أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة . (11)















المزيد.....

أديب في الجنة . (11)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


*كوكب المحبة والجنات يحتفل بعيد النور !
غصت سماء كوكب المحبة والجنات بملايين الأنوار المحلقة في الفضاء في عيد النور . اليوم الذي فاضت فيه أجساد الأجداد من العلماء والقديسين والفلاسفة بالطاقة الحيوية أو الروح كما يسميها بعضهم وصعدت إلى السماء لتتحد بطاقة الألوهة الخالدة وتساهم في عملية الخلق . اليوم الذي اهتدت فيه أمم الكوكب إلى طريق النور والخلاص وعرفت الغاية من وجودها بتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال والمحبة وصنع الحضارة الإنسانية الإلهية وتوحدت خلف دين واحد ونبذت الحروب والإقتتال والتحزب والطائفية ورفعت شعار المحبة والخلق والتعاون لتغدو بعد بضع سنين أسعد الأمم على كواكب الكون قاطبة . كما غصت أرض الكوكب بملايين الشموع المشتعلة أمام أنصاب الأجداد والخالدين في الألوهة في الحدائق والغابات والمتنزهات وصالونات البيوت والأرصفة والطرق والسهول والوديان وسفوح الجبال وقممها . وضج الكوكب بملايين الأسهم المضيئة الملونة غير النارية التي راحت تتناثر في الفضاء لتحلق برفقة الأنوار الراقصة في فضاء الكوكب . كما انطلقت من أربع جهات الكوكب أسهم أشعة ليزرية تقاطعت في سمائه وراحت تدور حول مركزها في مشاهد أخاذة لتجوب فضاء الكوكب ، لتتداخل مع الأنوار المحلقة والأسهم اللونية المتناثرة في الفضاء ووتتقاطع معها وكأنها تصارعها ليبدو المشهد في غاية الروعة والجمال بحيث يعجز الكلام عن التعبير عنه .
وانتصبت حلقات الرقص والغناء وفرق الموسيقى في معظم أحياء مدن الكوكب وقراه . في الحدائق والساحات والمسارح والملاعب والمتنزهات والمطاعم والطرقات وحتى على ارتفاع بضعة أمتار من الأرض حيث حلق بعض الشباب والفتيات وراحوا يرسمون بأجنحتهم الصناعية حلقات مشهدية وألعابا بهلوانية رائعة الجمال .
بدا الملك لقمان ومرافقوه في غاية الدهشة وهم يرقبون الجمال القائم على الأرض يشكل وحدة متكاملة مع الجمال الذي تشكله السماء . هتف إلى الملكة شمس الورود متسائلا :
- كيف حققتم كل هذه المحبة بين شعوبكم وأصبحتم كأسرة واحدة ؟
صمتت الملكة لبرهة متفكرة وما لبثت أن قالت :
- لو لم يقتنع الإنسان لدينا بأنه يحمل إلها في دخيلته وأنه جزء من الذات الإلهية لما استطعنا أن نحقق شيئا . أن يشعر الإنسان أنه جزء من كل كوني هو في الحقيقة واحد ، لا بد وأن يسلك سلوكا مهذبا راقيا وحضاريا لكي يشعر أنه بمستوى وجوده . أي يحقق الألوهة في ذاته
فلا يسعى إلا إلى المحبة وعمل الخير، ودون ذلك سيشعر أنه انسان ناقص !
- ألا تحدث مشاجرات أو جرائم جنائية كالقتل مثلا في مجتمعاتكم ؟
- جرائم لا لم يشهد كوكبنا ولوجريمة قتل واحدة من أكثر من ثلاثة أجيال .ثمة مشاجرات بسيطة تحدث أحيانا .. لقد اضطررنا إلى بحث عن عمل للقضاة والمحامين غير القضاء ولم يعد لدينا أكثر من عدد قليل جدا من القضاة والمحامين في الكوكب كله . يروى في كتبنا التاريخية أن المحاكم في الأزمان السالفة كانت مثل خلايا النحل لكثرة الجرائم . الآن تدخل إلى أي محكمة ويندر أن تجد أحدا فيها . وإن وجدت فعلى مشكلة بسيطة . قد تكون استغلالا من صاحب عمل لعامل أو مشاجرة بين زوجين أو شخصين .
راح الملك لقمان يضحك وهو يتذكر قصور العدل في بعض البلدان العربية التي تزدحم بالناس أكثر مما تزدحم الأسواق بحيث يشعر المرء أنه لا يوجد إنسان واحد في مدينة ليس لديه مشكلة ما مع آخر . المشكلة أن العدالة تضيع في زحمة القضايا أمام القضاة . والرابح الوحيد
