أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !














المزيد.....

أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


لم يصدق الملك لقمان نفسه حين وجد أن مركبته تحلق في سماء كوكب للملحدين . لم تكن المشكلة في وجود ملحدين في السماء بل في وجود كوكب بأكمله جميع سكانه منهم . أمر لا يكاد يصدق ،فأن يسود الإلحاد على كوكب ما ، قد يعني ذلك الذهاب في المطلق المجهول!
تلقى رسالة ترحيب من سيدة تحكم البلاد ،حين أعلن عن هويته كرسول محبة وسلام . هبط في مطار المدينة العاصمة لتستقبله مجموعة من المسؤولين على رأسهم السيدة التي أطلقت على نفسها " أمنية العقل "
فتيات جميلات قمن بتقديم الورود للملك ومرافقيه ،وعزفت الموسيقى لحن الكوكب . وتم نقل الملك ومرافقيه إلى قصر للضيافة عبر مركبات تسير بالطاقة .
في صالة قصر الضيافة قدم عصير الفواكه للضيوف وسط ترحيب السيدة أمنية العقل التي أكدت أنها سمعت برسالة الملك لقمان وأنه سبق لها وأن رأته حين كانت تتم السيطرة على أجهزة الإتصالات المختلفة . وأنهم يدرسون هذه الظاهرة الخارقة لما هوعقل بشري. وهنا علق الملك لقمان قائلا :
- هل يعني هذا أنكم تفكرون في أن تكون هذه القوة قوة فوق طبيعية ، كأن تكون قوة إلهية مثلا ؟
- ليس إلى هذا الحد فاعتقادنا بعدم وجود إله أو آلهة وراء الخلق مسألة ليست قابلة للشك !
- ألا يعني هذا توقف العقل على فكر محدد وانغلاقه أمام أي فكر آخر مختلف ، ليلتقي بذلك مع الفكر الديني الذي ينغلق على فهم محدد للدين ؟
- بالتأكيد لا إذ يمكن أن تكون قوى طبيعية وراء المسألة وليست قوى خارقة للطبيعة .
- وهذا ما قد يرقى إلى اعتبار هذه القوى الطبيعية قوى إلهية ؟!
- أبدا ! لن نعتبرها كذلك !
- ولو مجازا ؟!
- المجاز يظل مجازا لا يرقى إلى حقيقة مطلقة !
- وهل هناك حقيقة مطلقة حسب رأي سيادتك ؟
- إذا كان هناك حقيقة مطلقة فإن أحدا لم يعرفها بعد . والحقائق تظل نسبية في ما يتعلق بحقيقة الحقائق ،الوجود !
- يبدو أن الإختلاف بين مفهومينا بسيط جدا !
- كيف جلالتك ؟
- قد يتلخص الأمر في إمكانية مجازية الألوهة !
- لم أفهم جلالتك !
- نحن نفهم الألوهة مجازيا على أنها الطاقة السارية في الكون والتي لا يمكن للخلق أن يتم دونها. وأظن أنكم تحملون الفكر نفسه لكن دون إضفاء الألوهة عليها ولو بشكل مجازي .
- هذا صحيح . واضح جلالتك أنكم تفهموننا بشكل جيد ! فلا نعتقد بوجود شيء خارج المادة والطاقة .
- ما رأي سيادتك بمذهب وحدة الوجود الحديث !
- أعرف أنه مذهب جلالتكم وقد سمعنا به بل وأعجبنا ،فالوجود واحد وليس وجودين ، خالق ومخلوق ، فالجميع أو كل شيء حسب رأي جلالتكم خالقين ومخلوقين وليس في الإمكان فصل الخالق عن المخلوق أو العكس تماما كما أنه لا يمكن فصل المادة عن الطاقة أو الطاقة عن المادة . المشكلة في طرح جلالتكم أنه يقبل التعبير المجازي أن يكون الكل آلهة أو الكل إله والإله هو الكل . وهذا ما عبر عنه الحلاج بقوله " أحطت علما بكل شيء / فكل شيء أراه أنت " إن المسألة هنا تتجاوز المجاز لتغدو الألوهة واقعا يجسده الوجود بشكليه المادي والطاقوي ! وهذا ما نختلف حوله . فلا وجود للألوهة أو الله في قاموسنا الفلسفي !
- أشكر سيادتك لهذا الفهم العميق للفارق البسيط بين مفهومينا . لكن ماذا لو قال ملحد : " أنا الله والله أنا أو نحن الله والله نحن "
- سيدخل في المجاز في هذه الحال . فهو يريد بقوله أن يلغي كل المفاهيم السائدة أو المعروفة للألوهة !
- هل في الإمكان القول سيادتك أنكم تعتقدون بوحدة الوجود إنما دون إضفاء الألوهة عليها .
