أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الأهداف التوسعية لتركيا وإيران بالعراق؟














المزيد.....

الأهداف التوسعية لتركيا وإيران بالعراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من يعتقد بأن تركيا قد انتهكت حدود العراق الآن وليس قبل أكثر من ثلاثة عقود، ويخطي من يعتقد أنها لم تحصل على موافقات عراقية وإقليمية بذلك، بل وبتأييد أمريكي، بسبب عضويتها في حلف الناتو، ويخطئ من يعتقد أنها جاءت للتصدي لداعش وأخواتها بالعراق أو حتى بسوريا، ويخطئ من يعتقد بأن تركيا خالية من أطماع العودة واحتلال مناطق بعينها من العراق، وبشكل خاص ليس لواء الموصل السابق حسب، بل وكل ولاية الموصل بمكوناتها السابقة (الموصل وكركوك وأربيل والسليمانية). ولذلك ليس من السهل إخراج تركيا من الأرض العراقي، وهو أصعب بكثير من طرد عصابات داعش من العراق. وسبب ذلك يكمن في هشاشة الدولة العراقية وفي ضعف الحكومة وتعدد مراكز الصراع والقرار وبعد الحكومة الواسع جداً عن الشعب ومصالحه وسقوطها في مطب الطائفية السياسة ومحاصصاتها المقيتة المعادية لروح المواطنة والوطن. ولكن سيكون في مقدور العراق التخلص من القوات التركية إن تخلص العراق من القوى والسياسات التي جعلته بهذه الهشاشة والضعف على جميع الأصعدة، وإذا استخدم اللغة الدبلوماسية الواعية والمعبئة للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، وليس العنجهية الفارغة والتهديد بالقوة التي لا تؤتي بثمار ناضجة. وإذا ما اتخذت موقف سليم من إيران التي ما انفكت تتدخل وبشراسة ودون حياء بالشأن العراقي الداخلي وتحرك العديد من مراكز القوى التابعة لها، ومنها، رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية الحالي، والمليشيات الطائفية الشيعية المسلحة. هذا ما أراه حتى الآن.
وبالمقابل يخطئ من يعتقد بأن إيران لا أطماع لها لا بكربلاء والنجف والكاظمية وسامراء فحسب، بل هي طامعة بالعراق كله ليكون ضمن إمبراطورية فارسية "إسلامية!!" جديدة بقيادة خامنئي أو من يحل محل المرشد بعد وفاته، تماماً كما تسعى تركيا إلى استعادة "أمجاد!!" إمبراطوريتها العثمانية الاستعمارية من جديد بقيادة الإخواني اردوغان. ولم يخف الكثير جداً من زعماء إيران هذه الرغبة الجامحة، كما لم يخفها زعماء تركيا.
العراق يعيش اليوم بين فكي الرحى التركي-السعودي من جهة والإيراني من جه أخرى وهما يبذلان جهداً، وهنا الخطر الأكبر، في أن تصبح أوضاع العراق الداخلية على شاكلة الصراعات النزاعات الدموية الجارية منذ ثلاث سنوات بسوريا، بل وسيكون الأمر بالعراق أشد وأقسى وأكثر تدميراً وقتلاً.
إن التحرك التركي والإيراني صوب العراق يعتمد على قوى داخلية مؤيدة لهم ومساندة لتحركالدولتين. فأقطاب عراقية سنية مثل أسامة وأثيل النجيفي وطارق الهاشمي يدفعون بتركيا إلى التدخل بالعراقبذريعة إنقاذهم من حكم الشيعة، وأقطاب شيعية مثل المالكي والجعفري والأديب يدفعون باتجاه تدخل إيران بالعراق لحماية حكمهم بالعراق، وهم وأمثالهم في الطرفين يعتبرون سبب المشاكل بالعراق ومعاناة الناس. كما يجب الإشارة إلى إن الصراع السياسي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة، والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير من جهة أخرى، يدفع بالاتجاه الخطير ذاته. فالحزب لديمقراطي الكردستاني يحاول أن يستند إلى تركيا ناسياً رغبتها في الهيمنة على "مكونات ولاية الموصل السابقة، في حين يسعى الاتحاد الوطني وحركة التغيير أن يستندا إلى إيران، وهما ينسيان دور إيران التخريبي بالعراق، فلا فرق بالنسبة للمصالح الفارسية الإيرانية بين الشاه وخامنئي. وكل هذه الأطراف على مستوى الإقليم والعراق تتحمل مسؤولة فعليةً عما يجري اليوم بالعراق، شاءت ذلك أم أبت. وهي التي يمكن أن تعرض العراق ومصالح شعب العراق بقومياته العديدة كلها لمخاطر جمة، ولكنها سوف لن تنجو من العواقب التي يمكن أن تحل بالعراق من جراء ذلك، بل ستعاني الأمرين.