هم المحامون الذين لا يرحمون أحدا مقابل دفاع بائس !
خطر للملك أن يتساءل عن العدالة الإجتماعية :
- هل ترين جلالتك أنكم حققتم عدالة أجتماعية كاملة ؟
وكالعادة تفكر الملكة ولو قليلا قبل أن تجيب:
- العدالة المطلقة شبه مستحيلة . لكن في مقدوري القول أننا حدينا من الثراء وقضينا نهائيا على الفقر . فلا يوجد لدينا أثرياء بالمعنى الفاحش ولا يوجد لدينا فقراء , والدولة مسؤولة عن كل إنسان من حيث ضمانه الإجتماعي والصحي وتوفير العمل . العمل عندنا معظمه في الزراعة وتطوير العلوم التي تخدم أدوات الإنتاج الزراعي والحيواني والصحة والحضارة الإنسانية . ألغينا العلوم التي كانت مكرسة لصناعة الأسلحة . وصلنا إلى مراحل متقدمة جدا في علوم الطاقة والفيزياء والصناعات الألكترونية والفضائية من حيث استكشاف الفضاء.
- كيف حديتم من الثراء الفاحش ؟
- بمنع الإستغلال وزيادة الضرائب والأهم هو قناعة الإنسان بمعتقده .وهذا ما يدفعه إلى التفاني في محبة الآخرين ومحبة الوجود نفسه بكائناته وكينونته .
وخطر للملك أن يسأل عن عدم صناعة الأسلحة :
- ألم تفكروا في أنكم يمكن أن تغزو من كوكب آخر لديه أسلحة متطورة حين تخليتم عن صناعة الأسلحة ؟
- الكواكب المحيطة بكوكبنا لا يوجد فيها حياة . أقرب كوكب إلينا يحتوي على حياة هو كوكب الأرض . ويحتاج إلى وقت طويل ليتمكن من الوصول إلينا .
كانت الملكة تتحدث العربية بطلاقة فخطر للملك أن يسألها :
- أنا لم أسألك أين تعلمت اللغة العربية التي يبدو أنك تجيدينها بطلاقة !
ابتسمت الملكة وهي تقول :
- في الحقيقة لم أتعلمها . دماغي ملحق بشريحة ألكترونية تحتوي على ثقافات متعددة وعشر لغات منها العربية .
لم يصدق الملك لقمان ما سمعه وتمنى لوأن لديه مثل هذه الشريحة لتغنيه عن الإستعانة بالقوى الجنية لمعرفة لغة ما ! تساءل :
- كم لغة في كوكبكم ؟
- كان فيه أكثر من خمسمائة لغة لكنا قصرناها على عشر لغات أكثر شيوعا في الكوكب ونعمل على إلغاء كل لغة يقل استخدامها إلى أن تسود لدينا لغة واحدة فقط للكوكب كله خلال عقود ، حتى لا نهدر وقت أبنائنا في تعلم اللغات .
- هذا يعني أنكم تقومون بإلغاء التعصب القومي أيضا لدى شعوبكم ؟
- لقد نجحنا في إلغاء التعصب الديني وهو أخطر أنواع التعصب فكيف لن ننجح في إلغاء التعصب القومي والعرقي والقطري والقبلي . التعصب لدينا حاليا هو للإنسان والإنسانية ولا شيء غير ذلك . تجمعنا الإنسانية الواحدة في الألوهة الواحدة في الكون الواحد والكائنات الواحدة .
أدرك الملك لقمان أن كوكب الأرض سيحتاج إلى آلاف السنين للتخلص من مصائبه فقرر أن يشكر الملكة على حسن الضيافة ويتابع رحلته الفضائية على أمل لقاء الله بطريقة مختلفة غير التي يلجأ إليها أبناء كوكب المحبة والجنات بالتنسك والتأمل والإمتناع عن الطعام والشراب ..
****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة (10)
- أديب في الجنة (9)
- أديب في الجنة.(8)
- أديب في الجنة ! (7)
- أديب في الجنة ! (6)
- أديب في الجنة ! (5)
- أديب في الجنة (4)
- أديب في الجنة (3)
- أديب في الجنة ! (2)
- أديب في الجنة ! (1)
- أديب في الجنة !!
- رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون ! (1)
- هل تدرك الطاقة وجودها وهل تعرف أنها خالقة ؟ (2)
- هل الطاقة السارية في الكون تعرف أنها خالقة وأنها الله ،وهل ت ...
- في المادة والطاقة وتجلياتهما !!
- آه يا إلهي .. كم نحن حزناء ؟
- أقوال ومقالات . في الخالق والخلق والجنة والناروالمرأة والجنس ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة . (11)