أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!















المزيد.....

* أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


* أديب في الجنة (33)
* بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!
أمضت " أمنية العقل" ليلها تبحث على شبكة النت عن فكر الملك لقمان عبر شخصية موجده محمود شاهين وتوقفت كثيرا عند مقولات تطرقت إلى فيزياء الكم .. فاجأت الملك لقمان حين التقته على مائدة غداء في أعلى شرفة في برج العاصمة مبادرة إلى التساؤل :
- في الفقرة التي تحمل الرقم (143) من"أقوال ومقالات في الخلق والخالق والمعرفة " تقول جلالتك :
"المادة تنطوي على الوعي كونها تنتجه والوعي ينطوي على المادة لآنه يدركها"
حسب هذا الفهم الناجم عن قوانين فيزياء الكم فإن الوعي الكوني قد يدرك كل شيء يجري في الوجود وبالتالي يمكن أن يدرك ألوهيته إذا كان وجوده إلهيا.
- هذا صحيح ، لكن الأمر يظل تحت دائرة الإحتمال . والكلام يلتقي مع كلام علماء في الفيزياء وكذلك مفكرين مثل فراس سواح وكارل جوستاف يونغ الذي أوغل في سبر متاهات أغوار النفس الإنسانية . يقول فراس حسب يونغ " إن النفس لا يمكن لها أن تستقل تماما عن المادة وإلا كيف تؤثر فيها ؟ والمادة ليست غريبة عن النفس فكيف تعمل على إنتاجها. إن المادة والنفس موجودتان في العالم نفسه . وكل واحدة منهما تتشارك في الأخرى ،وبدون هذا فإن أي تفاعل للفعل بينهما يغدو مستحيلا"
ويشير يونغ إلى مستقبل الفيزياء بالقول " فإذا قيض للبحث الجاري أن يتطور بما يكفي فإننا ولا شك واصلون إلى لقاء تام بين المفاهيم الفيزيائية المادية والمفاهيم السيكولوجية "
جسم الإنسان مادة ينتج عنها وعي . وما الوعي إلا طاقة ناتجة عن مواد في جسم الإنسان المادي( الدماغ مثلا)" . لذلك في قوانين الفيزياء لا يمكن فصل الطاقة عن المادة . فما المادة إلا طاقة مكثفة، وما الطاقة ( الوعي ) إلا مادة متحولة . و حسب هذا الطرح الفيزيائي ليس هناك إجابة قاطعة على أن الوجود يدرك ألوهية في ذاته ، هوربما يدرك فعلا ماديا طاقويا مترابطا وغير منفصل يشير إلى وحدة وجود كونية قد تكون خارج مفهوم الألوهة . أنا أفضل الفكر الفلسفي على الفيزيائي لأنني لست فيزيائيا ،وإن كنت أستعين بالفيزياء وألجأ إليها بين حين وآخر لأعرف إلى أين وصلت في اكتشاف قوانين الكون . لقد تعددت النظريات الفيزيائية حول الوجود وآخرها نظرية الأوتار التي ترى أن الكون قائم على أوتار لونية دقيقة متعددة !
إن الأهم في فهم الوجود الواحد في الكون الواحد هو ضرورة العلاقة التكاملية بين الكائن والآخر . فوجود الإنسان ضرورة لوجود الكون ووجود الكون ضرورة لوجود الإنسان ، وإذا انتفى أحدهما انتفى الآخر ، وهو ما عبرنا عن وحدته في أكثر من مقال ومقولة ، حتى لو كان الوجود يدرك ألوهة في وجوده . فالألوهة في هذه الحال لا يمكن أن تتم بمعزل عن تمظهرها في الوجود المادي، فإذا انتفى تمظهرها في الوجود المادي انتفى وجودها. من هنا تأتي ضرورة وجود الإنسان للألوهة . وإذا ما عدنا إلى منطق العلم نجد أن وجود الإنسان تم خلال بضعة ملايين أخيرة معدودة من مليارات الأعوام في تطور الوجود . وهذا يشير إلى وجود غاية تمخضت بعد مليارات السنين من التطور