أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صافي الياسري - في بيتنا مصيده















المزيد.....

في بيتنا مصيده


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


في بيتنا مصيدة

صافي الياسري

اعجب الملك دبشليم جدًا بقصتي وشهادتي ولي الظاهر، وامر ان تكتب بالتبر على ماقي البصر!! وبخاصة الحكمة التي وردت في نهايتها، واوعز الى رئيس وزرائه شتربة ان يامر الفيلسوف بيدبا بتقديم هدية مناسبة لي قبل اعادتي الى اقليم قهرستان حيث اقامتي الجبرية بحسب الاتفاق، وحيث اتم الاقليم على وفق ما عرفت كل اجراءات تنفيذ امر النفي القطفاري بحقي، كما اعلن ملك الهند على رؤوس الملأ انه يتعاطف مع ايديولوجيا اعادة التوازن الطبيعي للعلاقات بين الكائنات الحية في العراق وتمييز الانسان فهو السيد مفروض الطاعة والمرجعية الاولى للحياة والمطالبة بالغاء الدستور الذي وضعه في ادنى مرتبة ، حيث اباح اجتثاثه (وهذه مفردة صعب على الى حد بعيد افهامها لملك الهند الذي قال لي بالحرف الواحد انه زار العالم كله وقرأ تاريخ كل الملوك والحكومات صغيرها وكبيرها ولم تمر به في علم سياستها وفنه مفردة كهذه ياكل بها الانسان الانسان والملك رعاياه والحكومة مواطنيها مهما بلغت درجة عمالتها ).

وقد قدم لي الفيلسوف بيدبا لحظة صعودي الطائرة عائدا الى قهرستان ، هدية باسم الملك كانت عبارة عن مغلفين ، الاول فيه مصيدة ذهبية ؟؟ ( وستعرفون لماذا كانت المصيدة من ذهب فيما بعد) والثاني عبارة عن كتاب للمؤلف الهندي الشهير الفيلسوف فيشنو سارمن الذي كتبه خصيصا لاولاد الملوك الحمقى بنية تعليمهم الحكمة ، ويحوي مجموعة قصص تؤيد ايديولوجيا التوازن وتنهل من معين ثقافتها وادبها ،وسناتي على ذكرها في مقبل احاديثنا ، شكرت الجميع وركبت الطائرة التي ما لبثت ان اقلعت ثم حطت في مطار قهرستان وتم نقلي الى (طامورتي) وبعدها سمح لي بالعودة الى بيتي لعدة ايام لتوديع عائلتي واصدقائي وليظهر القطفاريون بمظهر من يراعي الشكل الانساني حال تنفيذ الاحكام.

