صافي الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 14:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ايران وروسيا الاصدقاء الاعداء على الارض السوريه
صافي الياسري
يذكرني هذا العنوان ( الاصدقاء الاعداء ) برواية الروسي الخالد ديستوفسكي الاخوة كارامازوف او الاخوة الاعداء التي تنتهي بضياع الجميع بعد صراع مميت طويل، ولا اظن ان مصير العلاقة بين ايران وروسيا ونفوذهما ومصالحهما المتقاطعة على الارض السورية سيكون مصيرها خيرا من مصير عائلة كارامازوف ،لهذا وضعت عنوانا لهذه التعقيب على ما نشرته الصحف البريطانية بهذا الخصوص مقاربا لعنوان رواية ديستوفسكي العملاقه .
وياتي هذا التعقيب الحاقا بمقالي السابق المعنون تصاعد الخلافات بين روسيا وايران حول النفوذ في سوريا المنشور يوم امس 21-11-2015 في موقع الحوار المتمدن ،ليعزز ما ورد فيه .
فقد نقلت بي بي سي عربي بتاريخ 21/11/2015
تناول الصحف البريطانية الصادرة الجمعة تحليلات بشان تضارب المصالح بين روسيا وإيران في الحرب السورية، والتطورات التي أعقبت هجمات باريس.
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا تقول فيه إن شقاقا حصل بين إيران وروسيا بشأن الحرب السورية، بسبب تضارب الأهداف على المدى الطويل.
ويقول أليكس باركر وكاثرين هيل في تقريرهما إن صمود التحالف المصلحي بين إيران وروسيا في سوريا هو من بين الأسئلة التي لا تجد جوابا في البحث عن سبل إنهاء الحرب السورية.
وينقل التقرير عن خبير الشؤون السورية، كريستوفر فيليبس، قوله إن إيران كانت سعيدة بأن طلبت من روسيا إرسال طائراتها، وإلا سقط الأسد، ولكنها ستكون غير مرتاحة على المدى الطويل، لأن سوريا منطقة نفوذ لإيران وأنفقت على ذلك كثيرا، وهي ترى اليوم روسيا تريد أن تبتلعها.
وتذكر الكاتبان من بين نقاط الاختلاف بين طهران وموسكو إنشاء مليشيا قوات الدفاع الوطني في سوريا من قبل إيران، ورغبة موسكو في أن تلحق هذه القوات بالجيش السوري الحكومي، الذي له علاقات متينة مع روسيا.
بينما تعتبر طهران هذه القوات، التي أنشئت منذ ثلاثة أعوام، بدعم من الجيش الإيراني وحزب الله، أهم وسائل نفوذها في سوريا.
ويضيف التقرير أن مصالح روسيا ونفوذها يتركز في السواحل السورية الغربية من القاعدة الجوية الروسية في طرطوس إلى اللاذقية، وعلاقاتها قوية بالجيش.
أما مصالح إيران فهي جنوبي سوريا خاصة طريق الإمداد بين حزب الله وطهران، ولا تهتم بالجيش السوري الحكومي، مثلما تهتم بقوات الدفاع الوطني.
واكرر هنا مرة اخرى ان هذا الخلاف ليس بذرة شقاق وحسب وانما مقدمة صراع تفرضه المصالح المتقاطعة والرؤية المتناقضة بين الطرفين ،وهو كما ارى سيودي بقوى الاثنين وكما هي النهاية في رواية دستوفسكي حيث يضيع الجميع سينتهي الاثنان بغرق روسيا في المستنقع الروسي ومن ثم لوذها بالفرارلانقاذ بقية ماء الوجه واذلال ايران التي ترى الان بام اعينها سقوط عشرات القتلى من كبار قيادات حرسها الثوري على الارض السورية ، بعد ان يتاكد سقوط الجزار الاسد الحتمي .
#صافي_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