أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - النظام الوطني الديمقراطي ، غير الشمولي في العراق ، هو الحل .














المزيد.....

النظام الوطني الديمقراطي ، غير الشمولي في العراق ، هو الحل .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد جرب شعبنا في العراق ، حضه مع تجارب حكم مختلفة الاصول والسمات ، منذ نشوء الدولة العراقية عام 1921 ولحد لان ، حيث مرت به ملكية وعدة انظمة جمهورية ، صاغت جميعها دساتيرها وفق مقاسات لم تكتمل ابعادها ، بفعل التخلي عن مراعاة المصلحة العامة لجماهير الشعب من الفقراء والمعوزين ، عدا فترة الحكم التي اعقبت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، حين انتقل العراق بموجبها من حكم ملكي الى اول جمهورية قدمت حلولاً مجزية للمحتاجين ، وصدرت خلالها قوانين راعت فيها حقوق المرأة ، وتبنت برامج للاصلاح الزراعي ، ومكنت الطبقة العاملة من السير باتجاه الانعتاق من قوانين رأس المال المجحفة .. وما ان بلغت الثورة السنتين من عمرها ، حتى استشعرت الرجعية العربية الخطر ، وبدأت بالتآمر ، ومحاولات ازاحة معالم الحكم الوطني الجديد ، فكانت الردة بالمرصاد ، لتضرب جميع الاهداف التي حققتها الثورة ورموزها ، مستعينة بالاحزاب الاكثر تطلعاً للتعاون مع معاقل الشوفينية القومية في العراق والمنطقة لمحيطة .. وقد افلحت القوى المضادة للثورة بالسطو على الحكم عام 1963 محدثة اهوال كبيرة في صفوف ابناء الشعب ، لا زالت مسجلة وبحروف سوداء على صفحات التاريخ .
ولابد من الذكر هنا ، بان مسؤولية اليسار العراقي ، كانت كبيرة جداً ، حين عجزت يومذاك عن تقدير الامور بمقاديرها المكافئة لوزن ما جرى من تآمر فضيع لإجهاض الثورة ، فراحت جهودها موزعة بين البقاء في حيز الشعور بالامان المطلق ، وبين الانشغال بانشقاقات تنظيمية بائسة ، لم تجلب على حياتها ومستقبلها غير الدمار والتشتت .
وهناك حقيقة مرة ، يحاول الغلواء في السياسة العراقية ، ان يضعوها خلف ظهورهم وهم يمارسون دعاباتهم السمجة ، ليضعوا تحليلاتهم المنافقة في جل مواضعها ، ويقومون بوصف ما يحلو لهم من اوصاف لمراحل الحكم التي تعاقبت على العراق ، ويكون مجال المدح والذم لتلك المراحل على اساس لا تحكمه الموضوعية ولا يميل الى الحياد .. غير ان التاريخ يمكنه عندما يغيب عنه الاقوياء ممن كتبوا صفحاته باقلامهم وبحبر مزيف ، ان يغير سطوره عامداً اظهار الحقيقة ، وهي أنه ليس من حل لمعضلة الشعب العراقي مع انظمته المتسلطة وعلى مر العهود ، سوى ايجاد سبل لمجيء انظمة بديلة تتبنى مشروع بناء الفرد ، قبل أية مشاريع تنموية اخرى .. انظمة بديلة ، تحمل سياسة الانفتاح على الجميع ، فكراً ، ومعتقداً دينياً ومذهبياً ، من خلال الخضوع لسلطة دستور تعده فرق متخصصة كفوءة ، لا تضع امامها سوى مصلحة الوطن والشعب ، كل الشعب ، دون تمييز .
ليس من حل .. سوى الاعتراف بفشل جميع الانظمة الشمولية المبنية على اساس الفكر الواحد ، والحزب الواحد ، والدين الواحد ، والمنطقة الجغرافية الواحدة .. فاحترام الفرد ، من خلال منحه حريته المطلقة ، في ممارسته لحياته الخاصة والعامة ، ما دام ذلك لا يخل ويتعارض مع حقوق الغير، ولا يتقاطع مع مباديء القانون المدني السائد لرعاية شؤون الدولة والمجتمع ، هو السبيل الوحيد لتخطي ما نحن فيه من أزمات متفاقمة ومدمرة .
من هنا ، وبدون الايغال في عمق الاحداث ومحاكاة الماضي البعيد ، فان ثمة واقع يفرض قوانينه ليس على العراق وحده ، وانما في بقية الدول العربية التي اصبحت ضحية هي الاخرى لتسلط الانظمة الشمولية مهما كان نوعها ومرجعياتها السياسية والفكرية ، واقع يذهب الى ضرورة الابتعاد عن الانتماء الى ما يفرض جموداً فكرياً ستكون نتائجه الحتمية هي التطرف ، والانحسار الى فضاءات يغيب عنها الضوء ، فتغيب معه امكانيات التخلي عن مباديء التعصب الاعمى ، والتشدد العقائدي البغيض ، والذي لم يجلب على الجميع سوى معالم الحروب والقتل والدماء .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيحاءات سياسية
- التحالف الغربي مع العرب ، ضد الاتحاد السوفييتي في حرب افغانس ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- أنا ، والشرق العربي ، والصين الشعبية
- تمرد يتعدى الخطوط الحمر
- ورقة من بقايا الذاكرة ..
- غزة .. والانتصارات الكاذبة .
- القضاء السوداني ، وشبهات إقامة الحد .
- من وهج البحث عن الراحة
- الثقافة النخبوية ، وحقوق المرأة .
- ويبقى النفط العربي .. هو المصير
- أفواه ... ودخان
- النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟
- رائحة القبور ..
- الهجرة المعاكسة للفلاحين .. هي الحل .
- اليابان .. وآمال شاكر الناصري
- مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .
- حصار الثقافة .


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - النظام الوطني الديمقراطي ، غير الشمولي في العراق ، هو الحل .