أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!














المزيد.....

مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصباح "علي بابا".. والديموقراطية!!
فخر الدين فياض
يتردد اليوم مصطلح الديموقراطية أكثر من أي مصطلح آخر في أنحاء العالم أجمع.. لا يوجد كلمة أغلى وأعز منها على قلوب الشعوب.. وكأنها الحل السحري لكل مشكلات التاريخ والحاضر ومستقبل الأجيال الآتية.
إنها مصباح"علي بابا" الذي يكفي لمسه مع كلمة السر الخاصة به.. ليخرج العملاق العظيم ويضع بين يديك القانون والحريات العامة والبرلمانات الشعبية والأحزاب المختلفة والمتخالفة والإعلام الحر والحكومة "بنت البلد" والرئيس المنتخب من الجماهير!!
لمسة للمصباح السحري وعدة طلاسم يتم ترديدها بإيمان وثقة... ولن ترى الأمم الحزينة والشعوب المضطهدة فرعاً من فروع الأمن الملونة.. أو عنصر (مخابرات) واحد يتطاول على مواطن.
هل الأمر فعلاً هكذا؟!
وهل التغيير المنشود سيأتي من خلال طلاسم المصباح السحري؟
جورج بوش (داعية) الديمقراطية الأول في العالم يريدها هكذا!!
ولا عجب..
فأفغانستان البلد الأشد فقراً وتخلفاً في العالم، أتاها من آخر بقاع الأرض بالنسبة للأفغان، واحتلها شبراً شبراً بعد أن دمر (عمرانها) المتواضع في الأصل.. وذلك ليبني نظاماً ديمقراطياً للشعب الأفغاني الذي يقتات من زراعة الأفيون.. وحليب الماعز وبعض شوكيات الصحراء التي لا تنتهي رمالها..
والعراق مثال آخر إلا أنه يعتبر من أغنى الدول في العالم.. ويحتفظ بمخزون نفطي عظيم.. خصوصاً أن النفط العراقي من أجود وأنقى أنواع النفط.. جورج بوش أعد العدة، واحتل العراق بأسلحة وتقنيات ذكية ومتطورة، لم يترك بقعة في العراق إلا وشوهها بقذائف مدافعه ودباباته وطائراته.
كلا المثالين يتقاطعان في المساحات السياسية المتعلقة بالعولمة.. والنتائج على المدى البعيد.
في أفغانستان هزم نظام طالبان المعزول دولياً والساقط كشرعية سياسية وشعبية في الأصل.. وعاد الملك، إنما بقي الأفيون مصدر الرزق الأول، وظل الفقر المعنى الكبير للشعب الأفغاني وبالطبع ظل الدين على أصوليته و(طالبانيته) إذا صح التعبير.. والتأسيس لحروب أهلية طاحنة لن تتأخر حتى تعم أفغانستان بكاملها.
كل ما في الأمر أن الأفغان تعرفوا على (الأباتشي) في سمائهم والمارينز في جبالهم و(الهمر) في صحاريهم.. والبعض منهم نقلوا صورة أخرى من التقنيات الأميركية بشكل مباشر من قلب (غوانتانامو) السيء الصيت.
في العراق هزم صدام حسين المعزول دولياً والساقط كشرعية سياسية وشعبية بالأصل أيضاً.. ولم يعد الملك، إنما عاد من هو أسوأ من الملك والملكية، عادت (المعارضة) التي صالت وجالت في لندن ونيويورك مع الأباتشي الأميركية واستلمت مقاليد الحكم كسلطة لا تعبر أكثر مما يعبر عنه الاحتلال الأميركي، سلطة قهر وتغييب وتبعية وانتقام.. وسلطة فيدراليات مذهبية وعرقية.
رحل صدام حسين وبقي العنف والقتل اليومي والتدمير لمعالم العراق الموحد عبر آلاف السنين، وتحويله إلى إقليم جنوبي لا مفر له من الولاء المذهبي والجغرافي لإيران، ليستطيع الاستمرار..
وإقليم شمالي لن يكون له فرصة للحياة إلا بإثارة أكراد الدول المجاورة لحمايتهم من تلك الأنظمة التي ترى فيه (نغلاً) قومياً لا يمتلك من أحقية الوجود أكثر من الرضى الأميركي.
أما عرب الوسط فلا بوابة إقليمية مفتوحة لهم سوى البوابة السورية بعد أن ضيق عليهم الأكراد والشيعة وإيران شمال وشرق وجنوب البلاد.
والعراق ـ رغماً عن أو بإرادة جورج بوش (الديمقراطية!!) ـ مقبل على حرب طائفية وعرقية لن تنتهي إلا بكانتونات ثلاث.. متعادية!! وفي كل الحالات فبوادر هذه الحرب وهذه الكانتونات يعيشها العراق اليوم بكل ما تعنيه الكلمة من تقوقع مذهبي أو عرقي ضد الآخر.
الديمقراطية الأميركية دخلت إلى لبنان أيضاً الذي يختلف نوعياً عن العراق وعن أفغانستان.. وهي تعد العدة لفعل سياسي وعسكري داخل لبنان ليس أوضح من بوادره أكثر من الضغط اليومي على الحكومة اليومية المطالبة بدفع فاتورة وصولها إلى السلطة المتمثلة بنزع سلاح حزب الله وهو الأمر الذي يمهد لاقتتال داخلي سيقود من جديد لتدخل إسرائيلي بمباركة ودعم أميركي..
القائمة لا تنتهي. مصر، السعودية، الجزائر، تونس، الأردن... وغير ذلك الكثير، إنما الدول المؤهلة لحرب بوش القادمة هي إيران وسوريا أولاً.. ولكل من هذه الدول أسباب تستدعي وصفة بوش الدائمة التي يفرضها ولو بالقوة على هذه الشعوب!!
ذات يوم رفع (ستالين) شعار تصدير الثورة الاشتراكية.. وحقق أنظمة اشتراكية في مشرق العالم ومغربه.. وفي قاراته أجمع.. وانتصرت الاشتراكية كما صممها ستالين وأرادها أنظمة شمولية ضد إرادة الشعوب وحرياتها وأهدافها القومية البعيدة.. إلا أن التاريخ عاد وقال قولته الشهيرة بانهيار كل هذه الأنظمة واحداً وراء الآخر بعد عشرات السنين بصورة مثيرة للسخرية بقدر إثارتها للبكاء على ملايين الناس الذي قتلوا تحت وطأة ذاك الرعب (الاشتراكي) في سبيل مستقبل وهمي رسمته مخيلة رجل مريض مثل ستالين.. وغيره.
ديمقراطية بوش اليوم بكل شعاراتها الأميركية إلى العالم هي مثيرة للسخرية والبكاء في آن.. ولن يتأخر التاريخ عن قول كلمته في هذه الأنظمة التي بنيت في غفلة من شعوبها وبالقوة تحت شعار عظيم (الديمقراطية) الذي عهرته سياسات السيطرة والهيمنة والقتل المجاني..
كاتب وصحفي سوري



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيدرالية.. ومن بعدي الشيطان!!


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!