أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة . (12)














المزيد.....

أديب في الجنة . (12)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


*كوكب الدكتاتور وزبانيته !
بدا للملك لقمان أن الأقدار تسوقه إلى حيث لا يريد فهو الهارب من القتل والدمار وموت العدالة على كوكب الأرض يفاجأ بوجود القتل والإضطهاد والتسلط حتى في بعض كواكب السماء .. وشعر للحظات أنه لن يلتقي الله يوما كما يطمح ، ففيما كان يحلق في مركبته الفضائية على ارتفاع آلاف الأميال فوق محيط متلاطم الأمواج شاهد ومرافقوه ما لا يصدقه عقل : آلاف الطائرات المروحية والسفن والبواخر تلقي آلاف البشرفي المحيط وآلاف الشاحنات والمركبات على شواطئ مختلفة للمحيط نفسه تقذف بشرا ضعفاء من الأطفال والنساء والرجال إلى لجة المحيط نفسه وكأنهم أكياس نفايات لتبتلعهم الأمواج . كان أكثر المشاهد فظاعة هو مشهد الأطفال والبشر الذين يلقون من علو شاهق من الطائرات ، ليبدو الفضاء مزدحما بأجسادهم وهي تهوي رأسا على عقب فيما يحاول بعضهم الإستقامة ليسقطوا في المحيط على أقدامهم فينجحون فيما يحاول بعضهم عبثا .. صرخ الملك لقمان صرخة هائلة أيقظت قوى الجن والشياطين في الأكوان كلها فهبوا لنجدته بسرعة تفوق سرعة الضوء ألف مرة ! وصراخ الملك لقمان يتردد من أرجاء الكون "
" أوقفوا هذا الجحيم وأنقذوا البشر.. أوقفوا هذا الجحيم وأنقذوا البشر "
وسارع الملك بدوره إلى الطيران من المركبة ليتلقى طفلة تهوي من طائرة وكذلك فعل كل من على المركبة وتلقى أحدا . فقد تلقت الملكة نور السماء طفلا وكذلك فعلت دليلة وأستير والآخرون . وكانت نسمة قد عرضت على عريسها أن يرافقها لأنها لا تستطيع مفارقة ( عمو ) الملك لقمان بعد أن عاد إليهم بعد طول غياب ،وكان قد أنقذها وأنقذ أهلها وجميع المعذبين والموتى من جحيم (الإله ) داجون . فسارعت هي وعريسها إلى الطيران بمساعدة الجن وأنقذا طفلين من السقوط في المحيط.
وما هي إلا لحظات حتى كان عشرات آلاف المقذوفين جوا يلتقطون من السماء بأيدي خفية والمتخبطون في الأمواج ينقذون والقذف يتوقف برا وبحرا وجوا . ليجلس الجن جميع الذين أنقذوا على الشاطئ . وجميع الذين كانوا يقومون بفظائعهم في ناحية أخرى على الشاطئ نفسه. وأمر الملك لقمان بجمع جثث الذين ماتوا ووضعها في ناحية أخرى على الشاطئ أيضا حيث كانت الأمواج تتقاذفها إما في لجتها وإما على رمال الشواطئ . جمع الجن قرابة مليون جثة ومددوها على الرمال .
تقدم الملك لقمان ناحية حشود المنقذين ، ضاما الطفلة إلى صدره وهو يربت على ظهرها في محاولة لتهدئتها وقد وضع في يدها موزة وقشر جزءا منها لها . طلب إلى الحشد أن ينتخب من يمثله لمحادثته فانتخبوا سيدة .
تقدمت السيدة وصافحت الملك لقمان وراحت تشكره من أعماقها على ما قام به جنده من إنقاذ معجز للبشر .
- ما هي قصتكم أيتها السيدة ؟
- قصتنا يا سيدي أننا ابتلينا بطاغية سيطر على كوكبنا من أقصاه إلى أقصاه بملياراته التسعة مستعينا ببضعة ملايين من الزعماء والأعوان والأتباع والعملاء والمستفيدين .. فسخرخيرات الكوكب وأمواله ومؤسساته لمصالحه ومصالح تابعيه . وقضى على الحياة السياسية في البلاد بأن زج بالملايين في السجون والمعتقلات ليموتوا تحت التعذيب أو بطول البقاء في السجون . لم تعد الشعوب تحتمل كل هذا الظلم فقامت بأول ثورة مسلحة ضده . غير أنه محقها بقوة زبانيته ومحق المدن التي انطلقت منها . وبعد سنين قامت ثورة سلمية عمت أقطار ومدن الكوكب كله . راح زبانيته يبيدون المتظاهرين بالمئات والآلاف .. فاضطر الناس إلى حمل السلاح فواجههم بالمدافع والطائرات ودمر المدن على رؤوسهم وشرد الملايين . وبعد بضعة أعوام اضطر الناس إلى الإستسلام لشدة البطش الذي واجهوه . لكن الطاغية لم يقبل بالإستسلام فقرر تبييض الكوكب من الإرهابيين حسب رأيه . فانتشر ملايين أعوانه في مدن الكوكب وقراه وراحوا يعتقلون الناس ويلقون بهم في المحيط . هذه قصتنا باختصار يا سيدي .
شكر الملك لقمان السيدة على حسن الإختصار ووعد بتخليص الكوكب من هذا الطاغية . وأمر الجن بإنزال طعام وشراب على كل من أنقذ . أما زبانية الطاغية فقد أنزل الملك ملايين طيور الرخ الضخمة وأمرها بحملهم بمخالبها وأن تطوف بهم فضاء الكوكب وتلقي بهم في جزيرة نائية مهجورة .
وما هي إلا لحظات حتى كانت السماء تعج بطيور الرخ التي راحت تنقض وتحمل الزبانية بمخالبها وتحلق بهم .
اقترب الملك لقمان من مئات آلاف الجثث المطروحة على الشاطئ . توقف إلى جانبها وهو ما يزال يضم الطفلة إلى حضنه . سألها:
- ما اسمك يا حبيبتي ؟
أجابت وهي ما تزال تنشغ من أثر البكاء :
- عناة !
فوجئ الملك لقمان بالإسم !
- يا ألله أنت ربة صغيرة يا حبيبتي . هل تعرفين أين بابا وماما ؟
- رأيتهم يلقونهم من الطائرة في البحر !
- لا بد أن جثثهم هنا مع الجثث . تعالي لندعوا الله معا أن يحيي كل الموتى لنا !
وجلس على ركبتيه وهو يضم الطفلة .
- هيا يا حبيبتي رددي بعدي :
- إلهي وأنت القدير !
-( إلهي وأنت القدير )
وراح ملايين البشر والجن والشياطين يرددون خلف الملك لقمان مع الطفلة .

