أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة أبوطاحون - قراءة في رواية - في كانون يموت الحب حياً- أحمد الحرباوي














المزيد.....

قراءة في رواية - في كانون يموت الحب حياً- أحمد الحرباوي


نائلة أبوطاحون
(Naela Abutahoun)


الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


بداية أود أن أشكر زميلي الأديب والكاتب الأخ أحمد الحرباوي على إبداعه الأدبي في باكورة أعماله لرواية " في كانون يموت الحب حياً"، وهي الرواية التي قرأتها بتمعنٍ أتفحص المتناقضات في عنوان الرواية حيث كانون ذروة البرد، والحب ذروة الدفء، وكذلك متناقض الموت والحياة.
يكشف هذا التناقض عن علاقة القوة بين أخذٍ وردٍ فيما بين كانون والحب، وبين الموت والحياة حيث يلمس بالسرد الأدبي فعل كانون القوة والقسوة في البرد على المشاعر ورد فعل الحب عبر مسارات الدفء ودهاليز الذاكرة، وبتجاوز كانون الزمان ترحل الحياة وكأنها رحلت إلى موت أو سبات مؤقت.
هنا في التناقض يكمن التوازن الذي تُخضِع فيه بطلة الرواية كلَّ شيء لمشاعرها ورغباتِها، وكأنها تحاول ودون طائل أن تجد التغيير المطلوب نحو مُجمل منظومة الثقافة والقيم والعادات والتقاليد والأعراف علَّ وعسى أن يخرج من تحت عباءة تجربتها ما يقدم للمرأة حلولاً أكثرُ سعةٍ ورحابة لما قد ترى فيه حقاً لحياتها، كما تشتهيها وتحبها، فهي لم تُسدل الستار على تجربتِها بل أخذت منها الدرس والعبرة وقررت أن تواصل مشوارها كامرأة جاء بحر واقعها كما لا تشتهي سُفُنِها، فأبحرت من جديد نحو مسار الاستثمار بالذات، واثبات الذات الأنثوية وقدرتها على الوصول لمواقعَ ونقاطِ ارتكاز تمنحها القوة، فكان التعليم العالي ضمانة استمرارها في البحث عن حلول لواقع المرأة في مَعمعان الثقافة والقيم القائمة على ثقافة العيب، وكأنَّ الذي أرادت أن تقوله أن لا عيبَ مع العلم والمعرفة ، وهو المنحنى الصاعد نحو مجتمعات أفضل.
من الطبيعي أن الكاتب قد قدم للحب عبر روايته أكثر من معنى، فكان معنى الحب العذري إذا جاز التعبير، وكان الحب الوطني للمكان والزمان الفلسطيني، فلم تغفل عين بطلة الرواية عن دورها في حماية معالم ثقافتها وتاريخها حيث تنتمي إلى بيئتها ودورها الوطنيين رغم أنها تفتقد للحماية مما يطوق مشاعرها وأحاسيسها من كل جانب بثقافة العيب على الرغم من أن الحلال بَيّن والحرام بَيّن.
إن إضفاء الحدث والدور الوطني على الرواية، وإلقاء الضوء على الجانب السياسي فيما تعاني منه المدن والأماكن التاريخية في فلسطين من نهب وتزوير لتاريخها عبر ممارسات المحتل الإسرائيلي هذا الإضفاء قدم للحب معنى آخر أوسع وأشمل من الذات، وهي أيضاً الممارسات التي طالت بطلة الرواية سواءً بفقدان خالها شهيداً في مجزرة الحرم الإبراهيمي، أم في اعتقالها ومحاولة ابتزازها وكان قرارها نعم للإخلاص في حبها لوطنها ولا للاحتلال.
جاءت الرواية على وتيرة واحدة أشعرتني بأن الكاتب لم يترك قلمه منذ البداية حتى النهاية بأسلوب سردي على لسان بطلة القصة "ندى" التي نقلت لنا الأحداث من منظورها. فقد أبدع الكاتب في التعبير عن مشاعر وأحاسيس ورغبات بطلة الرواية، وقد أدارت البطلة الأحداث بفردية وكيفية جميلة مشوقة ، حيث صور الكاتب أنثى نهضت من ركام وزحام أحداث قد تكون بالنسبة لامرأة رقيقة هي أحداث جسام لا تقدر عليها بقوتها التي تتصف رغم ذلك عرفاً بأنها ضعيفة، وهي التي استجمعت إرادتها وقرارها بعد دموع انهمرت وصدر حكمها على حب تَمَلَّكَها " بأن أخرج يا ذلك الحب من روحي" فكانت لحظة مصيرية حسمت التناقض ما بين برد كانون ودفء الحب وما بين الموت والحياة.



#نائلة_أبوطاحون (هاشتاغ)       Naela_Abutahoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -فلسطيني-
- خاطرة - نوح وندم-
- من سلسلة مذكرات مراهقة -الوردة- 3
- قصيدة -لا تساوم-
- رواية -رولا- وقدسنا...قراءة وتحليل
- قصيدة -ظلال نبوءة-
- قصيدة -نبوءة-
- ق.ق.ج. -ثائر-
- قصيدة -الشموع-
- خاطرة -مهاجرة بلا مرفأ -
- قصيدة -شوق وعتاب-
- ق.ق.ج -انتظار-
- رواية -البلاد العجيبة- دعوة للعلم والفكر
- قصيدة -عمري أنا -
- من سلسلة -مذكرات مراهقة- ( 2)
- قصيدة -عالمٌ أصَم-
- من سلسلة -مذكرات مراهقة- ( 1)
- خاطرة - مش متذكر..اصرار وتحدي-
- خاطرة -قادمٌ من العالم الآخر-
- قصيدة -خلف الجدار-


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة أبوطاحون - قراءة في رواية - في كانون يموت الحب حياً- أحمد الحرباوي