أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - حكاية حب (10)














المزيد.....

حكاية حب (10)


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


حكاية حب
علي الزاغيني
( 10 )

لا يزال مصير فيصل مجهول وازدادت الإشاعات حول سبب اعتقاله ومصيره ومكان سجنه والعيون تراقب منزل والده بخوف وربما بنوع من الفضول و ربما البعض اظهر بعض الحقد والشماتة تجاه عائلته , والد فيصل وأقربائه اطرقوا كل الأبواب ولكنهم لم يحصلوا على اي نتيجة عن مكان اعتقاله ولكن البعض توقع مكانه حيث يعتقل جميع المتهمين السياسين و المشكوك بأمرهم بمحاولة مواجهة النظام .
في احد الليالي وبعد منتصف الليل طرق باب منزل والد فيصل مما اثار الفزع والرعب في قلوب جميع العائلة وعندما فتح الحاج ابو فيصل الباب وجد ماجد وهو مسؤول المنظمة الحزبية في القرية و على ما يبدو ان لديه معلومات عن مكان اعتقال فيصل او محاولة منه للحصول على معلومات من والده لعله يحصل على ترقية حزبية اذا ما حصل على معلومات اضافية قد يكون فيصل اباح بها لوالده او احد من افراد عائلته او اخفى المنشورات لذا تحدث معه بصوت منخفض حتى لا يسمعه احد لدينا معلومات عن مكان اعتقال فيصل وهذه المعلومات التي لدينا مؤكدة كما تعلم ولكن اذا أخبرتك بها يجب ان تخبرني بجميع المعلومات التي لديك عن فيصل وأصدقائه ومع يلتقي وهل أخبركم عن تنظيمه السري او مع من يتعاون حتى نتمكن من اطلاق سراحه اذا ثبتت ان معلوماته صحيحة لانه اعترف بكل شئ في المعتقل ونحن فقط بحاجة الى تعاونكم ايضا حتى ينتهي كل شئ , ولكن على ما يبدو ان والد فيصل كان يعلم بخداع ومكر ماجد لذا اجابه بكل هدوء ان ابني برئ وليس لديه اي تنظيم سياسي وهذا ما لاحظته عليه طيلة السنوات التي كان يدرس بها في مركز المدينة ولكن كما تعلم يا ماجد ان فيصل شاب ملتزم دينيا وليس لديه علاقات مشبوهة وهذا ليس لانه ابني ولكن جميع من في القرية يعلم ذلك , وادرك ماجد انه لا يمكنه حصول اي معلومات تفيده لذا غادر وهو يطمئن والد فيصل انه سوف يرفع تقرير الى الجهات العليا بحسن سيرة وسلوك ولده فيصل وعائلته , ادرك الحاج والد فيصل مدى خطورة الامر ومدى عمق التهمة الموجهة لابنه وخصوصا ان السجون امتلأت بإعداد هائلة بكل من يشتبه به او يوشى به وكثرة الإعدامات مما جعله يفقد الامل في نجاة ولده فيصل رغم أيمانه بقضاء الله وقدره .
لا احد يعلم ماذا يخبئ له القدر فنحن لا نختار قدرنا تساءلت غادة نفسها وهي تسمع حديث والدها عن فيصل وما سوف يلاقيه خلال في سجنه من شتى أنواع التعذيب لعلمه بقسوة رجال الأمن وعدم رأفتهم لأنها وسيلتهم لإثبات ولائهم للنظام ورجاله , يا ترى بماذا يفكر فيصل الان ؟ هل لازال يفكر بغادة ام انتهى ذلك الحلم خلف الجدران المغلقة وتحت سياط الجلادين , وهل تحدث بعشقه لأحد الجلادين لعله ينصت اليه لعله يرحمه او على الأقل يتركه لحظات ليكتب اخر رسائل الحب الممزوجة برائحة الدم والألم والحنين مما يجعله يشعر بالأمان ولو لحظات لكن هيهات ان يوجد مكان للحب في هذه البقعة المجهولة من الوطن فلا وجود للحب وسط هذه الجدران الملطخة بالدماء وفي غرف التعذيب التي دائما ما تكون صاخبة بصراخ السجناء وسياط الجلادين وقهقهاتهم الذين لا يعرف الحب طريقه الى قلوبهم او هكذا هم يتظاهرون .
حاولت غادة ان تنام قليلا بعد ان اتعبها السهر والقلق و التفكير وربما الشعور بالذنب تجاه فيصل ولكن ألان انتهى كل شئ وأصبح من الماضي وذكريات فالندم لا يمكنه ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء , انسابت دموعها دون ان تعلم وحاولت ان تتحدث مع والدتها لكنها أدركت ان الوقت غير مناسب في هذا الوقت من الليل , لم تعلم كيف تسلل النوم اليها وكانت تتمنى ما جرى كابوسا وليس حقيقة .
الحديث في بيت غادة عن فيصل وعن احمد يكاد لا ينتهي ولكل فرد منهم رأي خاص يحاول ان يناقشه ويرجح صحة توقعاته , شقيقتها الكبيرة عذراء تحدثت معها بصراحة وبدون اي مجاملة وتدرك انها بصراحتها قد تحرجها او تجرحها ولكن لابد من ان تتحدث بعد أدركت الخطر الذي أحاط بغادة بعد هجرة احمد واعتقال فيصل , انك بصراحة أضعت فرصة كبيرة بعدم الزواج من احمد والسفر معه ! كل شئ اصبح واضحا وضع الوطن في خطر وما جرى لفيصل من اعتقال كل هذا ينذر بخطر قادم لا نعلم متى ينتهي , وانت لازالت متمسكة بحبيب القلب زيد وبعواطفك التي لا يمكن ان تمنحك ما تبحثين عنه لو كنت مكانك لتركت القلب جانبا واتبعت عقلي فالحب ربما يموت بعد الزواج ولكن الحب الحقيقي ينمو ويثمر بعد الزواج , صمتت غادة وأطبق الصمت في أنحاء الغرفة ولم يكسر هذا الصمت سوى الحاجة أم محمد عندما دخلت وهي تحمل الشاي والكليجة التي تعملها خصيصا لتضع فاصل للصمت وتحاول ان تخرج غادة عن صمتها .



#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية حب (9)
- رواتب الموظفين الى اين ؟
- حكاية حب 8
- حكاية (7)
- حذام يوسف و الحب وأشياؤه الأخرى
- نداء استغاثة
- حكاية حب (6)
- هل اصبح العراق فريسة ؟
- حكاية حب (5)
- للحب حكاية /4
- (PETA) مركز بيتا انطلاقة جديدة في عالم الترجمة
- من الطفولة نبدأ
- هل الانتحار هو الحل ؟
- فرنسا وموجة الارهاب
- عنما يكون المطر كارثة انسانية
- رواتب الموظفين وبوادر الاصلاح
- التدخل الروسي في الصراع السوري
- ملتقى النور الحر يطل عليكم من الباب الخلفي للنهار
- انا مهاجر انا ابحث عن وطن
- التظاهرات من ساحة التحريرحتى التغيير


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - حكاية حب (10)