضن ضعفك .. القديسين عشقوا ضعفهم وجمال إشراقهم
يقودك "نيتشه" في أوديته حتى تدمى قدماك ..ثم يقول لك : إن الله قد مات !!
يقودك "بوذا" بين إلحاده وأنسنة الله وأحزانه العظيمة نحو الفقراء ..لتكتشف "النيرفانا" أخيرا في قلبك الذي امتلأ تبغاً وكحولاً وعبقت فيه رغبات متوحشة .
"عمّا تبحث يا فتىً بين أنقاض هيروشيما الحزينة " ؟!
إنه الحلم !!
الحلم بوطن يلفني بشراشف أمي القديمة ..
ويهدهد لي تحت ياسمينة بيتنا "يالله تنام ريما .."
ويعيد لي "شامي" التي عشقت غبار أرصفتها ورائحة خبزها وطلّة نوافذها الخشبية ..أكثر من حدائق واشنطن، وضباب لندن، ونبيذ بوردو، ونســاء فينيســـيا .
إنه الحلم !!
الحلم بوطن يعيد لي حريتي ..ويلملم هلوساتي وأمنياتي وثرثرتي على ضفاف بردى وبين أحراش الهامة والغوطة ..على وقع ضوضاء طلاب المدارس وحقائبهم المليئة بأشعار نزار قباني وغادة السمان وكوليت خوري ..وربيع دمشق .
" ويا عشب داشر على الحيطان "

2 ـ شآم أنت المجد
عبر ليالي قاسيون العابق بسحره الخاص..إطلالة نادرة في غفلة عن عيون العصر، على ثنايا مدينة حزينة.. يمتد الليل بنا ونشرب مع الوطن كأسه المعتقة بتراب أمية ومياه القصيدة الأندلسية ..والمطر. تلوح أضواء فجر آخر، لتستيقظ دمشق على أصوات مآذنها وحمامها الذي يعانق أشجار ياسمينها بحب أزلي..
نقطع أنفاسنا أمام جمال تلك السيدة الخجولة وهي تغض طرفها بحياء وفتنة على صوت آت من الغيب..(يا حبيبي أنا عصفورة الساحات ..أهلي نذروني للشمس)
طالما تدحرجت أحلامنا وركض القلب وراءها بلهفة عشق لا تنتهي..
طالما خبأنا أمانينا بين طيات الروح عن أعين العسس..
طالما لففنا القطن حول أصابعنا حتى لا يحرمونا متعة التقاط القلم.. وخط المفردة..
طالما عشقنا ومررنا رسائلنا الزرقاء عبر عروق دمنا.. خوفاً من فضيحة (الحرية)..
السيدة الخجولة كانت تلملم أشياءنا المبعثرة.. وضفاف جراحنا ومفردات الحب وتخبئها بين طيات أنوثتها وقصائدها وأنهرها السبعة، لتخلق الحلم من جديد وترفرف الروح ثانية بعبق الصالحية والجامع الأموي..
هل رأيتم دموع السيدة الخجولة مرةً.. لم يعرف التاريخ دمعاً يتحدث بكبرياء مثل دموعها..
هل رأيتم عشق السيدة الخجولة مرةً.. لم يعرف التاريخ عشقاً طفولياً مثل عشقها..
كل غرباء العالم يصبحون في باحة منزلها الدمشقي، من أهل البيت.. تتحول تلك السيدة إلى صديقة بحجم الوطن..
دمشق لم تغيرها (القرية الكونية الجديدة).. ولم يغيرها العسكر والعسس..
ظل الياسمين وحب الهال يعطر دروبها..
وظلت إشراقة العينين العسليتين تستيقظان كل صباح على صوت فيروز الآتي مع رائحة (الأكاديينا):
(شآم أنت المجد..أنت المجد لم يغب)..



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شآم نزار قباني ..والورثة
- المثقف الديموقراطي بين جورج بوش ..والحجاج بن يوسف الثقفي
- !!كيسنجر ..وعرب 2005
- الأيديولوجية تغتال الفكرة رد على الردعلى_ لاتنتقدوا النظام ا ...
- مورفين الخوف
- امرأتان.. في ظل النظام العالمي الجديد
- لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأ ...
- مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!
- فيدرالية.. ومن بعدي الشيطان!!


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخر الدين فياض - نحن محكومون بالحرية