|
عن براءة الأزهر من سجن إسلام بحيري .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 5034 - 2016 / 1 / 4 - 21:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم يمر الكثير عن الحكم الذي أصدرته محكمة جنح مستأنف مصر القديمة، بسجن الباحث إسلام بحيري بتهمة إزدراء الأديان ، حتى انطلق الكثير من "المثقفين" يهاجمون الأزهر و مشايخه، و يشنعون بهم لأنهم حسبهم هم من رفعوا الدعوة على إسلام و التي تسببت بسجنه ، و الحقيقة ان هذا أمر يدعوا للحيرة، فكيف لشخص يدعي انه مثقف، او على الأقل متعلم ، أن يذهب ليدين من يستعمل القانون ويشنع به بينما ينسى بالأساس واضع هذا القانون ومنفذه ، ففي قضية اسلام بحيري ، فما دخل الأزهر بمسألة قانون ازدراء الأديان ، فذلك القانون وضعه الرئيس الساداة من وحي إرادته الشخصية ، و منه فالأزهر لا علاقة له به ، و بالنسبة للأزهر فهو لم يقم سوى بإتباع القانون كأي مؤسسة او مواطن في مصر رآى تجاوزا للنظام أمامه فقام برفع قضية وترك الأمر للقضاء ، وعليه ففي هذه الحالة فمن يستحق الإدانة والاستهجان هو القانون المصري الذي حكم ، وليس الأزهر الذي رفعها او حتى القضاء الذي التزم بنصوص القانون وحكم بالحكم ، لهذا فعلى أي اساس يهاجم هؤلاء الأزهر و يشنعون به ؟ نعم يمكن لأي شخص ان يتحدث عن رجعية الأزهر، و إرهاب الأزهر ، وعن كل الكوارث التي يسببها للبشرية بالأفكار التي يروجها ، وكله كلام مفهوم ومقبول ، لكن في قضية سجن إسلام فالملام هي الدولة المصرية لأنها دولة تحوي نصوص قوانين داعشية الهوى سببت هكذا كارثة وليس غيرها ، اما كون الأزهر أو أي فرد استغلها لتقييد الحريات فتلك حالة أخرى ، على هذا اليوم فلمن يريد ان ينتقد محاكمة اسلام بحيري و رميه في السجن ، فالأحرى له هو ان يدين الدولة المصرية التي صارت دولة داعشية تحاكم الناس على أفكارهم ، وليس ان يدين الازهر أو غيره ، فعلى اقل تقدير ، فليست هذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها على شخص بتهمة ازدراء الأديان في مصر ، ففي تاريخ القضاء المصري هناك فضائح يندى لها الجبين من أحكام أصدرتها المحاكم المصرية بحق المفكرين على غرار مثلا الحكم بتطليق نصر حامد ابو زيد من زوجته وهو الحكم المخزي و الفاحش و الذي أصدرته المحاكم المصرية وليس أحد أخر ، فهل هنا يلام الأزهر، أم يلام القانون نفسه و الكل يعلم ان رافع تلك القضية كان هو الشيخ البدري وليس الأزهر ، وكذلك في قضية سجن كريم عامر خمس سنوات ، فهل هنا يلام الأزهر أم القانون نفسه ؟ وعليه فالأحرى هنا ولمن يريد رمي اللوم على أحد فاللوم كل اللوم هو على الدولة المصرية ، وعلى القانون المصري ، و ليس على الازهر الذي لم ينفذ سوى هذا القانون ؛ وعموما ولمن يبحث عن كبش فداء اخر عدى الدولة المصرية ليحمله المسؤولية، فوجب القول انه ليس الأزهر حتى الآن ، فقبل الأزهر ومن يرجع لهم وزر سجن اسلام بحيري بعد الدولة المصرية ، فهم المثقفون المروجون لخرافة مصر دولة مدنية ومصر دولة حديثة ، فهؤلاء الحقيقة هم من يعملون على بقاء الوضع المخزي على ما هو عليه ، حيث هم بهذا الخطاب يمنعون ان تتطور مصر نحو دولة حديثة حقيقية ، لانه حاليا فمصر ليست دولة مدنية لا من قريب ولا من بعيد ، بل هي لا تختلف أي شيء عن داعش ، فداعش تقول الشريعة هي مصدر التشريع ، ومصر تقول مبادئ الشريعة هي مصدر التشريع ، وفي داعش لديه قوانين الحسبة ، وفي مصر لديهم قوانين الحسبة ، لهذا إذا أردنا حقا انقاد الدولة المصرية من الانزلاق نحو محاكم التفتيش ( او اي دولة شبيهة بها لها قانون يستند للمادة التي تقول الإسلام دين الدولة ) فالأحرى هو ضرب أس الفساد وهو الدساتير الدينية التي لا تؤمن بحرية الإنسان و بحقه في المساواة ، وليس أولائك الرجعيين الذين يستغلونها ، لانه دائما يجب مهاجمة الجوهر وليس العوارض ، و حاليا يمثل الأزهر مجرد عارض لدولة غرقت في أتون الشمولية الدينية، و الذي بداء أساسا منذ دستور 23 الذي مهد للماحكم التفتيش كالتي حكمت على عميد الأدب العربي طه حسين بسبب كتابه الشعر الجاهلي ، فمنذ 23 ومصر تحاكم مثقفيها ، وهي منذ 23 وهي في حالة رعاية للشمولية الدينية ، فذلك الدستور لم يحمي حق طه حسين في حرية الفكر وعليه تم محاكمته ، و اليوم الدستور المصري مثل الأمس لم يحمي اسلام بحيري في حقه في حرية الفكر ، لهذا فلتغيير الواقع وجب تغيير الأساسات ، وهو بالتحديد حذف كل المواد التي تصادر الحرية وبالأساس المواد الدينية ، لكي نتكلم حقا عن دول حديثة ، وعن نصرة الفكرة والمفكرين، اما و الوضع لن يتغير فقد يزول الأزهر ومليون أزهر ، لكن ستبقى الشمولية الدينية مسيطرة عن طريق سلطة القانون .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة بها مساجد، دولة في خطر.
-
تحويل المساجد لخمارات لحل مشكل الإرهاب .
-
رزيقة شريف ضحيتك يا وطني .
-
قلنا من البداية -لا تصالح- .
-
كيف يشيع الحجاب -البيدوفيليا- .
-
أوروبا و جزاء النجاشي .
-
المساجد كثكنات ، لا ك دور عبادة .
-
المفتي الذي سيغتال الجمهورية الجزائرية .
-
أردوغان: الإرهاب كسياسة للنهضة الاقتصادية .
-
الجزائر بين خياري الدولة الحديثة، أو الإمارة الإسلامية .
-
شكوك حول جدية الحرب على الإرهاب .
-
ماذا لو ألغينا التعليم في الجزائر ؟ .
-
كلكم داعش .
-
قصة الدولة في -تنوره -.
-
سيقان عارية و إرهابيون .
-
بعد موجة العودة للدين لنجرب الابتعاد عنه .
-
وماذا عن القمع الديني يا صحافة .
-
لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .
-
مشكل الطلاق ليس قانوني يا سيادة الرئيس .
-
الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .
المزيد.....
-
العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي
...
-
مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى
...
-
مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
-
الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد
...
-
لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا
...
-
تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون
...
-
“عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي
...
-
شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه
...
-
الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام
...
-
طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|