أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حدث في قطار آخن -34-















المزيد.....

حدث في قطار آخن -34-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


إذا مضت الأمور على ما يُرام ووصلتُ غرفتي سالماً، سأنتبه إلى نفسي بدءاً من اليوم أكثر، سأمتنعُ عن النساء والسجائر، سأعود لممارسة الرياضة، سأتعلم لغة جديدة، سأكتب مذكرات يومية، سأعتذر لصديقتي مانويلا عن خيانتي لها، سأتبرعُ بكل ما ادَّخرته من المال للفقراء، سأشتري خروفاً وعجلاً من البازار، سأتركُ الجَزَّار يوزع لحمهما على الفقراء في قريتي! سأسامح أبو زاهي، سأواسيه وأهديه أحجار ضامة جديدة...


"عَاصَرتْ قريتهُ جَزَّارِين، قصَّابين لا ثالثاً لهما، لُقِبَ الأول بالسيد عَكَّار والثاني بالسيد أبو زاهي، افتتحَ الأول مجزرتهُ في الساقَةِ من القرية والثاني بناها في المُقَدِّمَة، كلاهُما امتهّنَ شراءَ العجولِ أيامَ الثُلاَثَاءات وجزرها أيامَ الأخامس، ومعهما اعتاد أهالي القريةِ مساءات الأخامس وصباحات الجُمُعَات على شراءَ اللحمِ والعظام وبقايا الأحشاءِ... للحومِ أنواعها وأشكالها وشروطها وأسعارها، لها روادها ومشتريها ومتسوليها...
تبدأ التحضيرات لعمليةِ الذبح يومَ الإثنين، حينما يختتم أبو زاهي سهرته مع جيرانه الساهرين فوق المصطبةِ البيتونية الملاصقةِ لدكانهِ، يشعلُ سيجارته الحمراء القصيرة بعد أن يكون قد أفرغ في جوفه كأسَ العرق الثالث، ثم يتمتم بأنَّ النوم يناديه، فالغد هو الثلاثاء، يوم البازار، سوق العجول والبقر والجمال والأغنام والحمير. عليه أن يستيقظ قبل طلوع الفجر!
في اليوم التالي تصل سيارة السوسوكي ظهيرة الثلاثاء إلى دكانه، مُحمّلةً بالعجل المُنتقى للخميس المُنتَظرْ، يهبط أبو زاهي من مقعده، يتساقط من جبينه سيل من العرق، عيناه غاضبتان، عبوستان، يعم الهرج والمرج، يصيح لأولادهِ بصوته العالي أنْ يأتوه، تنشغل الحارة به وكأنه يمثل دوراً على خشبةِ المسرح، يتناولُ السائقُ زجاجةَ السينالكو ويستريح قليلاً في فيء شجرةِ السرو، يأتي الأولاد، يعلو خوار العجلِ، تكبر الفوضى، تتعالى الأصوات وتختلط بالشَّتْم والسَّبّ، يخضع العجل القوي السمين للأمر الواقع، يسوقه الأولاد ويربطونه إلى الجدار في غرفة صغيرة ملاصقة للدكان، ثم يعلفونه...
يهدأ بال أبو زاهي ويمارس قيلولة ما بعد الظهر على مقعد خشبي في دكانه، وإذ يستيقظ يبدو سعيداً، يرشُ إسفلت الشارع بالماء أمامَ دكانه ويكنس الغبار، يغسل قدميه و وجهه، يحضر كراسيه الصغيرة إلى فيء شجراتِ السرو المقابلة لدكانه، يغلي شايه الأسود، يجلب أبريق الشاي، يُحضر أحجار الضامة على لوح خشبي، يجلس ويفرز الأحجار البيضاء من السوداء بصمت حزين، يَصِّفُها بانتظار المنافسين، دقائق وسيتجمعون، يصل السيد مصطفى بنظارته السوداء وعصاه، يلحقه خازم وجواد وعبدو، يجتمع بعض صبيان الحارة، يمازحهم أبو زاهي ويعلن تحديه للسيد خازم بلعبة الضامة! يرفض خازم مُدَّعياً بأنه لم يستيقظ بعد!
يصرخ أبو زاهي: أحمد، أين أنتَ يا أحمد...
يطل أحمد من النافذة ويجيبه: أنا قادم.
تنفرج أسارير أحمد، ها هو سيربحه من جديد، يلاعبه البرتية الأولى ويغلبه، يتغير مزاج أبو زاهي...