إن تركيا الإخوانية والسعودية ذات النهج الوهابي الداعشي في الفكر والسياسة الفعلية وقطر، ذات الفكر الإخواني الإرهابي، تشكل تحالفا سياسياً تحت واجهة مذهبية سنية مشوهة، كانت وما تزال مسؤولة عن تسريب عصابات داعش إلى العراق وسوريا. ولهذا التحالف غطاء أمريكي-أوروبي ما يزال فاعلاً حتى الآن. وفي المقابل تسعى إيران إلى تشكيل تحالف سياسي تحت واجهة مذهبية شيعية مشوهة يضم العراق وسوريا وحزب الله بلبنان وبغطاء روسي، وهي المسؤولة عن تشكيل عشرات المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة. إن هذين التحالفين لا يعملان لصالح العراق، بل لتحقيق أهدافهما غير النبيلة والمناهضة لمصالح العراق وسيؤججان الصراع والنزاع الشيعي السني ببلادنا، في حين إن الصراع بالأساس يدور حول المصالح الاقتصادية بالعراق والمنطقة وتأمين الهيمنة السياسية على العراق ومنطقة الشرق الأوسط، في حين أن العراق لا ناقة له في هذه التحالفات ولا جمل!!!
إن هناك قوى سياسية داخلية تسعى إلى جرّ العراق وتوريطه بهذين التحالفين المتعارضين ليتحمل عواقب تحويل الصراع الإيراني التركي والإيراني السعودي إلى الساحة العراقية وهو ما ينبغي التصدي له ورفضه. فقد سببت هذه الدول للعراق ما يكفي من الفوضى والإرهاب والفساد والموت لبناء وبنات الشعب وإفقارهم عبر نهب خيرات البلاد وتدمير اقتصاده.
أن القوى الديمقراطية العراقية تتحمل مسؤولية فضح القوى التي تريد جعل العراق ساحة لمثل هذه النزاعات الدموية والكشف عنهم وتعريتهم أمام الشعب العراقي، إذ لم يعد العراق يتحمل المزيد من الجروح التي اُثخن بها طيلة العقود والسنوات المنصرمة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العراقية الهشة تتقاذفها سياسات ونفوذ ومصالح الجيران؟
- العالم الحر والموقف من السعودية دولة التطرف والإرهاب والظلم ...
- مواقف تركيا إزاء الحملة المناهضة لقوى الإرهاب بسوريا والعراق ...
- الاقتصاد السياسي للفئات الرثة الحاكمة في العراق
- كتاب -الرثاثة في العراق -أطلال دولة ... رماد مجتمع-
- هل في مقدور التعبئة العسكرية الدولية وحدها تصفية داعش؟
- هل يعي المجتمع الدولي طبيعة الإرهاب الإسلامي السياسي؟
- لمن ولاء أجهزة الأمن العراقية للشعب أم لغيره؟
- هل يمكن تحقيق التغيير بولاءين؟
- شعوب العالم والإسلام السياسي
- الموقف من عمليات التغيير الديموغرافي لأراضي المسيحيين بإقليم ...
- أحمد الجلبي في ذمة المجتمع والتاريخ!
- نتائج أو عواقب عوامل الأزمة المتفاقمة بالعراق!
- المسيحيون جزء أصيل من أهل وتاريخ العراق [مشروع كتاب]
- هل يمكن العيش في بلد يحكمه الأوباش؟
- رأي بشأن القانون المسخ، قانون البطاقة الوطنية بالعراق
- العواقب الوخيمة لسياسات الولايات المتحدة
- التناقضات الاجتماعية بالعراق إلى أين؟
- المشكلات المتراكمة التي تواجه إقليم كُردستان العراق!
- الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الأهداف التوسعية لتركيا وإيران بالعراق؟