أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - آراء نسوية في الرجال














المزيد.....

آراء نسوية في الرجال


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 12:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن الحرية تم اغتيالها منذ الأزل في مجتمعات الشرق فالمجتمع قائم على أساس اللاحرية يتنفس من رئتان، رئة المورث التاريخي ورئة القيم الدينية، ودونهما لاحياة له. والهواء الذي يتنفسه المجتمع هو الأخر يتألف من مكونين: مكون ذكوري ومكون أنثوي فالأول له حجم ومساحة أكبر من الثاني. وإذا كان حساب مساحة الحرية رياضياً يخضع لأبعاد الطول والعرض فإن تلك العلاقة الرياضية لايصلح استخدامها في المجتمع الشرقي لقياس مساحة الحرية، لأن بُعد (الطول) للمورث التاريخي ضارباً في عمق التاريخ، وبُعد (العرض) للقيم الدينية تنتهي في اللانهايات.
وما لم يتم إسقاط هذه الأبعاد، لايمكن إيجاد معادلة صحيحة لحساب مساحة الحرية المطلوبة في المجتمع الشرقي، وليس بوسع أي نظام (ديمقراطي!) فرض توجهاته على تلك الأبعاد دون القيام بعملية إسقاط المفاهيم والتوجهات المتعارضة مع العالم المعاصر مع عدم إغفال جوانبها الايجابية التي تعتبر إحدى الأركان الأساس للمجتمع.
إذا تم الإقرار بأن المجتمع الشرقي تنعدم فيه فضاءات الحرية فإن الفضاء الذي يسبح به هو فضاء المورث التاريخي والقيم الدينية ويشغل القسم الأعظم من الرجال ذاك الفضاء تاركين ما تبقى منه إلى النساء. وهذا التقسيم بحد ذاته يفرض التزامات على الرجال أكثر من النساء ولابأس من تبني رؤية المرأة بهكذا مجتمعاً على أنه مجتمع ذكوري!.
تقول ((الهام منصور))"أن المجتمع الحالي، هو مجتمع ذكوري تسوده وتحركه قوانين وضعها الرجل لمصلحته جاعلة من المرأة كائناً ثانوياً، كائناً يغير ذاته، كائناً تابعاً في كل مراحل حياته".
ترفض المرأة آلية المجتمع الذكوري لأنه يقلل من مكانتها ككيان إنساني وتسعى جاهدةً لتحدي المجتمع، فهي في تطور مستمر (يرفض المورث والقيم) ولايبالي بالآراء الاجتماعية المتعارضة مع مساراتها. وبذات الوقت فإن الرجل لم يتطور، ويحتكم لنفس الآليات القديمة في التعامل مع المرأة لأنها في صالحه. حتى التعابير والإيحاءات الغرامية لديه لم تتبدل منذ الأزل هي ذاتها لأنها ترسخ سلطته!. لكن المهم في هذا (الصراع!) أن المرأة لم تعد تبالي بما يفكر الرجل ولا بما يفعله، إنها أصبحت خارجة عن قبضته التاريخية.
تعتقد ((الهام منصور))"نحن النساء ما عدنا نتأثر بما يفكر به الرجل أو بما يفعله أو يقوله، هو بقي على حاله لم يخرج من مملكته لكننا نحن النساء خرجنا من قبضته. هذا التغيير يدفعني إلى تأكيد ما أقوله، هو أنني ألاحظ أن الرجل مازال يستعمل القول ذاته والطريقة ذاتها في التعبير عن علاقته الجنسية أو الغرامية بالأنثى. يستعمل الألفاظ القديمة نفسها، ويحاول القيام بالحركات والإيماءات القديمة نفسها".
على ما يبدو أن انعدام فضاء الحرية في المجتمعات الشرقية (المجتمعات الذكورية!) حدد طريقة التفكير لدى الجنسين، فبدلاً من أن تتوحد أهدافهما في المطالبة بالحرية للمجتمع بالكامل. أصبح الصراع بين الجنسين لانتزاع الحقوق من بعضها بعض، فالرجل يتحرك في فضاء المورث التاريخي والقيم الدينية التي تصب في طاحونته أكثر من طاحونة المرأة ولايقبل التنازل عن (حقوقه المكتسبة!).
والمرأة تحاول أن تقسر الرجل على التخلي عن تلك الحقوق الخارجة عن صلاحيته، لأنه لايمثل المجتمع بالكامل بل أنه أسير تلك المورثات والقيم كما هي المرأة. فالتغيير المطلوب في المجتمع ليس من خاصة الرجل لوحده ولا المرأة لوحدها بل المسؤولية تقع على عاتقهما لينال كل منهما حريته التي لاتقبل التجزئة في العالم المعاصر.
إن تحجيم الصراع الاجتماعي وتصويره على أنه صراعاً بين الرجل والمرأة لانتزاع الحقوق، يدلل على قصور في الرؤية. ولايمت بصلة للواقع المعاصر الذي يفرض آليات الصراع للوصول إلى التغيير المنشود والمحدد بهدف واحد لاغير، هو حرية المجتمع بالكامل.
لـ ((الهام منصور)) تصور أخر لوجه الصراع، فهي تجد أن الرجل يرفض أن تكون المرأة في مستواه حتى لايشعر بهزيمته قائلةً:"علمتني تجاربي في مجتمعنا الذكوري، أن الأنثى بعلاقتها بالرجل هو إما (امرأة) حبيبة أو أنثى صديقة لايحتمل الرجل أن تكون حبيته في مستواه فهو يريدها ملكاً له، يريدها الحيز الذي يمارس فيه سلطته. إن تساوت معه يشعر بالهزيمة، بالضياع لأنه خارج سلطته عليها، هو لاشيء. لهذا السبب حين يتساويان يعترف الرجل بالصداقة لا بالحب حتى لو كان يحب، لايقبل هزيمته بسهولة، أما هي التي تفهم آلية الدفاع هذه عند الرجل، فتضحك في سرها وتجيبه (أصدقاء لا بأس)".
بغض النظر عن صدق من عدم صدق تلك الآراء النسوية بالرجال، فإنها تحجم الصراع إلى حدوده الدنيا وتصوره على أنه صراعاً بين الرجال والنساء في المجتمع. وليس صراعاً من أجل تغيير منظومة المجتمع الأسير للمورث التاريخي والقيم الدينية المتعارضة مع العالم المعاصر.
الحرية في المجتمع لاتعرف التجزئة في الحقوق ولامنح حرية لأحدى فئات المجتمع وحجبها على فئة اجتماعية ثانية. وسُبل النضال واحدة لنيل الحرية، ولاسبيل لنيل الحرية دون تحشيد كافة القوى الاجتماعية لانتزاع الحقوق والوصول إلى الهدف المنشود.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة
- خلافات وأزمات علاقة الحب
- صراع منظومة القلب والعقل
- لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة
- المرأة وعلم النفس
- مشاعر وأحاسيس الرجل والمرأة في علم النفس
- مفهوم الحب في الغرب
- الحب والعشق في الشعر الحديث 3-3
- (الحب والعشق في الشعر الحديث (2-3
- الحب والعشق في الشعر الحديث 1-3
- (الحب والعشق في الشعر القديم (4-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (3- 4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (2-4
- (الحب والعشق في الشعر القديم (1-4
- النظرة الدونية للمرأة عند توفيق الحكيم
- سلوك وتصرفات اللئيم
- الاساءات والحط من قدر نخب المجتمع
- الضمير والسمعة عند السياسي
- فن الإصغاء في العمل السياسي


المزيد.....




- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - آراء نسوية في الرجال