فجأة يستيقظ خازم من نومه البلاستيكي ومن تعب يومه، يقهقه شماتةً بالخسارةِ، يغير جلسته ويتحدى أبو زاهي مراهناً على كازوزة سينالكو أو كراش، يزداد حماس الحضور، ينقسمون إلى فريقين، ترتفع صيحات التشجيع، تبدأ المنافسة، تمر الدقائق والتعليقات، في النهاية يكسب خازم الجولة النهائية ويربح الكازوزة...
يبتسم السيد مصطفى ساخراً دون أن يرفع نظارته السوداء عن عينيه رغم حلول العتمة الخفيفة، يتمتم بحكمتهِ المعهودة متعاطفاً مع صديقه أبو زاهي: رجال ما بهم نخوة ولا ناموس يا لَيْتهم أغنام وأنا الموس!
يضحك الحضور، يتنحنح أبو زاهي ويفرح لمجيء الفرصة للحديث حول البازار والعجول والأعلاف وأسعارها وكذا تعب النهار...
تسامر الحضور ذاك المساء، دارت نقاشات كثيرة لا معنى لها حول قضايا تافهة، تفرقوا... لكنهم لم ينسوا بالتأكيد أَنَّ هناكَ من حرق علم القيامة في قريتهم، وأَنَّ هناكَ بضع متهمين يقبعون في فرع التحقيق منذ أيام، لم ينسوا أَنَّ أحدهم هو ابن أبو زاهي وأَنَّ الخوف يُغلِّف جو القرية وأَنَّه من البديهي أن تلحقَ بهم أو بأولادهم جناية إضرام النار بعلم القيامة...
تفرّقَ الساهرون دون أن يعلموا بأَنَّ الخبير الياباني المقيم في قريتهم هو من كان المتهم الأول بقضية القيامة...
من يسن السكاكين في موسم الأضاحي وموسم تجارة اللحوم اليومية مبتهجاً، من يتهيأ لطقوسِ الذبح علانيةً و الصُبْيان و البنات يجتمعون حوله، من يجز عنق عجلٍ أو بقرة أو خروف أو ما شابه علانيةً والصُبْيان والبنات يحدقون إلى الضحية الخائفة ويضحكون من الخوف، لن يكون عاجزاً بالتأكيد على قطع عنق إنسان علانيةً، والأولاد يجتمعون، يحدقون، يضحكون، يهتفون ويصفقون...
أليس هذا التعميم حالة مرضية؟
ألم أشاهد في طفولتي أكثر من عشرة عجول وخراف مذبوخة؟
صحيح أنني لم أقم بفعل الذبح، لكنني رأيت الدماء، لا أستطيع رؤية الدم، دم الإنسان، لكنني رأيت مرة دماء اِمرأة على سرير الموت في مستشفى! هل أُصبت بدوار يومذاك؟ لم أعد أذكر، أو لا أريد أن أتذكر! من كانت هذه المرأة؟
أليس هذا التعميم غير صحي؟
لديّ صديقٌ يمتهن الذبح بقلبٍ أرق من قلبي!
هل أصبح صديقي مجرماً بفعل المهنة؟
هل كل مجرم جزّار؟ هل كل جزّار قاتل؟
هل كل من تربّى على سن السكاكين لذبح الأضاحي صار مجرماً مأجوراً؟
هل الإجرام نتاج تربية؟
هل يدعو الله إلى ذبح البشر لبعضهم البعض؟
هل من الضرورة أن يكون القتل ذبحاً؟ هل للقتل أيضاً آداب وقواعد!؟
أنا ضد مبدأ ذبح الحيوان والإنسان.
في صباح يوم جمعة، في الساعة الحادية عشر من عام 1985، باعَ أبو زاهي آخر ما تبقى من اللحم الضأن لرفاق القيامة، جمع بالورقة والقلم ما كسبه، اِتَّفقَ الرفاق على إلحاق تهمة حرق علم قيامتهم بالياباني والأحمد...
جلس أحمد ذاك اليوم على سطح المنزل يرتشف كأساً من الشاي المُحّلى بالسكر الرخيص، بينما وقف الرفاق الذين أوتوا العلم في عرض الشارع وكأنّهم تناولوا برميل خمر، صرخوا بكل ما أعطاهم الرئيس من قوة: يا جماااااااااااعة ياهووووو... لم يخرب بيت الحزب إلا الياباني والأحمد، هما من حرق علم القيامة، هما من حَرَّضَا أولادنا على الحرق...
اِرْتَعَدَ الوَلَدُ أحمد خَوْفاً، لعنَ الحمقى في سره لكلماتهم واتهاماتهم غير الصادقة، في تلك الساعة وذاك اليوم تحديداً بدأ يحلم أحمد بالهجرة من غير عودة!"



