أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!














المزيد.....

أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


كان يمكن للحوار أن ينتهي عند موافقة الملك لقمان على إمكانية أن تكون الطاقة السارية في الكون ليست إلها حسب ما رأت " أمنية العقل " رئيسة كوكب الإلحاد ، لكنه تدارك بعد لحظات من تأمل رقص الحوريات المدهش في الفضاء :
- وهذا الأمر يقودنا أيضا إلى وجود خالق غير كامل وبالتالي غير قادر على كل شيء، وكذلك إلى خلق غير كامل يرتكب الإثم دون فعل الخير بالمطلق .. وأننا قد ننتظر مليار سنة أخرى إلى أن تكتمل قدرة الخلق والخالق فلا يقدمان إلا على فعل الخير وتحقيق قيم الحق والعدل والجمال وبناء الحضارة الإنسانية !
وعلقت الرئيسة " أمنية العقل " قائلة :
- لن تخرجنا جلالتك من دوامة الشك وعدم وجود حقيقة مطلقة !
- وإلا دخلنا في الإيمان التقليدي الأعمى ، وكذلك في الفكرالفلسفي التقليدي . الحقيقة المطلقة ،أي الحقيقة التي ليس بعدها حقيقة أخرى، لا يعرف أحد ما هي حتى الخالق نفسه إن وجد !
ولو كان هناك خالق كامل وعرف الحقيقة المطلقة لبلغها منذ زمن ولما ترك البشرية تتخبط في آلاف العقائد والمفاهيم ،ولما بقي العلم عاجزا عن سبر الحقيقة .
- هذا يعني جلالتك أن أفكارنا تظل ضمن دائرة المؤقت غير الثابت سواء أكانت في اتجاه الإيمان أو اتجاه الإلحاد .
- بل وفي اتجاه أي فكر مهما كان وفي اتجاه أي علم أيضا . هل رأيت علما توقف عند اكتشاف معين ، حتى ما هو شبه متوقف يتم تطويره والنظر إليه من زاوية مختلفة أو حسب فهم مختلف. هل كان هناك إنسان قبل بضعة عقود يحلم بأن يرى العالم في صور حية أمامه ؟ وهل كان هناك قرد يعرف أنه سيصبح إنسانا ذات يوم ، يقود حافلة أو طائرة ؟!
ضجت سماء الكوكب بآلاف فرق الرقص والغناء والموسيقى وضجت حدائقه بقرع الكؤوس وشرب الأنخاب والتهام الوجبات الشهية ، وقد دخل كثيرون وكثيرات في حالة سكرجماعية فريدة لم تحدث من قبل ،وراحوا يتبادلون القبل كما لم يتبادلوها من قبل ويرقصون بجنون كما لم يرقصوا من قبل ،ليختلط الواقع بالمتخيل والمتخيل بالواقع ،ولأول مرة في تاريخ الوجود تختلط إلى هذا الحد الأرض بالسماء وسكان هذه الأرض بسكان هذه السماء!
هتفت الرئيسة :
- سنجعل من هذا اليوم عيدا سنويا نحتفل فيه بالحب !
ودون أن يتفوه الملك بكلمه رفع يدا مفتوحة وأنزلها وكأنه يصدر أمرا وإذا بالكون كله ينتفض راقصا ، لتنهض البشرية في كل مكان وتشرع في الرقص ليغدو اليوم يوما للحب فعلا وتطهير النفوس من الآثام . وظهرت على مسرح السماء جماعات من الجن والشياطين وراحت تحتفل على طريقتها وتصعد بعض أبناء الإنس إلى موائدها المحلقة في الفضاء ، وأقام الملك شمنهور مائدة طائرة جلس إليها أعضاء المركبة الفضائية بصحبة بعض أبناء وبنات كوكب الإلحاد ،وبدوا وهم يرقصون بحركات عنيفة وكأنهم يودون قذف كل ما تعتلج به نفوسهم إلى الخارج . وظهرت على مسرح السماء أسراب من مخلوقات فائقة الجمال شبيهة بالبشر لا تعرف إناثهم من ذكورهم لشدة جمالهم ، بدت أجسادهم عبر ثياب حريرية شفافة وقد تألقت في جمال أخاذ لم يسبق أن شاهد بشر مثله ، وقد أدرك الجميع أنهم أمام أفواج من الملائكة راحت تجوب مسرح السماء متبخترة راقصة دون أن تقدم على تناول طعام أو شراب . وظهرت فجأة آلاف الخيول البيضاء التي راحت تحلق في أسراب منتظمة ليطير هؤلاء ويمتطونها لتحلق بهم في اتجاهاة متعددة صعودا ونزولا ويمنة ويسرة في فراغ الفضاء !
كما ظهر الملك ابليس جالسا بوقار شديد مع مجموعة من أحفاده الشياطين محلقا على مائدة سماوية وراح يلوح بيديه محييا الملك لقمان وضيوفه ،فنهض الملك ورد التحية ملوحا راسما ابتسامات جميلة على شفتيه وأشار بحركة من يديه وإذا بأفواج من الورود المختلفة تحلق في أسراب منتظمة على مسرح السماء ، تبعتها أسراب من البرتقال والتفاح والعنب . وأسراب من الألوان الأخاذة المتلألئة التي راحت ترسم أقواس قزح تجوب الفضاء.
"فضج الكون ، كل الكون ، بالألوان الألوان ، وراح يلثم عيون الحب ، فلثم الحب عيون الألوان " !!
صرخ الملك شمنهور من على مسرحه وهو يرفع كأس الملك لقمان ليتردد صدى صوته من كافة أرجاء الكون " كأس مولاي العظيم لقمان محرر الجن من سجون سليمان " فارتفعت الكؤوس وقرعت في الكون من أقصاه إلى أقصاه !
دخل البشر والجن والشياطين والملائكة والكون والكائنات المختلفة في حالة من الفناء في الوجود ليشعر كل كائن أنه جزء منه ومتوحد معه.
وشرع الملك لقمان في مراقصة الملكة نور السماء والرئيسة " أمنية العقل " معا ،وارتسمت على ملامح وجهه سعادة لم يستشعرها من قبل .
غمرت الملكة رأسها أسفل عنق الملك لقمان لتقتل الغيرة في دخيلتها ،ويبدو أنها نجحت في ذلك فقد مدت يدها وضمت رأس أمنية العقل إلى رأسها ، ليصبح الرأسان على صدر الملك الذي احتضنهما بحنان فائق .
دام الحفل ثلاثة أيام متتالية تجلى فيها الحب والمحبة بأسمى معانيهما وبما لم تشهد البشرية مثيلا له من قبل .
****
يتبع.



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (30) * حوارات فلسفية على موائد سماوية وراقصات ...
- أديب في الجنة (29) * الوجود بين منطق العقل ومنطق الأسطورة !
- أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !


المزيد.....




- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (31) * تجليات الحب على الأرض وفي السماء!