أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - أوهام














المزيد.....

أوهام


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


أعلم أنك تمقتين عندما أتسلل من جانبكِ و أنت محتميةٌ بجسدي من أي شياطين قد تقترب منكِ لتأذيك و أنت هشةٌ جداً و دون أي دفاعاتٍ تُذكر..نعم أعلم أنك تمقتين فراري من عُري جسدكِ الذي يلتصق بي الآن و لكنه يرغب في ذات تلك "الآن" في الفرار مني!!..حسناً لن أبتعد كثيراً فما زلت ملتصقةً بكِ و لكني سأحرر يد واحدة فقط لأكتب لكِ أفكار تضرب جدران عقلي و تصرخ بي محتجة لكي أخبركِ بها و عنها.

عندما هاتفتك دون أن استأذنك مسبقاً برسالةٍ نصية خالية المشاعر كعادتي كنت أتوقع تردداً كبيراً من قبلكِ قبل أن تقرري أنه "لا بأس..فلنتحدث قليلاً" و لكنك لم تفعلي!!..ثانية و نصف الثانية هي كل الوقت الذي احتجته لكي تجيبي بكل لهفةٍ تجيدي وأدها في مهد روحك..حسناً يا نفسي الأمارة بالسوء لا بأس..لا تفسري كل أمرٍ يبدر منها لصالحك كما فعل اليهود بتوراةٍ كانت لهم كتاباً مقدساً..كفي عن ممارسة هذا الأمر الذي يثير جنونها كما جنوني.

و لكن صوتك كان يحمل حينها الكثير من الاشتياق كما الكثير من الخوف!!..كنتِ تريدين أن أنهي المكالمة سريعاً و أن أقترب سريعاً و أن أفر منكِ سريعاً..لم تكوني ترغبي في أن أقترب من حدود عالمكِ كثيراً و ترغبين في ذات الوقت أن ألتصق بكِ جداً!!..حسناً و لكي أنهي حيرتك تلك سأخبرك بأني سأقترب منكِ بالرغم من ذلك الألم الذي تلقيني في وسط ملعبه الضيق لأسير متخبطةً بي و به..بل لعلي سأتمادى بالرغم منه و أريحك من وزركِ فأكذَّب إلهاً قال يوماً أنه:"لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" لأخبركِ أن خطيئتك و رغبتك و خوفك و ألمك كلها أمورٌ يمكن أن أقوم باختلاسها منكِ..فأنا لا أطيق فكرة أن تكون تلك الأمور هي ما ينتظركِ عندما تستلقين على سريركِ وحيدة لتجثم هي فوقك دون أن أكون موجودة لأزيحها عنكِ جانباً..لا لن أفعل ذلك بها لأني أحبك و لكن لأني أرغب في أن أستلقي فوقك عوضاً عنها فربما كان ذلك المكان هو ما قد خُلق لي لأسكنه من دون مزاحمتها هي أو سواها لي في ذلك المسكن.

أعلم أنكِ تخشين تلك الأمور كثيراً و تخشين الألم أكثر منها جميعاً و لكني لا أريد أن تفكري باحتمالية الألم و أنتِ معي ليس و أنت تلتصقين بي على الأقل..فأنا أريدك أن تكوني كطفلةٍ وجدت أن الألم ما هو إلا أسطورة إغريقية قديمة و ربما خرافية رُويت منذ زمنٍ ولى و اندثر..و لهذا سأعدك بأني سأحاول بأن لا يؤلمك في حضوري أو غيابي أي أمر و لهذا أيضاً لا أرغب في أن تخشي شيئاً..ليست أنتِ من تكون معي و يكون الخوف ثالثنا..فلا أرغب في أن تصادري عباراتٍ كانت ترغب في أن تُقال و منعتها لتسكنكِ احتجاجاً على ما تفعلينه بها و بي..لا أرغب في تكون روحك ترغب في أن تهمس لي برغباتها بألمها بجنونها باشتياقها أو حتى بشتائمها و لكنكِ تمنعينها من الانتقال من مسكنكِ إلى مسكني..لا أرغب في أن تتصرفي كداعشي من جزيرة عربيةٍ قاحلة بات لا يعرف إلا التطرف نهجاً لحياته.

لا أرغب في أن نتوب عن هز عرشٍ للرحمن لنزعجه في استلقائه برغبةٍ لا تطيق أن تستكين بداخل جسدينا..أريد أن نلحد بوجوده كما بوجود أي اسمٍ قد يصلح لكي نطلقه على ما بيننا بل و نتمادى فنكفر بالأسماء و التصنيفات و نؤمن فقط أن هنا على هذا السرير و ربما على تلك الكنبة التي تستلقي في صالةٍ منخفضة الإضاءة يوجد شخصان يرغبان دوماً و أبداً في الحصول على القليل من اللذة و الكثير من السعادة..لهذا لا تطلبي مني أن أنصرف عنكِ و أنا أتسلى بكتابة جنوني على جسدك لأني حينها سأعاقبك فأطلب منكِ أن تقضي ليلتك مستلقيةً بداخلي..لأنه يحق لنا بعد كل الذي حدث بيننا و بسببنا أن نحصل على شبح ابتسامة تغمرنا بلذةٍ صباحية قد تستمر لبضع ساعات.

أعلم أعلم..لدي عقل يثير جنونك لأنه يلتقط جميع التفاصيل التي تحدث بيننا و لا يتركها دون أن يقوم بتشريحها على طاولة عواطفه..و أعلم أن كل ما سبق إما أن يكون بضعة أوهام صادرة عن عقل لم يتصف بالاستقرار يوماً و إما أن يكون الحقيقة الوحيدة التي أجاد قلبي التقاطها..لهذا سأعتقل الآن يدي الحرة و التي ما زالت تكتب لكِ لأجعلها تحتضنكِ جداً و من جديد و سأدعكِ أنت من يخبر هذا العقل الغير مستقر كثيراً هل كل ما شعرت به من الأوهام هو أو أنني أفهم تلك الروح التي تسكنكِ جيداً و جداً؟؟.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أركانٍ خمسة!!
- مكعبات
- الطوق و الأسورة
- من دون أي شغف
- نبضةٌ إضافية
- أريد
- حرب
- مغناطيس
- قصة مذهبين
- أفكارٌ هشة
- ختان..اغتصاب و تحرش
- على جناح ذبابة
- تساؤل
- داعشي حتى يثبُت العكس
- أنامل عاهرة
- لائحة اتهام
- الكتابة بمدادٍ من نار
- رجل الستة ملايين دولار
- أن يكون مُسلماً
- من بدَّل دينكم فاقتلوه


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زين اليوسف - أوهام