وصل أحمد تخوم الغابة، يغطيه وحل الذكريات، الشوارع مُقْفِرة، السماء مُتجهِّمة... اِسْتَقْبَلَته المدينة الفارغة بِوَجْهٍ عَبُوسٍ! يسحب من جيب سترته سيجارة بولمول، يتحايل على الريح والمطر، يشعلها، يأخذ نفساًعميقاً، يلمح في البعيد ضوء سيارة بيضاء قادمة، يضع رجليه في مؤخرته ويتابع عملية الهروب التي بدأ يُتقن مبادئها...

الشارع ميت، البيضاء تلاحقه، قدماه في مؤخرته، جسده المقطوع من شجرة يحمل حقيبة وسجائر ويعدو...

سأحتمي في أقرب بيت ألمحه، عند أول عائلة تفتح الباب لي. سأقول لصاحبة البيت وكأنني الهندي ناريندرا مودي: لقد جئت من عائلة فقيرة جداً! ثم أبكي وأقول لها بصوتٍ مخنوق: هناك مئات الآلاف من النساء اللواتي ضحين بحياتهن من أجلي! وأبكي...

أنت، أيتها المرأة التي تدير هذا البيت... إذا أُعطِيتِ الأمر كي تتوقفي حالاً عن إيوائي وإعداد فنجان قهوة وبعض المعجنات لي... وأن تبدأي بطردي... عندها لا يوجد إلا شيء واحد تستطيعين فعله: قولي بصوت عالٍ: لا... لا أريد تنفيذ الأمر!

نعم، حسمت أمري، سألجأ حين يهدأ هَيَجان اليَمّ! سألجأ ودون شروط إلى أقرب مخبز، محطة وقود أو مركز شرطة... سألجأ ولن أعود! ولما العودة؟

عندما سألتها: كيفَ تكون أَخْبَار ناهد في الشرق؟

أجابتني: ناهد تتَنَقَّل كالفَرَاشَة الملّونة من مُسَابَقَةٍ إلى أخرى، شُغْلها الشاغل منذ عَشَر سنين، منذ إِنهاء الدِّرَاسَة وحتى الآن هو البحث في الجرائدِ كل يوم عن أية مُسَابَقَة ثُمَّ التَّسجيل فيها، لكنّ الله ما أَنْجَحَ أَمورَها حتى الآن في أية مُسَابَقَة وَظِيفِيَّة رياضِيَّة أمْ أَدبيّة، لعلّها مرحلة اِنْتِقالِيَّة، إِنَّه يَحْكُمُ بَيْنَهُم في ما هم فيه يَتَسَابقُونَ ولا يهْدي من هو حياديٌ!



وعندما سألتها: كيف تسير الأمور في الوطن الغالي؟

أجابتني: أما عن الأخبار العامة فأطمئنكَ بأنه ما زالتْ أعياد واحتفالات التحرير والتصحيح في أوجّها... احتفالات خلابّة تزامنت ويا للفرحة مع احتفالات الجماهير بممارسة الديمقراطية في انتخابات أعضاء البرلمان، أقبلت الجماهير الكادحة على صناديق الاقتراع بكل ما في الدنيا من حرية وفرح حقيقي... التفاصيل على ورق الجرائد المرفقة مع الرسالة، كنا نتمنى أن تكون معنا في هذا الجو الديمقراطي الجميل، لكن وللأسف راحت عليك، هذا كل ما عندنا في الوطن! لا أستطيع المغادرة وأنصحك ألّا تعود! والآن جاء دورك، أخبرني عن ألمانيا!


وعندما سألت صديقي: ما هي أخبارك؟

أجابني: أبعثُ لكَ كومة حُبّ من جدة، كنتُ أعمل في المشفى الوطني مثل الجحش، أذهب إلى الدوام مئة ساعة في الإسبوع، أرجع إلى البيت من أجل النوم، الفحوصات سيئة، النتائج تتعلق بالرشاوي والحاجة، المستقبل بعد الاختصاص غير مضمون، لا عمل ولا شهرة ولا عيادة ولا منزل، حسبتها جيداً، فوجدت نفسي هنا في السعودية، لقد سافرت إلى جدة للعمل هناك بعض الوقت، لتأمين القليل من المال، أنت تعرف كم هي الأمور سيئة، هنا في جدة أستطيع أن أجمع في سنتين ما لا أستطيع توفيره في بلدي خلال عمري كله! جدة هي من أفضل مدن الشرق إطلاقاً، فيها تمر، لا يجبر المرء فيها على شيء، سواء شاب أم صبية، أعمل الآن في مشفى ضخم جداً، من أكبر وأعقد المشافي، اسمه مستشفى سلمان الفقيه، لا يوجد نوع من التحاليل أو الفحوصات والعلاجات إلا وتوجد فيه، إنه عبارة عن مجسم طبي صغير لجميع مشافي العالم، اللغة الرسمية هي الإنكليزية، المشفى متعدد القوميات، يوجد الكثير من شباب بلدي في المشفى، أطباء وموظفون، أيضاً فتيات، عندما تمشي في الشارع، تظن نفسكَ في الفيلبين، أنا مبسوط ومكيف، أعيش في شقة حلوة، لن أعود وأنصحك ألّا تعود! والآن جاء دورك، أخبرني عن ألمانيا!



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في قطار آخن -33-
- حدث في قطار آخن -32-
- حدث في قطار آخن -31-
- حدث في قطار آخن -30-
- حدث في قطار آخن -29-
- حدث في قطار آخن -28-
- حدث في قطار آخن -27-
- حدث في قطار آخن -26-
- حدث في قطار آخن -25-
- حدث في قطار آخن -24-
- حدث في قطار آخن -23-
- حدث في قطار آخن -22-
- حدث في قطار آخن -21-
- حدث في قطار آخن -20-
- حدث في قطار آخن -19-
- حدث في قطار آخن -18-
- حدث في قطار آخن -17-
- حدث في قطار آخن -16-
- حدث في قطار آخن -15-
- حدث في قطار آخن -14-


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حدث في قطار آخن -34-