أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - زمن الملوك العراقي














المزيد.....

زمن الملوك العراقي


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زمن الملوك العراقي
يقول المثل العراقي ( لو ضامك الضيم اذكر ايام عرسك ) والمستهدف هنا ليس الزمن بوحداته القياسيه وانما الزمن الذي عاشه العراقيون تحت خيمة الملوك ، الملوك الحقيقيين،اصحاب الايادي النظيفة والنفوس العزيزة المترفعة عن كل صغيره ، والاخلاق الرفيعه ،ملوك القامات الباسقة ،والرؤوس التي لا تسقط تيجانها ابد الدهر ،وقد غادرونا للصعاليك فاقدي الذمة والضمير والغيرة والشرف والاخلاق والانتماء ،فهم نبات حوشي لا اصل له لذا بات زمنهم زمن الرداءة والخسه ،فاين هم من زمن الملوك ؟؟
في ذروة الحنين إلى زمن عراقي أبلج، في ظل المواجع اليومية التي يعيشها العراقي اليوم، ليعتبر بها أهلي العرب في كل أقطارهم، أكتب هذه الأسطر:
والملوك هنا هم ليسوا أهل التيجان والعروش الذين كانوا قمماً في الأخلاق والدين، في النزاهة والعفة وطهارة اليد والذيل، وحسب، بل أهل التيجان والعروش، من الرموز الخالدة في ضمير الشعب والوطن والتاريخ، ملوك الأخلاق الرفيعة والذمم والضمائر النقية، من الشخصيات والمسؤولين والساسة، الذين إن استذكرناهم الآن، فإنما لنؤشر أن للشعوب تاريخاً بصفحات مشرقة، لا يمكن أن تسودها مدلهمات الليالي، وإن قلت زمن الملوك العراقي، فإنما لا ميزة بهم عن الزمن الرديء، الذي اغبرت أيامه حاضراً بكل ما يؤلم.
في رسالة بعثها لي احد الاصدقاء على ايميلي جاء ما نصه واعيد نشره لانه نزل مثل الزلال على قلبي ، وان اثار شجوني فانه ايضا المح ضمنا الى الشخصية العراقية الاصيلة الخالدة والامل في ولا دتها من جديد لانها تحمل ذات الجين الذي حمله هؤلاء الملوك :
من ينسى المغفور له جلالة الملك فيصل الأول؟؟ ونوري السعيد وجعفر العسكري وياسين الهاشمي وجعفر أبو التمن ومحمد رضا الشبيبي وعبدالمحسن السعدون؟؟ وغيرهم كثيرون، وقد غادروا الدنيا ولم يتركوا وراءهم من متاعها ما يترك اليوم تجار السياسة الفاسدون، ولم يكن الفساد والرشوة أمرين متعارفاً عليهما في ذلك الزمن الجميل، وكان من يوصم بهما، تلاحقه سبتهما حتى مماته، إن لم تمتد إلى ما بعده لتسم أهله وأحفاده.
المغفور له جلالة الملك فيصل الأول غادر الدنيا وهو لا يملك من حطامها شيئاً.
المرحوم نوري سعيد قتل بعد عقود من احتلاله المراكز الأولى من المسؤولية، وفي حسابه الخاص أربعون ديناراً “ما يقرب في حينها من 130 دولاراً فقط” هي المتبقية من رواتبه وكان قد اقترض من شقيقة المطربة سليمة باشا واسمها ( ريجينا ) مبلغا من المال ليكمل بناء داره .
الملك فيصل الثاني، أثناء زيارته جمعية الهلال الأحمر الخيرية، تبرع بمائتين وخمسين ديناراً، وعندما عاد إلى قصر الرحاب، أخبره مسؤول الخزينة، أن صلاحياته لا تسمح له بالتبرع بمثل هذا المبلغ، وأن ما هو موجود في حسابه الخاص لا يكفي لتغطية ما تبرع به، وعندها تساءل غاضباً، ولكني وعدتهم؟؟ فتم الاتفاق على إقراضه المبلغ، على أن يتم استقطاعه من رواتبه على دفعات؟؟
أما الزعيم عبدالكريم قاسم، فمن المعروف لدى العراقيين، أنه قتل وهو لا يملك داراً للسكن، في حين بنى لكل ضباط الجيش العراقي، أحياء سكنية عديدة، وحكاية دفعه بضعة دنانير من جيبه الخاص لمرافقيه، ليجلبوا له ولضيوفه من المسؤولين، إذا ما تأخرت اجتماعاتهم، الكباب المشوي من المطاعم البغدادية الشعبية، يتذكرها كل من عايشه.
جمال عمر نظمي، الوزير والمحافظ والسفير في أكثر من دولة، توفي وهو يسكن داراً مبنية على عرصة “أرض مملوكة للدولة”، تملكها أبناؤه بعد سنين من وفاته.
ومن يقرأ مذكرات القاضي محمود خالص، بجزئيها الأول والثاني، “ذاكرة الورق”، وهو الرجل الذي تدرج في مناصب القضاء، حتى وصل رئاسة أعلى هيئة قضائية، محكمة التمييز “النقض”، يجد هذه النزاهة علماً متجلياً في فقره البين، في حين كان يمكن لمنصبه أن يجعله من أثرى أثرياء العراق لو خالف ضميره.
وحفيد رئيس وزراء العراق جعفر أبو التمن، يسكن اليوم شقة سكنية متواضعة في بغداد اشتراها من رواتبه، وهناك قصص أكثر بكثير مما ذكرت في ذات السياق.
ما أريد قوله، إن طهارة اليد والذيل، كانتا القاعدة في بلدي، والاستثناء كان الارتشاء والقبول بالفساد، وإن ما يحدث الآن، هو الآخر، الاستثناء وليس القاعدة، وإن تمظهر زمن العراق اليوم مظهر كل ما هو رديء ومؤلم، وكل ما يمكن أن يتخذ مثلاً سيئاً، إنما ما يبقيه قائماً، هو نقص إرادة التغيير في نفوسنا وضعفنا أمام استحقاقاته.



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنتهي داعش قبل ان ينتهي الاسد ونظامه
- في الادب الفرنسي - جدل حول الفرانكوفونيه
- المالكي وتدمير العراق
- بعيدا عن القوالب والقواميس
- روسيا وسوريا وايران وارهاب الدوله
- في الادب الفرنسي
- من كتاب الاعدامات الايراني النظام الايراني والرعب من جيش الج ...
- اليوم البرتقالي وجهود العالم للقضاء على العنف ضد المرأه
- المقاومة الايرانية تدعو هيأة من المحامين والبرلمانيين الاورب ...
- خامنئي وصاع القرارالايراني
- على بوابة الانتخابات رفسنجاني يبدي ذعره مما يخبئه له حرس خمي ...
- المخابرات الايرانية تسعى لجر المؤسسات الرسمية العراقية الى ف ...
- الاوضاع الاجتماعية في ايران من سيء الى اسوأ
- الالعاب الحربية العالميه خمس نقاط دولية قد تشعل الحرب الكوني ...
- من انجب داعش ؟؟
- ايران وروسيا الاصدقاء الاعداء على الارض السوريه
- تصاعد الخلافات بين روسيا وايران حول النفوذ في سوريا
- ايران الاقليات تفجر الارض تحت اقدام الملالي
- شعيب ابراهيم ولغة الله
- كيف يكون التواطؤ


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - زمن الملوك العراقي