المادي عن خلق الإنسان الذي لم يكتمل وجوده بعد . وبالتأكيد لن يكتمل ما لم يدرك الإنسان الغاية من وجوده ،وهي أنه مشارك أساس في عملية الخلق ، وعملية الخلق لا تعني الوجود الفيزيائي فحسب ، بل صنع الحضارة وتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال. وكل هذا لا يمكن أن يتم دون الوعي السليم شبه المعدوم عند معظم البشر ،وخاصة ما يتعلق منه بوجود خالق ينشد العبادة ويحتاج إلى أن نصلي له كل يوم عدة مرات لكي ينقذنا من عذاب جحيمه ويتصدق علينا بنعيم سمائه والخلود في جنانه بعد الموت. إنه لأسوأ ما تمخض عنه العقل البشري حتى اليوم ، ولا بد من العودة إلى الوعي السليم ليدرك الإنسان الغاية من وجوده وضرورة وجوده لهذا الوجود. لهذا أشك في أن يكون الوعي الكوني قد دون شيئا من هذا الوعي السلبي للإفادة منه في تطوير الوجود .
وصمت الملك لقمان لتضيف أمنية العقل قائلة :
- هذا يعني أن الإنسان يصلي ويتعبد لنفسه دون أن يدري !
- بالضبط ، وبغض النظر عن ألوهية الوجود أو عدمها.
- تصور العقل البشري لخالق جبار ينفصل وجوده عن الوجود يحتاج إلى عبادة ويعذب وينتقم ويحيي ويميت ويحلل ويحرم ، هو فعلا أسوأ ما أنتجه العقل البشري. ولا أعرف كيف لم يفكر العقل البشري في أنه لا يمكن تصور وجود إله في الوقت الذي لم يكن هناك وجود ، فلا مكان ولا زمان ولا فراغ . لم يكن هناك إلا العدم واللاشيء ؟
- لقد وضع الخالق خارج الوجود أي في العدم والنتيجة أن الخالق في هذه الحال هو العدم !
أعجبني قول لمفكرعربي يتحدث في كتابه عن الدين حيث يتساءل " إذا كان الخالق هو يسوع المسيح ، فمن كان يدير الكون خلال أيام موته الثلاثة ؟"
رفعت أمنية العقل كأسها وشربت نخب الملك لقمان وتساءلت :
- ألا تريد جلالتك أن تعرف شيئا أكثر عن كوكبنا ؟
- بل أريد أن أعرف الكثير ، فلا أظن أنني سأصادف كوكبا آخر لملحدين في الكون .
- أنا جاهزة لإطلاعك على كل شيئ. لكن قبل ذلك أود أن أعرف شيئا عن الوعي الكوني الذي تطرقت إليه .
- بالتأكيد إن مليارات السنين من التطور أوجدت وعيا أنتج معادلات وقوانين في الخلق ،فكان لا بد من تدوين هذه القوانين في أرشيف كوني تكون جاهزة للإستخدام عند الحاجة إليها في عملية الخلق . فتشكل الجنين في رحم الأم يتم عبر قوانين فيزيائية مدونة في المورثات . يقول العلماء أن عدد الخلايا في جسم الإنسان حوالي ستين تريليون خلية ،وأن نواة كل خلية تحمل في داخلها خمسة آلاف مليون معلومة ، وأن العلم لم يكتشف منها حتى اليوم إلا ثمانمئة معلومة . هذا ما يقوله لنا أرشيف الوعي الكوني . إنه نتاج ما توصل إليه العقل الكوني . إن كل ما نفعله ويصدر عنا يدون إن كان فيه ما يفيد الوعي الكوني . فوجودنا غير العبثي ينتج عنه ما قد يكون غير عبثي أيضا ويفيد عملية الخلق في تطورها الدائم .
- الحديث مع جلالتك ممتع . أدعوك الآن لإكمال غدائك . وقد نعمل استراحة نقوم خلالها بالتجول في كوبنا إذا تشاء .
- سأكون ممتنا لك .
****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (32) * الألوهة في الإنسان ،والإنسان في الألوهة ...
- أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - * أديب في الجنة (33) * بشر يتعبدون لأنفسهم دون أن يدروا !!