- إلهي وأنت الرحيم !
-( إلهي وأنت الرحيم )
- إلهي وأنت الكريم !
- (إلهي وأنت الكريم)
- إلهي وأنت المحيي والمميت !
-( إلهي وأنت المحيي والمميت )
- نطمع في كرمك !
-( نطمع في كرمك )
- فأكرمنا يا ألله بإحياء موتانا !
-( أكرمنا يا ألله بإحياء موتانا )
- فأنت السميع المجيب !
- (أنت السميع المجيب )
ولم تمر سوى لحظات حتى راحت الجثث تستيقظ وكأنها تنهض من النوم ، لتتلفت هنا وهناك . نهض الملك لقمان قائلا للطفلة :
- هيا يا حبيبتي لنبحث عن ماما وبابا .
وسار بين الآلاف وهو يدعو الطفلة لأن تنظر جيدا بين الناس . وما لبثت أن رأت أمها فصرخت منادية " ماما ماما " وسمع الأب نداء الطفلة بدورة فرآها ورأى الأم تهرع نحوها فهرع بدوره .. أسلم الملك لقمان الطفلة إلى أحضان الأم فيما كانت ملايين الأصوات تبحث مرددة منادية " ماما بابا "
****
يتبع



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة . (11)
- أديب في الجنة (10)
- أديب في الجنة (9)
- أديب في الجنة.(8)
- أديب في الجنة ! (7)
- أديب في الجنة ! (6)
- أديب في الجنة ! (5)
- أديب في الجنة (4)
- أديب في الجنة (3)
- أديب في الجنة ! (2)
- أديب في الجنة ! (1)
- أديب في الجنة !!
- رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون ! (1)
- هل تدرك الطاقة وجودها وهل تعرف أنها خالقة ؟ (2)
- هل الطاقة السارية في الكون تعرف أنها خالقة وأنها الله ،وهل ت ...
- في المادة والطاقة وتجلياتهما !!
- آه يا إلهي .. كم نحن حزناء ؟


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة . (12)