أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - تحالف إرهابى للحرب على الإرهاب















المزيد.....

تحالف إرهابى للحرب على الإرهاب


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 03:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحالف إرهابى للحرب على الإرهاب
مجدى خليل
هذه ليست نكتة سخيفة ولكنها حقيقة مروعة،السعودية-السودان-تركيا-قطر-الصومال موريتانيا-اليمن-نيجيريا-فلسطين-ليبيا-مصر شكلوا تحالف عسكرى من 34 دولة إسلامية مقره الرياض لمحاربة الإرهاب تحت قيادة السعودية وإشراف منظمة المؤتمر الإسلامى.
http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/12/15/islamic-coalition-isis-saudi-arabia
صحيفة الأندبندنت البريطانية وصفت هذا التحالف بأنه "خطوة رمزية وليست حقيقية" وخاصة وأن هذا التحالف تشكل خلال 72 ساعة فقط، وهى لا تكفى للتشاور بين دولتين وليس 34 دولة، أما الشارع المصرى فقد وصفه بالتحالف التليفزيونى،أى أنه تحالف وهمى وغير جاد. الكاتب المعروف محمد حسنين هيكل غرد على تويتر قائلا " بعض دول التحالف من أهم الداعمين لتنظيم داعش الإرهابى"، وهو يقصد السعودية وتركيا وقطر....حول هذا التحالف الجديد لدينا عدد من الملاحظات:-
اولا: أن هذا التحالف هو أمتداد لدور السعودية خلال الحرب الباردة لقيادة الدول الإسلامية لخدمة المشروع الأمريكى وخدمة أيدولوجيتها السنية الوهابية فى نفس الوقت..وكلنا نتذكر تحالف مشابه قادته السعودية أيضا عام 1979 لمساندة أمريكا فى أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتى السابق، وكأن التاريخ يكرر نفسه، حشدت السعودية بامولها دول مثل مصر وباكستان والسودان وغيرهم، لإرسال ما سموا وقتها بالمجاهدين إلى أفغانستان، وكان الرئيس السادات يشرف بنفسه على إرسال هؤلاء الشباب من مطار اسوان إلى أفغانستان مباشرة.
فى الفترة الأخيرة خرجت تصريحات أمريكية متكررة تدعو السنة للقيام بنفس الدور ضد داعش فى سوريا والعراق،آخرها تصريح جون ماكين وتابعه ليندسى جراهام، الذين دعيا إلى تشكيل قوة برية من مائة الف جندى من السنة لمحاربة داعش مع مشاركة رمزية أمريكية...يمكن قراءة تصريحهم من بغداد عبر هذا الرابط.
http://www.businessinsider.com/r-us-senators-call-for-20000-troops-in-syria-and-iraq-2015-11
ولهذا لم يكن مستغربا أن يصرح وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر تعليقا على هذا التحالف بقوله" هذا التحالف متماشيا مع ما كنا نحث قادة الدول السنية على القيام به"، أى أنه كما وصفه البعض " ناتو سنى" لمحاربة داعش، أو " صحوات سنية" على غرار الصحوات التى شكلها الجنرال ديفيد باترويس لمحاربة القاعدة فى العراق. أما المتحدث بأسم البيت الأبيض فقد علق قائلا نحن نرحب بهذا التحالف..السعودية تقوم بدور مهم فى محاربة داعش ومكافحة أفكاره"!!!!.
ثانيا: أن هذا التحالف الجديد ينضم إلى تحالفين سابقين تحت لافتة محاربة الإرهاب، والتحالفات الثلاثة كل منها تزعم بأنها تحارب داعش رغم أن كل تحالف يسعى لتحقيق مصالحه وليس من أولوياته محاربة داعش. التحالف الأول هو التحالف الذى تقوده أمريكا ويضم 65 دولة وينخرط تحته معظم الدول التى شكلت التحالف الإسلامى الجديد. والتحالف الثانى هو التحالف الروسى وينخرط تحته إيران والعراق وسوريا مع تعضيد صينى، والتحالف الثالث هو التحالف الإسلامى الجديد، وكل هذه التحالفات غرضها الأساسى هو المساهمة فى تشكيل الشرق الأوسط الجديد، ولهذا تتصادم مصالح كلا منها، وخاصة التحالفين الأمريكى والإسلامى فى مواجهة التحالف الروسى الشيعى.
ثالثا: أن هذا التحالف هو لخدمة السعودية فى المقام الأول بعد فشلها فى اليمن وسوريا، وبعد إنكشافها عسكريا، فالسعودية لا تملك من مقومات القيادة سوى المال، ومع هذا تريد أن تقوم بقيادة عالم الإسلام السنى لحماية أسرة آل سعود ودولتهم اولا، ثم لتأجيج صراعها مع الشيعة بقيادة إيران ثانيا، ثم لخدمة تحالفها مع الأمريكيين ثالثا، ثم لتأكيد زعامتها للعالم السنى رابعا، ثم لمساندتها فى مغامراتها العسكرية فى اليمن والمرتقبة فى سوريا خامسا.