المسؤولون القطفاريون المكلفون مراقبتي حين تفحصوا هدية الملك دبشليم التي حملتها معي، عثروا بالمصيدة الذهبية، ولانها هدية ملك الهند فانهم لم يتمكنوا من مصادرتها وان اضمر كل واحد منهم (سيناريو خاصًا للاستحواذ عليها) على اية حال، شاع ان في بيتي مصيدة في عموم قهرستان وبقية اقاليم العراق القطفاري، وفي يوم عودتي الميمونة كان الشيخ والعلامة الاسلامي المعروف والشهير محمد المنجد كثر الله من امثاله قد اصدر فتوى جاء فيها انه يمقت ميكي ماوس وتوم اند جيري حيث ان الفأر حيوان ممقوت واضاف ان ميكي ماوس يجب ان يقتل بجميع الاحوال!! وقد جن جنون القطفارية تثر هذه الفتوى وتزامنها مع سماعهم ان في بيتنا مصيده، وعادوا الى التظاهر حتى وصلت حشودهم ابواب داري وتسلقوا سطوح الجيران محاولين الاقتراب من سطح داري علهم يحظون برؤية تلك المصيدة الذهبية التي انتشرت الاشاعات والاقاويل عن حجمها وقدراتها في الامساك بعشر فارات مرة واحدة وضخم الرقم تواليًا حتى قيل انها يمكن ان تمسك بكل فئران العراق مرة واحدة، ما اشاع الرعب في صفوف القطفارية وايقنوا ان يوم قيامتهم قد حل، الا ان عددًا من المطلعين من اصحاب الضمائر الحية اخبروني ان الذين روجوا هذه الاشاعات هم بعض اعضاء مجلس النوام ووزارة الداخلية القطفارية والاجهزة الامنية التي سقطت في قبضتهم بنية تخويف الجميع والاستحواذ على مزيد من التخصيصات و(الخاوات) وللاستحواذ على المصيدة الذهبية التي لا تقدر بثمن لقاء منحي بعض الامتيازات ومنها الخروج الى حديقة داري وشم الهواء الطلق الذي لم يتلوث بروائحهم النتنة، وفي ذات الوقت كانت جموع القطفارية تتظاهر امام مجلس النوام، بنية استصدار قرار يمنع استخدام بل صنع وبيع وشراء المصائد حتى لو كانت ذهبية، ويذكر ان قرارًا سابقاً اباح للقطفارية التعامل مع الاغذية الانسانية والحديد والخشب والاسمنت والطابوق (علس الموظفون القطفاريون طابوق جدران بنايات الوزارات كلها وسقوفها تلك المبنية بالاسمنت المسلح او العقادة العثمانية من زمن العصملي بالشيلمان فما بالك ما تحتها) اما في ما يخص الانسان فالقطفاريون مباح لهم قرض ثيابه واحذيته واغطيته واثاثه وادواته المنزلية بما فيها الادوات الكهربائية والسخانات والثلاجات مع انه لا وجود لما يسمى بالتيار الكهربائي الا بمشيئة القطفاريين في لحظات توطئهم مع اصحاب المولدات الاهلية القطفاريين هم ايضًا لسرقة التيار واعادة بيعه بالامبير للمواطنين، وبما ان الجنس القطفاري اكل للحوم كما ثبت فلكم ان تتوقعوا انه سيقرض الانسان نفسه لحمًا ويرميه عظما ام لم يقضه عظما تيضا ولا شيء مستعرب في العراق كما اسلفنا، وقيل ان ذلك ما تم فعلاً ولكنه جرى ويجري بالسر حتى الان في سراديب وطوامير السجون والمعتقلات السرية كما اوردت وثائق ويكي ليكس التي تحرق الارم غيظا عليها مفارز القطفاريين لانها لم تتمكن من قرضها قبل نشرها، وعلى اية حال فان مجلس النوام لم يكن امامه الا ان يصدر القرار التاريخي المتوقع، فتم منع استعمال وصناعة وتداول بل وحتى ذكر مفردة مصيدة في المجالس العامة، والصحف والاعلام وتم شطبها من القراءة الخلدونية التي يقال انها الغيت ومنع تداولها لان مؤلفها هو العلامة التربوي الفذ ساطع الحصري المتهم برغم انه رحل قبل عقود عديدة من ظهور الجنس القطفاري بانه قومي من النوع الثقيل والانساني الذي تعادي مؤلفاته كل منطلقات القطفارية الفكرية والعقائدية الخارجة على الطبيعة والدين والاخلاق والفكر القومي والانساني، وكونه فكر مظلم منبعه جحور الفئران الملوثة، وطمأن شيوخ فقه الطريقة القطفارية وعلماء الدين القطفاريين على اختلاف مذاهبهم العامة والخاصة، والحكومة والبرلمان والجيش والشرطة والبيش مركه والاسايش وحكومة قهرستان الفدرالية التعددية الديمقراطية الكبرى، انه لا وجود لمفردة المصيدة في الكتب المقدسة جميعاً وبات العراقيون يتداولونها سرًا وقد ارتفعت اسعارها بشكل مخيف، ويقول اصحابي ان حالها بات حال المشروبات الكحولية الممنوعة التي جن جنون اسعارها في (زواغير بغداد) بحيث ارتفعت ارقام المستورد منها اضعاف اضعاف ما كان عليه الحال قبل قرار منع تداولها وتناولها الذي زاد من عدد متناوليها الذي شمل ربات البيوت والطلاب والطالبات من الجامعات الى المدارس الابتدائية والروضات ودور الحضانة الاسلامية (و .. وهو ما لا اصدقه حيث اني اعلم أن مكاتب المرجعيات لا تهتم بالكحول لانها ترفض استبدالها بالترياق والحشيش وانواع الهيرويين و..) و.. مكاتب المرجعيات الدينية الاموية والعباسية والطهرانية والقمية وسجستان (الس ج ستانية) والخمينية والخامنئية ومرجعيات انبياء الله يوسف (اليوسفية) ويعقوب (اليعقوبية) واسحاق (الاسحاقية) وارجو الا تقرأوه غلطا كما فعل بعضهم (السحاقية .. فذلك عيب) وصوفية الفيض (الفيضية) وغيرها من المرجعيات ووكالاتها المتناثرة بين قصور لندن ونيويورك وباريس وطهران، حتى