- هذا صحيح !
- وماذا لو قلنا أن الوجود( الطبيعة ) هو الخالق !
- كلام سليم شريطة أن لا يأخذ معنى دينيا ففي هذه الحال قد يخرج أحدهم علينا بتشاريع دينية وعبادات قد لا يتقبلها العقل مثل التي كانت سائدة لدينا من قبل . كان لدينا دين يتطلب الصلاة لإله دكتاتور عشر مرات في اليوم . ومن لا يصلي فمصيره الجحيم !
- وكيف حققتم هذه المعجزة على الكوكب . هل لك أن تقدمي لي ملخصا عما جرى؟
- كنا أكثر من مائتي دولة ولدينا آلاف الأديان والمذاهب ، لكن أكثر هذه الأديان وحشية كان الدين الذي يقتل الآخرين لعدم إيمانهم به . كثر القتل ونشبت عشرات الحروب . إلى أن بدأت تظهر ردود فعل على الأديان كلها . وكان لا بد من فكر فلسفي يحمل مفهوما مختلفا للوجود والغاية منه ، وخاصة مفهوم العبودية للآلهة حسب بعض المفاهيم الدينية التي كانت سائدة . فلم يعد كثيرون يتقبلون هذا الفكر ،مما نتج عنه اتحاد دول غير دينية في مواجهة دول دينية .
الإنتصارات المتلاحقة التي حققتها الدول اللادينية على الدول الدينية أدت إلى انضمام المزيد من الدول إلى الدول اللادينية . إلى أن اضطرت جميع الأمم إلى تبني اللادينية أو الإلحاد أو الربوبية .
- ما المقصود بالربوبية ؟
- هي الإيمان بوجود رب لكن أحدا لم يعرف جوهره بعد ! وهذا المفهوم شبه منقرض حاليا .
لقد دفعت شعوبنا ثمنا باهظا لتحررها من الدين ، أكثر من مائة مليون إنسان دفعوا حياتهم
ثمنا للحرية !
لم يصدق الملك لقمان أن يكون الثمن باهظا إلى هذا الحد. أطرق متأملا في كلام الرئيسة
التي كانت ما تزال شابة وجميلة ،وبدت سعيدة بلقائه . هتف بعد لحظات صمت :
- يسعدني التعرف إليك ويسعدني أن أحط على كوكب يحمل أفكارا مختلفة غايتها الرقي بالحضارة الإنسانية ، التي رزحت آلاف الأعوام تحت نير التخلف والحقد الأعمى . يبدو أنه سيكون هناك حوارات كثيرة بيننا فأنا أطمح في أن أفيد من تجربتكم العظيمة .
أبدت الرئيسة اعجابها بوجهة نظر الملك وهتفت :
- أهلا بجلالتكم في كوكبنا ،وكم يسعدنا أن إنسانا على مستوى ثقافتكم الرفيعة يحط على كوكبنا .
ونهضت داعية الملك ومرافقيه إلى تناول طعام الغداء على مائدتها .
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (27) - نسمة الغدير- ترحل إلى السماء!
- أديب في الجنة 26 * روض شمنهوري يفوق الخيال!
- أديب في الجنة 25 * الرحيل إلى الخلود الأبدي في حفل بهيج !
- أديب في الجنة 24 * حب بلا شروط وأمهات منجبات !
- القدس تاريخيا بين منطق العقل ومنطق الجهل والخرافة !*
- أديب في الجنة 23 كوكب الحب والجنون والأحلام !
- أديب في الجنة (22) الوجود تحقق خيال !
- أديب في الجنة (21) فصل الختام في رحلة الملك لقمان الفضائية ا ...
- أديب في الجنة (20) * البشر والجن على موائد الله !!
- أديب في الجنة (19) * فرحة الأمم بالمحبة والسلام !
- أديب في الجنة (18) * دولة النساء الديمقراطية العلمانية !
- أديب في الجنة (17)غلمان الخليفة وحلم الملك لقمان بدولة تحكمه ...
- الجنون في الأدب !
- أديب في الجنة (16) ثورة النساء على ظلم الرجال والحكام !
- أديب في الجنة (15) تعاليم لقمانية واغتصاب جماعي !
- أديب في الجنة (14) الله يمثل في قلوب الناس !
- أديب في الجنة (13) حين يرتعب الجنرالات !
- تأملات وخواطر ومقولات ومقالات في الخالق . الخلق . المعرفة . ...
- أديب في الجنة . (12)
- أديب في الجنة . (11)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (28) *الملك لقمان في كوكب الملحدين !