رابعا: يأتى هذا التحالف كأحد أسلحة السعودية الدفاعية فى مواجهة أتهامها بالإرهاب ونشر التطرف عالميا، فمنذ 11 سبتمبر 2001 تسعى السعودية لحماية نظامها وأيدولوجيتها الوهابية وإبعاد الأنظار عنها عن طريق الأشتباك النظرى الشكلى فيما يسمى بالحرب على الإرهاب من خلال تبرعها بمائة مليون دولار للأمم المتحدة لإنشاء المركز الدولى لمكافحة الإرهاب، أو للدعوة لحوار الأديان والتسامح بين الأديان،أو لعقد مؤتمرات دولية لمكافحة الإرهاب فى الرياض، وكلها أمور ثبت فشلها،لأنها تنبع من دولة هى مركز الإرهاب الإسلامى وحاضنته، ولهذا جاء هذا التحالف كخطوة أيضا فى هذا الأتجاه.
خامسا:تأتى خطوة السعودية لتضع النهاية لمبادرة تشكيل القوة العربية المشتركة التى دعا اليها السيسى، فالسعودية لا ترغب أن تخرج الفكرة من مصر لأن معنى هذا أن مصر سيكون لها الدور القيادى، ولا ترغب بأن تكون هناك أهداف عربية غير حماية المملكة ومشاريعها، وحماية منطقة الخليج....كما أن السعودية ترغب من هذا التحالف أن يقوم بالحروب بالنيابة عنها ووفقا لأولوياتها وأهدافها، وهذا يتناقض مع الفكرة التى طرحها السيسى، ولكنه يتماشى مع أسلمة التحالفات والصراعات والتى بدأت على يد ملك السعودية الراحل فيصل.
سادسا: أحد أهداف هذا التحرك السعودى هو لمواجهة التحرك الروسى فى المنطقة بعد الشعور بمخاطره، ومحاولة أخذ الضوء الأخضر من الغرب لكى تكون المنطقة التى تحتلها داعش فى غرب العراق وشرق سوريا هى الدولة السنية الجديدة التى ستقسم العراق وسوريا معا، ولكن تحت قيادة سنية غير داعش، وهذا أيضا تعتبره السعودية ضربة موجهة لإيران وللهلال الشيعى.
سابعا: إذا كان التحالف السنى مع أمريكا فى أفغانستان أنتج القاعدة والأفغان العرب وكان أنطلاقة قوية للإرهاب الإسلامى، فأن هذا التحالف السنى الجديد الذى أعلنت عنه السعودية سينتج ما هو أخطر إذا نجح، سيكون الورقة الإرهابية الأخيرة فى يد السعودية لمساعدتها فى حروبها الإرهابية من ناحية، وتشكيل جبهة( من دول هذه المرة وليست منظمات إسلامية) تصلح لإعلان الجهاد عالميا من ناحية أخرى...وهذا التحالف إذا تم تفعيله سيكون جزء من أدوات حربا وأسعة متوقعة فى الشرق الأوسط، والتى ربما سوف تؤدى إلى سقوط ما يسمى بالعالم الإسلامى.
ثامنا: مسارعة الأزهر بإصدار بيان يرحب بقيام التحالف ويصفه بالخطوة التاريخية هو بدوره يتسق مع سيطرة الوهابية والسلفية المتطرفة على الأزهر،حيث أصبح الأزهر منذ عقود أداة وهابية متطرفة تطعن فى الجسد المصرى المنهك.
واخيرا: أتمنى أن يفشل هذا التحالف الجديد لأن فشله هو شئ جيد للمنطقة كلها، فيكفى لخطورته أن الداعية اليه والقائدة له هى بؤرة الشر فى المنطقة والحاضنة الكبرى والأهم للإرهاب الإسلامى، والتى تعتبر أم الدواعش، والتى تدرس مناهجها الوهابية فى المدارس التى تشرف عليها داعش.
أتمنى أيضا أن تنأى مصر بنفسها عن هذا التحالف ويكفينا الخراب الذى جنيناه من التعاون مع السعودية فى أفغانستان عام 1979.



#مجدي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عام 1916 وعام 2016
- كيف تصنع الدكتوروهات فى مصر المعاصرة
- عشر حقائق عن حركة حماس
- الأستاذ الدكتور حسين خيرى: هدية من السماء
- أقتصاد مصر فى عهد السيسى
- القول الفصل فى قائمة فى حب مصر
- أبعاد التدخل الروسى فى سوريا
- لماذا منع الأزهر كتاب إزدراء الأديان فى مصر(1)
- دولة آل سعود: الخلافة الوهابية
- فهمى هويدى: العدو الأول للمثقفين والمبدعين
- الدولة الإسلامية العميقة بمصر
- المسلمون يستحقون ما هو أفضل من الإسلام الحالى
- عظماء الأقباط والمتاجرة بالوزنات
- أوردوغان:رأس العنف الإسلامى
- المصريون فى الخارج والقناة الجديدة
- هل تشجع جامعة هارفارد العنصرية؟
- الأتفاق النووى مع إيران.. والتغييرات فى الشرق الأوسط
- خمسون سؤلا لأختبار إنسانيتك
- وقف اجتماع البابا خطوة صحيحة
- زواج المثليين بين الحقوق الطبيعية والحقوق الشاذة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - تحالف إرهابى للحرب على الإرهاب