قيل ان القرار ارتد على بيوت مصدريه والمراهقات والمراهقين والاطفال الذين يابون النوم مبكرا حيث تلجأ الامهات الفقيرات الى اجبارهم كي يناموا على شرب كاس مسيح او بعشيقة، او العرق المصنع منزلياً الذي كشف العباس بن فرناس (قدس) اسرار صناعته ضمن كشوفاته الاخرى التي اعلن عنها على الوجه التالي (اصنع البيرة في منزلك .. عتق النبيذ في غرفة نومك .. لن يلاحقك مجلس القطفارية الى قبو المنزل لان اعضاءه مشغولون بتصنيع ما يستطيعون في منازلهم بنية المتاجرة المربحة) وقد تم طبع التعليمات الفرناسية التي باتت اشبه بالتمائم والتعاويذ المقدسه، على ورق خاص من النوع الذي تستخدمه اجهزة المخابرات وجرى توزيعها واستنساخها من بيت لبيت ومن جامع لجامع وحسينية لحسينية ودور الجوامع والحسينيات هنا هو الاطلاع على تعليمات بن فرناس (قدس) ووصفته للعمل على ابطالها ومقاومتها والتنبيه الى شرورها المحيقة بالدين والاخلاق والعائلة والشعب والامة الاسلامية وغير الاسلامية و .. الخ .. الخ بينما لجأت الامهات وغير الامهات من الزوجات وغير الزوجات الثريات في مخادع منازلهن (الفيللات الدبليوم) وهن من محدثات النعمة زوجات وامهات واخوات وعشيقات الرموز والكاريزمات الجديدة في العراق الجديد الى الويسكي الاسكتلندي الاصلي الخاص الرفيع المستوى (مستوى النخبة) وبقية المشروبات من البراندي والروم والفودكا والنبيذ الفرنسي الاحمر والابيض والشمبانيا الانثوية وما اعرفه ولا اعرف ولا نعرفه انا وانت وتعرفه بنات مخادع الزواج المنقطع وغير المنقطع والمسيار وغير المسيار والاجيرات المدربات على اتيكيت جلسات الشراب الخاصة او الساقيات او الجواري اللواتي افرزهن مجتمع الطبقة النافذة والذي افرز بدوره (طبقية السكر والسكارى) على وفق ادبيات سكرتير الحزب الشيوعي المعروف بحميد طواطة على وفق طيب الذكرالدكتور نوري المرادي، وقد اخبرني اصدقائي ايضًا ان حال اعضاء مجلس القطفارية هذا شجع رموز القطفارية الذين استصدروا قرارالمصيدة على احتكار تصنيعها والمتاجرة بتداولها وبيع رخص الاستعمال الاستثنائية الى بعض المواطنين بذريعة ان بعض القطفارية يستحقون صيدهم بسبب خروجهم على زعمائهم وسعيهم للحصول على مكاسب مادية خارج محيطهم، على اية حال تمت مصادرة المصيدة الذهبية مني قبل ان يأزف الموعد المحدد لنفيي، واود ان اخبركم ايها السادة المحققون اني قبيل ركوبي الطائرة متوجها نحو بلدكم السعيد ابرقت لصديقي الفيلسوف بيدبا واعلمته ان قد تمت مصادرة هديته مني، فرد علي قائلاً ان بلاده الان تشهد علاقات تجارية مزدهرة مع القطفاريين الذين بات يحترم توجهاتهم اللاعنفية وسياستهم في المضاميرالتجارية والاقتصادية والمالية والسياسية والعسكرية والسياحية ، وان صفقات ضخمة لتصنيع المصائد تم توقيعها بين بلده وبين القطفاريين وانه لا يستطيع التضحية بمصالح بلده لسواد عيون صافي الياسري، (والان هل عرفتم سبب اهدائي مصيدة ذهبية فتحت كل مسالك التجارة وعلى اوسع الابواب مع من لم يكن يحلم بها بينه وبين القطفارية؟؟) فاسقط في يدي واصبت بخيبة امل كبرى ولم يعد لي من امل في شيء .. الا ان صديقا لي حاول ان يفرج عني بالقول متسائلاً ولماذا انت مبتئس ايها الزعيم؟؟ ان سقوط القطفارية في حمأة تصيد بعضهم البعض شرها للمكاسب والمغانم نبأ سعيد مسعد، انما خوفك ان يجتمعوا على الوطن وعليك؟؟ فقلت له يا صديقي انهم ياكلون بعضهم منذ الايام الاولى لقفزهم للردح واللطم على مسرح المرجع الفقهي الشهير الشيخ الحاج بريمر لكنهم حين يتعلق الامر بي وبامثالي يتنمرون متوحدين ضدنا بينما يأخذنا التشتت فريسة سهلة على موائدهم فهل تفقهون؟؟ وهل ثمة من يسمع .. انا استصرخ الجميع اليوم قبل ان تاكل اصواتهم فئران خميني كما اكلت حديد التاجر العراقي ان انضموا الي وضموني اليكم لنستعيد عراقنا من سراقه



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال الايراني عاريا
- اوراق متناثره
- ايران وتعويق الحراك السياسي الشعبي العربي
- هل الاسلام دين جميل
- الان روب غرييه والرواية الفرنسيه
- الارهاب والتطرف الاسلامي بين روبيو وترامب واوباما
- في اليوم العالمي لحقوق الانسان
- في يوم الطالب الايراني السابع من ديسمبر
- على هامش مؤتمر المناخ العالمي بباريس
- لعبة التدخل التركي وابعادها المحلية والاقليمية والدولية
- اميركا وقانون حماية المعارضة الايرانية في العراق
- الجمعية الاوربية لحرية العراق في البرلمان الاوربي
- الفولكلور العراقي مصدر الهام للفنانين التشكيليين.. الفن الشع ...
- زمن الملوك العراقي
- لا تنتهي داعش قبل ان ينتهي الاسد ونظامه
- في الادب الفرنسي - جدل حول الفرانكوفونيه
- المالكي وتدمير العراق
- بعيدا عن القوالب والقواميس
- روسيا وسوريا وايران وارهاب الدوله
- في الادب الفرنسي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صافي الياسري - في بيتنا مصيده